جذور السياسة الفرعونية وزمان زوالها من مصر و العالم
جذور السياسة الفرعونية في العالم حتى زمان زوالها فرعون الخراب :
لقد حذر الله تعالى من استمرار النهج الفرعوني في القرآن الكريم لأنه يبتكر أساليب حديثة في هدم دين الله تعالى من على الأرض فكل الأمم قبل فرعون كانوا يقتلون المؤمنين مباشرة دون التفنن في تعذيبهم لفتنتهم واستخدام بعضهم كجواسيس واعين على بعضهم بعضا لصالح الحاكم وصرف الناس عن دين الله تعالى فكانوا يقولون للمؤمنين {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ – الشعراء 116 } { لأرجمنك واهجرني مليا } { لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسكم منا عذاب أليم – يس } .
ويرجموهم أي يقتلوهم وينتهي أمرهم و أما فرعون فقال لا . لن نقتلهم قبل أن نعذبهم حتى يتحسرون على زوجاتهم وأولادهم و أموالهم ثم نقتلهم قال تعالى { قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ – الأعراف }
وفي سبيل تلك السياسة سار على نهج خطير في تطويع الأمة حتى أصبح منهاجاً لكل الحكومات الظالمة الطاغية إلى قيام الساعة فجعله الله تعالى إماما للكفرة والظلمة إلى يوم القيامة كما في قوله تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ – القصص } .
ومن هذا النهج أراد أن يكون الأوحد المطاع فجلب حوله عصابة يسرق فيسرقون ويسطوا فيسطون ويظلم فيظلمون يقسمون معه السلطة على أن يكون كبيرهم وإلههم المطاع بلا منازع و هؤلاء هم الذين أطلق عليهم القرآن الكريم الملأ في قوله تعالى { قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ – الشعراء } .
وهنا فرعون يقول لهم ماذا تأمرون ؟
كأنه يتلقى الأوامر منهم وتستشيرهم في ظاهر الأمر و يتشاورون معه فيشيرون عليه بما يريد والكلمة العليا والفصل النهائي له فقالوا له يشيرون عليه محذرين من خطر قادم عليهم من موسى وإلهه تعالى الله عما يشركون قال تعالى : { وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ }
وهنا قد يظن ظان أن الأمر شورى بينهما ويوجد بينهما ديمقراطية وشورى وهذا ظاهراً فقط والحقيقة غير ذلك بل هم تلامذته الذين اختارهم بعناية لمهامه و اختبرهم لتحقيق أهوائه ولا يعدوا كونهم طراطير أو نواطير أمام هذا الجبار العنيد الذكي الحاذق المفكر بنفحة من أنبياء عاشوا في مصر وحكموها وتركوا فيها روحا طيبة ملهمة قلبها هذا الفرعون ليجلب بها دنيا وحولها إلى سحر وكفر بالله العظيم فاستخدم علوم أنبياء ورثها من إدريس ونوح و هود وصالح و إبراهيم ويوسف عليهم السلام في جلب دنيا وكفر بالآخرة كما ذكرنا .
و ذلك لأن مصر أرض الأنبياء بوركت بهم و أولهم نبي الله إدريس و ذرية نبي الله نوحا عليهم صلوات الله تعالى وسلامه ومن أولاد نبي الله نوح عليه السلام مصرايم الذي سميت مصر على اسمه و قبط و غيرهم من ذريته الطيبين .
وبالتالي في مصر روحا تسري بين ساكنيها تصرف بها هذا الجبار العنيد الي الحرب مع الله تعالى فاغرقه وكل من سيقلده فهو من الهالكين .
فهذا الفرعون هو الذي حدد لهم طبيعة العلاقة بينه وبين الملأ و القاعدة التي بني عليها نظام حكمه أنه هو الإله تعالى الله عما يشركون كما قال تعالى :
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ – القصص } .
كما حدد لهم أن مصر كلها بما فيها وما عليها ملكا له قال تعالى فيما قاله فرعون لهم { أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي }
وبالتالي فرعون هو المربي لهذا الملأ و مع سكوت الشعب توهم أنه الإله و أنه مالك رقاب شعب مصر بسكوتهم وصبرهم و لكن تحليل طبيعة السلوك الفرعوني تبين أنه يخشى دائما من شعبه وردة فعله وثوراته العنيفة بالذات إذا استخدام العنف والدم ضدهم فقد أثبتت التجارب أن الشعب المصري في أغلب الأدوار يقتل حكامه الظلمة لأن أولاد نبي الله نوح ومصرايم وقبط لا يستزلون مع اكتسابهم صفات الصبر والحلم وكراهية الدماء بما جعل كثير من السطحيين يتوهم أنه شعب خانع ضعوالحقيقةيف مستذل والحقيقة أنه شعب صبور حليم حكيم ومن الصفات الأخرى يتسم بالعناد الشديد وعدم دمويته فيلجأ لتصرف إنسانيي طبيعى يميزه عن الحيوان وهو المكر بالخصم في حدود أمنه الشخصي وليس سفك دمه .
وقد كتب في ذلك الشبلجي في كتابه نور الأبصار فيمكن لشعب مصر أن يجوع ولكن إحذر من إهانة كرامته فهنا تقوم ثورات يسفك فيها دماء كثيرة و لهذا السلوك الذي يفهمه فرعون كما سنبين يلجأ دائما لاستخدام الضجة الإعلامية خشية من هذا الشعب العظيم وردة فعله الجماعية المدمرة .
وملأ فرعون منهم شخصيتان هامتان دائما في مصر يعتمد عليهما في سياسته و يدعماه في ترسيخ نظام حكمه وملكه وهما هامان و قارون وهما الآن في الأنظمة الحديثة يمثلهما رئيس الوزراء ومسؤل الأمن عن البلاد والذي توزعت مهامه في النظام الحديث بين وزيري الدفاع والداخلية فهما يمثلان عصا الفرعون التي يضرب بها خصومه في داخل البلاد وخارجها .
ويوجد جنود خواص الخواص تابعين للفرعون في الأنظمة الحديثة يمثلهما الحرس الجمهوري أو الحري الوطني أو الرآسي في البلدان العريبة الأخرى على اختلاف الأنظمة العربية ومسمياتها ولذلك يقول تعالى : { إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين }
وجنودهما بألف الإثنين أي أنهما وجنودهما على قلب رجل واحد في جيش يحمل في جيناته آلاف السنين من العقائد الراسخة والتي ستتغير فيما بعد ليبدأ خروج إمام من مصر كما سنبين لحديث التوراة والإنجيل والقرآن عن أحداث هامة مرت بها مصر في عصر فرعون وستتكرر فيها أحداث آخر الزمان حذرت منها ليأخذ حكامها حذرهم ويعرفوا عدوهم وما يحاك لهم ويدبر من عدو صهيوني وآخر في آخر ببلاد الغرب عند أقصى الحائط الغربي من الأرض كما قال أمير المؤمنين وبالتالي فرعون له ملكة تقدير لأحداث مستقبلية تجعل جيوشه ومخابراته من أقوى مخابرات أرضية لأن السلوك الطبيعي للشعب كما بينا يتسم بالمكر الشديد فيخرج من بين جنباته جهاز أمني على درجة عالية من الكفاءة يهدمها الله تعالى إن خرجوا على ولاية الله تعالى ورسوله و أهل بيت النبي (ع) وحاربوهم وحاصروهم وتولوا الصهاينة والخوارج هنا يكونوا قد حفروا قبورهم بايديهم واضاعوا عزهم ودخلوا في غرز نحس لن يخرجوا منه أبدا لأنهم قد وضعوا أيديهم في يد من يكيد ويمكر بهم في الخفاء وهذه الجيوش بهذه الخبرة الممتدة وطبيعة شعبها والروح الموجودة فيهم وبينهم لا يتفتت ولا يتشتت هذا الشعب كالدول الأخرى حتى آخر رجل فيهم فهو حاذق في تربية الجنود على نهج الدولة ومبادئها حب الأوطان حتى يومنا هذا .
وهؤلاء الجنود تربوا على نفس النهج الذي حدده لهم فرعون حتى أصبح الجميع على قلب رجل واحد فرقة تتبع الفرعون نفسه وفرقة تتبع هامان وقارون في يده مفاتح اقتصاد الدولة ورأسمالها يعبث فيه كيفما يشاء فأرسل الله تعالى لهم نبي الله موسى كما في قوله تعالى : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب – الأعراف 40 } .
ولذلك النظام الفرعوني مستقر في مصر وانتشر منها إلى كل العالم ولن يتغير إلا في حالات محددة وقليلة في التاريخ مهما حدثت اغتيالات للفرعون فإن الملاء حوله يقوم بنفس النهج مع توهم شعب مصر بأنهم ينتخبون ويختارون من أرادوا حاكما والأمر ليس كذلك بل هم واقعون في فخاخ الملاء في كل عصر يورثون حكمهم لمن بعدهم إلى أن يشاء الله تعالي و لن يتغير النظام إلا بثلاث طرق لا رابع لها بالتحديد و هى :
1- الرأي العام المصري إذا بغض الحاكم يجعله يقتل نفسه فيخذله حتى يجعله ينتحر بنفسه و يلف حبل المشنقة حول رقبته فيخذله أمام عدوه وفعل المصريين ذلك في ثلاث وقعات خطيرة الأولى كانت مع الفتح الإسلامي لبغض المصريين وقتها للرومان و ظلمهم فتركوهم لقمة سائغة للجيش العربي الإسلامي الفاتح فقاموا مصر ليس بقوة منهم بقدر ما هي إرادة الله اولا ثم خذلان الشعب لحكامه الظلمة ليقضي الله أمرا كان مفعولا
فتركوهما كجيشان يتصرفان حتى يهلك كلاً منهما الآخر وبحبهن للإسلام تعلموا عن طواعية لغة الفاتح العربي المسلم و تركوا دينهم ولغتهم وهذه حسنة لشعب مصر لن يخذله الله تعالى إن شاء الله لذلك ابدا من أجل ذلك وحبهم لأهل بيت النبي واكرامهم إياهم عليهم السلام لن يخذلهم الله تعالى إلى يوم القيامة إن شاء الله .
والوقعة الثانية كانت مع الفتح الفاطمي خذل المصريين العباسيين وحاكمهم على مصر موسى بن عيسى النوشري وخرجوا لاستقبال الخيش الفاطمي .
والثالثة كانت مع ثورة 25 يناير حيث افتعل وزير داخلية مبارك هامان زمانه مشكلة بين المسيحيين والأمن المركزي المسلم في الطالبة والعمرانية (الجيزة) ليلة راس السنة أملاً في تحريك الشارع السياسي ليتم القبض عليهم جميعاً بتدخل الشعب فيتعصب للجيش الإسلامي التابع لوزارة الداخلية (الأمن المركزي) الذي ضرب المسيحيين واعتدى عليهم فكانت الخطة أن يتدخل المسملين منحازين للأمن المركزي ثم ينسحب الأمن المركزي وتتحول لحرب أهلية محدودة يسيطر بعدها على كل القوى الثورية والمعارضة فيتم القبض عليهم والزج بهم في السجون .
ولكن الغريب أن المسلمين احتضنوا المسيحيين ووجد جيش هامان عصرة حبيب العادلي انهم يشتبكون مع كل الشعب و خطب على سلم مسجد خاتم المرسلين بالجيزة قس مسيحي فأمسك بيد الشيخ و المصريين أنصتوا له مسلمين ومسيحيين و توحدت اللحمة المصرية بجيناتها المتوراثة منذ آلاف السنين و التي يجهلها حكام زماننا بمستشارينهم الأغبياء كما وصفتهم التوراة و في ذلك الوقت كتبت مقالاً على موقع ” المطرقة ” الإلكتروني بأن مصر مقبلة على ثورة أقوى بمراحل كبيرة من ثورة تونس وقتها و قد حدث ما أخبرنا به تماماً بتمام والتحذير لذلك من أن إهانة كرامة هذا الشعب أهم من إطعامه فتحطيم نفسيته تجعله يخذل حكومته وتجد ذلك في أحاديثهم الجانبية عند المصائب ( ياعمي هى بتاعتنا) وهذا يدفعنا للتحذير من خطر حقيقي ولإحساس الشعب بجسامة الخطر الذي تمر به البلاد وحرصه على جيشه يدفعه للصبر على أخطاء حكومية جسيمة جداً وغير محتملة يتعجب لها العالم كيف يصبر المصريون على تلك الإبلاءات الجسيمة من حكومة تجاهلت احتياجاتهم وتأخذ قرارات لا تراعي فيها مستوى المرتبات مع تقديم حجج باهته لا يصددقها أجهل شخص في العالم .
2- بقتل الفرعون لا يمكن تغيير النظام في مصر لوجود الملاء بجيناته المتوارثة وحمله لواء السيطرة على الشعب للتمكن منه كفريسة في يد وحش ولا يمكن كسر هذه القاعدة ألا بقتل الفرعون وملئه معه أو حاكم مصر وملئه كما فعل ذلك صلاح الدين الأيوبي الذي أباد أهل البيت النبوي( عليهم السلام) وقطع شجرتهم من مصر إلى أن يشاء الله .
3- الحرب الأهلية وهذا مستبعد في مصر ولكن العدو سيحاول وأخبرت نصوص علامات الساعة و أحداث آخر الزمان أنها ستكون في أطراف مصر و لن تدخلها بإذن الله .
ومع دخول الإسلام حذر الله تعالى فرعون مصر وحكامها أن هلاكهم سيكون على يد فئة صغيرة مسلمة كانت في زمن نبي الله موسى اسمها بني إسرائيل يكون هلاكه و ملئه على أيديهم وفي زمان بعثة نبي منهم وسيتكرر آخر الزمان إن عاندوا وقاتلوا وحاصروا أهل بيت النبي بطريقتهم التي تعتمد على الدهاء فيبتليهم الله تعالى بالشدة والسنين والمصائب ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فإن لم يرجعوا فالله تعالى وعد ووعده الحق بأن يريهم ما يحذرون كما جعل فرعون وملئه يرون ما كانوا يحذروه في زمانهم عندما كفروا بالله تعالى أصروا وعاندوا واستكبروا فأهلكهم الله تعالى وأورثها الصالحين من أهل البيت الإبراهيمي (عليهم السلام) قال تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ – القصص } وكان هلاكهم جميعاً لأنهم على قلب رجل واحد خاطئين معاندين على قلب رجل واحد أمام عدوهم ولو كان نبياً أو وصياً و آخر الزمان سيتكرر الحدث لذلك ورد في القرآن الكريم وأخبرت التوراة بما سيكون منهم آخر الزمان .
وفي بداية بروز شجرة الحنضل في مصر كانت في العصر الخديوي بعدما قرر توفيق باشا بأن يجعل شيخ الأزهر بالتعيين وليس الإنتخاب وتحقق هذا الإنهيار في عصر الرئيس عبد الناصر سنة 1961 .
و بعد الإنفتاح الذي أسس له السادات سنة 1979 ومعاهدة كامب ديفيد الملعونة و التي تعد من علامات الساعة كما اخبر بذلك الطائفة الإنجيلية في أبحاث لهم نشرت ابحاثهم في مجلة الثقافة العالمية اللبنانية الربع سنوية سنة 1985 .
وبالتالي بعد هذه المعاهدة الملعونة الفارقة في تاريخ مصر تغيرت المفاهيم ليدخل بين المصريين عنصر غريب يضاف إلى الملاء في سرقاتهم وظلمهم توجيه دفة السياسة الفرعونية الحكيمة والتي استمر الحكم بها حوالي ستمائة عام في زمن فرعون الخروج ليأتي زمان فرعون الخراب والذي أسس له السادات ومن سار على نهجه والله تعالى لهم بالمرصاد كما قال عز وجل ( وفرعون ذي الاوتاد الذين ظلوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد قصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد ) ومرصاد الله تعالى لفرغون الخراب الانتقام الإلهي فيعاقب الله تعالى السادات بالقتل ومبارك بالعزل والحبس ومثل ذلك حدث مع مرسى عندما انحرف وسار على نفس النهج دون ان يدري و سيعاقب من الله تعالى كل من تقلد بهذا الخط فالله تعالى له بالمرصاد بعدما فقد حكمة فرعون التي امهله الله تعالى بها وهو عابد للأصنام أزماناً طويلة حتى ذبح الأطفال فبعث الله تعالى له نبي الله موسى مرصاداً من الله تعالى وسيتكر آخر الزمان مثل ذلك كما هو وارد عن صاحب مصر وفي مذهب أهل البيت في مصر منبراً يشيد للمهدي عليه السلام وذلك مرصاد الله تعالى إذا بدأ فرعون الخراب بحكته وتخطيطة في حصار أهل بيت النبي محمد وشيعتهم وإحلال الخوارج محلهم وجلب الصهاينة يعبثون في البلاد ومقدرات العباد هنا يكون قد حل زمان مرصاد الله تعالى الذي قال تعالى فيه { إن ربك لبالمرصاد }
وذلك بعد أن فقد فرعون حكمته المعروف عنه والتي ذكرتها التوراة في وصف ذلك الزمان حينما يستعين فرعون مصر أو حاكمها بمستشارين أغبياء ووصفتهم التوراةلاأيضاً بأنهم سيكونون كالبهائم وسنبينه آخر البحث وتتعجب النصوص التوراتية قائلة يقال في ذلك الزمان ” أين ذهبت حكمة فرعون ” .
وخطط السادات التي وقع فيها كانت بالسلام مع الصهاينة فكان يجب أن يكون مشروطاً بتخلي إسرائيل عن خططها الصهيونية وتبديل رايتها بدلاً من النيل والفرات هنا يكون السلام حقيقياً مع الصهاينة .
أما يسكت على خططهم الإستيطانية الصهيونية التلمودية و يقول سلام هنا كانت الخدعة التي قام بها السادات والخطأ الذي وقع فيه مع الصهاينة والخراب الثاني جاء بإطلاق يد الخوارج لضرب التيار الناصري والذي تحول إلى تيار وهابي يتم إدارته من خارج مصر وكلا الخطرين هم شجرة الحنضل التي ستنبت في مصر وسيحل في مصر الخراب لهذه الأخطاء الجسيمة التي وضع بذرتها السادات وترعرعت في عصر مبارك .
والآن نحن نحصد أزمات خطيرة قد تتسبب في عظائم الأمور وعلامات ساعة لابد من الوقوف عليها وتحليلها لنعلم أين نحن وإلى أين تتوجه مصر بسياستها الحالية .
وليحذر ساستها والقائمين عليها مما حذر الله تعالى منه في كتبه السماوية حتى نجتنب مصير فرعون الخروج ونجنب مصر السير على نهج فرعون الخراب وننقذ مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي من السير على نهج فرعون الخروج إلأى فرعون الخراب .
ولتجنيب مصر ذلك لابد من عدة خطوات :
1- تجنيب مصر السير على نهج الطبقية وخطة فرعون التي قال تعالى فيها { وجعل أهلها شيعا} فالضريبة تقاس على أدنى مستوى تكون محددة بقانون واحد وليس شرائح وكذلك السلم الوظفي وكذلك في كل شيئ هنا تكون النهضة الحقيقية .
2- تفكيك الملاء الذي يعتمد على نهب المال العام .
3- إعادة النظر في كل الإتفاقات الدولية التي تخرج ثروات مصر من البترول والغاز حتى الطلقة الشمسية غذ أن تحقيق الإكتفاء الذاتي أولاً ثم التصدير للفائض وليس العكس من إيهام الجهلاء باحتياجنا للعملة لذلك نبيع كل شيئ حتى أعضاء البشر وكل شيئ حتى الضمير .
4 – العودة إلى حكمة فرعون نبي الله موسى وليس كتاب الله فحكامنا أبعد مايكون عن العمل بكتاب الله والتوكل على الله والإيمان بحكمة القر’آن الكريم وأحكامه ففرعون لم يجلب لنا الصين لتنقذ اقتصاد مصر ولا الهند ولا الرومان وهذه حكمة من حكم فرعون التي لو فعلتها أي حكومة بمصر أو بالعالم العربي لنجحت ولكن هيهات هيهات لقد سلب الله تعالى منهم العقل كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله [ ” ترى أكثر الناس في ذلك الزمان قد مرجت عقولهم ” ] أي حجبت عقولهم عن الفهم قفي زمن يرفع فيه العلم وينزل فيه الجهل كما في الأحاديث وذلك باستبعاد أهل بيت نبيهم عليهم السلام وحربهم مع أتباعهم بحجج شتى يخربون بها بلادهم وديارهم ولا يتعظون مما حدث لصدام وزين العابدين وعلى عبد الله صالح وأوهمهم الشيطان أنهم سيكدسون الأسلحة ويقوون ثغرة مرت بها مصر والبلاد العربية لن تنفذ من خلاها الشعوب وسيحاصرونهم إنما نسوا أن طلبات الشعوب مشروعة وهى العيش الكريم و الأمن فإذا حاربهم حكامهم فهم يحاربون الله تعالى في خلقه وهنا تتدخل العناية الإلهية أولا بالتحذير ويكون عبارة عن رفع البركة وأزمات وشدائد غير متوقعة فإن لم يتوبوا يأتيتهم الله تعالى من مأمنهم ومن حيث لا يحتسبوا قال تعالى { فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا } أي أن محارب الشعب المظلوم و أهل البيت عليهم السلام محارب لله تعالى وسيأتي الله تعالى بهلاكه من مأمنه ومن حيث لا يحتسب يحل به الإنتقام الإلهي وبملئه في نهاية زمن الإمهال بزماننا هذا غن شاء الله .
وبدأ السادات بزرع شجرة الحنضل في مصر بفتح الباب لجماعات وهابية تكفيرية وقتها كانت تتظاهر بعدم التكفير ولكن كتبهم ومراجعهم أكدت تلك النظرية التكفيرية لضرب التيار الناصري الوطني مستعينا بخوارج يفسدون في الأرض { وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } يؤمنون بوثنية المساجد التي فيها أضرحة النبي وأهل بيته الأطهار عيهم السلام و التوحيد عندهم يقوم على هدم هذه الأضرحة و تكفير أصحابها وأتباعها وتكفير من لم يكفرهم وتكفير الجيش المصري والجيوش العربية على أنهم طواغيت كفار لا يحكمون بما أنزل الله وقتلهم واجب ديني هكذا طفحت كتبهم إن أنكروا ذلك ومع الأسف الآن أدخلوهم مجلس النواب وفي هؤلاء من يكفرون كل أمة محمد (صلى الله عليه وآله) كلها صوفية وشيعة وشيوعيين وناصريين وليبراليين وعلمانيين الكل عندهم كفار .
بالإضافة إلى سماح السادات رجوع النشاط الروتاري والليونز الماسونية وعودة المحافل الماسونية السرية وبدا عمل الصهاينة السري في مصر ودس يهود بأسماء إسلامية أصبحوا مسؤولين قالت فيهم جولدمائير سنة 1967 [ “قريباً سيحكم أبنائنا العالم العربي “] والأحداث الجسام التي نمر بها تؤكد صدق قولة جولدمائير وهذه النوادي الماسونية كان قد أغلقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهى أندية ذات أنشطة إقتصادية غامضة تقوم على فكرة ظاهرها أعمال خيرية وباطنها إخضاع البلاد و العباد في كل الكرة الأرضية لحكم الصهاينة و هذه و هى شجرة الحنضل بفرعيها الصهيوني والخوارج الذين انطلقوا من مصر بعد السبعينات وبتمويل الخليج نحو أفغانستان ومنها إلى بقية اصقاع العالم الإسلامي لتخريبه .
فأصبح الملاء الذي يظلم ويقتل ويسرق ويختلس أضاف له السادات ومبارك و كل من سار على النهج القائم على كامب ديفيد شركات عملاقة تدخلت تقريباً في كل شيئ من طعام المصري حتى توجيه المواطن نحو الثقافة التي يريدونها و لأن مصر غنية جداً أكثر مما يتخيل أي شخص لم يكن يشعر المواطن بهذه السرقات و الإختلاسات في عصر الملأ الذي يوزع على الأتباع و المحاسيب من أملاك الدولة ما يشاء فلما جلب السادات هذه الشركات والبنك الدولي و البنك الخليجي تضاعفت السرقات وتهريب كل موارد الدولة وآثارها و أملاكها حتى أصبحوا يسرقون أعضاء وأحشاء الإنسان المصري والعربي من موريتانيا حتى العراق وسوريا وطبعاً أعلاها نسبة بين مصر والعراق وسوريا بعد أن جلبوا إلينا كل لصوص الأرض في صورة شركات ورجال أعمال .
وهنا اختلت المنظومة الفرعونية الحكيمة التي كانت تسير بحكمة الفراعين وترسخت بحكمته حكومة البلاد أزماناً طويلة قائمة على احترام المواطن وإبعاد لصوص العالم و في هذا الزمان كان اللصوص أيضاً موجودون ويوجد وفساد من أتباع معبد أمون بالإضافة إلى حاشية الفرعون و هم لصوص محليون يسرقون ما يحلوا لهم فلم يشعر بهم المصريون إلا قليلا لغنى الدولة وسعة مواردها وأخلاق فرعون الرفيعة مع المصريين وبطشعه بالغرباء حتى أهل البيت الإبراهيمي ومن هنا كان مقتله وما لم يفطن له المصريون الآن أن حصارهم أهل البيت وحربهم معهم ستتسبب في كوارث لا يعلم مداها إلا الله تعالى .
ولكن بصفة عامة تأثير سرقات الملاء كانت بسيطه لأنها كانت تتم بحكمة وبحساب دقيق من الفرعون ووفق توازنات يحددها لهم إلى وصلنا لزمن أواخر سبعينات القرن الماضي .
والذي بدأ فيه السادات جمع كل لصوص العالم بحجة الخصخصة والشراكة الدولية والإنفتاح و قروض البنك الدولي (الصهيوني) فأصبحوا يسرقون جميعاً شعب مصر حتى ذكرت بعض التحقيقات أن سرقات حسين سالم فقط في عهد مبارك أنعشت اقتصاد اربع دول اوروبية النمسا وأسبانيا وإسرائيل واستراليا بعد أن جمع السادات و مبارك والبنك الدولي الآن ورجال أعمال مصريين و غير مصريين أفقروا البلاد والعباد وباعوا الكثير من المشروعات والمرافق والأراضي ودخلنا في مرحلة استعابد المصريين و العرب بنفس الطريقة من المغرب حتى العراق وبخضوع العرب والمصريين أصبحت موحاتهم تتوجه نحو إبادة الجنس العربي كله .
وكما أقنع فرعون الملأ حوله بألوهيته واستخف بقومه والملاء حوله كما في قوله تعالى { فاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ – الزخرف 54-56 } .
كذلك استخف السادات بالشعب ومبارك وحتى الآن لم تتغير هذه السياسة القائمة على نظرية إبليس التي قال تعالى فيها { يعدهم ويمنيهم } منذ كامب ديفيد و إلى الآن فقال السادات عام ثمانين لكل مواطن فيلا وسيارة و قال مبارك عام 2000 نهضة كبيرة وستحل كل المشاكل التي تشهدها البلاد .
وهذا استخفاف بالعقول لأن المواطن أصبح يشعر بالخلل في منظومة الحكم وذلك لأن النظام الفرعوني لفرعون الخروج كان نهجه وطنياً مهما كانت مساوئه ومعايبه إلا أنه لم يجلب لمصر الصينيين أو الهنود و الرومان أو أي بلد آخر كما قلنا من قبل ليبنو له الهرم أو مدينة منف يعطيعا لرجال أعمال من الهند مثلا وقال لهم تعالوا شاركونا في مواردنا وانهبوا ما يحلوا لكم باسم الشراكة و الخصخصة ونقتسم معكم سراً السرقات طبعاً أو برهن أراضي البلاد ومواردها لأي دولة كما يحدث الآن لا هم للمخططين إلا بيع موارد الدولة وأراضيها ورهن ثرواتها بحجة تسديد مديونياتها ولو اجتمع رجال أعمال مصر سيسددون تلك الديون وينهضوا بالبلاد ولكن ما نحن فيه هو فن افعال الأزمات لتبرير أفعال خاطئة .
وهذا لم يحدث في زمن فرعون موسى عليه السلام الذين قال تعالى فيهم محذراً حكومات مصر بالذات آخر الزمان وكل حكومات العرب والعالم :
{ وجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين } لعلهم يتعظون مما جرى لفرعون عندما كفر بنعمة الله تعالى وحارب نبي الله موسى وأهل البيت الإبراهيمي (عليهم السلام) .
والآن تتكرر نفس المشاهد ولكن بصورة أسوأ مما كانت عليه مصر في عصر فرعون نبي الله موسى ونفس الحصار المضروب على بني إسرائيل هو نفسه المضروب على كل اتباع ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) في مصر من اضطهاد و حصار ومنع سفر وعمل وحصارهم بالشائعات أي إغلاق مصر تماماً و حبس كل الشعب في سجن كبير لكل وعلى الخصوص أتباع أهل بيت النبي (عليهم السلام) بناءاً على توجيهات سرية للممولين الصهاينة و الوهابية في الخليج بحجج كثيرة لسنا بصددها الآن .
ولكن الإضطهاد لأهل بت النبي في مصر يظهر من خلال عدة أمور أهمها :
1- بهدوء تام إخفاء كل كتب أهل بيت النبي من السيدة فاطمة وسيرتها والإمام علي والإمام الحسن والحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة ونتحدى اي أحد يأتينا بككتاب لهم ولو خحدث سيتهموك بأنك شيعي كافر حلال الدم .
2- كل الإعلام والميديا من مسلسلات وأفلام عن مجاهيل التاريخ من سفيان الثوري اوالليثي والحسن البصري وهارون الرشيد والسؤال لماذا يخشون من مسلسل عنم السيدة زينب أو الإمام الحسين أو سيدنا علي (عليهم السلام) نعم لقد تم إعداد مسرحية الحسين ثائراً الحسين شهيداً لبعد الرحمن الشرقاوي وتمثيل كرم مطاوع وعند العرض في ستينات القرن الماضي صدر قرار بمنع عرضها .
3- السلفية الوهابية يملكون أكثر من ثلاثين قناة فضائية فلماذا مصر لاتسمح لفضائية واحدة حكومية للطرق الصوفية بل لماذا لا تسمح بفضائية لشيعة أهل البيت في مصر .
4- إذا نزلت المكتبة الإسلامية فلن تجد فيها غير كتب ابن تيمية وتلامذته (ابن كثير والذهبي وابن الجوزي وابن القيم الجوزية وغيرهم ) .والسؤال اين كتب أهل البيت .
أعتقد هنا نكون قد فهمنا لماذا أصبح الناس جهلاء جهلاً تاماً بأهل بيت النبي ولماذا يهاجمون شيعة أهل البيت (عليهم السلام) والصوفية بغير علم ويكفرونهم ويقتلون منهم سراً وبطرق مصرية مستحيل يعرفها أحد ويوجد أسماء لن نصرح بها قتلت على يد الوهابيين التكفيرين الذين أحرقوا عشرات المساجد بعد ثورة 25 يناير 2011 م .
وهنا نكون قد بينا شجرة الحنضل التي ترعرعت في مصر وسط جهل مطبق من ساسة ومستشارين بما يدور حولهم وما يحدث وما هو الحل تيه ضربه الله عليهم وقال فيه أمير المؤمنين علي عليه السلام [ ” وليضربن عليكم التيه أكثر مما ضرب على بني إسرائيل ” ] .
ولكي تتأكد أنها شجرة الحنضل وشجرة الخراب ومن تنبى نهجهم فقد تبني طريق فرعون الخراب انظر إلى افغانستان قبل أن يحلوا به وبعد أن ظهروا هل عاد كما كان ؟ !! .
أنظر إلى الصومال بل أنظر إلى مصر وقت أن كان المصري إذا ضاق به الحال ذهب لمسجد السيدة زينب أو الإمام الحسين (عليهم السلام) بكل براءة وعفوية وصدق يقول ياستنا السيدة زينب يا أم العواجز يام هاشم أو ياسيد الشهداء انظر إلى اقتصاد مصر وقتها ونظافة البلاد و سلوكيات العباد وانظر أليها الآن بعد دخولهم البرلمان وقد تحولوا كجزء من منظومة الحكومة المصرية وسن تشريعاتها .
وعندما تحارب الدولة أتباع أهل بيت النبي(عليهم السلام) فقد أذنت في حلول الخراب بها كما فعل فرعون مع نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل المسلمين وقتها وكما فعل الله تعالى بصدام حسين قتل علماء أهل بيت النبي وأضطهد محبي أهل البيت (عليهم السلام) وظلم وتجبر وكما فعل الله تعالى بعلي عبد الله صالح حينما حارب أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في اليمن أربع حروب خرب بلاده وأحل بعدها قومه دار البوار فقاموا عليه بثورة ثم خراب عام أعاذ الله أهل اليمن منه .
