أقدم الوهابيون على جرائم منظمة ضد كل ما يذكر الناس بسماحة الاسلام المحمدي الأصيل و يقف في وجه المنهج التكفيري الوهابي .
لذلك هدموا كل الآثار التي تركها الصحابة الكبار رضي الله عنهم و أهل البيت عليهم السلام في مكة و المدينة
رغم أنهم تركوا حصن خيبر كما هو شاهد على تواطؤهم مع اليهود في تدمير و تحريف الإسلام المحمدي
فقد أقدم آل سعود على تدمير البقيع وذلك عام 1220 هـ فهدموا قبة آل البيت عليهم السلام وقبة الحمزة عليه السلام عم رسول الله صلى الله عليه وآله وكل القباب التي بالبقيع وخارج البقيع في
المدينة المنورة ومكة.
بعض الآثار التي هدمها الوهابيون
مزار عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول (صلى الله عليه وآله) وامنة بنت وهب أم رسول الله
(صلى الله عليه وآله)والعباس عم النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله)واسماعيل احد ابناء الامام جعفر الصادق (عليه السلام).
بعض المدفونين في مقبرة البقيع:
الامام الحسن(عليه السلام)الامام زین العابدین
(عليه السلام) الامام محمد الباقر(عليه السلام) الامام جعفر الصادق(عليه السلام)عباس بن عبدالمطلب فاطمة بنت اسد ابناء رسول الله(صلى الله عليه وآله)اسماعیل ابن الامام الصادق(عليه السلام)
ام البنین أم العباس(عليه السلام)ام سلمة، زینب بنت جحش (ابنة عمة النبي)، ماریة القبطیة، زینب بنت خُزَیمة، عائشة بنت ابي بکر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، أم حبیبة بنت ابوسفیان، أم البنین وعمات النبي ، سعد بن معاذ، كما يضم البقيع مزار شهداء واقعة حرّه وبعض كبار الشخصيات الاخرى في صدر الاسلام .
وقد هاجم جيش ابن سعود المدينة من جنوبها، ودخلها من العوالي وقباء الاخوان وواصلوا زحفهم حتى اقتحموا السور ، يقول المؤرخ السعودي ابن بشر:
( وفي أول هذه السنة قبل مبايعة غالب بايع أهل المدينة المنورة سعود على دين الله ورسوله السمع والطاعة، وهدمت جميع القباب التي وضعت على القبور والمشاهد وذلك أن آل مضيان رؤساء حرب وهما بادي وبداي ابني بدوي بن مضيان ومن تبعهم من عربانهم أحبوا المسلمين ووفدوا على عبد العزيز وبايعوه، وأرسل معهم عثمان بن عبد المحسن أبا حسين يعلمهم فرائض الدين وقرر لهم التوحيد. فأجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها، ثم أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه واستوطنوه، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيقوا على أهل المدينة وقطعوا عنهم السوابل وأقاموا على ذلك سنين.
وأرسل عليهم سعود وهم في موضعهم ذلك الشيخ العالم قرناس بن عبد الرحمن صاحب بلد الرس المعروف بالقصيم. فأقام عندهم قاضيا ومعلما كل سنة يأتي إليهم في موضعهم ذلك. فلما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلفي واحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة سنة 1221 هـ).
ثم أعاد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر بنائها (سنة 1222 هـ) وكتب اسمه واسم أبيه واسم السلطان محمود في دائرة القبة الشريفة لحضرة الرسول صلى الله عليه وآله وقبة آل البيت العظام.
وكان من بين ما قاله الرحالة السويسري جان لويس بورخارت عن مقبرة البقيع: (… وتبدو المقبرة حقيرة جداً. لا تليق بقدسية الشخصيات المدفونة فيها، وقد تكون أقذر وأتعس من أي مقبرة موجودة في المدن الأخرى التي تضاهي المدينة المنورة في حجمها… فالموقع بأجمعه عبارة عن أكوام من التراب المبعثر وحفر عريضة ومزابل).
الهدم الثاني: الثامن من شوال عام 1344هـ
بعد زهاء ثمانين سنة من عملهم الإجرامي الأول استولى الوهابيون على البلدين المقدسين مرة ثانية وهدموا القباب وأحرقوا المكتبات وكانت تحتوي على الكتب القيمة والنادرة .
فعاد الوهابيون ليستولوا على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ الموافق لـ21 نيسان (إبريل) 1925م.
وكان من ذلك هدم بقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين.
حيث قاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار (عليهم السلام) وأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعاظهم.
فقد استفتوا في مسرحية – تحت التهديد والترهيب- علماء المدينة حول وجوب هدم القبور،حيث أرسل الوهابيون قاضي القضاة في نجد سليمان بن بليهد إلى علماء المدينة يستفتيهم حول بناء مراقد أولياء الله،وكان يحمل أسئلة متضمنة الأجوبة من وجهة نظر الوهابيين،وقد صدرت الفتوى بوجوب الهدم وذلك تحت التهديد!
وقد نشرت جريدة أم القرى الصادرة في مكة بعددها (69) في ( 17 / شوّال 1344 هـ ) نص الاستفتاء وجوابه ، وحدّدت تاريخ صدور الفتوى من علماء المدينة بتاريخ ( 25 / رمضان 1344 هـ )وقد أثارت ضجة كبيرة بين المسلمين .
