"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تدوين الحديث عند اهل البيت عليهم السلام

تدوين الحديث عند اهل البيت عليهم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم 
الإهداء

الى من روحي وروح العالمين لتراب مقدمه الفداء الى من يملأ الارض قسطتاً وعدلا بعد ما ملأت ظلماً وجورا

الى سيدي ومولاي الامام المنتظر الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف

 

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيموصلى الله على محمد وآله الذين اصطفى

اما بعد :
ان مسألة تدوين الحديث من المسائل المهمة في الشريعة الإسلامية حيث أكد رسول الله صلى الله عليه وآله عليها وكذلك الأئمة الأطهار عليهم السلام فضل تدوين الحديث وكتابته لعظم خطر الكتابة وحاجة الناس إليها، ولكونها أحد الأساليب المهمة لحفظ تراث أي أمة من الأمم ولكونها خير وسيلة لصيانة أي حضارة من الحضارات على مر التاريخ، فقد اهتم الإسلام بالكتابة والتدوين.
ولهذه الأهمية الكبيرة جاء الذكر الحكيم ليقسم بها، فقال وعز من قال (ن * والقلم وما يسطرون) [1]
، وقوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم) “[2]
ولا ريب ا ن رسول الله صلى عليه وآله و أهل البيت سلام الله عليهم هم من اهتموا بتدوين الحديث لان التدوين هو الحافظ للسنة الشريفة من الضياع والنسيان والاختلاق وهذا ما انتهجه أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة والسلام ولهذا جاء بحثنا المتواضع نضعه بين يديك الكريمتين عزيزنا القارئ ونرجو من الله قبوله .

 


قبل ان ندخل في البحث لابد ان نعرف ما هو الحديث :
الـحديث لغة هو الشيء الجديد, ويطلق على مطلق القول والكلام

وفي اصطلاح المحدثين عبارة عن اقوال المعصوم وافعاله وتقريره

والمعصوم عند اهل السنة هو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله 

وعند الشيعة هم النبي والأئمة من اهل بيتهعليهم السلام[3]

الفصل الاول :

حث أهل البيت عليهم السلام على تدوين الحديث

ان أحاديث أهل البيت عليهم السلام وأخبارهم في مسألة الحث على تدوين الحديث فهي مستفيضة، نذكر منها:
عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: ” دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث وكتبوها، فما يمنعكم من الكتاب؟ أما أنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا “، وفي رواية أخرى قال عليه السلام: ” اكتبوا، فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا “[4].
وعنه أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ” القلب يتكل على الكتابة “[5].
عن الحسن بن علي عليهما السلام أنه دعا بنيه وبني أخيه فقال: ” إنكم صغار قوم، و يوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته ” [6]
وعن عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ” احتفظوا بكتبكم، فإنكم سوف تحتاجون إليها “[7]
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ” قيدوا العلم. قيل: وما تقييده، قال: كتابته “[8].
وروي أن رجلا من الأنصار كان يجلس إلى النبي صلى الله عليه وآله فيسمع منه صلى الله عليه وآله الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ” استعن بيمينك ” وأومأ بيده، أي خط[9].
وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في كتاب مصابيح النور:
أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه – رحمه الله – قال:
حدثنا علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري – رحمه الله -: عرضت على أبي محمد صاحب العسكر – الإمام العسكري عليه السلام – كتاب يوم وليلة ليونس، فقال لي: ” تصنيف من هذا؟ فقلت: تصنيف يونس مولى آل يقطين، فقال: ” أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة “[10]
والكليني، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ” اكتب وبث علمك في إخوانك، فإن مت فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم[11]
وروى المجلسي عن البصائر: عن عبد الله بن محمد، عمن رواه، عن محمد بن خالد، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن أبي الحسن قال: كتبت في ظهر القرطاس:
إن الدنيا ممثلة للإمام كفلقة الجوزة، فدفعته إلى أبي الحسن عليه السلام وقلت جعلت فداك، إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته، غير أني أحببت أن أسمعه منك، قال:
فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت أنه قد شق عليه، ثم قال: ” هو حق، فحوله في أديم “[12].
وفي الجملة، يتعين أن كتابة العلم، وتقييد الحديث بالكتابة والحفظ من الأمور المحبذة عند الشارع، بل حث عليها، وأوصى بها، وشوق الرواة والحفاظ بالاستعانة في الحفظ على الكتابة، وكما مر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ” اكتبوا،فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا “، وعنه أيضا قال: ” القلب يتكل على الكتابة “،… الخ.

