بيروت ـ “رأي اليوم” :
انتقل الحديث عن المصالحة مع الدولة السورية إلى آخر معاقل المجموعات المسلحة في سوريا عموما في ادلب، وظهرت علنا الأصوات الداعية إلى التفكير في هذا المصير بعد أن تمكن الجيش السوري من بسيط سيطرته على معاقل الفصائل المسلحة الرئيسة في البلاد، حيث يجري الآن إغلاق ملف الجنوب السوري بنجاح.
ودعا الشرعي السعودي عبد الله المحيسني عبر حسابه في تلغرام اليوم، الفصائل في إدلب إلى تشكيل مجلس شرعي خاص متفق عليه لمتابعة قضية “عرابو المصالحات” في ادلب، والذي أطلق عليهم لقب “الضفادع” في إشارة إلى الشيخ عبد الرحمن الضفدع الذي حسم الذهاب إلى مصالحات في بلدات الغوطة الشرقية، ودعا المحيسني لمحاكمتهم وتجريمهم.
وحذر المحيسني من خطر انتشار الشخصيات التي تروج للمصالحات مع السلطة في الشمال، مؤكدًا على ضرورة ملاحقتهم بشكل فوري.
المحيسني دعا الى ضرورة استئصال “الضفادع” عملاء النظام في ادلب حسب وصفه، مستشهداً بما حصل في حوران، ومعتبراً أن ظاهرة الضفادع من أخطر ما ابتليت به ادلب في الوقت الحالي، وستكون ذات أثر بالغ حين يبدأ النظام هجمته على إدلب فيخرجون دفعة واحدة، لذلك من الضروري ملاحقتهم وعدم السماح لهم بالتكاثر ولا التواجد في المنطقة لأنهم سيطعنون بالمقاتلين من الخلف.
الافت هو الرد الذي جاء بتغريدة من الشرعي العسكري لهيئة تحرير الشام “النصرة” “أبو اليقظان المصري”، الذي اعتبر أن أمر تشكيل المجلس الشرعي “مستحيل”.
وقال عبر حسابه الرسمي في “تلغرام” رداً على المحيسني، “جهل بمقاصد الشريعة وحماقة في التعامل مع واقع الساحة”.
واعتبر المصري أن “الذين يدعون إلى المصالحات مع الروس يحذرون الناس من الضفادع، والذين يدعون لتحويل إدلب إلى درع فرات أخرى يعيث المفسدون فيها فسادًا، وتنحى فيها حاكمية الشريعة يحذرون الناس من الضفادع”.
وانقسمت فصائل الشمال حيال مصير إدلب، في الوقت الذي طفى فيه على السطح أصوات تدعو إلى الاستفادة من دروس ما جرى في المناطق الأخرى، والأحتكام إلى الواقع القائم، بالمقابل مازالت شعارات ” إدلب مقبرة الغزاة” حاضرة بقوة، و سود حالة من القلق في ادلب مع تزايد المؤشرات على أنها الهدف المقبل للجيش السوري.
مصدر عسكري رفيع المستوى تحدث لوكالة “سبوتنيك” الروسية عن حيثيات المشهد العسكري المتوقع حدوثه في محافظة إدلب، مبينا أن القيادة السورية حسمت أمرها بشأن تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب حيث تعتبر إدلب مفتاح إعلان إنهاء الحرب التي شهدتها البلاد على مدار 8 سنوات.
وأكد المصدر أن “الخيار العسكري هو المطروح في المرحلة الحالية وأن الجيش السوري يملك من القوة ما تمكنه من تحرير محافظة إدلب بشكل كامل.
وفي تطورات ادلب عادت عمليات الاغتيال إلى واجهة الأحداث في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في إدلب وريفها وتم استهداف الشرعي في هيئة تحرير الشام “أنس عيروط “وثلاثة آخرين برفقته، إثر استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة في مدينة إدلب.
وتأتي العملية بعد أيام من مقتل 9 عناصر من “تحرير الشام” على يد مجهولين في مقر لهم بالقرب من منطقة (إيكاردا) بريف حلب الجنوبي الغربي، حيث تمت تصفية مجمل العناصر في المقر وعددهم 9 بأسلحة كاتمة للصوت، عدا عن عملية نفذها مجهولون في وقت سابق أسفرت عن مقتل 3 عناصر من “تحرير الشام” أيضاً بهجوم على حاجز “الشيخ منصور” شرق مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
تبنى تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” عبر وكالة أعماق عملية اغتيال عنصرين من جيش العزة في إدلب بأعيرة نارية.
تبدو إدلب بناءا على هذه المعطيات في واجهة الأحداث، ويبدو مصيرها قاب قوسين من تحديده نهائيا.