الخليج اون لان :
قال جايد بابين، المسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، إن أي حكومة عراقية يسيطر عليها مقتدى الصدر ستكون عدوة لأمريكا، مؤكداً أن العراق لم يعد أمة، وبات مقسماً بين منطقة كردية في الشمال، ومركز سني، وآخر شيعي يتمثل في مدينة الصدر شرقي بغداد.
وأوضح المسؤول الأمريكي السابق، في مقال له نشر بصحيفة الواشنطن تايمز، أن “حكومة حيدر العبادي سعت من أجل التحكم بمراكز القوى في العراق، ومنها السيطرة على صادرات النفط الكردية، لكن محاولاته باءت بالفشل”.
ومن ثم، يقول بابين، فإن أي محاولة من طرف مقتدى الصدر لتشكيل حكومة وحدة عراقية ستتطلب موافقته على منح الشمال الكردي سلطات مستقلة، والسيطرة على موارده النفطية، وأيضاً أن يستوعب حزب الدعوة، وهو حزب رئيس الوزراء الحالي، وبالمثل أن يستوعب المناطق السنية، ويفي بوعده لمناطق الفقراء في مدينة الصدر وما وراءها.
اقرأ أيضاً :
ماذا بعد دعوة الصدر؟.. نزع السلاح يقاطع الرغبات الإيرانية
وأضاف: “لا يبدو أن مقتدى الصدر لديه مثل هذه القدرة على إنشاء مثل هذه التحالفات المعقدة؛ فهو وبعد أن أطلق بالون اختبار تمثل بتأييده دعم العبادي لولاية ثانية تراجع، وإن أعلن أن العبادي لم ينجح في مواجهة الفساد والحدّ منه”.
وكان تيار سائرون الذي يدعمه مقتدى الصدر، تصدر الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات العراقية التي جرت في الثاني عشر من مايو الماضي، في حين حلّ تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري، ويضم قوى شيعية مدعومة من إيران، ثانياً، وجاء تحالف النصر بزعامة حيدر العبادي ثالثاً.
ويرى الكاتب أن “جميع الفائزين بهذه الانتخابات العراقية يخضعون ويتأثرون بسيطرة إيران ما عدا الأكراد؛ حيث تحاول إيران أن تجعل من العراق ساتراً لها، كما أن نفوذها وتأثيرها على الصدر لا يمكن أن يتأثر بالغرباء، وخاصة الولايات المتحدة التي يحتقرها الصدر”.
واستطرد يقول: “أي حكومة يسيطر عليها الصدر أو إيران ستكون حكومة عدوة للولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد عاش الصدر وتياره لسنوات على الدعم الإيراني، وكانت طهران ملاذاً لقادة التيار الصدري وشبكاته الإرهابية”.
وتابع: “منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، مثل مقتدى الصدر تحدياً للقوات الأمريكية، وأدلى بتصريحات مناهضة لها، وكانت له مليشيات قاتلت القوات الأمريكية، وكثيراً ما كان متوافقاً مع الهوى الإيراني في العراق، غير أنه أيضاً أصدر تصريحات مناهضة للنفوذ الإيراني بالعراق”.
ويقول الكاتب: “يصدق القول على مقتدى الصدر بأنه رجل معقد”، مضيفاً: “ويستحق سجله العنيف والقوي إعادة فحص من أجل تحديد مستقبل العراق؛ فالرجل متورط في اغتيال رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي عقب دخوله العراق عام 2003؛ خشية من منافسته له، وصدرت بحق الصدر مذكرة اعتقال بعد عام من ذلك، لكنه لم يقبض عليه، فهو زعيم تيار شيعي شعبي كبير، وفوق القانون”.
وأشار إلى أنه “مع تفكك استراتيجية بناء الدولة والشغل الذي صاحب الاحتلال، أصبحت مليشيات مقتدى الصدر، المعروفة باسم جيش المهدي، أكبر تهديد للقوات الأمريكية بين عامي 2006-2007، وعام 2007 فرَّ الصدر إلى إيران، خشية من عمل عسكري أمريكي ضده، للدراسة كما قال، ليصبح آية الله”.
وأوضح أنه “منذ عودة الصدر إلى العراق عام 2011 أثبت قدرة كبيرة على حشد جموع الشيعة، خاصة في الأحياء الفقيرة من بغداد ومنها مدينة الصدر، وهي الأحياء التي فازت بأصواتها كتلة سائرون التي يدعمها الصدر”.
وبين أن الصدر “يسعى ليحلّ محل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الذي يبلغ من العمر 88 عاماً، وهو أحد أهم المراجع الشيعية في العالم، وسبق له أن رفض التحدث مع المسؤولين الأمريكيين في العراق، ومنهم بول بريمر، عندما كان يحاول تشكيل الحكومة”.
ويواصل المسؤول الأمريكي حديثه مبيناً أن “الكثير من المتابعين يرون أن الصدر أصغر من أن يحل محل السيستاني؛ فهو يبلغ من العمر 44 عاماً، وحتى في حال وفاة السيستاني، لن يكون أمام الصدر فرصة ليكون مرجعاً أعلى للشيعة”.
وقال: إن “بعض المتابعين للمشهد العراقي يعتقدون أن مقتدى الصدر يمكن أن يكون قوة موحدة للعراق ومعارضاً للنفوذ الإيراني، ولكن هذا الكلام غير صحيح، فهو يشبه من يقول بأن إيران يمكن أن تكون قوة موحدة للسلام في الشرق الأوسط”.
ويشبه الكاتب كتلة سائرون التي يدعمها الصدر بحزب الله اللبناني؛ حيث عمل الصدر على إعادة تشكيل مليشيا جيش المهدي، وأطلق عليها سرايا السلام، ودفعها إلى المشاركة في الانتخابات، بحسب قوله.
ولا يرى الكاتب أن مقتدى الصدر يمكن أن يقف بوجه النفوذ الإيراني؛ “فهو من الذين حصلوا على دعم كبير من إيران، وكان لسنوات طويلة من أكبر الداعمين لها”.