الزمان :
الاسلام وطن :
انبثاق امبراطورية آل سعود عام 1775مع حقد لا يحتمل علي كل ما هو تركي
006 هجان و004 فارس اقتحموا كربلاء عام 1790 ونهبوا نفائس الأضرحة وهداياها الثمينة
المستر ستيفن هيمسلي لونكريك
ترجمة:جعفر الخياط
لما توفي ابوه عبد الوهاب من بعد ذلك اوقف سني حياته الاخيرة للدعوة الي عقيدته المنطوية علي اليسر والعود الي جوهر الدين. وذلك في قريته (عوينة) بنجد. وعندما اضطر الي الفرار منها التجأ الي امير مجاور له في الدرعية وهو محمد بن سعود. فاستقام عنده واستولي علي لبه سنة بعد اخري، فكان من ذلك ان اتحدت قواهما الدينية والدنيوية، فولد ذلك وحدة وروحا في هذه الدويلة الصغيرة التي نشرت عقيدتها بالفتح، ومات الامير في 1765م (1179هـ) تاركا مملكته الناهضة لابنه (من بنت المصلح الديني نفسه) عبد العزيز بن سعود وماحلت سنة 1775 (1189هــ) حتي كان ابن سعود هذا ذا قوة عظيمة في الجزيرة. فاصبحت منذ ذلك الحين تعرف امبراطورية ابن سعود النجدية بالعقيدة الوهابية. وقد وسع معتنقو هذا المذهب الايقوني الضيق، الغلاظ المرتدون، دويلتهم بمحاربة من جاورهم من المسلمين الذين فسدت عقائدهم. وكانت كل غزوة لها فتوي دينية. وكان ازدراؤهم الفائر للمرتدين المترفين المحيطين بنجد من كل جهة قد حداهم لا الي استعمال العنف الشديد بل الي ارتكاب افعال خيل معها للكثيرين من الناس انهم يقصدون بها مهاجمة الدين الاسلامي نفسه. والحقيقة ان اخشن رعاياهم، او اوحشهم، من القبائل والمقاتلين كانت لا تعرف من القرآن والسنة الا النزر اليسير. كما كان انفعالهم من تعاليم الدين المحرفة يزيد كثيرا علي ما يضمرونه من حنق علي اليهود او النصاري. وكانوا يضمرون للخليفة وكل شيء تركي استهانة لا تحتمل.
عقيدة لم تلق رواجاً في العراق
وكانت اول حروب الوهابيين الخارجين مع بني خالد في الاحساء. فلم يصادفهم كثير من النجاح هناك. الا ان غزواتهم الدينية توسعت في جميع الجهات، وقد اصبح العراق قبل 1790م (1205هــ) يحس بوجود جار حديث غير مستقر، لان جماعات متعصبة وسمت ابلها بشارات بارزة وهي تحمل رقاعا دينية غريبة غزت غزوها المألوف واحتلت مراعي الضفير والمنتفك والشامية، ثم صارت تعرف ماهية هذا الخطر ببط. فقد اضاف هذا العدو الجديد الذي ظهر في حدود العراق الي خداع قوات البادية المألوف ما يستفز السلطات الحاكمة فيه.
ولا غرو في ذلك فان الملالي الوهابيين قد ينتشرون في خيم الضيوف عند العشائر القرانية فيخطبون فيها، مشعلين نار السخط الكامن علي الباشا والسلطان ومستعملين الخرافة والمال ــ وبذلك قد يكونون سببا مهما لنزع قبيلة بعد اخري من آخر بقايا النفوذ العثماني عليها. وبقي مدي انتشار هذه الحمي في العراق امرا مشكوكا فيه مدة طويلة من الزمن.
فقد كانت الحدود التي نهكتها الغزوات والحروب من قبل عرضة للاذعان الي الخوف او الحجة بقدر ما كان يؤمل منها ان تقف مناضلة بجانب الولاية التي تكون هي نفسها قسما مهما منها. فازداد خضوع الجزيرة لسلاح الوهابيين واستمالتهم. غير ان العقيدة الجديدة لم تلق الا رواجا قليلا في العراق. فقد قوبلت الجيوش الوهابية، المزعومة للنور والانقاذ، كما يقابل المرتدون واللصوص. لان قبائل العراق، السنية والشيعية، ما كان يمكنها ان تستسيغ تبديل العقيدة بفعل التهديد بالنار وغزو الماشية.
وكان الشيخ ثويني اول عراقي صد العدوان الوهابي وصمد له حينما اعيد في الايام الاخيرة الي موطنه ومنصبه في 1797 (1212هــ) فقد كانت القبائل التي تنتجع الكلأ والقري غير المحصنة في جنوبي غربي العراق، معرضة منذ عشر سنوات للغزوات السريعة القاسية.
