مركز القلم :

المشكلة المصرية الآن و التي بدأت تدخل في منحنى خطر بسبب جرائم ارتكبت وترتكب في حق هذا شعب مصر العظيم المظلوم و أعتقد ان له أسبابا كثيرة ومعقدة سنفصلها هنا إن شاء الله بعد أن أصبح الشعب المصري الآن واقعا بين قوتين منظمتين كلا منهما خلفه قوي دولية داعمة له كلاهما اخطر من الأخرى.

أولا:

رجال اعمال وبنك دولي وخلفهم السفارة الأمريكية والتي تدير دفة الأمور سرا وفي خفية تامة و حكومة كاملة استسلمت لهؤلاء تماما وبدأت الجور على عموم الشعب و قد صدم الشعب برفع أسعار بطريقة جنونية لا تعبر إلا عن جفاء ونكران الجميل و قسوة وجحود غير معهود من أي حكومة سابقة  .

فهل هذه مكافئة الشعب الذي ولاكم عليه وقدمكم للحكم بعد أن تتبوءوا مقاعد الحكم تقولون من أين نأتيكم بالمال ?

فكانت الصدمة تراكمية بسبب لصوص سرقوا اقتصاد مصر منذ أن ،قال السادات ” اللي مش هايعملهمزفي عصري مش هايعملهم ” وحتى الآن في زمن ضعفت فيه الدولة حتى عجزت الحكومة عن كسر شوكتهم والسيطرة عليهم .

ثم انتقلوا إلى درك أسفل وهو بيع أراضي الدولة وكل شيئ لضعف موارد الدولة وسيطرتهم تقريبا على كل موارد مصر و الدليل على ذلك اثناء حملة الرئيس السيسي الانتخابية رفعوا له سعر  الدولار من 7.5 إلى  عشرة جنيهات واوقفوا حوافز العمال بالمحلة فثاروا عليه وكادوا يهددون كل الدولة  في أول أيام رأسته لمصر سنة 2013 والأحداث يعرفها الجميع وباستمرار تمددهم في مصر تركهم الرئيس يعبثون في الاقتصاد  حتي أصبحوا يوجهون دفة الدولة بمستشارين و في الصحف وغير ذلك حتى أصبحت القرارات التي تؤذي المواطن تعلمها الحكومة والرآسة متفاخرين بها أنها تصب في مصلحة المواطن  .

ثم جلبت مصر البنك الدولي و هي مضطرة وباستشارات وضمانات خليجية اجبروا فيها مصر على قرارات وسياسات ما كان لمصر أن تتخذها ومنها الدعم اللوجيستي في هجوم السعودية والخليج على اليمن.

وبغطاء حماية دولية لهؤلاء من رجال مبارك لم يحاكموا إلا محاكمات صورية شكلية لاسترضاء الشعب انتهت بالتصالح ودفع نسبة للدولة من مسروقاتهم بحجة المصالحة وأنها أموالهم  فاقتسمت الدولة معهم الجريمة  لاحتياجها إلى  المال تحت تلك المصالحة  و لغضب على الإخوان ثم سجنهم ولم يتصالحوا معهم  وهذا ليس عدلا لأنهم.لم يتعاملوا بنفس معاملتهم مع مبارك وحاشيته والأفراح عنهم وكلاهما خائن لمصر ناكث للعهد مع شعبها ثم اقترضت مصر قروضا من البنك الدولي بشروطه الظالمة  .

والواقع يقول ان اقتصاد مصر كله قد سقط في يد 35 أسرة هي سبب مباشر لكل ما تمر به الدولة من أحداث حتي الان وفي استطاعتهم انقاذ مصر .

ولكن الثورة وما تمر به البلاد والمنطقة العربية لم يقدموا مساعدة لمصر حقيقية بل هربوا أكثر أموالهم الا قليلا للتمويه خارج مصر أثناء الثورة وبعدها ثم  تسلطوا جميعا على الفقير حتى أصبحت موارد مصر.

تتركز على سلف البنك الدولي والبنوك الخليجية التي تشترط،دعم السلفيين حتى ادخلوهم مجلس النواب على الرغم من اشتراكهم في اعتصام رابعة مع الإخوان.والمصدر الثاني لتمويل الدولة المصرية أصبحرفع الأسعار اعتمادا على جيوب المواطنين بناءا على شروط البنك الدولي الذي يحدد السلعة المراد رفعها  و هذا م يتأثر به الأغنياء مثل تأثر الفقراء وهم كثير من شعب مصر.

