كتب أبو العز توفيق
لا تغضب و لك الجنة
تقول سارة خليف ،من كام يوم كنا مضطرين انا و واحدة صحبتي نسافر لأحد المحافظات الساحلية المشهورة بالسياحة واجمل شواطئ في مصر لعمل بعض الإجراءات التي كان من ضمنها طلب في شركة الكهرباء.
رحت زي الناس العاديه 9 الصبح في “رمضان ” عشان الاقي 2 موظفين من اصل 6 و الباقي ” لسه مجاش ” خمسة كده و تلاقيهم جايين
فقلت اروح للاتنين الموجودين على الشباك “الشمال” و الاتنين اصحاب الدقن الطويله يعنى (ناس بتاعة ربنا) و كانوا قاعدين يحكوا في حكاوى أبو زيد الهلالي “كلام تافه من الاخر) كلوا ايه شربوا ايه…. المهم رحت وقلت السلام عليكم
فبصلي الموظف بطرف عينه من فوق لتحت و رجع كمل كلامه مع صاحبه !
انتظرت حوالي دقايق قلت في نفسي يمكن يرد بس مكنش في أى استجابة
فقلت تاني السلام عليكم
فأكد تجاهله المره ده و بدأ يضحك مع زميله كأني مش موجوده!
فاخترقت حديثهم التافهه و قلتله “على الاقل رد عليا السلام و قول انتظري.
و اخيرا “بل ريقي ” انتى جيتى علينا و احنا بنتكلم و رجع يكلم صاحبه و رد باحتقار كأني نكره و حتى السلام مردش عليه.
بدأت ساعتها اكتم غيظي “مهى مش ناقصه عطلة يوم كمان خليني اخلص”
وأخيرا الراجل رد بكلمتين ملخصهم استنى أما يجي أي موظف على الشبابيك ده.
هنا قامت صديقتي بالسؤال “هو الموظف اللى هنا مجاش “؟ فكان الرد : هما 4 موظفين و لسه مجوش.
و إحنا منتظرين عيني بدأت تاخد جوله في المكان و لقيت ورقه ملزوقه على الزجاج مطبوع فيها (لا تغضب و لك الجنه)
فشاورت بعينى لصديقتي على الورقه فضحكت في سرها و قالتلي “بيسبقوا هنزعل يعني هنزعل)
كملت بعينيا لف في المكان وهنا كانت الورقه التانيه و فيها
(حول دقائق الانتظار إلى دقائق استغفار)
و هنا فجأة بدأت اكتم شعور داخلي بهستيريا ضحك ظهرت أثاره بسيل من الدموع لانى مش قادره افتح بقى و انفجر من الضحك بصوت عالي.
إزاي كده؟
ايه التناقض الرهيب ده
فين في الدين يقولك متردش السلام أو ترمي ضميرك في شغلك؟ فين في الدين يقلك انك تبصلي نظرة دونيه ظنا بأني مسيحية لاني غير محجبة ؟
ده لو انا حتى كائن فضائي رد عليا السلام.
هو في ايه لامؤاخذه!
هو مش كل الأديان الأصل فيها المعامله بتبيع ليا الجنه في ورقه عشان اسكت (:انا جايه اخد خدمه مش عشان حضرتك تبيعلي الجنه)
طب بيعها لنفسك أولى يا سعادة الموظف الحكومي
هو ايه كم التناقض الرهيب في انه يبيع شكل التدين و يبطن سوء المعاملة للآخرين.
ده كانت احد اشكال التناقض الخطير اللي عايش بيه شريحة مجتمعيه من الشعب المصرى بعيده كل البعد عن أي دين أو أخلاق
انه التناقض الديني
و أخيرا لا تغضب مني ولك الجنه
فنار مصر