دمشق ـ «القدس العربي»
من هبة محمد ووكالات: دوت سلسلة انفجارات ضخمة في مدينة القطيفة في منطقة القلمون الشرقي في ريف العاصمة دمشق، إثر انفجار مستودعات للذخيرة، حسبما أفادت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري، عازية سبب الانفجـــار إلى ارتفاع درجات الحرارة، فيما تداول ناشطون شريطاً مصوراً يظهر فيه سقوط الصواريخ في المنطقة تلاه صعود أعمدة دخان كثيفة.
وحسب مصدر ميداني من ريف دمشق لـ«القدس العربي» فإن الانفجارات شوهدت من داخل منطقة الرحيبة بوضوح، كما سمعت أصوات الانفجارات في أغلب مدن القلمون الشرقي في بلدات ضمير والرحيبة وجيرود والجبل.
وتضم منطقة القطيفة ومحيطها قطعاً عسكرية عدة ومستودعات أسلحة تعرضت سابقاً لقصف إسرائيلي، أهمها «اللواء 155» الذي يعد أهم القواعد العسكرية التي تحوي منصات لإطلاق صواريخ «سكود»، إضافة للواء 165 صواريخ سكود، واللواء 65 صواريخ، واللواء 147 هندسة صواريخ.
الخبير في سلاح الجو الطيار العميد أحمد الحسين، رجح لـ«القدس العربي» أن يكون الاستهداف إسرائيلياً في حال ثبت أن الانفجارات ناجمة عن غارات على المنطقة المعروفة بأهميتها العسكرية النابعة من وجود صواريخ أرض – أرض ومخازن أسلحة تضم جميع ذخائر هذه الصواريخ، في المنطقة الداخلة تحت نفوذ ميليشيا «حزب الله» اللبناني، مشيراً إلى أن مدينة القطيفة تكتسب أهمية مضاعفة لوقوعها ضمن حماية الدفاع الجوي للعاصمة دمشق، علاوة على موقعها الاستراتيجي الهام. واعتبرها عقدة مواصلات استراتيجية ونقطة الوصل الرئيسية بين جنوب سوريا وشمالها.
وأضاف العميد الحسين: لا بد ان يكون القصف إسرائيليا على منطقة القطيفة وتحديدا الناصرية التي تنتشر فيها الفرقة الثالثة وتضم مستودعات اللواء 155 أكبر مكان تجمع فيه صواريخ من نوع أرض – أرض وذخائرها، مشيرا إلى أن إسرائيل هي المتضرر الأساسي من وجود هذا النوع من السلاح بيد حزب الله، إذ تعتبر إسرائيل وجود صواريخ أرض – أرض في القطيفة شأنا يهدد أمنها.
ويبدو حسب خبراء ومحللين أن حزب الله قد عزز وجوده في منطقة القطيفة الواقعة على خط إمداده، إذ يصب ذلك في تعاظم نفوذه مع بسط سيطرته على هذا النوع من الصواريخ ومخابئ ذخيرتها.
من جهة أخرى قُتل مدنيان وأصيب 24 آخرون بجروح، أمس الإثنين، في غارات جوية شنتها مقاتلات للنظام السوري على مناطق سكنية في محافظة إدلب (شمال)، ليرتفع عدد القتلى خلال يومين إلى 19، رغم كون إدلب إحدى مناطق خفض التوتر. ويأتي هجوم أمس غداة مقتل 17 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، في غارات شنتها مقاتلات للنظام، أمس، على مناطق سكنية في مدن «بنش»، «تفتناز» و«أريحا»، وقريتي «رام حمدان» و«بني عز».
وعبرت الأمم المتحدة أمس عن قلقها بشأن تصاعد القتال والضربات الجوية في محافظة إدلب في سوريا التي لا يجد فيها 2.5 مليون مدني «مكاناً آخر يذهبون إليه» في بلادهم. ودعا بانوس مومسيس منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا القوى الكبرى للتوسط من أجل التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لإنهاء الحرب وتجنب إراقة الدماء في إدلب.
(تفاصيل ص 4)