وهكذا في مصر كلما شددت الحكومة الحصار والحرب على ذرية أهل البيت (عليهم السلام) وأنصارهم و أتباعهم شدد الله تعالى عليهم بالسنين وشدة المؤنة وتسلط الأعداء عليهم إلى حين إمهالاً من الله تعالى لعلهم يرجعون وها نحن نوضح و نفصل هذه الداهية حتى لا نقع في أخطاء من سبقونا أو من كانوا قريباً يحكمون حولنا من دول وحتى لا تكون هذه الحكومة تتوجه نحو حتفنا بظلفها ” فاللهم قد بلغنا اللهم فاشهد “.
وصدق الإمام الصادق حيمنا قال ( مرفوعاً ) [ ” نحن أهل بيت ما قاتلنا بيت إلا خرب ولا كلب إلا جرب و من لم يصدق فليجرب ” ]
و لقد سارت السياسة الفرعونية نحو الرعية في زمان نبي الله موسى على عدة مبادئ لتطويع الدولة كلها تحت حكمه مازالت تعمل بها الأمم وطورتها بوسائل تقنية حديثة وهى :
1) الإعتماد على الضجة الإعلامية في سياسته وبث الأكاذيب والشائعات ضد الخصم على أنها حقائق للفتك به وبمن يؤيده وقد استخدم هذه الطريقة مع نبي الله موسى في قوله تعالى { قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ } وقال تعالى أيضا مهيجا الملاء حوله قائلا ( إن هؤلاء لشرذمة قليلون وأنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون ) .
وهنا السؤال بالفعل هل نبي الله موسى جاء ليغيظ الناس ويكيد لهم ام بعثه الله تعالى ليخرج الناس من أرضهم ؟ طبعاً لا ولكنها الضجة الإعلامية التي يستخدمها دائما فرعون قبل الأقدام على قتل الضحية والبطش بها وتحديدا للنهج الذي يحدده و مسار سياساته التي يحددها للملأ حوله لذلك قال لهم سيدنا موسى عليه السلام { فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ– طه } .
ولذلك مستحيل لأي دولة تأتي إلى مصر فتفتت لحمتها المتماسكة على هدف واحد ولو كفريا ً لأن هذا الشعب يقدس حكامه فكل نبي يبعث إلى قومه إلا مصر يبعث النبي إلى الحاكم شخصياً قال تعالى : { اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ – طه } . وهنا الآيات وحكمتها يبين تعالى أنهما كنبيان مبعوثان من الله تعالى لابد وأن يكثروا من ذكر الله استعداداً لهذه المهمة الجسيمة وهى لقاء فرعون ودعوته لأنه جبار عنيد وهم يعلمون سلوكياته وتهوره في سفك الدماء فقالوا { إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى } فقال تعالى لهما { لا تخافاَ إنني معكما أسمع وأرى } .
2) خوف فرعون من الرأي العام والذي يعمل له ألف حساب لعلمه رقة قلوب المصريين ولابد من حجة يقدمها لقتل خصومة وأقناع الرأي العام بذلك قال تعالى فيما قاله فرعون { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ – عافر } .
وهنا السؤال مالذي يمنعه إلا الرأي العام وخوفه من القتل دون حجة والذي قد يدفعهم للفتك بفرعون نفسه لأن كثرة الكلام بين الشعب تعتبر ترسيخ للفكرة ورأي عام يكون موحد بين شعب مصر دائما ولخوف فرعون من القتل العلني دبر محاولة لقتل نبي الله موسى سراً أخبر بها مؤمن فرعون نبي الله موسى قائلاً { وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ– القصص } .
وهنا يمكن أن تعتبر وتتأكد أن قوة شعب مصر قوة خطرة و خطرها في سكونها وصبرها الكبير وعدم ميلها للدم مما يدفعها لارتكاب ابشع الثورات إذا ضغط عليها فرعونها بواسطة المستشارين البهائم الأغبياء كما وصفتهم التوارة بذلك الوصف وسنأتي فيه آخر هذا المقال البحثي بهذه النصوص
ولكن التاريخ يؤكد قيام ثورة حقيقية في مصر كل 30- 35 عام وبعد ثورة 25 يناير 2011 يجب أن يعلم العالم أن هذا التوقيت اختلف فأصبحت الثورة تقوم في اوقات أسرع لعدة أساب منها :
1- نهم اللصوص من رجال أعمال وشركات صهيونية أعرابية تتولى الصهاينة بالداخل والخارج .
2- وسرعة الأحداث التي تؤكد ظهور إمام في عصرنا هذا يطوي الله تعالى له الزمان طياً .
3- شدة الظلم المنتشر من الملاء في كل عصر .
و التحذير الآن ليس خشية من الثورة فهم شعب والعرب كرماء العنصر لا يحبون إلا دماء الثأر وهذا حق كما أن الشعب المصري وكل شعوب العرب والعالم لهم مطالب مشروعة إذا ما توافرت انتهت المشكلة إلى غير رجعة ولكن الخشية كل الخشية من المندسين الصامتين و الخلايا النائمة داخل مصر والبلاد العربية التي تتظاهر بالوطنية ونجحوا في أن يدخلوا مجالس النواب المصرية والعربية وأصبح لهم أحزاب وبرلمانيين ورجال أعمال وتمويلاد سرية لا تعلم عنها الدولة إلا القليل ولو علمت اشتركت لتقتسم لأنهم ينضوون تحت حماية البنوك الخليجية المقرضة لمصر والبلاد العربية الفقيرة وهم ينتظرون النور الأخضر للتحول جنباً إلى جنب مع مرتزقة الخارج لتخريب مصر كما فعلوا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وليبيا والآن بدأوا التحرك داخل سيناء ووضع علماء الضلالة في عقولهم أن قتل الجيوش العربية والخصوم جهاد في سبيل الله فأصبح جهادهم ليدخلوا الجنة تخريب العالم العربي وتدمير جيوش مصر و الجيوش العربية و تركوا الصهاينة وأعداء المسلمين يرتعون ويلعبون في العالم العربي خدمة للصهاينة .
وهذا ما نحذر منه والتحذير لا يكون بتوفير زجاجتين زيت وكيلو سكر للفقراء في مصر والعراق وسوريا أو اليمن وغيرهم بل بتعديل كل النهج الفرعوني الذي سار عليه فرعون وتوارثته الأمم دون أن تدري أن جذوره جائت من فرعون وملئه ثم انتشرت من مصر عليهم لعائن الله المتتالية إلى يوم الدين .
3) ولقوة مصر وموقعها الجغرافي الفريد وإحاطتها بدول أقل وأضعف أكسبها قوة و تمكين جغرافي طبيعي ودفاعات ربانية قبل أن يصل إليها أي عدو يكون قد أنهك فيكتب الله تعالى لها النصر والهزيمة للعدو بإذن الله .
طبعا باستثناء المائتين سنة الأخيرة منذ عهد محمد علي وهزيمة قواته في موقعة أبي قير البحرية ومصر في انهيار استعماري ثم فساد داخلي يتآمر خارجي ومن انهيار درك إلى درك أشد منه إلى أن يشاء الله تعالى .
وهذه القوة الطبيعية أهلت مصر لقيادة المنطقة العربية و قوت شوكتها في بلاد العالم الإسلامي وبهذه القوة أصبحت مصر مركزا ً لدولة الخلافة الطولونية و الأخشيدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية ودولة محمد على وهذه القوة والاستقرار جعل مصر مركز إشعاع للخير أو الشر فإذا قالت مصر صلح مع إسرائيل جرت العرب من يرونها نحو الاستسلام والسلام الفاشل ولما قامت ثورة 25 يناير 2011 ثار كثير من البلدان العربيه وحتى الفساد ينتشر من مصر فإذا صلح الله حال مصر انصلح حال كل العرب وإن سار حكامها في طريق البطش والظلم وقتال أتباع أهل بيت النبي عليهم السلام على أنهم شيعة أو حوثيين أو حزب الله أو تحت أي حجة وضجة إعلامية يمهد بها للبطش بهم فقد أحلو قومهم دار البوار كما فعل صدام وفعل الله تعالى به ما رأيناه جميعاً قال تعالى { ألم ترى الي الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحاول قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار } .
وذلك لأن الظلم ظلمات ومصر بلد كبير لا يمكن أن تقوم سياستها إلا بالحكمة والمصالحة بين المسلمين وكل المتخاصمين أيا كانت دياناتهم أو سياساتهم ولا تكون طرفا في اي نزاع لأن ذلك المسلك خطر كبير على مستقبل حكامها أنفسهم وملئهم لأن ذلك ليس من سلوكيات المصريين الذين لا يحبذون هذا النهج في التعامل مع بعضهم ولا مع الدول الأخرى .
والسير على طريق الصهاينة يعرض مصر لمخاطر كبيرة والعرب كذلك وهنا يكون الله تعالى لحكامها بالمرصاد فينتقم منه كما انتقم من فرعون لا محالة .
قال تعالى :
{ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ– الفجر }
وبعد دخول الإسلام أيضاً كان لها دوراً محورياً في نشر الثقافة الإسلامية أيضاً وبعد عصر محمد على بدأ التغلغل الماسوني بإنشاء المحافل الماسونية في عصر توفيق باشا وانشاء محفل الشرق الماسوني ثم توالي إنشاء تلك المحافل وبدأ الإنهيار الأخلاقي التدرجي في مصر والسيطرة على اقتصادها وتغلغل اليهود فيها
بالذات في الفن والسينما في هذه الفترة أدواتهم في نشر تغيير العادات والتقاليد والسلوك الإسلامي بين المصريين والعرب وطبعا كل ذلك بخطط من الحكام سيراً على النهج الفرعوني في نشر الفساد في الأرض كمات قال تعالى { فأكثروا فيها الفساد } .
وما كان لهم أن يوجهوا السينما إلا نحو ترسيخ القيم الإسلامية والصدق والأمانة و التذكير بتاريخ هذه الأمة العريق و بيان أحكام دين الإسلام ومحو الأمية بين العرب والمصريين ولكن بكل اسف استخدم الفن والسينما كمعول من معاول هدم دين الإسلام والقيم والأخلاق ونشر الإجرام والقتل وسفك الدماء الآن .
ولذلك بالفعل وجدنا إذاعات ناطقة باللغة العربية من كل بقاع الدنيا توجه إلى مصر أولا ومنها إلى بقية العالم لعدة أسباب منها :
– من سلوكيات الشعب المصري المذكورة في القرآن الكريم كثرة الكلام والغيبة والنميمة والتي ظهرت في قولهم عن زوجة عزيزي مصر وسيرهم في هذه القضية بالغيبة والنميمة { امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه إنا لنراها في ضلال مبين } لذلك فرعون دائماً يميل دائماً لاستخدام الضجة الإعلامية وإقناع العامة بصحة موقفه وقرارته . ولذلك سجنه عزيز مصر خوفاً من الرأي العام المصري القوي في كل زمان حتى الآن وهو أهم ما يخيف حكام كل عصر في مصر بالذات وفي العالم العربي سجنوا نبي الله يوسف كما في قوله تعالى { ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ – يوسف 35 }
– و جود تكتل سكاني كبير في مصر يجعل وسائل الإعلام العالمية تهتم ببث أضاليهم وتوجهاتهم المشبوهة باللغة العربية بها كما بينا لتغيير سلوك شعبها وتدمير الإسلام انطلاقاً منها لوجود أكثر ثلث العالم العربي ومنها ينتشر كل شيئ ولهدم القيم والأخلاقيات يتم فتح باب الإنحرافات الفنية بنشر أعمال فنية هابطة لتغيير السلوك العربي والإسلامي كله بداية القرن التاسع عشر حتى الآن وانطلاقاً من مصر بالذات ويشرف على ذلك خبراء من دول استعمارية كبيرة وممولين خليجيين تابعين للصهاينة لنشر التكفير من داخل مصر وأعمال فنية تتسم بالفجور والفساد والمخدرات والخمور و القتل والإنتقام وشتى الأعمال الإنتقامية والأمراض الإجتمتعية من نشر الكذب والنفاق والخداع والسرقة والتلصص وسوء الأخلاق كلها أعمال فنية خرجت من مصر لينتشر منها الفساد حتى الجماعات الإسلامية كلها خرجت من مصر سواء كان الإخوان المسلمين أو الفكر السلفي أو الجهادي أو التكفيري كلها خرجت أولاً من مصر ثم انتشرت منها لبقية أصقاع العالم الإسلامي ومن هنا يأتي التنبيه على خطورة مصر وما تمر من تطرف ديني وفجور اخلاقي يجب ان تكون على يقين بأن ما يخرج من مصر سيصل إلى دارك أينما كنت أو عبر إعلامها مهما كنت في أي مكان بالعالم سواء بالخير أو الشر فمصر تعتبر مرآة العالم يتوهم من يدخلها أنه حر وهذه من حكمة فرعون التي توارثها من الأفعال الفرعونية ولحكمة تركها أنبياء حكموا مصر وتعاملوا مع شعبها في الحكم بنفس نظرية فرعون ولكن نحو ترسيخ القيم والمبادى ولذلك أنظر ماذا فعل نبي الله يوسف عيله السلام عندما أراد أن يأخذ أخيه فوضع الصواع في رحل أخيه بمكيدة بنفس طريقة التفكير الفرعوني ولكن نحو الخير وهدم الطواغيت والمتجبرين قال تعالى :
{ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ – يوسف } .
4) اعتماد فرعون في سياسته على الطبقية تفتيت المجتمع وتقسيمه قال تعالى { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ – القصص } .
و هنا يبين تعالى تقسيمه شعب مصر لطوائف وفرق ولكن وسط هذه الفرق يستضعف طائفة وحيدة وهم أتباع أهل بيت الأنبياء أولهم بني إسرائيل وآخرهم أتباع النبي محمد صلى الله عليه وآله وهو واضح الآن من سياسة الحصار ودخول الوهابية على الخط بالأغتيالات السرية والتي يستحيل على أحد كشفها إلا أنها حوادث طبيعية ولكنها ليست حوادث بل تصفية جسدية تقوم بها طوائف ذات توجه متفق مع السياسة الفرعونة المتحالفة مع دول تساندهم بالخليج وإسرائيل ولكن بغض طرف من مصر وسياستها الفرعونية تقوم بها تلك الجماعات المتطرف دون تدخل من الدولة وتمريرها على أنها حوادث طبيعية حتى الجماعات الإسلامية نفسها لجأت مصر في سياستها معهم على نفس النهج فلما خرجت جماعة المسلمين ( التكفي والهجرة) وجدناها تفتت بفعل الجدل والنقاشات والإختلافات اليت يبثها رجال وسطهم تابعين للدولة نفسها فخرج منها جماعة براءة التي تقاتل نفس الجماعة ثم جماعات أخرى كتوقف وتبين وترفعوا لعدة جماعات متقاتلة . وهكذا حتى الإخوان انبثق منها جماعة القطبيين حتى جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية فتتوهما إلى فرقتين فرقة تعذر بالجهل وأخرى لا تعذر بالجهل .
وعلى مستوى إدارة الدولة لجأت السياسة المصرية على النهج الفرعوني دون أن ينتبوا إلى ذلك وأعتقد بغير قصد ولكنها ملكة متغلغة في عقل الحاكم المصري و طبعاً لسكوت علماء الضلالة وعدم توضيح أخطائهم ترسخت تلك الأخطاء حتى أصبحت سلوكاً معتاداً و مع الإنهيارات العربية تدخلت دولاً لتخريب الإقتصاد المصري المخرب أصلاً فازداد الطين بلة .
1- تم تقسيم رغيف العيش إلى مميز ومدعم للطبقية التي يجذرها نظام الحكم وبخطط غاية في الدهاء لإفقار شعب مصر خوفاً من إبداء رأيه و نهضته .
2- وتم تقسيم الضرائب لشرائح تدرجية تضر بالفقير ولا تضر الغني إذ أن 30 % ضرائب لأي مشروع لو حسبتها حسابات حقيقية ستجدها مهلكة ومدمرة للمشروع منذ افتتاحه لأنه يوجد مصروفات أخرى لن تسمح لك بتحقيق فائد ربحب للمنشاءة الإقتصادية .