الفصل الثاني

تدوين أهل البيت عليهم السلام للحديث

الإمام علي عليه السلام
إنّ الثابت عن علي عليه السلام هو أنّه أوّل من دوّن الأحاديث الشريفة في كتاب، وهو كتاب: (الجامعة) وقد يسمّى بـ: الصحيفة، أو: الصحيفة الجامعة، أو: كتاب عليّ عليه السلام ، وهو من إملاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ عليّ عليه السلام بيده.
فعن الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس، وإنّ الناس ليحتاجون إلينا، وإنّ عندنا كتاباً إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وخطّ عليّ عليه السلام ، صحيفة فيها كلّ حلال وحرام»[13].
وقد كانت الصحيفة عند الأئمّة من ولد علي يتوارثونها ويحرصون عليها غاية الحرص، فعن الحسن بن علي عليه السلام : إنّ العلم فينا، ونحن أهله، وهو عندنا مجموع كلّه بحذافيره، وإنّه لا يحدث شيٌ إلى يوم القيامة حتّى أرش الخدش إلاّ هو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله وخطّ علي بيده[14]
وقد كان هذا الكتاب عند الإمام الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ الباقر، ثمّ الصادق الى الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف [15]
وقد ورد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمَرَ عليّاً بالتدوين وقال له: اكتب ما أُملي عليك، فقال علي: يا نبي الله! أَوَتخاف؟ قال: لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك فلا ينساك، لكن دوّن لشركائك، قال: ومن شركائي يا رسول الله؟ قال: الأئمّة من ولدك [16]
فعن الصادق أنّه قال: كان علي بن الحسين إذا أخذ كتاب علي فنظر فيه، قال: من يطيق هذا؟![17]
وعن عذافر الصيرفي قال: كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر (أي الباقر) فجعل يسأله، وكان أبو جعفر له مكرماً، فاختلفا في شي! فقال أبو جعفر: يا بني! قم، فأخرِج كتاب علي فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً وفتحه، وجعل ينظر، حتّى أخرج المسألة، فقال أبو جعفر: هذا خط علي وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وأقبل على الحَكَم، وقال: يا أبا محمّد! اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم ـ يميناً وشمالاً ـ فوالله لا تجدون العلم، أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل(عليه السلام)[18]
وإلى جانب ذلك، يوجد كتاب آخر لعليٍّ عليه السلام باسم كتاب «الجَفْر»[19]وحقيقة الجَفْر:هو كتاب كُتِب على جلد الجَفْر أيّ: جلد ثور أو شاة، ولذا سمّي بكتاب الجفر، وهو أيضاً من إملاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ الوصيّ عليه السلام و أحاديث الجَفْر في كتب الشيعة لا شكّ في تواترها عن أهل البيت عليهم السلام ، ففي «بصائر الدرجات» وحده أكثر من عشرين طريقاً متّصلاً بأبي عبد الله الصادق عليه السلام ، في خصوص كتاب الجفر [20]، هذا فضلاً عمّا في غيره [21].وممن اعترف بهذا الكتاب من علماء العامة أيضاً الشريف الجرجاني (ت 816 هـ) في«شرح المواقف[22] وصاحب «كشف الظنون»،وابن خلدون الاَموي (ت 808 هـ) في تاريخه[23] ولاَبي العلاء المعرّي ابيات شعرية يردّ فيها على من ينكر حقيقة العلم الموجود في كتاب الجفر[24] لم ينحصر عمل الإمام فيما كتبه في (الكتاب) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، إذ نصّت المصادر على أنّ عليّاً كان قد دوّن كتباً أُخرى استقيت من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد نسب الشريف المرتضى المتوفّى 436 هـ إلى الإمام كتاب (المحكم والمتشابه في القرآن)[25] ، والأشعري القمّيّ المتوفّى 103 هـ نسب إليه كتاب (ناسخ القرآن ومنسوخه)[26] ، والحافظ ابن عقدة الكوفي المتوفّى 333 هـ ذكر للإمام (ستين نوعاً من أنواع علوم القرآن)[27].

