مؤامرة سرية لـ”الإخوان” لفرض الشريعة بأميركا..ما يجب أن تعرفه عن “فريد فليتز” العضو الجديد في إدارة ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يستحق منصب الرئاسة، لذا ليس من الغريب أنَّه اختار هذا العدد الكبير من المساعدين غير الأكفاء للعمل في الحكومة. كان من بين أوائل المعينين المتطرفين اليمينيين مايكل فلين وستيف بانون وسيباستيان غوركا، وجميعهم يعادون الإسلام ويتعاطفون مع روسيا.

وقد رحلوا جميعاً بسلام، وبدلاً منهم صار لدينا ريتشارد غرينيل، سفير الولايات المتحدة في ألمانيا، الذي يستخدم موقع التواصل الاجتماعي تويتر بطريقةٍ هجومية ويرى أنَّ مهمته هي نشر رؤية ترمب في أوروبا، والرئيس الجديد لمجلس الأمن القومي فريد فليتز، الذي يمتلك سجلاً بشعاً في كراهيته للمسلمين.

قبل أن ينضم إلى مجلس الأمن القومي في نهاية شهر مايو/أيار، كان فليتز نائباً لرئيس مركز السياسات الأمنية، وهي مؤسسة فكرية تعرضت للشجب لنشرها دعايةً معادية للمسلمين من جانب منظماتٍ مثل مركز قانون الفقر الجنوبي ورابطة مكافحة التشهير. ومؤسس المركز هو فرانك غافني، المسؤول السابق في إدارة ريغان، وهو مولع بنظرية المؤامرة ادعى أنَّ الرئيس أوباما يُضمر إسلامه، وأنَّ شعار وكالة الدفاع الصاروخي شمل هلالاً إسلامياً، وأنَّ كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري، كان مداناً “بالخيانة” لتعيينه قاضياً مسلماً.

 

زعم غافني وزملاؤه منذ فترةٍ طويلة أنَّ هناك مؤامرةً ضخمة وسرية من قبل جماعة الإخوان المسلمين في مصر لفرض الشريعة بالولايات المتحدة. وبحسب غافني، فإنَّ عملاء هذه المؤامرة هم هوما عابدين مساعدة هيلاري كلينتون، التي ولدت في ولاية ميشيغان ونشأت في السعودية. ودافع السيناتور الجمهوري جون ماكين عن عابدين قائلاً: “هذه الهجمات على هوما ليس لها منطق، أو أساس، ولا شيء يدعمها، وعليهم التوقف عن ذلك الآن”. ماكين على حق، ولكن ذلك لم يُثنِ مروجي نظرية المؤامرة عن مواصلة نشر هذه الشائعات.

 

منذ انضمامه إلى مجلس الأمن القومي، حاول فليتز أن ينأى بنفسه عن مثل هذه الآراء البغيضة. لكنَّ ذلك كان صعباً بعض الشيء، فقد كان واحداً من 16 مؤلفاً شاركوا في كتابٍ نشره مركز السياسة الأمنية في 2015 بعنوان “The Secure Freedom Strategy: A Plan for Victory Over the Global Jihadist Movement” أو “استراتيجية الحرية الآمنة: خطة للانتصار على الحركة الجهادية العالمية“. ويزعم الكتاب وصف ما سماه “خطة الإخوان المسلمين السرية لتدمير الحضارة الغربية من الداخل”. ومن بين علامات هذه المؤامرة الخبيثة، التي يُطلق عليها الكتاب “الجهاد الحضاري”، هي “الحوار بين الأديان” و”تجنيد رجال دين غير مسلمين لإثارة نقاش حول معارضة تطبيق الشريعة متذرعين بالتعديل الأول في الدستور”. ما بال هؤلاء المخربون المسلمون الماكرون؟ كيف يجرؤون على التحدث إلى دعاة الديانات الأخرى أو يستشهدون بمواد دستورية لحماية معتقداتهم الدينية!