وهذا لن يصب إلا في مصلحة رجال الأعمال و الحاشية والشركات العملاقة الأمريكية التي تستخدم هذا الأسلوب الخفي لدعم الدولار من خلال اقتصاديات الشعوب العربية وعلى رأسها الخليج ومصر والعراق و سرقة بترول سوريا وليبيا وغيرهم من بلاد العالم الذي يدور في الفلك الأمريكي  .

وبالتالي بقايا نظام مبارك و البنك الدولي وشروطه المجحفة للبيت والأسرة المصرية وسياسة،دولة استسلمت تماما لهم هي الأسباب المباشرة و الغير مباشر الغير منظورة والتي تسببت في غضب كبير من شعب مصر  مما قد يسبب مشاكل وقلاقل لا يحمد عقباها .

هذه القلاقل يخشاها الشعب نفسه ولن يقبل عليها إلا وهو مجبر مضطر  إلى  ذلك بعد أن اوهمه الإعلام الفاسد بأن التخلي عن الرآسة معناها عودة الإرهاب الوهابي الإخواني إلى مصر فانتابت الحيرة هذا الشعب والتشتت ولكن مع كثرة ضغوطهم قد لا يخشى الشعب شيئا وسيحطم كل شيئ حوله لأن رفع الأسعار موت بطيئ والإرهاب موت سريع ولا فرق بين الاثنين وهذا الاحساس تغلغل إلى الناس بسبب اليأس الذي أدخلته الحكومة  إلى نفوس المصريين بعد أن أصبحت ترفع الأسعار او تخرج تشريعات برفع سعر سلعة أو خدمة أو ضريبة بمعدل أسبوعي ويومي في الآونة الأخيرة فإلى أين أنتي ذاهبة أيها الحكومة بعد رفع الأسعار بمعدل يومي جنوني .

ثانيا :

القوة الثانية  هي الإخوان بنظامهم وتمويلهم وتخطيطهم الدولي ودعم واشتراك دول جعلتهم رأس حربة لتدمير مصر والعالم العربي بحجة إقامة الخلافة الإسلامية و من الدول الداعمة لمعسكرهم علانية قطر وتركيا و دول أخرى تتحفظ في الاعلان عن دعمهم وهي بريطانيا وهى الأصل وكذلك أمريكا وفيها بعض رجال الإخوان يتولون مناصب قيادية في ولايات أمريكية و عندما كانوا منتصرين كانت أمريكا معهم فلما أخرجتهم مصر من الحكم كانت أمريكا مع الأقوى وهذا دابها دائماً

،سياستها مع المنتصر وليس  المهزوم كما لهم حكومات في دول مثل السودان وتونس وحماس ورئيس وزراء المغرب وأحزاب في أكثر البلاد العربية تمت مسميات عديدة وحكومات مؤيدة لهم في ماليزيا و نشاط كبير داخل سائر بلدان العالم الإسلامي كما لهم دول تزويدهم في مناطق وتتظاهر بالحرب معهم بمناطق أخري كالسعودية ودول الخليج فسياستهم تسير بوجهين فهم داعمين  للإخوان في تخريب سوريا  واليمن  وليبيا وسرا في سيناء وفي نفس الوقت،يتظاهرون أنهم مؤيدين وداعمين للجيش المصري بالفعل وهذا حقيقي ولكن للتغطية على دعمهم الاخون في مواقع أخرى من العالم وذلك لخوفهم ولعملهم بقوة مصر وجيشها ومكانتها القوية بين الدول ونجاحها في تحطيم خطتهم بالمنطقة وعلى ذلك بالفعل هم خصم قوي للمعسكر الآخر وهذا سر عدم اقدام مصر على إعدام مرسى ورفاقه فقد تتصالح معهم يوما ما .

وانتهى الأمر ببعض الجماعات التابعة لهم في سوريا  إلى التعاون مع إسرائيل .

وقد نجح الشعب المصري في  ازاحتهم عن الحكم لجهلهم قوة شعب مصر ومفاتيح شخصيته وسلوكياته و أخطاء كثيرة ارتكبوها تسببت في ثورة عليهم و الكثير من المصريين مازال لا يصدقهم و  لا يريد عودتهم  والتي أصبحت تشبه المستحيل مع توقف الزمن عندهم وعنادهم واصرارهم علي عدة قضايا تجعل عودتهم أكثر استحالة لو تعدلوا سياستهم تجاهها يمكن ان تتم المصالحة بينهم وبين قطاعات كبيرة من شعب مصر منها على سبيل المثال :

1- موقفهم من الحرب الأهلية السورية واصرارهم إلى دعم القوى الانفصالية وفي ذلك تهديد مباشر لمصر .

2- إصرارهم على دعم تركيا في موقفها السياسي ضد مصر دون الموازنة وموقف المصالحة بين الدولتين .