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
كان عند السيّدة فاطمة سلام الله عليها كتابٌ أخذته عن أبيها، ذكره الفريقان.
فجاء في كتب أهل السنّة والجماعة كما نقل الخرائطي عن مجاهد قوله: دخل أُبي بن كعب على فاطمة ابنة محمّد فأخرجت إليه كربة فيها كتاب (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره)[28].
وقال القاسم بن الفضيل، قال لنا محمّد بن علي: كتب إلي عمر بن عبد العزيز: أن انسخ وصيّة فاطمة، فكان في وصيّتها الستر الذي يزعم النّاس أنّها أحدثته، وأنّ رسول الله دخل عليها فلمّا رآه رجع.[29] وذكر من الشيعة ابن بابويه القمّي بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: كنت انظر في كتاب فاطمة، فليس مَلِكٌ يملِكُ إلاّ وهو مكتوب باسمه واسم أبيه.[30]
وفي الكافي: أنّ الصادق (عليه السلام) أجاب عن مسألة سئل فيها اعتماداً على كتاب فاطمة(عليها السلام) وقد اشتهر كتاب فاطمة بالمصحف وهذا هو الذي استغلّه المغرضون للتشنيع على أنصار مدرسة أهل البيت، مع العلم أنّ كلمة (مصحف) و(صحيفة) كانتا تطلقان منذ الصدر الأوّل الإسلامي على كلّ كتاب، ولا يختصّ بكتاب الله عزّ وجلّ حتّى يلزم تصحيح ما يقولونه.
الإمام الحسن بن علي (المجتبى)(عليهما السلام)
انّ الحسن بن علي أكّد أكثر من مرّة على أهمّيّة نشر العلم الأصيل وضرورة تحمّل أهل البيت وأولادهم لمسؤوليّة حفظ الشريعة عبر التدوين والتحديث.
فعن شرحبيل بن سعد، قال: دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه، قال: يا بني وبني أخي! إنّكم 
صغارُ قوم، يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلّموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه فليكتبه 
وليضعه في بيته[31]
فالإمام أوصى أبناءه وأبناء أخيه بتحمّل العلم منذ الصبا لينتفعوا به ولينفعوا الآخرين، وذلك لصيرورة العلم على حافّة الضياع وخطر الهاوية.
وعن أبي عمرو بن العلاء، قال: سئل الحسن بن علي عن الرجل يكون له ثمانون سنة يكتب الحديث؟ قال: إنّه يحسن أن يعيش [32]
وكانت عند الإمام الحسن صحيفة أبيه الإمام علي بن أبي طالب، يحتفظ بها وينقل عنها علوم محمّد (صلى الله عليه وآله) ، قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: سألت الحسن بن علي عن قول علي في الخيار، فدعا بربعة، فأخرج منها صحيفة صفراء مكتوب فيها قول علي في الخيار[33]
الإمام الحسين بن علي الشهيد عليهما السلام
إنّ الإمام الحسين كان من دعاة التدوين والتحديث، وممّا يؤيّد ذلك ما جاء في خطبته بمنى: أمّا بعد،فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإني أريد أن أسألكم عن شئ، فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني. أسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله وحق قرابتي من نبيكم، لما سيرتم مقامي هذا ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس ووثقتم به، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا، فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب، والله متم نوره ولو كره الكافرون. [34]
ومن الثابت عند أئمّة أهل البيت وشيعتهم أنّ كتاب الإمام علي دخل في حيازة الإمام الحسين بعد وفاة أخيه الإمام الحسن، والإمام الحسين لمّا حضره الذي حضره ـ كما في بصائر الدرجات ـ دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين فدفع إليها كتاباً ملفوفاً…[35] ، وفي آخر: أنَّ الكتب كانت عند علي (عليه السلام) فلمّا سار إلى العراق استودع الكتب أُمّ سلمة، فلمّا مضى علي كانت عند الحسن، فلمّا مضى الحسن كانت عند الحسين، فلمّا مضى الحسين كانت عند علي بن الحسين…[36]
وجاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (الصادق) عن المحرم يموت كيف يصنع به، فحدّثني أنّ عبد الرحمن بن الحسن بن علي مات بالأبواء مع الحسين بن علي وهو محرم، ومع الحسين عبد الله بن العبّاس، وعبد الله بن جعفر، فصنع به كما صنع بالميّت وغطّى وجهه ولم يمسّه طيباً، قال: وذلك في كتاب علي (عليه السلام) [37].
الإمام علي بن الحسين السجّاد عليهما السلام
أُثِر عن الإمام السجّاد عدّة رسائل أشهرها: رسالة الحقوق، والصحيفة السجادية
فقد قال أبو حمزة الثمالي: قرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين وكتبت ما فيها، ثمّ أتيت علي بن الحسين فعرضت ما فيها عليه، فعرفه وصحّحه[38].
وروى الكليني بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين إذا أخذ كتاب علي فنظر فيه قال: من يطيق هذا؟ قال: ثم يعمل به.[39]
هذا، وقد روى محمّد الباقر وزيد بن علي والحسين الأصغر ـ أبناء الإمام السجّاد ـ رسالة عن أبيهم في أحكام الحجّ.[40]
واشتهر عن ولديه الإمام زيد والإمام الباقر اهتمامهما بأمر التدوين، إذ عدّ مقدّم
كتاب مفاتيح كنوز السنّة الشيخ أحمد محمّد شاكر كتاب المجموع أو مسند الإمام زيد وهذا يزيد في توثيق مدوّنات الإمام زيد بن علي ـ لو صحّ الانتساب إليه ـ والإمام محمّد بن علي الباقر، فإنّ فيهما الكثير ممّا أخذاه عن أبيهما عن آبائه.
فترى هذا التوافر والتواصل من أئمّة أهل البيت منصبّاً على التدوين والتحديث والكتابة، إذ ظهر لك أنّهم كانوا يدوّنون ويأمرون أبناءهم بالتدوين ويحثّون أصحابهم عليه، مع الأخذ بنظر الاعتبار عصر الإمام السجّاد بالخصوص، فإنّه من أحرج الأزمنة على علماء آل محمّد لكونه بعد واقعة الطفّ، فبروز مدوّنات قيّمة عن ذلك العصر الإسلامي بفضل مدرسة التدوين ما هو إلاّ معجزة من المعاجز في تاريخ الثقافة الإسلاميّة.
الإمام محمّد بن علي الباقر عليهما السلام
إنّ عصر الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) يعدّ العصر الذهبي بالنسبة لنشر أحكام مدرسة التدوين، وذلك لما أعدّ الله تعالى في تلك البرهة من ظروف سياسيّة، شُغِلت بها الحكومات ـ من قيام دولة وسقوط أٌخرى وغيرها ـ ممّا فتح المجال لأصحاب مدرسة التدوين في أن يدوّنوا ويحدّثوا ويبرزوا ما عندهم من مدوّنات دون أي وجل. عن محمّد بن مسلم، قال: نشر أبو جعفر صحيفة، فأوّل ما تلقاني فيها: (ابن أخ وجدّ، المال بينهما نصفان)، فقلت: جعلتُ فداك إنّ القضاة عندنا لا يقضون لابن الأخ مع الجدّ بشي، فقال: إن هذا الكتاب بخطّ علي وإملاء رسول الله![41].
وقد كانت عند محمّد الباقر (عليه السلام) كتب كثيرة أُخرى، أخذها عن آبائه وأجداده وعن خالصي الصحابة، كما أملى الكثير الكثير ممّا ورثه من العلم فكتبت عنه المدوّنات.
قال محمّد عجاج الخطيب: وكان عند محمّد الباقر بن علي بن الحسين (56 ـ114 هـ) كتب كثيرة سُمِعَ بعضها منه ابنه جعفر الصادق وقرأ بعضها[42]
وقال عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب: كنت أختلف إلى جابر بن عبد الله، أنا وأبو جعفر معنا ألواح نكتب فيها[43].وواضح أنّ جابراً كان موصى من النبي أن يوصل بعض الوصايا إلى الباقر(عليه السلام).
وقد روى أبو الجارود العبدي عن الإمام الباقر كتاباً في تفسير القرآن[44]وعند عدّة من أصحابه كُتبٌ ونسخ أًخرى عنه (عليه السلام)[45]وقد دوّن الكثير من أصحابه ما حدّث به وقاله.

