قوات الاحتلال تحاصر «الخان الأحمر» وتبدأ بخطوات هدمه والفلسطينيون يتصدون لها والسلطة تطالب بتدخل دولي

رام الله – «القدس العربي»:

اتخذت سلطات الاحتلال من الناحية العملية كامل الاستعدادات، لتنفيذ مخططها الاستيطاني الكبير، القائم على هدم منطقة «الخان الأحمر» في مدينة القدس، بعد أن دفعت بجرافات ومعدات عسكرية للمنطقة، شرعت بشق طريق يوصل إلى تلك المنطقة البدوية.
وحاصرت قوات الاحتلال صباح أمس، تجمع الخان الأحمر البدوي، الواقع إلى الجنوب من مدينة القدس المحتلة، بعد أن دفعت بقوات كبيرة وجرافات للمكان. وقامت تلك القوات الإسرائيلية التي حضرت بصحبة جرافات ومعدات هدم، بإزالة الفاصل الحديدي المحيط في المنطقة، لتتمكن من إدخال آلياتها استعدادا لهدمه وتهجير سكانه، بعد أن أعلنت «منطقة عسكرية».

وشمل الاعتداء الإسرائيلي على هذا التجمع الذي يضم نحو مئتي شخص، غالبيتهم من الأطفال، نشر أفراد من الشرطة، كما استدعت حافلات، تمهيدا لنقل السكان إلى بلدة العيزرية.
وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت الأهالي في وقت سابق، أوامر بإغلاق طرق داخلية في التجمع، بعد أن شرعت طواقم هندسية بإجراء عمليات مسح للمنطقة، تحضيرا لعملية الهدم.

وتريد سلطات الاحتلال هدم المنطقة وتفريغها من سكانها، بهدف إعطاء المجال بشكل أكبر لعمليات التوسع الاستيطاني في تلك المنطقة من القدس المحتلة، حيث تعمل على جعل المنطقة الشرقية للضفة الغربية منطقة استيطانية بالكامل.
ويوجد في منطقة الخان الأحمر متضامنون ومسؤولون من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، يشاركون الأهالي اعتصامهم الدائم، رفضا لقرار الهدم، الذي أصدرته أحدى المحاكم الإسرائيلية.

وتصدى هؤلاء بمشاركة نشطاء المقاومة الشعبية وآخرون أجانب، يوم أمس، لقوات الاحتلال، من خلال تشكيل «سلسلة بشرية»، لمنع الجرافات من التقدم لهدم المساكن.
ودعا رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير وليد عساف، الذي يوجد في تلك المنطقة، الفلسطينيين للتوجه إلى منطقة الخان الأحمر البدوي، لمنع هدمه من قبل قوات الاحتلال.

وقال إن جرافات الاحتلال باشرت منذ فجر أمس في شق طريق يوصل ما بين الشارع الرئيسي ومنطقة الخان الأحمر، لافتا إلى أن الجرافات تمهد الطريق لوصول الآليات الثقيلة ومعدات الاحتلال إلى المنطقة وهدمها، وذلك بإزالة الحواجز الحديدية الملاصقة للشارع، بعد أن وزعت إخطارات بالهدم مؤخرا.وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا قد صادقت على هدم منازل القرية، في أي توقيت تراه حكومة الاحتلال مناسبًا بدءًا من مطلع يونيو/ حزيران الماضي، بعد رفض التماس تقدم به السكان، وذوو الطلاب الذين يدرسون في مدرسة القرية.
وفي السياق، هدمت قوات الاحتلال، عشرة منازل في منطقة أبو النوار البدوية، شرق بلدة العيزرية، في القدس المحتلة.

واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية، القرار بهدم «الخان الأحمر»، «جريمة حرب تتنافى مع الأعراف، والقوانين الدولية».

وأضافت في بيان صحافي صادر عن دائرة العلاقات الدولية أن الاحتلال باشر بإجراءاته العملية لهدم القرية من خلال اعلانها «منطقة عسكرية مغلقة» وشق طرق لتسهيل عملية الهدم، وهو ما سينجم عنه تشريد نحو 180 مواطناً من سكان المنطقة معظمهم من الأطفال والنساء الذين سيبقون دون مأوى بهدف توسيع «مستوطنة معاليه ادوميم» غير الشرعية.

وناشدت المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب الفلسطيني الوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية ومنع عملية الهدم.
وأكدت الحكومة الفلسطينية أن المخطط الإسرائيلي لهدم الخان الأحمر وأبو النوار، يأتي «استمرارا لتنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجتها اسرائيل منذ عام النكبة».
وطالبت وزارة الإعلام، المؤسسات الصحافية، والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، ومراسلي وكالات الأنباء في فلسطين، ونشطاء مواقع التواصل، للمشاركة في موجات إعلامية مفتوحة «لإسناد أبناء شعبنا في تجمعي الخان الأحمر وأبو نوار، اللذين يتعرضان للهدم والتشريد».
وفي سياق الاعتداءات منعت قوات الاحتلال مزارعي قرية اسكاكا شرق سلفيت شمال الضفة الغربية، من الوصول إلى أراضيهم الزراعية المحاذية لمستوطنة «آرائيل».

وأفاد رئيس مجلس اسكاكا عبد القادر أبو حاكمة، أن قوات الاحتلال منعت عددا من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم المعزولة خلف الجدار، رغم حصولهم على التصاريح اللازمة.

وأشار إلى ان مزارعي البلدة يجدون صعوبة بالغة في الدخول إلى أراضيهم، وأنه في حال سمحت لهم سلطات الاحتلال بذلك، يكون الوقت قصيرا ولا يكفي لقيامهم بفلاحة أراضيهم والعناية بها.
وكانت قوات الاحتلال قد حرمت مزارعي إحدى القرى التابعة لمدينة نابلس من الوصول لأراضيهم الواقعة خلف الجدار الفاصل خلال الأيام الماضية، من أجل حصاد محاصيلهم الزراعية، ضمن مخططاتها للاستيلاء على تلك الأرض المقدرة بـ  250 دونما، من أجل مشاريع استيطانية.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

حماس : مجزرة “التابعين” تأكيد واضح على مضي حكومة إسرائيل بحرب الإبادة

RT : قالت حركة حماس في بيان، السبت، إن مجزرة مدرسة “التابعين” في حي الدرج، …

اترك تعليقاً