أخبار عاجلة

“لا مساعدات.. فماذا جرى في الكويت؟”: هل استمع عاهل الاردن لملابسات اللقاء “الجنوني” بين صهر ترامب والسفير الكويتي في واشنطن؟.. كوشنر في الرياض والقاهرة الاسبوع المقبل وعمان لا تبدو على جدول الاعمال.. الملك عبد الله واولى رسائله السياسية للرزاز وبه..

برلين ـ “رأي اليوم” :

عاد عاهل الأردن من زيارته للكويت ليلة الثلاثاء – الاربعاء دون أي “مساعدة منفردة” مادية صحيح، إلا أنه قد يكون اسهم في بلورة خطة مشتركة، أو حتى خطوط عريضة، لمواجهة خطة صهر الرئيس الامريكي جاريد كوشنر، الذي اكدت القنوات الاسرائيلية استعداده لزيارة الشرق الاوسط الاسبوع المقبل، دون اخبار اي طرف اذا ما كانت عمان ضمن محطاته المعلنة، حيث يزور الرياض والقاهرة والاسرائيليين وفق البرنامج.

بلورة خطة أو آلية عمل مشتركة مع الكويت باتت ضرورية جدا بعدما راقب العالم ان الاخيرة هي عمليا من اوجعت كوشنر ذاته في تحركاتها في مجلس الامن، حيث نشرت صحيفة “الراي” الكويتية ان كوشنير طلب السفير الكويتي في واشنطن الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح للقاء شخصي، انتهى لعاصفة من الغضب كون صهر الرئيس رأى ان “التصرف الكويتي في مجلس الأمن احرجه شخصياً أمام مسؤولي الادارة الامريكية وامام دول صديقة لأمريكا تدعم جهودنا لحل الأزمة، وانتم تعرفون انني شخصياً تعهدت لكثيرين بان الكويت لا تدعم الارهاب”، وفقا لما نقلته الصحيفة قبل ايام فقط على لسان مصدر دبلوماسي من واشنطن.

واضافت الصحيفة ان كوشنر كشف خلال اللقاء انه كان يعمل والسعودية ومصر على بيان مشترك عربي – أمريكي يتعلق بالاوضاع في غزة، وانه لم يكن يعلم “ان الكويت خارج الاجماع العربي، مع انها تدعي انها تمثل الكتلة العربية في مجلس الأمن (…) انتم بهذا الفعل دفعتمونا إلى تأجيل هذا الموقف المشترك حتى تتضح لنا الرؤية”.

اللقاء المذكور، كشف في حينه الى ان الادارة الامريكية وحارس “الخطة الكبيرة” جاريد كوشنر وصلت لحد الجنون من التحركات الكويتية ما جعل كوشنر يهدد الكويت ويحاول تخويف سفيرها بالقول “أمريكا دوماً تدافع عن الكويت وترد على من يحاول تكبير مساهمة جمعيات فيها أو اشخاص بدعم الارهاب، وانه شخصياً كان وراء اقناع دول كثيرة بابقاء الكويت وسيطاً في الأزمة الخليجية، رغم ان كثيرين ارادوا ان نصنفها كطرف، وكذلك اعطاء دفع للوساطة الكويتية من قبل الإدارة الأميركية وهو ما تجلى في مختلف المواقف التي ركزت على تكامل التحركين الأميركي والكويتي وفي تصريحات الرئيس ترامب شخصياً”.

نهاية اللقاء المذكور قال كوشنر ان “حماس منظمة ارهابية وانتم تعلمون ذلك وهم يعملون وفق اجندة ايرانية لا وفق اجندة وطنية فلسطينية أو اجندة تخدم مصلحة حل القضية، فهم جل همهم تخريب الحلول مرة بعد أخرى، حماس هي ذراع ايران على البحر المتوسط، لكن المفاجئ كان موقفكم الداعم لها وانتم من يفترض انكم حلفاء لنا (…) الدول العربية الكبيرة لم تظهر الموقف الذي اظهرتموه وكانوا يعملون معنا بهدوء لتسيير عملنا لا لعرقلته”.

وفق الصحيفة خرج كوشنر من اللقاء بعد خمس دقائق، قائلا للسفير الكويتي: سأتركك مع شبابي (my guys) حتى تتوصلوا الى بعض الترقيع للأمر (damage control).

لا اشارات اوضح من ذلك توحي ان الجهد الكويتي يرقى الى كونه اهم واكبر من اي جهود اخرى عمليا في مجال الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، وان مثل هذا الجهد هو الذي يحتاج المزيد من التنسيق بشأنه مع الاردن والدول غير الداعمة للخطط الامريكية، التي اطلت برأسٍ تراه عمان “خبيثاً” وهي تبدأ عملها وفقاً لقاعدة منحت الاسرائيليين القدس كعاصمة، كما ان عمان ايضاً ترى في كوشنر نفسه خصماً ومعادياً لمصالحها حيث اعلانه عن منح الوصاية على القدس “وكل ما فيها لاسرائيل” لا يزال صداه في اذني عاهل الاردن وسياسيي الضفة الشرقية لنهر الاردن والاوصياء التاريخيين على المقدسات في القدس.