الإمام جعفر بن محمّد (الصادق)(عليهما السلام(
وأمّا الإمام جعفر بن محمّد فإنّه قد أكّد على التدوين، وكان بين الفينة والأُخرى يظهر كتاب علي (عليه السلام) إلى أصحابه وللسائلين، خصوصاً إذا ما اختلف في مسألة من المسائل.
فعن أبي بصير المرادي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن شي من الفرائض، فقال لي: ألا أخرج لك كتاب علي؟
فقلت: كتابُ علي لم يدرس؟!
فقال: إنّ كتاب علي (عليه السلام) لا يدرس، فأخرجه فإذا كتاب جليل، وإذا فيه (رجل مات وترك عمَّهُ وخالَهُ، فقال: للعمّ الثلثان وللخال الثلث([46]
فأبو بصير وهو من المقرّبين لأئمّة آل البيت(عليهم السلام) ومن الآخذين عنهم يظّن أنّ كتاب علي قد درس نتيجة منع أبي بكر عن المدوّنات، أو لعلّ عمر أحرقه فيما أحرق من كتب الصحابة، أو لعلّ معاوية تتبّعه بعد مقتل الإمام علي فأتلفه، لكنّ الإمام يجيبه بضرس قاطع (إنّ كتاب علي لا يدرس)، وذلك تقريراً لحقيقة أنّ هذا الكتاب هو أغلى شي عند أئمة أهل بيت فيستحيل أن يدرس أو يتلف، بل هو محفوظ عندهم يتوارثونه ويحفظونه كابراً بعد كابر.
ولكثرة اهتمام الإمام جعفر الصادق بالمدوّنات والكتب قيل عنه بأنّه صحفي، 
فاعتزّ بتلك النسبة وقال: نعم أنا صحفي، قرأت صحف آبائي إبراهيم وموسى[47]
وعن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: دخل علي أُناس من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث كتبوها، فما يمنعكم من الكتاب، أَما إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا[48]
وفي الكافي عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح، عن عبدالله بن ايوب عن أبي عمرو المتطبب قال: عرضت على أبي عبدالله يعني كتاب ظريف في الديات.

