تقول شيماء: “لا يبدو عليَّ أنني إنسانةٌ عادية، كل ما أريده هو أن أحمي نفسي”. كانت شيماء قد هاجرت من تركيا في طفولتها مع عائلتها الكردية، وحصلت على الجنسية الأميركية.
يقول المسلمون الأميركيون الذين يعيشون حالةً مشابهة لحالة شيماء، إنَّهم يمتلكون الأسلحة لنفس الأسباب التي تجعل الآخرين يمتلكونها؛ لأغراض الحماية، أو للصيد والرماية، أو لأنَّ لديهم هواية اقتناء المسدسات والبنادق، أو لأغراض تتعلَّق بالعمل.
ويوردون أيضاً سبباً آخر، ألا وهو الخوف من الاضطهاد، في وقت تصاعدت فيه جرائم الكراهية ضد المسلمين إلى أعلى مستوياتها، منذ الفترة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
غير أنَّ امتلاك سلاحٍ ناري لا يضمن لهم الأمن بأي حالٍ من الأحوال. فمتاجر بيع الأسلحة تنظر بعين الريبة للمسلمين الذين يملكون الأسلحة، وكذلك ميادين ونوادي التدريب على الرماية، وأحياناً ما يتعرَّضون لمضايقاتٍ في هذا الشأن.
شيماء محمد: تذهب إلى ميدان الرماية مرةً كل أسبوع، لكنَّها لا تشعر بالترحاب
تقول شيماء إنَّها قرَّرت شراء مسدس بعد أن تعرَّض لها شخصٌ غريب في ساحة انتظار المتجر الذي تعمل به في مدينة كولومبوس.
وتستدعي شيماء هذه التجربة فتقول: “شعرتُ حينها أنَّني لا حول لي ولا قوة. شعرتُ أنَّني لا أستطيع حماية نفسي. وأثرت الحادثة عليَّ حتى اليوم. ما زلتُ أتعامل بحذرٍ شديد وأشعر بالتربص طوال الوقت”.
تذهب شيماء إلى ميدان التدريب على الرماية مرة كل أسبوع.
وتقول: “الناس يحدقون بي ويتفحَّصونني بنظراتهم، ولسان حالهم يقول: “ماذا ستفعلين بهذا المسدس؟ نحن نعرف ما تفعلونه بالمسدسات. أدخل إلى مكان التدريب كل أسبوع وينتابني شعورٌ أنَّني مخلوق فضائي”.
انتهى استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث على المسلمين الأميركيين العام الماضي، أنَّ ما يقرب من نصفهم قال إنَّه تعرَّض للتمييز: وأفاد 32% أنَّ الآخرين يتعاملون معهم بتشكك، وقال 19% إنَّهم تعرضوا للسب، وقال 6% إنَّهم تعرضوا لتهديدٍ أو هجوم بدني.
يمثل المسلمون حوالي 1% من سكان الولايات المتحدة، وليست هناك بيانات موثوقة حول التعداد الدقيق لمن يملكون سلاحاً منهم. ومن بين اثني عشر مسلماً يملك سلاحاً، عقدتُ معهم مقابلاتٍ مؤخراً في فلوريدا وأوهايو وأوكلاهوما وفيرجينيا، قال معظمهم إنَهم قد واجهوا ارتياباً من قبل الآخرين، بل وحتى عدائيةً في التعامل.
وأعلنت ساحات التدريب على الرماية ومتاجر السلاح في العديد من الولايات، أنَّها أصبحت “مناطق خالية من المسلمين”.
من هذه الساحات ساحة تدريب على الرماية في ولاية أركنساس، مملوكة لجان مورجان، التي لفتت الأنظار في الولايات المتحدة عام 2014، حين كان لساحتها السبق في إعلان حظر دخول المسلمين. (واستخدمت هذه الشعبية لتترشح لمنصب الحاكم، وخسرت الشهر الماضي في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري).
وفي ولاية فلوريدا، رُفِعَت دعوى تمييز ضد متجر لبيع الأسلحة والتدريب على الرماية، بعد أن حظر دخول المسلمين عام 2015. تم التنازل عن الدعوى، غير أنَّ الشركة لا تزال تبيع ملصقات تفتخر فيها أنَّها “خالية من المسلمين”.