 

يدعي الكتاب بسذاجة أنَّ 80% من المساجد الأميركية تدافع عن “الجهاد العنيف”، ويدعو بأسوأ الطرق إلى إسقاط “جنسية الأميركيين المُجنَّسين” الذين يحاولون “دمج ما يُمكن من الشريعة داخل المجتمع المدني”. ويشبه ذلك قول إنَّ أي شخص يدعو إلى طاعة الوصايا العشر يجب ترحيله بدعوى أنَّه ليس أميركياً. وتوصي “استراتيجية الحرية الآمنة” بأن يعلن الكونغرس الحرب على “حركة الجهاد العالمي” (لا توجد حركة كهذه)، التي يتنوع عملاؤها حسب ما يقولون بينٍ جماعاتٍ إرهابية حقيقية ومنظمة التعاون الإسلامي، وهي منظمة دولية مسالمة تتكون من الدول ذات الأغلبية المسلمة. ومن المفترض أن يُرحَّل عملاء هذه الحركة الخيالية، حتى أولئك الذين اعتقلوا داخل حدودنا، أو يحتجزون في معتقل غوانتانامو.

 

وحسبما أخبر مسؤولٌ في الإدارة صحيفة Wall Street Journal، فإنَّ تقرير 2015 “لا يعكس بدقة آراء فليتز”. لاحظ أنَّ هذا الكتاب لا يحتوي على فصل لكل مؤلف على حدة، فقد تولى فليتز والكُتاب المشاركون المسؤولية الجماعية عن الكتاب بأكمله.

 

ونشر فليتز نفسه الآن تغريداتٍ قال فيها: “من فضلكم لا تنسبوا إلىَّ النقد الوارد عن المساجد، أو فكرة أنَّه يجب على الولايات المتحدة ترحيل المسلمين أو إسقاط الجنسية عنهم. لا أؤيد ذلك ولم أؤيده أبداً”. إذا لم يدعم فليتز هذه الأفكار، فلماذا شارك في كتابٍ يؤيدها؟ وحتى لو كان فليتز يتبرأ الآن من هذه التحيزات السابقة، فهو لا ينأى بنفسه عن الجنون الأكبر الذي ينظر للمسلمين باعتبارهم أعداءَ داخليين.ووفقاً لشبكة CNN، فقد دافع فليتز عن المحرضين ضد المسلمين مثل روبرت سبنسر، الذي قال: “لا يمكن تمييز المسلمين المسالمين عن الجهاديين بأية طريقة”، ودافع عن باميلا غيلر، التي عرضت سابقاً إعلاناتٍ تدعو إلى “إنهاء كل المساعدات إلى الدول الإسلامية”.

 

وللأسف، إنَّ آراء فليتز المعادية للمسلمين تجعله أهلاً ليكون عضواً في إدارة ترامب. فمن الواضح أنَّ رئيسه الجديد يشاطره نفس الآراء، وهو جون بولتون الذي شغل منصب كبير موظفي وزارة الخارجية من عام 2001 إلى 2006. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كان بولتون رئيساً لمعهد غاتيستون، وهي مؤسسة أخرى مناهضة للإسلام تنشر أخباراً كاذبة بشكلٍ روتيني، مثل الادعاء بأنَّ “عصابات الاغتصاب الجماعي الإسلامية” تحول بريطانيا إلى “مستعمرةٍ إسلامية”.

 

من العار أن يتولى منظرو مؤامرات مروجون للكراهية مناصب عليا في البيت الأبيض. لكن ما الذي تتوقعه عندما يشغل المنصب الأعلى بالبلاد رجل على الشاكلة نفسها؟

 

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

فتاه إيرانية تحتج بالتعري على طريقة جماعة فيمن الغربية (فيديو)

مونت كارلو الدولية : فرانس 24 : 04/11/2024 : مضايقات  الحرس الثوري تدفع بطالبة إيرانية لخلع …