وجاء في نص الرسالة التي تلقت وكالة يقين للانباء نسخة منها انه ” تمر علينا هذه الأيام ذكرى انطلاقة ثورة الشعب السوري قبل سبع سنوات، وهي ثورة شعب أراد التحرر من الظلم والطغيان، فاستعان بالله وحده وأخذ بالأسباب وانطلق سلميًا يطالب بحقوقه، ولم يرفع السلاح إلا مضطرًا بعد مدة من تنكيل الأجهزة الأمنية بالمتظاهرين السلميين، فتحرك فطريًا للدفاع عن نفسه وحماية أهله، لكن ومع كل الأسف ازداد الطاغية إجرامًا، كما ازداد العالم صمتًا وسكونًا .

وإننا إذ نتحدث عن ثورة شعبنا في سوريا؛ فإننا نتحدث عن حالة واحدة تعمّ العراق وسوريا وبقية بلدان المنطقة، فهو صراع بين قوى الشر المتمثلة في أمريكا والصهيونية وروسيا وإيران ومن معهم، وبين شعوب هذه البلاد الأحرار، بين إرادة البقاء وبين مشروع استعماري يسعى لإضعاف شعوب المنطقة بعد استنزاف قدراتهم البشرية والاقتصادية، ثم تهجير أهل البلاد، فمن بقي منهم يسهل قيادته والسيطرة عليه والتحكم فيه وفي ثروات هذه البلاد.

فالمعركة في سوريا وفلسطين والعراق واحدة؛ بل المعركة ممتدة شرقًا وغربًا في بلاد المسلمين وصولًا إلى الجنوب في أرض اليمن، وما أصاب شعوب هذه البلاد من ويلات هذه الحرب الضروس ليست إلا تخطيطًا ممنهجًا من عدّونا، فهي ليس آثارًا جانبية “كان يمكن تفاديها لو أن هذه الشعوب تجنبت المواجهة” كما يشاع من قبل بعض المثبّطين، إنما هي نتيجة مقصودة من قبل عدوّنا، ويقول المنصفون أن التجاء الشعوب للمواجهة قد عرقل تحقيق المشروع وأجل تنفيذه؛ بل حتى أنه خفف الضرر على الناس، فلولا دفاعهم عن أنفسهم؛ لكانت الخسائر أضعاف ما نرى.

والمهم في هذا المقام أننا ندعو الجميع للوقوف صفًا واحدًا واعيًا لهذا المخطط الشامل، وعدم الرضوخ له بدعوى كثرة الجراح ورعاية المصالح، إنما الصبر مفتاح للنصر، والمواجهة مانع لانتشار الفساد ومحدد لخطر التدمير، وهي سنة التدافع الكونية، ونتعلم جميعًا من بعضنا البعض ومن جهاد شعبنا الفلسطيني وثباته؛ نتعلم الصبر والمطاولة، ونتعلم أن اللين والرضوخ يجلب المذلة والهوان، فالحق لا ينال بالتمني ولا يستجدى من العدو، إنما الحقوق تنتزع انتزاعًا.

وختامًا علينا أن نتواصى بعدم الركون أو الثقة بوعود عدوّنا، فما أكثر نكثه للوعود، فهو يستخفّ بنا حين نلين، ويستضعفنا حين نلهث وراء سِلمه الموهوم ووعوده المكذوبة، فهو يستغل أمل الناس بالمفاوضات؛ ليتوسع في عدوانه ويتمكن في بنيان باطله، فعلينا أن نؤمن واثقين أننا لا نثق إلا بربنا ووعده بالنصر والتمكين، فعلينا أن ننشغل بتحقيق أسبابه لنكون أهلًا لاستحقاقه ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [الحج: 40] “.

المصدر:

 وكالة يقين اليمنية