وفي ولاية أوكلاهوما، ينظر قاضٍ فيدرالي في قضيةٍ رفعها رجل مسلم، يخدم كجندي احتياط في الجيش الأميركي، بعد أن طُرِدَ من ساحة تدريب على الرماية عام 2015. ووفقاً للدعوى المرفوعة فإنَّ موظفي المكان طلبوا منه قبل أن يطردوه أن يُثبِت أنَّه ليس عضواً في تنظيمٍ “جهادي”.
نزار حمزة: يجب على المسلمين التوقف عن التفكير بـ”عقلية الضحية”
كان امتلاك الأسلحة حكراً على البيض منذ الفترة التي سبقت تأسيس الدولة، حين منعت المستعمرات النساء والعبيد من امتلاك الأسلحة، وحظرت بيعها للسكان الأصليين للولايات المتحدة. ومع اتساع نطاق المشمولين بحق امتلاك السلاح، اتسعت رقعة التوترات الناجمة عن ذلك. فبعد أن احتلت عناصر مسلحة من حركة الفهود السود مبنى الكونغرس في ولاية كاليفورنيا عام 1967، مرَّرت السلطات في الولاية قانوناً يحظر حمل الأسلحة الممتلئة بالذخيرة في الشوارع.
وقال المسلمون الأميركيون الذين عقدنا معهم مقابلاتٍ مؤخراً، إنَّ قرار امتلاك الأسلحة لم يكن سوى ممارسة لحقوقهم التي تعبوا كثيراً للحصول عليها.
ومن بين مَن عقدنا معهم مقابلاتٍ نزار حمزة، مفوض مأمور مقاطعة بروارد في فلوريدا، الذي يعمل أيضاً في فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في فلوريدا.
قال حمزة عن التعديل الثاني في الدستور الأميركي: “أُفضِّل أن أمتلك السلاح ولا أحتاج إلى استخدامه، على أن أحتاجه ولا أمتلكه”.
ويقول حمزة (41 عاماً)، الذي يعيش في مدينة فورت لاودردال ووالده مهاجر من لبنان: “المسلمون يفكرون بعقلية الضحية، أو عقلية المهاجر، فيما يتعلق بامتلاك السلاح. ويخشون أن يتم إدراج أسمائهم في قائمةٍ ما إذا اشتروا السلاح، أو إذا ذهبوا لميدانٍ للتدرب على الرماية”.
وأضاف: “إنَّهم بذلك يقلصون حقوقهم بأيديهم. يمكنهم أن يمارسوا حقهم وفقاً للتعديل الثاني، تماماً كما يفعل جميع الأميركيين”.
حسن شبلي: قلقٌ من تصاعد العنف ضد المسلمين
قال حسن شبلي، المدير التنفيذي لمؤسسة مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في ولاية فلوريدا، الذي ينحدر من والدين سوريين مهاجرين، إنَّه “أصبح يمتلك مسدساً على مضض”.
وقال شبلي (32 عاماً)، الذي يعيش في مدينة تامبا: “وصل الأمر إلى أنَّ مسؤولي إنفاذ القانون نصحوني بأن أجد سبيلاً يضمن أن بوسعي حماية نفسي وأسرتي”.
تلقَّى شبلي تهديداتٍ بالقتل بسبب دفاعه عن حقوق المسلمين، حسب قوله، والمساجد التي يخطب فيها تلقَّت تهديداتٍ هي الأخرى.
ويقول: “لستُ ممن يتحمَّسون بتهور لامتلاك الأسلحة. وإنَّما أنا ممن يمتلكون تلك الأشياء على مضضٍ لحماية أنفسهم، وأدرك تماماً العبء الكبير الذي يقع على كاهل من يملكها. الأسلحة ليست مجرد أدوات للرياضة أو التسلية أو الثقافة”.
ويملك شبلي بندقيتين، لكنَّه لم يضطر إلى استخدامهما أبداً.
ويقول شبلي: “نحن لا نملك الأسلحة بدافع الإسلام؛ وإنَّما نقتنيها بسبب العنف المستمر في هذا البلد ضد الأقليات”.
وأضاف: “حل المشكلات التي تواجهنا ليس استخدام المزيد من العنف، أو حتى المزيد من الأسلحة، وإنَّما حلها المشاركة والتعليم والخدمة والعمل المجتمعي والمشاركة السياسية”.
شاكيرا باركر: أريد امتلاك سلاح فقط لـ”أضعه في حقيبة يدي”
تشير الدراسة التي أجراها مركز بيو، إلى أنَّ 16% فقط من السيدات من غير العرق الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية يملكن سلاحاً. وتخطط شاكيرا باركر، السيدة ذات البشرة السمراء التي اعتنقت الإسلام وهي في السادسة عشرة من عمرها، لأن تكون واحدةً منهن.
في هذا السياق تقول شاكيرا: “لم أعد أخرج في المساء وحدي، وهذا يخالف طبيعتي المستقلة”. شاكيرا سيدة أربعينية تعمل في شركة مقاولات عسكرية، وتعيش في تامبا. قالت إنَّها اعتنقت الإسلام بعد أن تعلمت الكثير عن تاريخ المسلمين الأميركيين من أصولٍ إفريقية، وبعد اعتناقها الإسلام بفترةٍ وجيزة قررت أنَّ عليها اتخاذ إجراءاتٍ احترازية بسبب ارتدائها الحجاب. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وُضِعَت لافتاتٌ عنصرية تحمل إساءاتٍ دينية بالقرب من منزلها، ولا يثنيها عن امتلاك سلاحٍ في منزلها سوى أنَّها أُمٌّ لأطفالٍ صغار.
ولكن الآن، ومع ظهور موجةٍ جديدة من العنف ضد المسلمين، تُخطط شاكيرا لامتلاك أول سلاح ناري لها. وقالت إنَّها تبحث وسط الأسلحة التي تتسم بالمظهر الجذاب وسهولة الحمل. وفي هذا السياق تقول ضاحكة: “هناك بالفعل أسلحة وردية اللون ومطلية بالكروم وبراقة وجميلة. بحثتُ في متجر اسمه 45، أو شيء من هذا القبيل. بالإضافة إلى أنِّي أريد سلاحاً يسهل إخفاؤه وحمله في حقيبة يدي”.
أحمد أبو قار: البنادق تعطي “إحساساً بالحرية”
جمع البنادق هواية لدى أحمد أبو قار.
في هذا السياق يقول أبو قار (22 عاماً)، الذي يعيش في مدينة دبلن بولاية أوهايو، وتخرج حديثاً في جامعة ولاية أوهايو: “أستمتع بقضاء الوقت برفقة الأسلحة النارية من خلال وسائل الإعلام وألعاب الفيديو ووسائل الترفيه”.
ويضيف: “لدي عددٌ قليل من البنادق والمسدسات. اقتنيتها لأغراضٍ بعينها: إحداها لأضمّها إلى قائمة مقتنياتي، والأخرى يمكن استخدامها للدفاع عن النفس، والثالثة اشتريتها لهوسي بالشراء ولتجربة شيءٍ جديد”.
وقال أبو قار إنَّ لديه تصريحاً بحمل السلاح المخبأ.
وبالنسبة لأبو قار، يعد امتلاك السلاح جزءاً لا يتجزأ من شعوره بالفخر، لكونه أميركياً. وفي هذا الصدد يقول: “المبادئ المؤسسة لهذا البلد تدور حول تقرير المصير، والاستقلال، وحق الدفاع عن النفس. وامتلاك السلاح لا يقتصر على ألعاب الجنود أو الهوس الغريب بالأسلحة أو العنف، أو شيءٍ من هذا القبيل”.
وأضاف: “هذه الأسلحة تسمح لك بالشعور بالحرية التي لا يمكن لكثيرين الحصول عليها. وأظن أن هذا أمرٌ بالغ التميز”.
غير أنَّ أبو قار لم ينضم إلى الجمعية الوطنية لحاملي السلاح؛ ويقول عن سبب عدم انضمامه: “لديها ميول حزبية تفضل حزباً واحداً بشكلٍ أكثر من اللازم، وفي رأيي يحتاج المرء إلى أن يكون محايداً ومتزناً بين الحزبين ليعالج تلك القضايا المهمة للأمة الأميركية”.
جانيس وجيمس ريغزبي: يعتقدان أنَّ الجمعية الوطنية لحاملي السلاح “موجودةٌ للدفاع عن حقوقنا”
جانيس وجيمس ريغزبي زوجان محبان للبنادق يعيشان في كليفلاند بولاية أوكلاهوما.
تقول جانيس، الطاهية الأربعينية المتقاعدة: “أحبُّ الجمعية الوطنية لحاملي السلاح، وأحب القضية التي تدافع عنها. أؤمن أنَّ وجود الجمعية يعد أمراً مفيداً لكل مالكي السلاح، لأنَّها دائماً ما تتقدم للدفاع عن حقوقنا”.
إذا ما أخذنا في الاعتبار نشأة جانيس باعتبارها واحدةً من السكان الأصليين لأميركا وابنة قبيلة تشوكتاو، فإنَّ وجود الأسلحة وهواية الصيد أمرٌ طبيعي بالنسبة لها. اعتنقت جانيس الإسلام عام 2001.
وتقول وهي ترتدي حجاباً مزخرفاً، على طراز بندقية من نوع AR-15: “والدي كان جمهورياً محافظاً بشدة. ودائماً ما كان يخبرني أنَّ عليَّ أن أحافظ على حقوقي بموجب التعديلين الأول والثاني بأي ثمن. وعلمني كيف أطلق النار، وأيضاً علمني وسائل السلامة المتعلقة بحمل السلاح”.
التقت جانيس زوجها الخمسيني جيمس ريغزبي في دورةٍ لتعلم مبادئ الإسلام، وكان هو الآخر قد اعتنق الإسلام لتوه. خدم ريغزبي في الحرس الوطني، ويعمل الآن في شركة أمن بدوامٍ جزئي، وكذلك في مدرسةٍ إسلامية.
ويقول السيد ريغزبي عن امتلاك السلاح: “الأمر لا يتعلق بأي شكلٍ من الأشكال بديانتي. أنا أؤمن أنَّ جميع المواطنين الملتزمين بالقانون لهم الحق في امتلاك السلاح، وهو حقٌّ مكفول من 300 عام، ولا أحد يجرؤ على نزعه مني، سواءٌ كنتُ مسلماً أم مسيحياً أم وثنياً”.
رجائي فتيحة: رفع قضية على ساحة تدريب على الرماية امتنعت عن خدمة المسلمين
يقول رجائي فتيحة، جندي الاحتياط في الجيش الأميركي البالغ من العمر 31 عاماً، ويعيش في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، إنَّ الأجواء في معظم ساحات التدريب على الرماية تشهد “انفتاحاً من الجميع تجاه بعضهم البعض”.
غير أنَّ هذا لا ينطبق على ميدان Save Yourself Survival and Tactical Gun Range في بلدة أوكتاها. ففي يوليو/تموز من عام 2015، وضع مالكو المكان لافتةً بالقرب من المدخل الأمامي، لإعلان عدم السماح للمسلمين بالدخول، وأنَّ المكان “مؤسسة خاليةٌ من المسلمين”. وبعد هذا الإعلان بثلاثة أشهر، مرَّ السيد فتيحة بالمؤسسة.
يقول فتيحة: “قلتُ لنفسي إنَّ زيارة مكان التدريب هذا سيكون وسيلة جيدة لبناء علاقاتٍ مع هؤلاء الناس، الذين كنت أعرف بالفعل أنَّهم يكنون مشاعر العداء للمسلمين. غير أنَّ هذا لم يحدث؛ فبمجرد أن علموا أنِّي مسلم، أخبروني أن عليَّ مغادرة المكان”.
ورفض محامي المكان التعليق على مسألة القضية.
يمتلك فتيحة، الذي يعمل محققاً في ولاية أوكلاهوما، ستة أسلحة نارية. ويقول: “اثنتان منها ورثتهما من عائلتي، إحداهما بندقية شوزن ورثتها من جد جدي، والأخرى مسدسٌ ورثته عن جدي. لا أظن أن أياً منهما يعمل الآن”. تعلم فتيحة من والده كيف يطلق النار، وهو الآن يعلم ابنه الأكبر.