جاء في كتاب الوهابية في الميزان: ( فبعدما صدرت تلك الفتوى من خمسة عشر عالما من علماء المدينة،وانتشرت في الحجاز،بدأت السلطات الوهابية بهدم قبور آل الرسول (عليهم السلام) في الثامن من شوال من نفس العام،وقضت على آثار أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة،ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدس من فُرش غالية وهدايا ثمينة وغيرها،وحولت تلك الزمرة الوحشية البقيع المقدس إلى ارض قفراء موحشة) ، فأصبح البقيع قاعاً صفصفاً لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.
وجاء أيضاً في مستدرك ما فات من أهل الدار تأليف عبد الرحيم بن حسن بن محمد حربي :
(أما هذه المرة وهي الثانية، فقد دخل الملك عبد العزيز المدينة المنورة مستلما لها من الشريف من شمالها، حيث كان العرضى التابع للاخوان معسكرا في الجرف والعيون، وحاصر المدينة مدة ستة أشهر، ويقول الأستاذ محمد حسين زيدان في معرض حديثه عن دراسته وذكرياته: (.. نركض على الدرج نجد الأستاذ قد جلس، كنا نحيا ذلك والمدينة محاصرة، والدويش في قبا، والغرم في العوالي، والنشمي في العيون، والمدينة محكومة بحكام أربعة كل على حاله)).
كانت رحى الحرب دائرة بين الشريف وابن سعود على المدينة، حتى انهزم الشريف وسلمت المدينة لأميرها محمد بن عبد العزيز، ووضع الناس السلاح، وعادت الحياة لسابق وضعها، وفي الرابع من شهر شوال (عام 1343 هجري ) من ضحى ذلك اليوم صارت فرق العساكر تطوف شوارع المدينة وكان شيخ الحرفة هو المعلم خضر شيحة كانوا يأخذون المعلمين وعمالهم إلى البقيع، واحُد حيث مقام سيد الشهداء الحمزة عم الرسول صلى الله عليه وآله ويأمرونهم بهدم القباب، فباشر المعلمون الهدم مرغمين على ذلك لان فرقة من الاخوان تركب الخيل، وتحمل معها حزما من جريد النخل، تستحث بذلك المعلمين على الهدم حتى ما مضت أيام قلائل إلا وكل القباب هدمت وأزيلت أنقاضها من البقيع ومقامات سيد الشهداء وإسماعيل والنفس الزكية..، وقد روى هذه القصة كثير من المعلمين الذين عاصروا هذه الحدث. ورواية أخرى يرويها احد المعمرين من أهل المدينة يقول: ان الشيخ عبد الله بن بليهد ـ قدم المدينة ودعا علماءها وتحاور معهم حتى برهن ـ وفقا لقناعته ـ ان زيارة القبور محرمة، وإنها بدعة في الدين، وشرك بالله، وانه يجب أن يتفق جميع علماء المذاهب الأربعة على تخريب القبب وهدمها ومنع الزيارة، ونظراً لذلك فقد منعت زيارة جميع المراقد، والمشاهد، وأغلقت أبواب البقيع، ومقبرة سيد الشهداء وكل المراقد، وصار الناس لا يجرؤن على زيارة البقيع وغيره، حتى تمكن القاضي بن بليهد من موافقة علماء المذاهب الأربعة على ذلك، فصدر الأمر بهدم جميع القباب وتخريبها، وما ذلك إلا اجتهاد شخصي من هذا الشيخ
وراوي آخر يحدث: بأن القاضي واجه معارضة شديدة من الشيخ محمد علي بن تركي، الذي كان من العلماء الورعين الزاهدين المقيمين في المدينة كان متواضعاً في سمته، وهندامه، وقورا في مشيه، جذابا في حديثه، وقد عرفت من سيرته التي يتناقلها الناس، انه كان لا يأخذ راتبه إلا من إيراد البريد بزعمه انه الإيراد الحلال الذي لا تشوبه شائبة.
يصف الرحالة الغربي واسمه (ايلدون رتر)، المدينة المنورة بعد الجريمة الثانية التي نفذها الوهابيون عند استيلائهم على المدينة المنورة وقتلهم الآلاف من الأبرياء، يقول: (لقد هدمت واختفت عن الأنظار القباب البيضاء التي كانت تدل على قبور آل البيت النبوي.. وأصاب القبور الأخرى نفس المصير فسحقت وهشمت).
العزم على هدم قبر الرسول صلى الله عليه وآله
وتشير الوثائق والقرائن إلى أن الوهابيين لم يكتفوا بتلك الجرائم بل حاولوا مراراً هدم قبة الرسول صلى الله عليه وآله إلا انهم غيروا رأيهم بسبب حدوث ردود فعل إسلامية قوية من مختلف البلدان الإسلامية.
جاء في كشف الارتياب: (وتريثوا خوفا من عاقبة الأمر عن هدم قبة النبي صلى الله عليه وآله وضريحه التي حالها عندهم كحال غيرها أو أشد لشدة تعلق المسلمين بذلك وتعظيمهم له وأدلتهم الآتية وفتواهم لا تستثني قبة نبي ولا غيره وما أعلنه سلطانهم في الجرائد من أنه يحترم قبة النبي صلى الله عليه وآله وضريحه يخالف معتقداتهم جزما ولا يراد منه إلا تسكين الخواطر ومنع قيام العالم الإسلامي ضدهم ولو أمنوا ذلك ما توقفوا عن هدمها وإلحاقها بغيرها بل كانوا بدأوا بها قبل غيرها ).