وكان هؤلاء يدافعون العدو عن انفسهم بشتي الطرق من الهزيمة او السلاح او تبديل العقيدة من غير ان تظهر امارات النجدة من الحكومة. وقد ساءت الاحوال في 1792 ــ 95م لان الوهابيين تمكنوا من اخضاع بني خالد. وسمع العالم الاسلامي بأجمعه بالخطر الجديد الذي بات يهدد الحجاج في طريقهم الي الحج، وبادر شريف مكة بشرح التهلكة للسلطان.
وكان اولو الشأن في الباب العالي يطلبون بصورة متكررة من تابعهم المملوك في بغداد، في 1795 ــ 97 ان يحمي الامبراطورية ويعاقب الوهابيين. غير ان الباشا كان قد بلغ من الكبر عتيا وغدا فاترا في همته بحيث اودعت اكثر شؤونه في ايدي موظفيه فارتبكت احواله وكثرت نفقاته من غير ان يهتم بحدوده في البادية. وبعد ان وصل ثويني الي موطنه قضي ثلاثة اشهر في جمع القطعات القبائلية في جهرة وفي جمع الرصاص والبارود وارسال اسطول يحمل الذخائر الي القطيف. وقد رافق الاسطول ناس من عرب عقيل بغداد وما يزيد علي كتيبة واحدة منالجنود الاجيرة اذ ذاك.
ثم تقاطرت الارتال من الكويت والبحرين والزبير. وفي خلال هذا كان عبدالعزيز بن سعود قد خيم مع جيوشه في الطرف بالاحساء فجرت الحركات بين الفريقين بتوءدة، ولم يعارض تقدم ثويني الي الاحساء اي معارض، نعلي صعوبة المسير في ارض لا ماء فيها، وكان وصوله الي اسوار الدرك في بلاد بني خالد شيئا ينذر بالسوء للقواد النجديين الذين خيل اليهم ان امبراطوريتهم في الاحساء قد تنقلب عليهم. وكان التقدم الاخير الي الشيبك، فوصل اليها الجيش في مساء اليوم الاول من تموز 1797م (1212هـ) ، وهناك قتل ثويني وكان قاتله عبدا زنجيا. ولما كان الجيش لا رابط له ولا نظام سوي شخصية الشيخ ثويني نفسه فقد فقد تفرق في الحال شذر مذر وانقسم الي خمسين قطعة من القطعات التي كانت كل قطعة منها تواقة للرجوع الي الوطن سالمة.
فانتهي علي هذاالمنوال اخر عمل قام به شيخ المنتفك العظيم واحسنه، بالخيانة والهزيمة المروعة، واول ضربة مقابلة حاول العراق انزالها بالوهابيين. ومرت سنة واسابيع قلائل اكثر منها قبل ان يهب باشا العراق وقد استفزه اندحار قبائله هذا واستحثه سلطانه للاستعداد لضربة مقابلة. فكان الكهية الجديد علي باشا طوال صيف سنة 1798 (1213هــ؛ منشغلا بجمع الحملة جمعا خارقا، فكانت تشتمل علي خمسة الاف انكشاري، وعدد من الجنود الاجيرةغير النظامية. ومدفعية واقرة ولكن غير مؤثرة وقطعات من قبائل عقيد والعبيد وشمر وغيرهم، ورافق الكهية محمد بك الشاوي مشاورا في شؤون البادية. فوصلت هذه الجيوش الي البصرة في اليوم الثاني من كانون الاول، وهناك اضيفت الي الجيش قطعات من قبائل الضفير والمنتفك وبني خالد وبذا بلغ عدد القوات العشائرية ما يزيد علي عشرة آلاف مقاتل.
وبعد ان ترك الزبير وجه علي باشا سيره نحو جهرة، وقد نقلت الذخائر بواسطة (المهيلات) الحبرية، وكانت عشرة الاف بعير روايا تحمل الماء مع سائر الحاجات الا ان هذا العدد كان يتناقض بسرعة.
وكانت مشقات السير تستدعي وقفات كثيرة مدة ايام عديدة، واخيرا وصل الجيش للهدف الاول وهو قلعة الهفوف وقلعة المبرز، وكانت المدفعية التي جاء بها الباشا مما يصلح لمراكز الدفاع المبنية من الرهص الا ان الهجوم الذي شنه لم يكن محكما ولا جديا.،
وعلي هذا كان كل يوم يقضيه الجيش في المعسكر يتضمن نصبا ومشاق مضاعفة. وكان ضياع الابل بمثابة انذار للجيش بفقدانها اجمع، وقد نفدت قوة الحملة قبل ان تتوصل للغاية التي كانت تقصدها فضج الجيش جميعه ونادي الكثيرون منهم بالرجوع، واصبح ذلك شيئا ضروريا حقا عندما وردت انباء تؤذن ان ابنا لابن سعود كان قد قطع طريق المسير من شمال الهفوف، وكان يرمي الملح في الابار هناك.