الإمام موسى بن جعفر (الكاظم)(عليهما السلام)

سار الإمام موسى بن جعفر على نهج آبائه وأجداده في التدوين وحفظه لمدوّناتهم، وبالخصوص كتاب علي (عليه السلام) ، لكنّ التدوين في عصره الشريف يكاد يتّخذ شكلاً آخر، وهو شكل المكاتبات السرّيّة التي كان يكاتب بها أصحابه ويجيبهم عن مسائل دينيّة من وراء قضبان حديد هارون الرشيد العبّاسي، فقد مكث الإمام الكاظم في السجن سبع سنوات على ما في بعض الروايات وعلى بعضها خمسة عشر عاماً، وهذه المدّة الطويلة من الحبس تفرز بطبيعة الحال أُسلوب المكاتبة، فلذلك كان الإمام يكاتب أصحابه ويكاتبونه ولم يكتف بدخول بعض أصحابه إليه سرّاً وسؤالهم إياه عن مسائل دينهم برغم ما في الكتابة من خطورة احتمال عثور السلطات عليها. هذا من ناحية.

الإمام علي بن موسى (الرضا)(عليهما السلام)
كانت كتب أهل البيت(عليهم السلام)محفوظة عندهم إماماً عن إمام. وأهمّ تلك الكتب كتاب علي(عليه السلام) كما عرفت، والجفر والجامعة وقد وصل هذا الكتاب إلى الإمام الرضا(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام).
أما عن الجفر فقد روى الكشي في رجاله عن نصر بن قابوس: أنّه كان في دار الإمام الكاظم، فأراه ابنه الإمام الرضا وهو ينظر في الجفر فقال: هذا ابني علي والذي ينظر فيه الجفر [49].
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن (عليه السلام) ، وعن أبيه عن ابن فضال قال: عرضت كتاب علي على أبي الحسن (عليه السلام) فقال: هو صحيح، قضى أمير المؤمنين في دية جراحة الأعضاء [50].
وللإمام صحيفة رواها عن آبائه تسمّى بـ (صحيفة الرضا) وقد طبعت عدة مرّات.
وله أيضاً الرسالة الذهبيّة التي كتبها للمأمون العبّاسي، فأمر المأمون بكتابتها بماء الذهب، ولذلك سمّيت بالذهبيّة ـ وقيل في سبب التسمية شي آخر ـ وقد طبعت هذه الرسالة عدّة طبعات.
كلّ هذا، غير ما أملاه(عليه السلام) على أصحابه وعلى فقهاء ومتفقهي المسلمين آنذاك، إذ كانت للإمام مجالس تدريس وإملاء.
روى علي بن علي الخزاعي ـ أخو الشاعر دعبل بن علي الخزاعي ـ قال:
حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا(عليه السلام) بطوس، إملاءً في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر [51].
وهذا صريح بوجود مجالس كان يملي بها الإمام الرضا العلوم الإسلامية على علماء وحفّاظ المسلمين، وأنّه كان يهتّم بالتدوين والمدوّنات.
الإمام محمّد بن علي (الجواد)(عليهما السلام)
واصل الإمام الجواد مسيرة التدوين وحفظ المدوّنات والسعي الحثيث لضبطها وإبقائها، وقد عقد الخلفاء مجالس مناظرة لإفحامه، أو التقليل من شأنه العلمي باعتبار صغر سنّة، فلم يفلحوا في شي من ذلك، بل صار العكس حين انبهر به وبعلمه الفقهاء وعامّة المسلمين، وقد اشتهر عنه(عليه السلام) اهتمامه بالمسائل العقائديّة بجنب اهتمامه بالفقه والتدوين نظراً للظروف التي كان يعيشها ولم تقتصر جهود الإمام العلميّة على إدارته لمجالس المناظرة والمطارحة، بل راح يواصل مسيرة التوثيق التي ذكرناها، فكان على كامل الاطّلاع بما في كتاب علي(عليه السلام) وما نقل عنه الباقر والصادق (عليهما السلام).
فعن محمّد بن الحسن بن أبي خالد، قال: قلت لأبي جعفر الثاني: جعلت فداك; إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله، وكانت التقيّة شديدة فكتموا كتبهم فلم تُروَ عنهم، فلّما ماتوا صارت الكتب إلينا؟
فقال(عليه السلام): حدّثوا بها فإنّها حقّ [52].
فالإمام كان يعرف مدوّنات آبائه ـ رسماً ومحتوىً ـ فيبكي ويضع الخطّ على عينيه ويقسم إنّه خطّ أبيه دَفعاً لاحتمال كونه كتاباً آخر زُوِّر على الإمام الرضا (عليه السلام).
قال إبراهيم بن أبي محمود: دخلت على أبي جعفر ومعي كُتُبٌ إليه من أبيه، فجعل يقرأها ويضع كتاباً كبيراً على عينيه ويقول: خطّ أبي والله، ويبكي حتّى سالت دموعه [53].
ثمّ إنّ الإمام كان يؤكد على أهمّيّة التدوين، وأنّه أَوْقَعُ في النفوس من مجرّد النقل، بل أوثق في نفس المنقول له، خصوصاً وأنّ في القارئين للمدوّنات مَن يعرف خطّ الإمام(عليه السلام).
فعن عبد العزيز بن المهتدي أنّه سأل الإمام الجواد عن يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب إليه بخطّه (أُحبّه وأترحّم عليه وإن كان يخالف أهل بلدك) [54].