ويقول فتيحه، الأب لأربعة أطفال: “كنتُ ذات يومٍ عضواً في الجمعية. إنَّهم يملكون غايةً نبيلة، أظن أنَّ نواياهم طيبة، ولكنِّي أظن أيضاً أنَّهم أحياناً يكونون بالغي التطرف فيما يتعلق بالسياسات التي يمارسونها”. وقال إنَّه يرغب أن يرى الجمعية تتخذ مزيداً من الخطوات في سبيل تحقيق السلامة وتوفير التعليم حول الأسلحة.
آدم أبو طاعة: يدعم اتخاذ إجراءات سلامة أكثر صرامة
آدم أبو طاعة (22 عاماً)، المتخرج حديثاً في جامعة جورج ماسون في فيرجينيا الشمالية، يدعم بشدة فرض قيودٍ أكثر صرامة على امتلاك السلاح.
ويقول في هذا السياق: “أظن أنَّ علينا أن نسمح لمن يمتلك سلاحاً بأن يحتفظ به، ولكن علينا جعل عملية امتلاك السلاح أكثر صعوبة. أظن أنَّه من السخافة البالغة أن أتمكن من دخول متجر للأسلحة وشراء بندقية في مدة لا تتجاوز 15 دقيقة. لن يضام أحدٌ لو جعلت الحكومة هذه العملية أكثر صعوبة”.
يمتلك أبو طاعة، المولود لأبوين فلسطينيين هاجرا من القدس قبل 40 عاماً، سلاحاً واحداً.
ويقول: “هذا أمر غير معتاد في أوساط المسلمين. أظن أنَّ الناس لا يرون في الإنسان المسلم شخصاً يمكنه أن يحمل سلاحاً أو يخفيه، أو أن يذهب إلى ساحة للتدريب على الرماية، دون أن يُنظَر إليه بعين الريبة”.
ويضيف أبو طاعة أنَّه يتدرب على الرماية برفقة أصدقاءٍ فلسطينيين آخرين: “نذهب إلى الميدان فقط لممارسة الرماية، كل ما علينا أن نحرص على ألا نتحدث بالعربية”.
ويقول إنَّ امتلاك السلاح ساعده في التميز: “حين أتحدث مع غير المسلمين في مواضيع ذات صلة بالسلاح، يندهشون حين يكتشفون في نهاية المطاف أنَّني مسلم”.
ويتابع: “هذا الأمر يزيل الحواجز بيني وبين غير المسلمين بطريقةٍ أو بأخرى؛ لأنَّه يبين أنَّنا نحن المسلمين نهتم بأمورٍ أخرى، بالإضافة إلى الذهاب إلى المسجد، فيعلم غير المسلمين أنَّ هناك أشياء عادية تستهوينا كما تستهوي غيرنا”.
انشراح عبدالجليل: لا يريد أن يتعرض أبداً لموقفٍ يضطره إلى إطلاق النار
يقول انشراح عبدالجليل، الستيني المقيم في تامبا، الذي تعود أصوله إلى لونغ آيلاند: “اقتنيتُ سلاحاً لأحصل على قدرٍ من الحماية في منزلي، وحين أسافر في وقتٍ متأخر من الليل. لم يسبق أن قابلتَ أي معاملةٍ تمييزية أو عنصرية في ميادين الرماية”.
يمكن أحياناً مصادفة السيد عبدالجليل، الذي يملك بندقيةً من طراز 380. وهو يدرب النساء المسلمات في ساحات الرماية، خصوصاً بعد تقاعده مؤخراً من عمله مدرساً للدراسات الإسلامية. ويقول في هذا السياق: “النساء أهداف سهلة، لأنَّهن يرتدين الحجاب طوال اليوم، لذا يسهل معرفة أنَّهن مسلمات، ولا يمكنهن الامتزاج مع المجتمع”.
وأضاف: “بالرغم من أنني أملك سلاحاً، أدعو الله ألا اضطر لاستخدامه ضد إنسانٍ آخر أبداً. لا أريد أبداً أن أطلق النار على أحد أو أقتل أحداً، لأنَّ الإسلام يعلمنا أنَّ من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً”.