واذ ذاك بدا علي باشا بالرجوع من حيث اتي، وقد اتلفت كثيرا من متاعه الثقيل . فتراجعت امامه قوات ابن سعود وكانت تخشي مدفعيته. فاضافت الي خسران الجيش وتعاسته عاصفة هبت في الشيبك وكان قتل فيها ثويني من قبل. وفي وتج كان معسكرا الفريقين يقابل بعضهما بعضا واستمر ذلك مدة ايام ثلاثة كان يتطلع خلالها الفريق نحو الثاني. فارسلت الرسل بينهم وتكررت حركتهم ذهابا وايابا فكانت مطاليب علي باشا اخلاء الاحساء ومعاملة الحجاج العراقيين بالحسني.
وارجاع المدافع التي استولي عليها الوهابيون ثم الغرامة. فلم يطلع سعود سيد ديبلوماسية البادية المتصل سرا بعشائر الجيش العراقي، اباه علي هذه الشروط الا بصورة غامضة، وعادت القوات التركية الي البصرة موفورة، وبذلك انتهت الحملة من غير ان تنجز شيئا.
ثم وصلت الي بغداد في تموز 1799م (1214هــ؛ ، ولم يبق سوي اقامة المراسيم لتصديق الشروط المذكورة للصلح فزين من اجلها سراي بغداد وزخرفت جدرانه.
ولاجل التأثير في وكيل ابن سعود، وكان قدم بغداد لامضاء عقد الصلح، بذلت جهود كبيرة لالباس القصر وشخص الباشا جميع ما يدل علي الجلال والثروة، وبينما كان جميع الحرس والجند مصطفين لاستقبال السفير العربي، وهم سكوت عليهم الحلل المزركشة والالبسة المزينة، ظهر العربي بمظهر بدوي ذي اسمال يمشي بخطا سريعة.
وما وصل الي حيث كان يجلس الباشا حتي ترك الباشوات، الذين حضروا للاحتفاء به. جانبا وجلس القرفصاء بين يدي سليمان، ثم قدم له وريقة وسخة، واخذ يخطب بلهجته النجدية العربية بخطاب جاف مهين.
الوهابيون في كربلاء
علي ان صلحا كهذا يكتنفه التعصب العدائي من جهة والتحدي لعرف البادية من الجهتين لا يمكن ان يؤمل دوامه. فقد هاجم الوهابيون بعد سنة حجاج الخزاعل بالقرب من نجد، وفي فرصة للوهابيين اخري هوجم الحجاج الايرانيون ونهبوا في الموضع بعينه.
وفي صيف سنة 1801م (1216هــ) ارسل عبدالعزيز الشاوي بمهمة سياسية الي نجد، الا انه رجع مخبرا بعدم وجود رغبة في الصلح في نفوس النجديين، وما كاد يخبر بظهور القوات الوهابية قرب شفائه حتي سارع الكهية وخيم بالقرب من كربلا، فاشتبك محمد الشاوي ورئيس شمر فارس الجربا مع العدو بمعركة توقفت اخيرا بعطش الفريقين.
علي ان الفاجعة الكبري كانت علي قاب قوسين او ادني، تلك الفاجعة التي دلت علي منتهي القسوة والهمجية والطمع الاشعبي، واستعملت باسم الدين. فقد حدث في اوائل 1801 ان تفشي الطاعون في بغداد، فاضطر الباشا وحاشيته لالتجاء الي الخالص حيث ابتعد عن منطقة المرض. وما استتب حاله هناك حتي فوجيء بنبأ من المنتفك علم به ان الجيوش الوهابية تحركت للغزو المختص بالربيع. فارسل الكهية الي الهندية، الا انه ما كاد يغادر بغداد حتي وافت اخبار هجوم الوهابيين علي كربلا ونهبهم اياها، وهي اقدس المدن الشيعية واغناها.
اذ انتشر خبر اقتراب الوهابيين من كربلا في عشية اليوم الثاني من نيسان عندما كان معظم سكان البلدة في النجف يقومون بالزيارة.
فسارع من بقي في المدينة لاغلاق الابواب. غير ان الوهابيين وقد قدروا بستمائة هجان واربعمائة فارس نزلوا فنصبوا خيامهم، وقسموا قوتهم الي ثلاثة اقسام. ومن ظل احد الخانات هاجموا اقرب باب من ابواب البلد، فتمكنوا من فتحه عسفا ودخلوا، فدهش السكان واصبحوا يفرون علي غير هدي بل كيفما شاء خوفهم. اما الوهابيون الخشن فقد شقوا طريقهم الي الاضرحة المقدسة واخذوا يخربونها. فاقتلعت القضب المعدنية والسياج ثم المرايا الجسيمة.