3- المساكن يوجد مساكن شعبية للفقراء وتلملكوا هم جزيرة الزمالك بالقرن الماضي ومنطقة زراعية ماحول بولاق الدكرور وهى المهندسين الآن وكذلك منطقة صحراوية بشرق القاهرة هى مصرالجديدة الآن ويتكرر نفس المشهد لتحترق القاهرة بأهلها يوبني الرئيس عاصمة إدارية له ولرجال الأعمال حوله والخليجيين واليهود والماسونيين طبعاً .
4- التعليم يوجد مجاني و تجريبي تم الغاؤه ليلحق بالخاص وجامعات حكومية وخاصة .
5- على مستوى المناطق والسكن يوجد عشوائيات وقرى وبدو صحاء مستحيل ويمنع منهم منعاً باتاً دخول أي شخص للملاء بأن يكون في الجيش أو الشرطة أو السلك القضائي وللتغطية ينتخبون من كل قرية أسرة للعمودية وعدة أسر يكون منهم رجال الدولة ليحكموا مناطقهم وليس للتنمية الشاملة .
6- وسائل المواصلات طبقية واضحة وتذاكر الأوتوبيس غير موحدة من جنيهه 2.5- 3ز5 جنيه و 5 جنيهات والآن قد تتخطى السبع جنيها في المترو .
7- السلام الوظيفي أصبح في مصر هناك معينون على نفس الدرجة ب1500 جنيه ويوجد معينون حديثاً بمرتبات تتخطى 30- 50 ألف جنيه . ومرتب هذا الشخص يختلف عن ذاك في وزارة أخرى وهم على نفس الدرجة فمرتباتهم على حسب نسبة الجباية التي يحصلونها فمرتب الضرائب مرتفع والصحة والتعليم في الأرض وهم على نفس الدرجة .
والكلة الأخيرة التي نقولها هنا بأن هذه السياسة لا تعدوا كونها إفساد في الأرض لأن كل الدول التي نهضت وحققت طفرة أقتصادية أخذت بيد الطبقات الدنيا ليس بدعمها بزجاجة زيت وتموين مجاني كأنهم أنعام في حظيرة إنما جائت التنمية بتوحيد السلم الوظيفي وأحكام بالإعدام لسرقة المال العام وتفكيك العصابة التي حول الرئيس والتي أشار إليها القرآن الكريم بأنها الملأ و تفكيك العشوائيات ليس لنبني لهم سكن في الصحراء فقط ليعيدو العشوائيات مرة أخرى بصورة جديدة بل العمل والسكن هنا تأت التنمية فالمصنع والسكن يجب على الدولة تنبيهما معاً والمزرعة والسكن أما مساكن وسط الصحراء هذا يعتبر تمهيد لأحفاد اليهود كي يأتوا مرة أخرى بمشاريعهم لامتصاص ثروتنا واحتلال بلادنا .
أنا أتكلم وأعلم أنكم أذن من طين وأخرى من عجين ولن تنفذوا شيئاً بعد تجذر الفساد في العالم العربي كله وسكوت أهل الحق على حقهم دون تنفيذ حد الله تعالى على القتلة والسارقين للوطن وهؤلاء حزب إبليس كثروا جداً بطريقة اصبحت تهدد كل العالم العربي وقد آن أوان تعديل المسار وتصحيح أخطاء سياسية تخطيطية وقعت فيها البلاد دون أن تشعر بأنها في مستنقع وفي دوامة تأخذها إلى أسفل .
وأخيراً هل سيقتنع من يسيرون على هذا النهج الفرعوني بأنهم على خطأ وأن نظرية الحكم الآن يجب أن تعدل لإنقاذ العرب والمسلمين ؟
القرآن يؤكد أنه لن يصدق والله تعالى سيذهب ملكه بنفس طريقة بعثة نبي الله موسى أو نبي الله يوسف عليهما السلام إن أصر على النهج الفرعوني في تدمير مصر خاصة إن نجح الغرب البعيد والصهاينة في دس رجلاً منهم ليس له مهمة سوى أخذ قرارت تخريبية لمصر واقتصادها وهنا يجب أن يعلم الجميع بأن فرعون قوته من ملئه وحاشيته في كل زمن فإذا سار على نهج مخالف سيوقفه الملاء عند حده وسيلجأ إلى نظرة تصفية الملاء بملاء جديد يتوافق مع هواه وهنا تحدث الحرب الأهلية كما حدث في فتنة الحرب بين أتباع الإله أمون وأتون والمشهد سيكون دموي والشعب من سيحسم تلك المعركة لدخول عنصر صهيوني يؤجج الصراع البيني داخل مؤسسات الملاء الحاكم أو حاشية فرعون الخراب كما حدث مع السادات ومبارك ايضاولكننا لا نتعلم من أخطاء الماضي .
وهذا يكون علامة من علامات بعثة إمام أو كما يقولون فيه صاحب مصر كما حدث من قبل بين نبي الله موسى وفرعون وذلك لوصول مصر أو أي بلد لحكم فرعوني أطلق عليه “فرعون الخراب ” والذي سيكون له مستشارين وصفتهم التوارة بأنهم بهائم وأغبياء وذلك كما حدث من قبل مع نبي الله موسى عليه السلام و قال تعالى في ذلك :
{ نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ – القصص } .
واستعداداً لهذه المرحلة بين تعالى أن النهج الفرعوني ستتبناه تقريبا كل دول كل العالم إلا مارحم ربي لذلك جعله فرعوناً للخارب وإماماً للطغاة والمتجبرين قال تعالى فيهم وفي إمامتهم للطغاة والمتجبرين : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ – القصص } .
وهذه الإمامة في الكفر يستلزم لها التوكل والإعتماد على الله أولا وذلك بالدعاء على كل من التزم بهذا المنهج معلماً البشرية التي ستبتلى بهذا النهج الفرعوني في كل مكان وزمان بأن تلتزم بدعاء نبي الله موسى عليهم في قوله تعالى : { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ – يونس 88} . وقوله تعالى { رب ابني لي عند بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين } .
وستكون الأمارة من الله تعالى الشدة والإبتلاءات ونقص الأموال والثمرات وجفاف الأنهار كما قال تعالى { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ – الأعراف } وأرسل الله تعالى عليهم شتى البلايا من الضفادع والقمل والدم آيات مفصلات لعلهم يؤمنون فلما أصروا أهلكهم الله تعالى أورث مصر والأرض للصالحين من آل البيت الإبراهيمي عليهم سلام كما في قوله تعالى : { وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ – الأعراف }
وهذه الشدة فعلا تمر بها البلاد العربية كلها الآن وعلى رأسهم مصر بما يدل على اقتراب وعد الله تعالى وتبوء الحكم لرجل أطلقت عليه التوراة أنه فرعون الخراب في زمانه يكون جفاف الأنهار واقتتال كل المصريين ومستشارين له وصفتهم التوراة بأنهم بهائم و أغبياء يكونون هم حاشية فرعون الخراب ورد ذكرهم في سفر أشعيا كما يلي :
ورد فى الإصحاح 19/3-17 من سفر أشعياء النبى النبوءة التالية :
[ 1- و أهيّج مصريين على مصريين فيحارب كل واحد أخاه ، وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ..مملكة مملكة
2- وتـُهرق روح مصر داخلها…
3- و أُبطل مشورة أهلها ، فيسألون السحرة والعازفين و أصحاب التوابع و العرافين …
4- وأُسلّط على المصريين حاكم قاس فيسود الملك العنيف عليهم يقول السيد رب الجنود …
5- وتنضب مياه النيل ،وتجف الأحواض و تـُنتن القنوات ، وتجف وتتناقص روافد النيل و تفرعاته ، و يتلف القصب و الآسل ، وتذبل الرياض على ضفاف النيل ، والحقول كلها تيبس كان لم تكن يوما ما مخضرة . والصيادون يئنون وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون. و يخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الأنسجة البيضاء.و تكون عمدها مسحوقة و تكتئب نفوس كل العاملين بالأجرة
6- إن رؤساء صوعن أغبياء حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية ، كيف تقولون لفرعون: أنا ابن حكماء، ابن ملوك قدماء؟ فأين هم حكماؤك ، فليخبروك. ليعرفوا ماذا قضى به رب الجنود على مصر رؤساء صوعن صاروا أغبياء. رؤساء نوف انخدعوا. وأضل مصر وجوه أسباطها
7- و مزج الرب في وسطها روح غي ، فأضلوا مصر في كل عملها ، كترنح السكران في قيئه فلا يكون لمصر عمل يعمله رأس أو ذنب ، نخلة أو أسلة
8 – في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء ، فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التي يهزها عليها وتكون أرض يهوذا رعبا لمصر، كل من تذكرها يرتعب من أمام قضاء رب الجنود الذي يقضي به عليها في ذلك اليوم يكون في أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان وتحلف لرب الجنود ، يقال لإحداها مدينة الشمس في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها . فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في ارض مصر لأنهم يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيرسل لهم مخلصا ومحاميا وينقذهم.
9- فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به يضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون إلى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم.
10- في ذلك اليوم تكون سكة من مصر إلى أشور فيجيء الأشوريون إلى مصر والمصريون إلى أشور ويعبد المصريون مع الأشوريين. في ذلك اليوم يكون إسرائيل ثلثا لمصر ولأشور بركة في الأرض. بها يبارك رب الجنود قائلًا مبارك شعبي مصر وعمل يدي أشور وميراثي إسرائيل ] .
وهذه النصوص تؤكد بأن هناك قضاء ألهي بدأ في النزول وإن شاء الله يكون بدايته من مصر كما حدث في ثورة 25 يناير 2011 والتي أشعلت كل الشرق العربي هكذا سيتكرر إن شاء الله ويكون إنقاذ العالم العربي والإسلامي من مصر كنانة الله في أرضه وله علامات أهمها سد النهضة في اثيوبيا ، وهذا السد لم يعد خافيا ان اسرائيل هي وراءه وهي ايضا تحرض على اقامة سدود أخرى في دولة جنوب السودان . كل ذلك سيؤدي الى أزمة مائية خطيرة و مجاعة لم تشهدها مصر في تاريخها وستجعل من اسرائيل من خلال اتباعها في اثيوبيا و جنوب السودان و اوغندا ، هي المتحكمة في قطرة الماء و لقمة الخبز في مصر و السودان . في العقود السابقة شلت تماما السياسة الخارجية للدولة المصرية تجاه افريقيا و دول منابع النيل ، وملئت اسرائيل الفراغ باقتدار و دهاء .
و خلاص مصر سيكون بعد قطع شجرة الحنضل من مصر التي قال فيها أمير المؤمنين عليه السلام أنها شجرة يزرعها الغرب البعيد الذي لا يرجوا لمصر وجندها الخير :
كتب الأستاذ محمد عبد الحليم في ذلك مقالاً بحثياً رائعا ً بعنوان ” الأيام السوداء قال فيه :
[ يوضح الإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، أن ما تشهده مصر من “أيام سودا”، سيكون نتيجة مؤامرة غربية على مصر، جاء فى كتاب “الجفر الأعظم” أنه قال عنها “عين أهل المغرب البعيد على مصر يغلونها بالسوء والغدر”.
وأضاف أن هناك مؤامرة أخرى على جيشها ونيلها من الصهاينة، فيقول “ترى الكنانة حربًا فى السر من يهود يبغون لجندها الهلاك، ينثرون بأرضها الموت غبارا نثرا، ويذرون بالذاريات ليلا وظهرا، حتى نيلها”.
ويضيف أن هناك سببا آخر وهو الفساد الأخلاقي، وهو ما سيؤدى لهذه الأيام، ويساعد المؤامرات الخارجية عليها، فيقول “ويدور زمان على الكنانة يفجر بها الفاجر، ويغدر الغادر، ويلحد فيها أقوام يقولون إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر”.
لكنه يوضح أن هذا الفساد سيتبعه زلزال قوي وحادث جليل سيجعل المصريين يفوقون فيقول “إذا فاضت اللئام بأرضها غارت السماء لكنانتها، بعدما غار الصدق، وفاض الكاذب، وصار العفاف عجبا فزلزل زلزالها”، مضيفا أن العناء الذي ستشهده مصر سيطول حتى إن أهلها سيتعبون منه و”يعضهم البلاء حتى يقولوا ما أطوال هذا العناء”.
ابن عربي: الخلاف والشقاق
أما العالم الصوفي ابن عربي فنوه في كتبه كثيرا إلى الشقاق والخلاف الذي ستشهده مصر وسيكون سببا لكثير من أزماتها وانتشار الظلم فيها، فيقول “تختلف أحوال القاهرة من الحوادث المتواترة، ويختل نظام قطانيها وتتغير أهوية أزمانها، ونبتت فيها شجرة الخلاف، وتتفرق أغصانها في الأطراف، ويثمر عدم الاتفاق للاختلاف، وبين الجواهر والأصداف تلك شجرة الحنظل التي تقذرها النفوس وبظهورها تفشي المظالم”.
“شجرة الحنظل” التي سؤدي إلى انتشار الظلم والفساد، تحدث عنها بالتفصيل، فقال “وإذا نبتت شجرة الحنظل بالكانة تثمر النفاق، وتورث الشقاق، وتفرق بـين الرفاق، ويسري شوكها إلى الآفاق”، وعن الشجرة قال كتاب الجفر لأبي العزائم “وهي والله أعلم كناية عن جماعة أو فرقة تسعى إلى التفريق بين الشعب المصري”.
أبو العزائم: جماعات متطرفة
الإمام الصوفي محمد ماضي أبو العزائم أوضح في كتابه “الجفر” عدة مرات أن سبب ما ستشهده مصر من “أحداث مريرة”، هو جماعات إرهابية تسعى إلى التفريق بين المصريين، فيقول “فيكي يا مصر شعبة تبغي الردى.. ألسن السوء لهم يوم الهوان”.
ويحذر أبو العزائم المصريين من الانسياق وراء هذه الجماعات، فيقول “يا آل مصر لا تركنوا لأناس.. بصريح القرآن سنوا الحرابا”، وفي هذا إشارة منه إلى أن هذه الجماعات تقوم بأعمال تستوجب تطبيق حد الحرابة، وهي تخدم بذلك أعداء مصر.
ويحذر من الخلاف بين المصريين، لكنه يبشرهم بأنه بالتزامن مع نهاية كرب فلسطين وما يحدث بها، سيبدأ الألفة والود من جديد، ولكن يطلب منهم أن يرجعوا للدين، فيقول “وفى مصر خلف ثم ود وألفة.. يدومان حتى ينجلى كرب فلسطين، بنى مصر أحداث الحياة مريرة.. فكفوا نزاعا وارجعوا للدين”.
نعيم حماد: دخول الدواعش
أما الشيخ نعيم حماد، الذي روى عنه البخاري، فأورد رواية في كتابه “الفتن” يوضح فيها أن مصر ستشهد أذى كبيرا عندما تتحرك قوات من سوريا إليها، وهي قوات “السفياني”، فتدخل مصر وترتكب الفظائع على حد وصف روايته “إذا دخل السفياني أرض مصر قام فيها أربعة أشهر، يقتل ويسبي أهلها ، فيومئذ تقوم النائحات: باكية تبكي على استحلال فروجهـا، وباكية تبكي على قتل أولادها، وباكية تبكي على ذُلِّها بعد عزها، وباكية تبكي شوقًا إلى قبورها”.
.. ويبقى الأمل
برغم تنبؤهم جميعا على وجود “أيام سودا” ستمر بها مصر فإنهم أكدوا في روايات أخرى أن هذه الفترة هي فترة “تمحيص وتنقية”، للتفريق بين الخبيث والطيب، حتى يتأهل المصريون لدورهم الأزلي، وهو قيادة المنطقة العربية والإسلامية.
الإمام علي يرى أن دور مصر هو تحرير الأقصى، فيقول “ألا وبشروا أهل مصر إن لهم مع الأقصى موعد”، ويرى أبو العزائم أن مهمة مصر توحيد العرب وبداية الوحدة مع السودان.
ويضيف ابن عربي أن بعد فترة التقليب والتمحيص ستكون كالدرع لا يقوى عليها أحد.. وتبقى الأيام خير دليل على ما قالوله وما تنبأوا به.
رابط :
http://www.dotmsr.com/news/196/674888 ]
هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
خالد محيي الدين الحليبي
985