ولقد وردت رسائل وكتب عن الإمام إلى أصحابه، فعن أحمد بن محمّد بن عيسى قال: بعث إلي أبو جعفر غلامه معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه… إلى أن يقول: قال: احمل كتابي إليه ومُرْهُ أن يبعث إلي بالمال، فحملت كتابه إلى زكريّا بن آدم فوجّه إليه بالمال [55].
وعن الحسن بن شمعون قال: قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني بخطّه: بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي! أحسن الله جزاك [56]… وللإمام(عليه السلام) كتاب آخر لعلّي بن مهزيار كتبه إليه ببغداد [57]، وكتاب آخر كتبه إليه بالمدينة [58].
الإمام علي بن محمّد (الهادي)(عليهما السلام)
كان كتاب علي(عليه السلام) عند هذا الإمام الهمام، ينقل عنه آثار رسول الله وسنّته المباركة للمسلمين، كما كان ذلك دأب أسلافه الأئمّة الصالحين الأبرار، وقد بلغ من عناية هذا الإمام بتبليغ الأحكام والمروّيات التي في كتاب علي(عليه السلام) أنّه حرص على نقل بعض ما في الكتاب وهو في مرض الموت، من علّته التي سُمّ فيها(عليه السلام).
وقد واصل الإمام علي الهادي عمليّة التوثيق للمروّيات والمدوّنات عن آبائه وأجداده لكي تصل الأحاديث خالصة ناصعة إلى الأجيال القادمة.
قال محمّد بن عيسى: أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث(عليه السلام) وجوابه بخطّ يده،فقال: نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك، وأحاديث قد اختلفوا علينا فيها، كيف العمل بها على اختلافها; والردّ إليك وقد اختلفوا فيه؟ فكتب إليه وقرأته (ما علمتم أنّه قولنا فالزموه وما لم تعلموا أنّه قولنا فردّوه إلينا) [59].
فالإمام هنا يوجب على أصحابه إرجاع المروّيات أو المختلف فيها والمشكوك في صحّة نسبتها من المدوّنات والمروّيات إلى أئمّة أهل البيت ليوثّقوا الصحيح ويتركوا المفترى منها على الأئمّة(عليهم السلام) أو التي أصابها الغلط والاشتباه 
الإمام الحسن بن علي (العسكري)(عليهما السلام)
انصبّت جهود الإمام العسكري(عليه السلام) في مصبَّين رئيسيين:
أوّلهما أهمّيّة تبليغ خاصّة أصحابه بما يتعلّق بولده محمّد المهدي، وأنّه القائم بعده بأمر الإمامة والتبليغ.
والمصبّ الثاني، هو التدوين والتوثيق للمدوّنات، من خلال عرضها على كتاب علي(عليه السلام) أو ما أخذه عن آبائه وأجداده(عليهم السلام). والذي يهمّنا هنا هو ثاني المصبّين لمساسه بالموضوع المبحوث عنه.
فعن سعد بن عبد الله الأشعري، قال: عرض أحمد بن عبد الله بن خانبه كتاباً على مولانا أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد صاحب العسكر(عليه السلام) فقرأه، وقال: صحيح فاعملوا به [60]
وقد أصبح هذا الكتاب الذي قرّر صحّة ما فيه الإمام العسكري مصدراً للراغبين في العلم الصحيح، والمروّيات الموثّقة، فصاروا يقابلون على ذلك الكتاب ما عندهم من مدوّنات فالإمام العسكري أخرج إليهم كتاب عمل، يبدو أنّ فيه أُمّهات المسائل ومهمّاتها، وهذا ما يعني كثرة اهتمامه(عليه السلام) بالتدوين، إذ مع وجوده(عليه السلام) بينهم، قدّر أهمّيّة التدوين وشموليّته وعموم فائدته، فأخرج لهم كتاب عمل.
هذا وقد ورد عن الإمام العسكري تفسيراً للقرآن الكريم، طبع مراراً باسم (تفسير الإمام العسكري).
الإمام محمّد بن الحسن(عليهما السلام) (المهدي) عجل الله فرجه الشريف
إنّ الإمام المهدي ورث علوم آبائه وأجداده كما ورث كتاب علي وغيره من الكتب التي كانت عندهم، وقد صرّح أئمّة أهل البيت بأنّ ما في كتاب علي أو مصحف فاطمة أو غيرهما من مدوّنات عصر الرسالة يكون عند محمّد المهدي، وعن الحسن بن وجناء النصيبي، قال في حديث طويل في رؤيته الحجّة، محمّد بن الحسن في سامرّاء: ثمّ دفعَ إلي دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه، فقال: بهذا فادعُ، وهكذا صلِّ عَلَيَّ، ولا تعطه إلاّ محقّي أوليائي..[61].
وبهذا عرفت أنّ التواصل التدويني عند أئمّة أهل البيت ابتدأ بكتابة علي بن أبي طالب وتدوينه، واستمرّ جيلاً بعد جيل حتّى الإمام محمّد المهدي، ومن ثمّ جمع المدوّنات أصحاب الأئمّة وعلماؤهم.
وقد عرفت إصرارهم وتأكيدهم ـ خصوصاً بعد إمامة الإمام الكاظم ـ على مسألة التوثيق للمدوّنات، وإن كانت عمليّة التوثيق عمليّة أصيلة قديمة، طالما أكد عليها الأئمّة ومارسوها، ووثّقوا ما عرضه أصحابهم عليهم، لكنّ الثقل الأكبر للتوثيق والذي كان ملحوظاً بنسبة عالية، كان في عصر الإمام الرضا ومَن بعده من الأئمّة.