بهذا المعنى، تزيد الكويت اكثر بكثير عن كونها “رأس الحكمة” في الخليج، والاكثر تفهما للاستقلالية التي تريدها عمان لنفسها، لتشكل ايضاً رأس حربة في قضية عمان الاولى والاهم المتمثلة بالوصاية الهاشمية على القدس والقضية الفلسطينية حيث “عين عمان” دوما على ما يجري في ضفتها الغربية، كما تتفق الدولتان في عدم “ارهابية” حماس، خصوصا والاردن كان سبّاقا في حماية قياديي المنظمة منذ عهد الملك الراحل الحسين بن طلال.

عاهل الاردن، يبدو انه وامير الكويت كانا متأكدين انهما لن يستطيعا التشاور في مسألة بهذه الخصوصية والحساسية في قمة مكة، حيث اجتمعا بالسعودية والامارات صاحبتا الموقف المعارض في ما يتعلق بحماس من جهة وحيث الرياض تنسق “كثيرا” مع الادارة الامريكية بخصوص خطة كوشنير، ويلمح لها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين في اجتماعاته بالقول ان التقارب مع دول عربية بات اسرع مما توقع الاسرائيليون بفضل مناصبة العداء لطهران.

كل هذه اشارات يدركها الرجلان وهما يكرران لقاءهما بعيدا عن الطاولة السعودية، لينسقا موقفا تجاه خطة لا يتوقعان بالاساس ان تعرض عليهما بالطريقة الرسمية التي ستحصل مع الرياض، وهذا بحد ذاته قد يحلّلهما من التزام بمضامينها.

عاهل الاردن بالزيارة المذكورة لا يوجه رسالاته للكويت والمحيط العربي وحسب، ولكنه ايضا يوجه رسالة للحكومة قيد التشكل للدكتور عمر الرزاز، بأنه شخصيا سيظل ممسكاً بزمام الملف المتعلق بالقضية الفلسطينية، رغم انه اليوم يدرك انه قام بنقلة نوعية بين رئيس وزراء (الدكتور هاني الملقي) هندس اتفاقية وادي عربة، ورئيس جديد ذو خلفية نضالية ومواقف عروبية تسهم بحد ذاتها في تغيير تعامل الاردن مع الملفات المختلفة.

بكل الاحوال، بينما كان الملك عبد الله الثاني بضيافة الكويتيين، كان الرزاز يختار وزرائه ويستعد لاعلانهم خلال 24 ساعة وفق التسريبات، هذا بحد ذاته، ملف يجب انجازه ومراقبته جيدا، ففيه ايضا الكثير من الرسالات الضرورية والاساسية في فهم المشهد الاردني المقبل.

رأي اليوم

الأردن يتوسع في نقاشات حول “مساعدات مكة”: المعشر يجدد التاكيد.. “لن يساعدنا أحد إذا لم نساعد أنفسنا”.. وخبراء لـ”رأي اليوم”: ما قدمه الاجتماع السعودي يساعد في “تثبيت سعر الدينار” وتسهيل الاقتراض ولا قيمة له في التنشيط الاقتصادي

عمان ـ خاص بـ”راي اليوم”:

اعاد وزير البلاط الاردني الاسبق الدكتور المعشر تكثيف فكرة سابقة له مباشرة بعد ما قفز ملف المساعدات الخليجية الى الواجهة مجددا ونشر المعشر في صحيفة “الغد” مقالا بعنوان “لن يساعدنا احد اذا لم نساعد انفسنا”.

 حصل ذلك بالتزامن مع النقاشات التي توسعت في الاردن حول طبيعة وحجم مستوى المساعدات التي تقررت فيما سمي بلقاء مكة مؤخرا بحضور الملك عبد الله الثاني والملك سلمان بن عبد العزيز والشيخ صباح الاحمد والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم.

 كما برزت دعوة المعشر في ظل النقاشات التي تجتاح الاوساط الاردنية بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسية الدكتور عمر الرزاز حيث تم استبعاد خيار انضمام المعشر لحكومة الرزاز بشكل قطعي الاسبوع الماضي.

في غضون ذلك شكر عاهل الاردن علنا الاشقاء الذي قرروا مسعدة بلادهم.

 لكن على وسائط التواصل الاجتماعي برزت مناقشات بالحملة تسالا عن نوعية واهمية المساعدات التي تقررت في مكة بمعدل مليارين ونصف فقط على خمس سنوات.

 من بينها نصف مليار دولار فقط تدفع نقدا كمبلغ مقطوع لكن على خمس سنوات مع وديعة لمساعدة الدينار الاردني في البنك المركزي ولمدة خمس سنوات لكن يمكن ان تسحب في اي وقت.

وتتضمن المساعدات مشاريع بقيمة ربع مليار وكفالات بالمبلغ الباقي تسمح للأردن بالاقتراض من البنك الدولي.

 وابلغ خبراء “راي اليوم” بان مساعدات مكة يمكن ان تقدم مساهمة بسيطة في تثبيت سعر الدينار لمدة عامين على الاكثر لكنها لا تقدم حلولا جذرية من اي نوع لازمة الاقتصاد الاردني حيث لا يوجد في المبالغ المخصصة اي حصة كبيرة لمشاريع تنموية وان كانت مساعدات مكة تخفف بنسبة صغيرة من قيمة العجز المالي للخزينة الاردنية.

رأي اليوم

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً