بقلم : خالد محيي الدين الحليبي
تفسير القرآن الكريم عند المسلمين تم تقسيمه إلى عدة أقسام نظراً لاختفاء تفسير رسول الله صلى الله عليه وآله القطعي آيات الله تعالى ففي مذهب أهل البيت عليهم السلام عندهم بيان أهل البيت عليهم السلام والمتوارث عن أمير المؤمنين عليه السلام ولكن يؤخذ عليه فقدان بعض اثار عن أهل البيت لبعض آيات القرآن الكريم وهى آيات ليست كثيرة ويظهر ذلك بوضوح في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني وأما تفاسير أهل السنة لجمعهم الأحاديث من صحابة وإسرائيليات وموضوعات انقسم بيان الصحابة والسلف لآيات الله تعالى إلى عدة أقسام على الرغم من سهولة فهم القرآن الكريم كما قال تعالى : { ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر }
وبناء عليه تفاسير مذهب أهل السنة لآيات القرآن الكريم انقسمت إلى عدة أقسام كما يلي :
1- آيات متفق علي فهمها فهما صحيحا بين جموع المسلمين وهى كثيرة ولا خلاف بين الأمة في فهمها .
2- آيات تم تفسيرها خطأ على غبر مراد الله تعالى منها بغير قصد ولكن بنقل عن عالم من علماء السلف لم يكن رأيه فيها صواب فنقلت طبقات العلماء من بعده عنه وشاع وفشى بين الناس وقد جانبه الصواب .
والمثال على ذلك قوله تعالى { أولم يروا أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون- التوبة 126} ففي مذهب أهل البيت قال القمي في تفسيره يفتنون بالمرض وقال الصافي في تفسيره يبتلون بأصناف البليّات أو بالجهاد مع رسول الله فيعاينون ما يظهر عليهم من الآيات. والطبرسي قال دفعة أو دفعتين بالأمراض والأوجاع وفي مذهب السنة قال الطبري يختبرهم في كلّ عام مرّة أو مرّتين ونقل أثر مهم عن حذيفة رضى الله عنه قوله : [ كنا نسمع في كلّ عام كذبة أو كذبتين، فيضلّ بها فئام من الناس كثير ] ولم يبين لنا ما هذه الكذبة وأما تفسير البيضاوي يبتلون بأصناف البليات، أو بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات. وبالتالي لم يبينها أحد على حقيقتها .
3- آيات قرآنية تم تبديل معناها عن عمد وسوء طوية وحرباً لأهل بيت النبي عليهم السلام وهذا نوع من أنواع تحريف الكلم عن مواضعه كما كان يقرأ الخليفة عمر بن الخطاب على سبيل المثال آية { قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} فكان يقرأ من من عنده بكسر الميم والعين هكذا (و مِن عِند علم الكتاب ) أي أن علم الكتاب من عند الله ليصرفها عن أمير المؤمنين على عليه السلام في صحيح قرائتها التي تبين أن شخصاً من آل بيت النبي عنده علم الكتاب هو شاهد على الأمة بعد رسول الله صلى الله علهي وآله بفتح الميم وفتح الدال { ومَن عندَه علم الكتاب } وهذا الأمر لا اجتهاد فيه إذ أن القرآن وتلاوته توقيفية عن رسول الله صلى الله عليه وآله لأمة المسملين أبلغهم الوحي بأحكامه وكيفية تلاوته وبالتالي هذه القراءة لا يوجد فيها سلامة نية ومخالفة لإجماع قراء المسلمين على أنها بالفتح وليست بالكسر .
وفي الحديث أنه الإمام علي عليه السلام [ ففي ” مناقب علي بن أبي طالب ” للفقيه الشافعي ابن المغازلي : « إنّه علي بن أبي طالب » ] .
4- آيات جهل الصحابة والسلف فهمها حقيقة وقالوا فيها الله اعلم كآية الروح والعرش والحروف المقطعة وليس الأمر كذلك فقط بل واتهموا البحث فيها بقلة الأدب فقالوا كفا بنا أدباً أن نسكت عما لم يتكلم الله تعالى عنه ] هكذا قالوا . ومن الآيات التي عجزت عقولهم عن بيانها فسكتوا عن بيانها قوله تعالى { فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } فلم يبينوا كيف كان سيندنا يونس سيظل حبيس بطن الحوت حتى يوم البعث هذه لم يبينها أحد لفقدان بيانها مع تطاول العمر و بعد الزمان عن زمن الوحي وبيان سيدنا محمد وأهل بيته عليهم السلام .
5- آيات اختلفوا في فهمها فهذا شرق و ذاك غرب في فهمها مختلفين بناءاً على ماوصلهم من أراء التابعين ومن خرجوا على ولاية أهل البيت فكل فهم الآية بفهمه ونقل بعضهم عن الصحابة الذين قال بعضهم بما هو مرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وآله ومنهم من قال نقلاً عن أهل الكتاب فدخلت الإسرائيليات وتغلغلت إلى تراث المسلمين .
هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
أبو جعفر
خالد محيي الدين الحليبي