خاتمة

وبهذا نتيقّن بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن يحفظ شريعته بواسطة التدوين عند أهل بيته لتبقى المدوّنات ذخراً وتراثاً علميّاً لأجيال المسلمين في العصور المتأخّرة.
فاستعانة أئمّة أهل البيت بكتاب علي ونظرهم فيه وإشهادهم الآخرين عليه جاء لتوثيق ما يقولونه وينقلونه عن رسول الله وأنّه لم يأتِ جزافاً عن رأي بل له أصل عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
فنهج التدوين والمحافظة على المدوّنات كان ديدن أئمّة أهل البيت وأتباعهم، مقابل الإحراق والإتلاف ومنع التحديث والتدوين والكتابة الذي دأب عليه أصحاب مدرسة (الاجتهاد والرأي)، وهذا ما لا يدع مجالاً للشكّ بأوثقيّة وأضبطيّة (ما هو الحجّة) عند أهل البيت ونهج التعبّد دون ما عند المدرسة المقابلة من موروث مختلط متأثّر بشتّى العوامل وشتّى الآراء بدءاً من تشريع الاجتهاد والرأي قبال النصّ ومروراً بتثبيت القياس والاستعانة بالأصول الجديدة المطروحة لاحقاً، وانتهاءً بما لا نهاية له من آراء واتّجاهات ,
وإننا نرى اليوم الاختلاف بين المسلمين وضياع الأحكام الشرعية مع وجود المدوّنات المتأخّرة زماناً، فكيف بنا لو لم يكن هناك تدوين أصلاً؟!
ولا نعلم أنّه لو لم تكن حفظت لنا تلك المدوّنات من قبل اهل البيت عليهم السلام إلى يومنا هذا، فماذا كان مصير التشريع الإسلامي.

 

المصادر :

1- معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام.

2- مسند الإمام الرضا .

3- اضواء على الصحيحين – محمد صادق النجمي




[1] القلم1-2

[2] العلق 1،5 

[3] جامع احاديث الشيعة : الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي

[4]الكافي: ١ / ٥٢، ومنية المريد: ص ٣٤٠.

[5]الكافي: ١ / ٥٢.

[6]منية المريد: ص ٣٤٠.

[7]الكافي: ١ / ٥٢.

[8]منية المريد: ص ٣٤٠.

