عمان ـ”راي اليوم”:
وجدت السلطات الاردنية بالجهد الدبلوماسي والثنائي مع روسيا تحديدا بديلا مقنعا خلا الساعات القليلة الماضية عن سيناريو خفض التصعيد جنوب سوريا في الوقت الذي تصر فيه حكومة الاردن وبتشدد على رفض شعارات فتح الحدود لاستيعاب المزيد من اللاجئين .
وعلى هذا الاساس تفاعلت جهود المؤسسة العسكرية الاردنية لتأسيس سلسلة من الاتفاقيات ذات الطبيعة العسكرية والتي انتهت بهدنة لمدة 12 ساعة كانت ناجحة بنسبة كبيرة بين الجيش الروسي تحديدا وفصائل المعارضة المسلحة في مناطق الحدود المحاذية لشمال الاردن .
نجاح الهدنة في حيثياتها العسكرية سمح بقفزة في مجال الاتصالات السياسية حيث يأمل وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي بمشاورات عميقة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف والهدف هو تفعيل المزيد من انماط الهدنة في الميدان حتى تتمكن الاطراف المعنية من اقامة ممرات ومساحات امنة لايواء النازحين الهاربين من جحيم العمليات العسكرية في عمق مدينة درعة.
انتقال العمليات العسكرية الى غرب مدينة درعة بعد الحسم في شرقها تسبب في ضغط عنيف على الجانب الاردني الذي وجد بأن الطريقة الوحيدة التي تضمن له ترتيبات امنية وعدم استقبال المزيد من اللاجئين تتمثل في ترتيبات خاصة مع روسيا تحت عنوان تسليم سلاح مجموعات المعارضة مقابل انتقال المسلحين وعدم ملاحقتهم ووقف القصف الروسي.
هذه الاتفاقيات التي صمدت مساء الجمعة شجعت الاردن على تقديم ضمانات لمجموعات مسلحة نشطة داخل الشريط الحدودي له مع سوريا.
استراتيجية الاردن هنا واضحة الملامح وتتمثل في تفريغ العمق الحدودي المحاذي له من المسلحين ، الامر الذي يعتقد انه سيمنع قوات الحرس الجمهوري السوري من التوغل او يؤدي الى وقف عمليات القصف الروسية بالطيران ويحد من استخدام المدفعية الثقيلة في نطاق العمليات العسكرية وتحديدا على الشريط الحدودي.
تقدر المصادر الاردنية بأن تلك الطريقة الوحيدة التي تخفف ضغط اللاجئين على الاردن وتسمح بالنتيجة بالعمل مع اكثر من 50 منظمة دولية على اقامة مناطق امنة ومقرات استقبال نازحين داخل الاراضي السورية وليس في العمق الاردني.
عمان تسعى لتثبيت هاذا النمط من الطرح بعدما خرجت عمليا من الخدمة اتفاقية خفض التصعيد جراء العمليات العسكرية التي من الصعب الاعتراض عليها الان من جهة اسرائيل والاردن بسبب الالتزام السوري بشروط عدم اشراك مليشيات ايرانية في المواجهة العسكرية لما يسمى باستعادة وتحرير درعة و محيطها و جوارها