Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لعبة البوكر وأستخدام الجوكر الجديد في العراق

د. حيدر حداد

لله درُّك يا رسول الله كم تعذبت وعانيت من هؤلاء العربان الجربان هؤلاء الشيوخ جعلوا أنفسهم أبواق للطواغيت من الملوك والأمراء والظلمة.

ظهر مؤخرا بالتلفاز السعودي الشيخ محمد المغامسي وهو يتكلم عن المذاهب الإسلامية ويصف المذهب الشيعي والأسماعيلي بأنهم مذاهب إسلامية كباقي المذاهب وتكلم عن الوحدة العربية وتوحيد الصفوف وهذا طبعا جيد جدا وهو رجل وهابي معتدل ولكن هؤلاء الشيوخ دمى يلعبون بهم أمراء آل سعود حيثما يريدون وريثما يشاؤون ووفقا لأهوائهم ومزاجهم السياسي وما تستوجب عليهم الساحة السياسية وبإرشادات وتعليمات أستخباراتية مباشرة من أمريكا وبريطانيا وعلى رأسهم الصهاينة.

قبل حقبة من الزمن ليست ببعيد صعدت هذه الشيوخ المنابر ووجهت أبواقها حول كراهية الشيعة وتكفيرهم وذلك وفقا للظروف السياسية آنذاك حيث كانت داعش أملهم في المنطقة بتدمير الشيعة في العراق وسورية وأضعاف النفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة وعندما فشلت هذه المحاولات بتصدي شيعي قوي مدعوم بقوة عسكرية ومالية وإعلامية من الجمهورية الإسلامية أستطاعت الشيعة وبفتوى الجهاد الكفائي من المرجعية العظيمة في النجف الأشرف أستطاعت الشيعة أن تهزم داعش وأخواتها في المنطقة وأجبرتهم على تغيير قواعد اللعبة.
طبعا أمريكا والسعودية وإسرائيل كلهم يشتغلون على نفس الموجة ونفس الأهداف السياسية الأقتصادية العسكرية إذا تطلب الأمر في المنطقة والأوركستريتور المنسق الكبير هي الإدارة ألأمريكية وبدعم أوربي عن طريق بريطانية الخبيثة.

اليوم قواعد اللعبة تغيرت وبدئت مرحلة جديدة في العراق حيث حصلت فيها أنتخابات مؤخرا وتبلورت الى أتفاقات وتكتلات سياسية مذهبية صعدت كتلة الصدريين (سائرون) بتأثير ودعم سعودي بأمتياز رافعين شعارات قومية بعدما جربت السعودية وحلفائها الغربيون لعبة رفع الشعارات الطائفية المذهبية منذ سقوط الصنم صدام حفرة الى يومنا هذا ولم يفلحوا بها.
طبعا السعوديين وأكرر من ورائهم الصهاينة وأمريكا يستخدمون لعبة البوكر في التعامل مع القضايا السياسية الأقتصادية العسكرية في الشرق الأوسط. من أهم قواعد اللعبة أنهم يستخدمون البلاك جاك (الجوكر) يستخدمون تارة الجوكر السني أمثال بن لادن والظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي وتارة يستخدمون الجوكر لشيعي أمثال الشيخ ياسر الحبيب (الوهابي الشيعي) والشيخ الياري والشيخ الغزي واليوم يستخدمون الجوكرالشيعي مقتدى الصدر ولكن ليس عن طريق التهويل والفتنة الطائفي هذه المرّة بل هذه المرّة سيستخدمون التهويل والفتنة القومية ويدعون بأنهم عرب وأخوه ويجب أن تكون وحدة عربية وقرارات عربية بدون أي تأثير إيراني.

يجب أن يقفوا جميعا في صفٍ واحد ضد الجمهورية الإسلامية بعدما أن فشلوا معاها في العراق وسورية بالتهويل الطائفي المذهبي. اليوم شاهدنا الصدريين وميولهم القومي أصبحوا يتغازلون علنا مع البعثيين من أهل السنة والجماعة أمثال الشيخ خميس الخنجر وبعض رموز السنة المشبوهه أساسا مع داعش الأرهلبية. هؤلاء اساسا طائفيون بأمتياز ومذهبيون بأمتياز ولكن الميول القومي الصدري الجوكر الجديد هو أملهم الوحيد في هذه الفترة للدخول في السياسة العراقية الجديدة ضد إيران ونفوذها في المنطقة. طبعا آل سعود وأمراء الخليج بصورة عامة أحتظنوا قائمة سائرون وهم فرحون بالميول الصدري للقومية العربية.

الصدريين طبعا ذاكرتهم قصيرة أو أن صح التعبير ميولهم القومي أعمى ذاكرتهم أو على الأقل تناسوا كل الإرهاب والتفجيرات وقطع الرؤوس وذبح الشيعة في الموصل وفي المناطق الغربية وحادثة سبايكر التي راح على أثرها الالاف من شباب شيعة بعمر الزهور هذا الإرهاب الداعشي المدعوم بصورة مباشرة وغير مباشرة من دول الخليج الغنية بالنفط اليوم الصدرييون يريدون أن يتناسوا كل هذا القتل والتنكيل والفتن الطائفية والتهويل الإعلامي في الفضائيات الخليجية والمصرية في تحريض أهل السنة ضد الشيعة في منع أنتشار التشيع في دولهم وعواصمهم. في حينها صعدت نفس هذه الشيوخ المنابر ووجهوا أبواقهم الطائفية ضد الشيعة.

اليوم الظروف تغيرت وقواعد اللعبة تغيرت وظهر لهم الجوكر العراقي الشيعي السيد مقتدى والذي هو كان معد منذ زمن ليتصدر هذه المرحلة ضد إيران وينادون بوحدة الأديان وأنه لا فرق بين الشيعة والسنة فكلهم مسلمون وبنفس الوقت أبواق القومية العربية والمنادات بالوحدة العربية أخذت تتصاعد وتعلوا.
وليس ببعيد ولست أدري من أين جاؤوا بهذا الخبر الذي يحمل خلفه سياسة جديدة ومنحنى جديد في لعبة البوكر في الشرق الأوسط وهو خبر أغتيال السيد مقتدى من قبل إيران أو أتباع إيران وقتله في العراق.

طبعا هذا الخبر عاري من الصحة ولا أحد يريد أغتيال مقتدى الصدر وإيران لم تهدد بأغتيال مقتدى لا من قريب ولا من بعيد ولكن يجب أن ننتبه من ما وراء هذا الخبر؟ بعد سماع هذا الخبر مباشرة ظهرت مجموعات تحمل السلاح وتهتف بصورة جماعية لحماية السيد مقتدى كما كانوا يفعلون الفدائيون الفلسطنيون بالتلفاز ضد الصهاينة. والعجيبة حتى مقتدى الصدر نفسه تبراء منهم ويقول أنه لا يعرفهم. هذه المجموعات ظهرت على التلفاز وشبكات التواصل الأجتماعي حاملة السلاح وتهدد بأغراق العراق بالدماء إذا تعرضت حياة مقتدى للخطر أو الهلاك. هذه المجموعات الملثمة لكي لا يتعرف عليهم أحد ويعرف مصدرهم وتابعين لمن؟ هؤلاء أظهروا جهوزيتهم للقتال يتوعدون العراقيين بمليء أرض العراق بالدماء وكأنهم دواعش وقد شاهدناهم عبر شبكات التواصل الأجتماعي لا أحد يعرف من هم ولكن الشغلة ليست بسيطة ولها أثر كبير في تعميق الهوّة وتقسيم الشيعة الى معسكرين متناحرين معسكر صدري قومجي موالي لدول الخليج وعلى رأسهم السعودية وألإمارات والمعسكر الثاني شيعي عراقي موالي للجمهورية الإسلامية. طبعا عندما تقراء الإعلام الأمريكي عن الوضع تجد فيه روح التقارب وفتح صفحة جديده مع الصدريين وبالخصوص مع مقتدى الصدر الذين هم أتهموه بقتل جنودهم أيام الأحتلال الأمريكي للعراق ولكن قواعد اللعبة تتطلب مباركة أمريكا لنجاح السيد مقتدى وقائمة سائرون في الأنتخابات العرقية مؤخرا. ولا استبعد حصول لقاء بين السفير الأمريكي والسيد مقتدى وتتطور الأمور الى فتح خطوط مباشرة مع أمريكا.
عندما نسمع الشيخ الغامسي يتكلم عن وحدة المسلمين وأن الإسلام متعدد الفرق والطوائف وأن الشيعة والأسماعيلية هم مسلمين فهذه المرحلة تتطلب سماع هذه الأبواق وكذلك سوف نسمع أكثر فأكثر عن الأبواق التي تنادي بالقومية العربية والعروبه وسوف يحاولون جاهدين أن يلعبوا الجوكر الجديد في الساحة وهو السيد مقتدى الصدر والسيد حسين الصدر في الكاظمية وسوف نرى أصوات الوحدة بين العرب تتصاعد والمزمرين لها من كلا الطرفين موجودين وأنا أقسم بالذي نفسي بيده أن هذه اللعبة كما في سابقتها ستفشل وأن هذا الجوكر الجديد سيسقط ونعم سوف تذهب من ورائه أرواح كثيرة كما حصل في السابق وسوف تقوم مجموعات مقتدى التي هو بنفسه وصفهم بالجهلة بنشر ثقافة العداء للجمهورية الإسلامية وسوف تقدم لهم السعودية عن طريق مقتدى الصدر وحسين الصدر وغيرهم من القومجية الدعم المادي والعسكري للوقوف بوجه الجمهورية الإسلامية بل وحتى ضد أبناء جلدتهم ومذهبهم وسوف يحاولون إرهاب الشيعة تارة وأغرائهم بالمال والدعم الخليجي السعودي الأمريكي تارة أخرى وفي نهاية المطاف سوف يفشلون وينطبق عليهم القول ما يصح إلا الصحيح وهم يريدون ونحن نريد والله يفعل مايريد وبيده الملك وبيده الخير وهو قادرُ على كل شيء قدير. بسم الله الرحمن الرحيم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء 60 صدق الله العلي العظيم.

د. حيدر حداد أبو إيمان