[9]منية المريد: ص 340.

[10]رجال النجاشي: ص ٤٤٧.

[11]الكافي: ١ / 52.

[12]البحار: 2 / 145.

[13]أُصول الكافي 1|241 ـ 242 ح 6، وبصائر الدرجات: 149 ح 14

[14]الاحتجاج، للطبرسي 2: 6، البحار 44: 100.

[15]بصائر الدرجات: 164، باب في الأئمة(عليهم السلام) أن عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخط علي(عليه السلام).

[16]بصائر الدرجات: 187، باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله، ح 22

[17]الكافي 8: 163 رقم الحديث 172

[18]رجال النجاشي: 360 ترجمة 966

[19]الجَفْرُ لغةً: من أولاد الشاة ، قال أبو عبيد: إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجَفَرَ جنباه، وفُصل عن أُمه، وأُخذ في الرعي فهو جَفَرٌ/ لسان العرب 2|304

[20]بصائر الدرجات: 170 ـ 181 ح 1 ـ 7 و 9 ـ 16 و 19 ـ 22 و24 و 30 و 31 و 33 و 34

[21]أُصول الكافي 1|185 ـ 188 ح 1 و 3 ـ 7، و1|249 ح 2، وكمال الدين 2|352 ح 50، والفقيه 4|300 ح 910 والغيبة ـ للشيخ الطوسي ـ: 167 ح 129 وبحار الاَنوار 51|21 ح 9 وقد أحصى السيّد الاَمين في أعيان الشيعة 1| 96 طرق الجفر فبلغت أكثر من أربعين طريقاً.

[22]شرح المواقف 6|22 في المقصد الثاني، مبحث العلم الواحد الحادث هل يجوز تعلّقه بمعلومين؟

[23]تاريخ ابن خلدون 1|589 الفصل 53

[24]أعيان الشيعة 1|96

[25]الذريعة 20: 154 ـ 155.

[26]رجال النجاشي: 177 رقم 467

[27]البحار 93: 3.

[28]مكارم الأخلاق، للخرائطي: 43 رقم 317 طبعة القاهرة، مكتبة السلام

[29]مسند أحمد 6: 283، ح 26464

[30]الكافي 1: 242، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام، ح 8.

[31]التاريخ الكبير 8: 408، ت 3501، سنن الدارمي 1: 140، ح 511

[32]شرف أصحاب الحديث: 69 رقم 146.

[33]العلل لأحمد بن حنبل 1: 346

[34]الاحتجاج 2: 19 باب احتجاج الحسن عليه السلام على معاوية في الإمامة عن سليم بن قيس.

[35]الكافي 1: 290، باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحداً فواحداً، ح 3

[36]بصائر الدرجات: 182، الجزء الرابع، ح 1، و187

[37]تهذيب الأحكام 5: 383، ح 1337 كتاب الحجّ

[38]الكافي 8: 14، باب صحيفة علي بن الحسين، ح 2

[39]الكافي 8: 163، ح 172.

[40].طبعت هذه الرسالة بمطبعة الفرات، بغداد، بتقديم العلاّمة السيّد هبة الدين الشهرستاني، منسوباً إلى الإمام زيد

[41]الكافي 7: 112، باب ابن الأخ والجد، ح 1.

[42]السنّة قبل التدوين: 354 ـ 355.

[43]تقييد العلم: 104

[44]الفهرست لابن النديم 36

[45]رجال النجاشي: 151 رقم 396 و397

[46]الكافي 7: 119، باب ميراث ذوي الأرحام، ح 1، التهذيب 9: 324 الباب 30، ح 2.

[47]علل الشرائع 1: 89، الباب 81، ح 5.

[48]جامع أحاديث الشيعة 1: 298

[49]رجال الكشي: 382.

[50]تهذيب الأحكام 10: 292، ح 1135.

[51]أمالي الطوسي 1: 359، 361

[52]الكافي 1: 53، باب النوادر، ح 15.

[53]رجال الكشّيّ: 475.

[54]رجال الكشّيّ: 413. والظاهر أن المقصود بالبلد البصرة كما في شرح أصول الكافي للمازندراني 7: 6. وذلك أن أهل البصرة كانوا آنذاك من العثمانية أتباع الرأي والاجتهاد. وأعداء التعبّد والتدوين.

[55]الاختصاص: 87، رجال الكشّيّ: 497.

[56]الغَيبة للشيخ: 349.

[57]رجال الكشّيّ: 460 ـ 461

[58]رجال الكشّيّ: 460 ـ 461.

[59]مختصر بصائر الدرجات: 75

[60]فلاح السائل: 183.

[61]كمال الدين: 443 ـ 444، الباب 43، ح 17