ونهب النفائس والحاجات الثمينة من هدايا الباشوات والامراء وملوك الفرس، وكذلك سلبت زخارف الجدران وقلع ذهب السقوف واخذت الشمعدانات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والابواب المرصعة وجمع ما وجد من هذا الضرب، وقد سحبت جميعها ونقلت الي الخارج. وقتل زيادة علي هذه الافاعيل قراب خمسين شخصا بالقرب من الضريح.
وخمسمائة ايضا خارج الضريح في الصحن. اما البلدة نفسها فقد عاث الغزاة المتوحشون فيها فسادا وتخريبا، وقتلوا من دون رحمة جميع من صادفوه كما سرقوا كل دار. ولم يرحموا الشيخ ولا الطفل، ولم يحترموا النساء ولا الرجال فلم يسلم الكل من وحشيتهم ولا من اسرهم. ولقد قدر بعضهم عدد القتلي بالف نسمة، وقدر الاخرون خمسة اضعاف ذلك.
نهاية الباشا الكبير
ولم يجد وصول الكهية الي كربلا نفعا، فقد جمع جيشه في كربلا والحلة والكفل ونقل خزائن النجف الاشرف الي بغداد، ثم حصن كربلا نفسها بسور خاص. وعلي هذا لم يقم باي انتقام للفعلة الشنيعة الاخيرة التي قام بها العدو الذي لا يدرك. وقد كان ذلك الحادث الاليم للباشا الشيخ في عمره هذا صدمة مميتة . وانتشر الرعب والفزع في جميع انحاء تركيا وايران. وبذلك رجع وحوش نجد الكواسر الي موطنهم ثقالا علي ابلهم التي حملت تحميلا ثقيلا نفائس لا تثمن.لم يبق من اخبار باشوية سليمان الطويلة ما يستحق الذكر الا حادث طريف واحد. فقد ذكر من قبل ما كان من امر احمد خادم الباشا الخاص وناموسه (موضوع اسراره) مدة ثلاثين عاما.
كما ذكر ان تفضيله وتقدمه قد اديا لثورة سليمان الشاوي،وان نشاطه في منصب الكهية قد استعمل في قيادة الحملات مدة سنوات عشر، وان تدبيره الاقتصادي واخلاصه الشديد كانا يحملان جميع اعباء الدولة في وقت كان سيده قد طعن في السن وكثر عجزه. وقد كان يؤثر الخدمة في بغداد حتي تنقاد الباشوية في يوم من الايام له بفضل الصبر، ولذلك السبب رفض منصبا كبيرا في استانبول. وقد ظل وهو الجذاب للالباب المعروف عند الجميع، الرجل الثاني ف يالعراق رتبة لمدة سنين عدة، والرجل الاول تقريبا من حيث القوة والسطوة. علي ان ذلك قد ولد له الاعداء. فان اصله الحقير، والتقريع المؤذي في كلامه وحقده الذي يغلي وثروته العظيمة قد ادت كلها لتجمع قوي الحسد والسخط عليه. والحقيقة ان هذه كلها لم تكن لتؤثر في سلامته الدائمة وتقدمه المستمر . الا ان اطماعه التي لاتعرف الصبر قد اودت بالاهداف الت يكانت ترمي اليها.
ففي 1793م (1208هــ) كان الباشا قد قدم استقالته الي الباب العالي في مصلحة احمد فرفض ذلك.
غير ان الكهية لم ينقطع عن تبيان محاسن الانعزال والتقاعد، وعن اخذ السلطة بيده. وما حل عام 1795م حتي كانت الاحزاب تتخذ تدابير عملية عليه. علي ان الشائعات عماكان يطمع به لم يكن ليصدقها الباشا لو اوصلت اليه، وكان سليمان علي عكس ذلك ينوي ان يفعل له فعلا مشرفا اخر وهو ان يزوجه بابنته خديجة خاتم. فاجل احمد قبول هذا الطلب لاسباب شخصية فانبرت الخاتم لان تستعمل كل ما عندها من التأثير للايقاع به منتخبة لنفسها خاطبا جديدا وهوعلي آغا الذي كان امينا للصندوق حينئذ وصار قائدا لحملة الاحساء غير الناجخة فيما بعد. وفي هذه البرهةاصيب الباشا وقد بلغ الي الثمانين من عمره بمرض خطير. فانهكته الحمي واخارت قواه وقادته الي شفا الموت مع سعي الاطباء الايرانيين والمنجمين. ولم يجده هواء كردستا البارد نفعا كذلك. فتداركه حذق طبيب افرنسي (كان مقيما في بغداد مدة طويلة) واعاد له شيئا من اعتدال المزاج. ولم يحدث ما يدل علي قرب حدوث كارثة تصيب علاقة الكهية بالباشا وعلي ذلك انقضي نيسان 1796م (1211هــ) .