3- عدائهم الخفي ضد الشيعة وإيران حتى يقول الشيخ تليمة أنهم وإسرائيل كلاهما ظلمة و اللهم أهلك الظالمين بالظالمين فجعل طائفة من  المسلمين كاليهود .

4- عدائهم للجيش المصري علانية .

5- تدليس أحداث وجعل الرئيس عبد الناصر مثله مثل السادات فهل  الذي أسس القطاع العام وبني الدولة كالذي هدمها مهما خسرت

مصر حروبا ولكن لم تخسر كرامتها كما خسرتها منذ كامب ديفيد وحتى الآن  .

ولكن وقت النكسة بل وحتى النكبة لم يكن في مصر أزمات كالتي نراها الآن بعد أن  باعها السادات ومبارك وسياسة الدولة الحالية الخطيرة حاليا  وهذا يجعل تقاربهم مع الشعب والقوى السياسية والحكومة  شبه مستحيل أن لم يعدلوا سياستهم نحو التقارب مع أهداف مصلحة مصر العليا أبتي تقدم على كافة الأهواء

و لم تحدثنا علامات الساعة ولا علوم المستقبليات بعودة دولة بعد زوال حكمها أبدا بل سيتداول الحكم حتي يسلم أخيرا لأهل بيت النبي عليهم السلام حتى لا يقال لو حكم ال فلان لكانوا  اعدل وهذا حديث نبأنبأنا به النبي صلى الله عليه واله وبالتالي لن يرجع حاكما تم عزله  أبدا  إلا إذا قدم الآخران قيادات جديدة أكثر نضجا واعتدالا

6- إصرارهم  علي عودة مرسى وجماعته كما قلنا من ذي قبل  والشعب كله يرفض كل هذه التوجهات تقريبا الا قليلا منهم  و طبعا لن نتكلم عن خلافاتهم مع التيار السلفي وهو تيار كبير في مصر يدار من الخليج وليس من داخل الدولة المصرية  .

وشعب مصر تقريبا كله علي نياته وبفطرته لا يوجد لدىه رؤية ولا خطط ولا تنظيم ولا تمويل  وأصبح لا يثق في أحزاب ولا قوي سياسية ولا معارضة في المجمل عبارة عن ديكور   و حتى حمدين وجماعته  و لا المعارضة المسيطر عليها تماما ولا الأحزاب  و أعتقد شخصيا أنني وكثير من المصريين غير مرتاحين لهم جميعا ونتوجس منهم خيفة  لأنهم خذلونا خاصة بعد وقوعهم في فخ تخطيط الحكومة الخفية و بث الكراهية بينهم وبين الناس وقد نجحوا في ذلك إلى حد كبير في تشويه صورتهم جميعا  بما يحتاج جهد كبير للمصالحة بينهما والتي تحتاجها مصر كثيرا ولن يحدث لإقرار كل طرف على صحة موقفه واراقة دماء كثيرة

وبالتالي فقد شعب مصر الثقة في الجميع  وأخطرهم الذي خدعنا بوعود  لم يرى منها الشعب غير المرارة والحنضل ورفع جنوني للأسعار  والقادم  أسوأ بكثير بحسب تصريحات وطلبات البنك الدولي برفع الدعم وهل يوجد دعم فعلا انا شخصيا لا أصدق هذه الشماعة التي يعلقون عليها رفع أسعار كل شيئ منذ عام 1980 حتى الأن وهم يرفعون الدعم ونسمع عن ذلك المصطلح الذي يوحي بأن الحكومة توزع أموال اهليها على الشعب وتطعمهم من بيوتهم الشخصية وعلى نفقاتهم الخاصة

و أعتقد الوضع مهيأ لخروج شخص لم نراه من قبل ولم يتلوث من بين كل هؤلاء لإنقاذ، مصر كلها شعبا وحكومة وأعتقد  هذا كله  هو سبب حيرة المصريين جميعا لكثرة الخيانة والجهل وعدم الاخلاص في التخطيط والانتهازية للساسة والكبراء والانتقام المتبادل بين المعسكرين والتيه
الذي  ضربه الله تعالي على القوى السياسية والعسكرية والشعب ولا ندري ماذا نفعل ولا إلى أين تسير الأمور والتي واضح انها تتجه نحو المجهول

اللهم سلم سلم واحفظ مصر وبلا د العرب والمسلمين والف بين قلوب الجميع حقنا لدماء المسلمين

(  لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بيت قلوبهم ولكن الله الف بينهم )

والله قدير وهو على كل شيئ قدير

خالد محيي الدين الحليبي