صراع الأزهر والأوقاف على «حق الإفتاء» وسرقة الفتاوى بين رجال الدعوة

مصر تتأهب اللجنة الدينية بمجلس النواب، خلال الساعات المقبلة، لمناقشة مشروع قانون الفتوى العامة، والذى شهد العديد من وقائع الخلاف بعدما رفض الأمين العام لمجمع البحوث الدكتور محيى الدين عفيفى، بأن يصبح للأوقاف الحق فى إصدار تصاريح للإفتاء على الفضائيات وفى وسائل الإعلام المختلفة، مبررا رفضه بأن الوزارة غير معنية بالإفتاء بل منوط بها ممارسة العمل الدعوى على المنابر فحسب، الأمر الذى نال غضب واستياء وزير الأوقاف، مختار جمعة، معربا عن استيائه الشديد من عدم أحقية الوزارة فى منح تصاريح للإفتاء. وبموجب مشروع القانون تقتصر ممارسة الفتوى العامة عبر وسائل الإعلام على المصرح لهم من الجهات المذكورة فى المادة الأولى، ويعاقب القانون على مخالفة أحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وغرامة لا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى حالة العودة تكون العقوبة هى الحبس وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه. وبحكم نص مشروع القانون حسب مادته الأولى، يحق لأربع جهات ممثلة فى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، ودار الإفتاء، وإدارة الفتوى بالأوقاف، منح تصاريح للإفتاء فى وسائل الإعلام المختلفة. من جانبه شدد عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، على أن اللجنة فى انتظار الرد الرسمي من قبل وزارة الأوقاف، بشأن الموقف القانونى لامتلاك الوزارة بما يفيد وجود إدارة للفتوى بها منذ عشرات السنين، مؤكدا أنه حيال وجود رد رسمي للوزارة مدعوم بالمستندات، سيكون للوزارة الحق فى منح تصاريح للإفتاء. وأوضح حمروش لـ”التحرير” أنه حتى الآن لم يرد للجنة الدينية أى مستندات من قبل الوزارة تفيد بامتلاك الأوقاف لإدارة للفتوى، منوها بأنه حيال فشل الوزارة تقييد تلك المستندات، فإنه بموجب مشروع القانون الخاص بالفتوى العامة، سيقتصر حق منح تصاريح الإفتاء على دار الإفتاء المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء، باعتبارها أعلى هيئة دينية فى العالم العربي والإسلامى. وتابع: اللجنة الدينية ستجتمع لمناقشة مشروع القانون الأسبوع القادم، أيام انعقاد جلسات البرلمان، وذلك لمناقشة أجندة خطة العمل المستقبلية، جنبا إلى جنب مشروع قانون الفتوى العامة. غير أن المعركة الدائرة بين الأزهر والأوقاف لم تقتصر على الصراع الدائر بين الجهتين على أحقية منح تصاريح الإفتاء عبر مختلف وسائل الإعلام المختلفة فى كافة وسائل الإعلام، بل طالت أيضا محاولة تصدر المشهد الإفتائى عبر السوشيال ميديا. “التحرير” رصدت قيام أحد وكلاء مديريات الأوقاف، ويدعى الشيخ إسماعيل الراوي، وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، بالحصول على فتوى رسمية صادرة من مجمع البحوث الإسلامية بشأن جواز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الستة من شوال، ونسب الفتوى لنفسه، تحت عنوان لمحات فقهية للشيخ إسماعيل الراوي. وفسرت مصادر من وزارة الأوقاف، الواقعة، أن هناك تنبيهات لرجال الدعوة بالوزارة، بضرورة العمل وبقوة على تصدر المشهد الإفتائى عبر السوشيال ميديا، وذلك من أجل تعزيز موقف الوزارة فى حربها مع الأزهر بشأن حق الإفتاء فى مشروع قانون الفتوى الجديد. وأضافت المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمائها لـ”التحرير”، أن بعض رجال الدعوة، قامت بالسطو على الفتاوى الصادرة من مجمع البحوث، كطريق لإثبات وجودها عبر السوشيال ميديا.

التحرير

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً