أثار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عاصفة من الجدل بين المواطنين الأقباط، بسبب تصريحاته حول ما وصفه بـ«عدم نجاح المسيحيين فى تطبيق وصية المسيح بأن أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم».
كان شيخ الأزهر قد ذكر خلال برنامجه اليومى «الإمام الطيب»، المُذاع خلال شهر رمضان الكريم، «أن المسيحيين أنفسهم لم يستطيعوا أن يطبقوا وصية: أحبوا أعداءكم أو باركوا لاعنيكم، حيث حُمل الصليب أو حُمل الإنجيل من الغرب واستُعمر الشرق ٢٠٠ عام».
وقال الطيب: «هل هذه رسالة السيد المسيح؟ وأول من أظهر أنه لن يستطيع الالتزام بها هم أصحاب هذه العقيدة».
وذكر مينا أسعد كامل، الباحث القبطى فى شئون العقيدة بأسقفية الشباب الأقباط الأرثوذكس، أن وصية «أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم»، جاءت لتدعيم مراكز القوة فى حياة المسيحيين، وأضاف كامل لـ«الدستور»: «الوصية تجلى تطبيقها فى التاريخ الكنسى فى ٣ نقاط، إحداها هى استغناء آباء الكنيسة الأوائل عن كل ممتلكاتهم لعدم الدخول فى أى صراع مع الذين يعادونهم».
وتابع: «وتجلى ذلك فى التعامل مع أعداء الكنيسة من المهرطقين وإلى آخره، فعلى الرغم من وجود صراع فكرى ومقاومة للأفكار الخاطئة، فإنه دائمًا ما كانت تبدأ الرسائل المتبادلة من الكنيسة الأرثوذكسية إلى الذين يعادونها بكلمة: (أيها الأخ المحبوب)، الأمر الذى يتناقض مع فكرة اندلاع صراع».
وقال القس الدكتور إكرام لمعى، أستاذ مقارنة الأديان بالكنيسة الإنجيلية، إن المسيحية فى عصر الحروب الصليبية، قامت فعلًا بكسر وصية: «أحبوا أعداءكم»، لكن عن طريق الخطأ.
وأضاف لمعى: «المسيحية فى هذا الوقت شنت حروبًا قُتل فيها الكثيرون، وكانت ضد تعاليم السيد المسيح الذى أوصانا بالمحبة، ولم تكن وصاياه تحض على العنف أو القتل أو الانتقام من البشر المختلفين معه».
وأشار إلى أن توجه المسيح كان ناحية السلام فقط، وحينما شنت المسيحية هجمات ورفعت السيوف، كان ذلك فى عصور الظلام، ولكن الكنيسة صححت بنفسها هذه الأخطاء.
الدستور