شفقنا :
ثمة سؤال يطرح: ما تفسير قوله تعالى (ووالد وما ولد)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: ما تفسير قوله تعالى (ووالد وما ولد)؟
الجواب: جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي 10/361:
((وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)) (البلد:3) يعني آدم عليه السلام وذريته عن الحسن ومجاهد وقتادة، وذلك انهم خليقة اعجب من هذه الخليقة وهم عمار الدنيا.
وقيل آدم وما ولد من الانبياء والاوصياء، واتباعهم، عن أبي عبد الله عليه السلام. وقيل: يريد إبراهيم عليه السلام وولده، عن ابن أبي عمران الجوفي، لما اقسم بالبلد اقسم بابراهيم،فانه بانيه، وبأولاده العرب اذ هم المخصصون بالبلد.
وقيل: يعني كل والد وولده، عن ابن عباس والجبائي. وقيل: ووالد من يولد له، وما ولد يعني العاقر، عن ابن جبير. فيكون ما نفيا، وهو بعيد لأنه يكون تقديره: وما ما ولد فحذف ما الاولى التي تكون موصولة، او موصوفة).
وقريب من بعض هذه الآراء في التفسير الصافي 5/329. وقال في نفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي 5/ 578 ((وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)) قال أمير المؤمنين عليه السلام وما ولد من الإئمة) وقال في تفسير الميزان 20/290:
قوله تعالى ((وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)) لزوم نوع من التناسب بين القسم والمقسم عليه يستدعي ان يكون المراد بالوالد وما ولد من بينه وبين البلد المقسم به بنسبة ظاهرة وينطبق على إبراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام وهما السببان الاصليان لبناء بلدة مكة والبانيان للبيت الحرام قال تعالى ((وَإِذ يَرفَعُ إِبرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسمَاعِيلُ)) (البقرة:127)، وابراهيم هو الذي سأل الله ان يجعل مكة بلدا آمناً قال تعالى ((وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبِّ اجعَل هَـذَا البَلَدَ آمِناً)) (ابراهيم:35).
وتنكير (والد) للتعظيم والتفخيم، والتعبير بقوله (وما ولد) دون ان يقال: ومن ولد، للدلالة على التعجيب من امره مدحا كما في قوله تعالى ((وَاللّهُ أَعلَمُ بِمَا وَضَعَت)) (آل عمران:36).
والمعنى واقسم بوالد عظيم هو إبراهيم وما ولد من ولد عجيب امره مبارك اثره وهو اسماعيل ابنه وهما البانيان لهذا البلد فمفاد الآيات الثلاثة الاقسام بمكة المشرفة وبالنبي صلى الله عليه وآله الذي هو حل فيها وبابراهيم واسماعيل اللذين بنياها، الى آخر ما قال.
النهایة