المغرد الإسرائيلية : قصة يهود بور سعيد

المغرد :

هل تعلمون بأن مدينة بور سعيد العالمية المصرية كانت تقيم فيها فيما مضى طائفة يهودية تنبض بالحياة والنشاط؟ لقد كان ظهور هذه الطائفة على مسرح التاريخ قصير الأمد جدا، ولكن دراسة نشرت مؤخرا سلطت بعض الضوء على حياة أبناء الطائفة

كان أوائل اليهود قد وصلوا إلى بور سعيد خلال فترة حفر قناة السويس بين عامي 1859-1869.

وكانوا يمارسون أساسا في الفترة الأولى مهن الصرافة والخياطة وبيع مختلف السلع للسياح، لكنهم أصبحوا فيما بعد يندمجون في فرعي الملاحة والتجارة والمهن الحرة.

وقد بلغ تعداد الطائفة أثناء فترة الذروة من تاريخها، أي في عشرينيات القرن الماضي، نحو ألف نسمة، انحدر العديد منهم من مدينة عدن اليمنية. وضمت مؤسسات الطائفة اليهودية مدرسة وكنيسين وعددا من المنظمات اليهودية، وضمت حاخاما وذباحا ومطهرا.

وخلافا للطائفتين اليهوديتين في الإسكندرية والقاهرة، واللتين سطر عدد من أبنائها وبناتها مذكرات شيقة دارت حول حياة الطائفة، لا توجد سوى معلومات قليلة عن طائفة يهود بور سعيد.

وقد أجرى الباحث يعكوف روزين دراسة حول الموضوع نقب فيها في مختلف الأراشيف الإعلامية ومتحف الهولوكوست في إسرائيل كما عقد لقاءات بأبناء الطائفة المقيمين في إسرائيل، ونشر نتائج الدراسة في جريدة “هآرتس” الإسرائيلية، حيث اكتشف أن شخصا يدعى شموئيل بندرلي قد فتح في المدينة فندقا أسماه “يروشلايم” وأن يهوديا آخر من أهل بندرلي كان يرئس غرفة التجارة الإيطالية المصرية في بور سعيد، كما تبين له أن الكنيس الرئيسي في المدينة، وكان يدعى “أوهل موشيه” قد تم تشييده بدعم مالي من المحسن اليهودي العدني الأصل مناحيم موشيه (موسى) بنين، والذي كان معروفا باسم “روتشيلد الشرق”.

أما أهم شخصية في تاريخ الطائفة فهو سايمون أرتست.

وبعد إنشاء دولة إسرائيل تبقى في المدينة نحو 300 يهودي، ولكن الطائفة اختفت من الساحة المصرية سنة 1956، وأثناء “حملة سيناء” التي شنتها إسرائيل وبريطانيا وفرنسا ضد مصر على أرض شبه جزيرة سيناء، وقد نقل ضمن عملية سرية دارت في 17 تشرين الثاني / نوفمبر 1956، 65 من يهود بورسعيد على متن سفينتين تابعتين للبحرية الإسرائيلية في رحلة مباشرة إلى حيفا. وكان رجل الاتصال المحلي الذي جمع الناس ثم توجه بهم إلى إسرائيل هو إيلي مايو المولود في بور سعيد سنة 1932، والذي سبق له الفوز ببطولة مصر في تنس الطاولة. أما بقية اليهود فقد استقلوا باخرتين فرنسيتين رست بهم في مارسيليا.

حقوق الصورة البارزة: متحف الشعب اليهودي في بيت التفشي

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

رئيس وزراء بريطانيا الجديد “كير ستارمر” ” عداوتنا ليست مع العرب او المسلمين ولا حكامهم الذين يتبعوننا بل مع محمد نبي الاسلام المنافس العنيد الشرس”

The Sun : 1August 2024 السفير مدحت القاضي يكتب .. ستارمر يحدد العلاقة بين الغرب …