الفتن من كتاب “الفتن ” لنعيم بن حماد


الباب ٣:من كتاب الفتن لنعيم بن حماد :

فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن علي (عليه السلام) في خمس فتن يصير الناس في الخامسة كالبهائم.


– قال: حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، قال: حدثنا منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (جعل الله في هذه الأمة خمس فتن: فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم الفتنة السوداء المظلمة التي يصير الناس فيها كالبهائم)(٨٥).


الباب ٤: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (صلّى الله عليه وآله)، أنه تكون فتنة يعرج فيها بعقول الرجال.


٤ – قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم، قال: حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم فتنة يعرج فيها عقول الرجال)(٨٦).


الباب ٥: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد يتضمن سبع فتن عن النبي (صلّى الله عليه وآله)


٥ – قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار، قال: حدثنا الحجاج رجل منا عن الوليد بن عياش، قال: قال عبد الله بن مسعود: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحذركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة من قبل المغرب، وفتنة من بطن الشام، وهي فتنة السفياني).
قال ابن مسعود: منكم من يدرك أولها، ومن هذه الأمة من يدرك آخرها.
قال الوليد بن عياش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكة فتنة ابن الزبير، وفتنة اليمن من قبل نجدة، وفتنة الشام من قبل بني أمية، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء(٨٧).
قلت أنا: لعله يعني بني العباس، لان ولايتهم كانت من قبل المشرق.
الباب ٦: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في ذكر أربع فتن يصف شدة الرابعة منها
٦ – فقال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن ضرار بن عمرو، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عمن حدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتأتيكم بعدي أربع فتن: الأولى: يستحل فيها الدماء، والثانية: يستحل فيها الدماء والأموال، والثالثة: يستحل فيها الدماء والأموال والفروج، والرابعة: صماء عمياء(٨٨) مطبقة تمور(٨٩) مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ، تطيف بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها، تعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم(٩٠)، لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها: مه مه(٩١)، لا يرفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى)(٩٢).
الباب ٧: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد أيضا عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في ذكر أربع فتن وتعظيم الفتنة الرابعة
٧ – قال: حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة بن المنذر، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (يكون في أمتي أربع فتن: فالأولى يصيبهم فيها بلاء حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، والثانية حتى يقول المؤمن: هذه مهلكتي، والثالثة كلما قيل: انقطعت، تمادت الفتنة، والرابعة يصيرون فيها إلى الكفر، إذا كانت الإمعة(٩٣) مع هذا مرة ومع هذا مرة بلا إمام ولا جماعة)(٩٤) الحديث.
الباب ٨: فيما ذكره نعيم بن حماد من كتاب الفتن وذكر الأربع فتن، وحديث المهدي ولم يسمه، رواه عن علي (عليه السلام)
٨ – قال: حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، قال: سمعت عبد الله بن زرير الغافقي يقول: سمعت عليا يقول: (الفتن أربع: فتنة السراء، وفتنة الضراء، وفتنة كذا – فذكر معدن الذهب – ثم يخرج رجل من عترة النبي صلى الله عليه وسلم، يصلح الله على يديه أمرهم)(٩٥).
الباب ٩: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في ذكر الفتن إلى أن يخرج رجل من عترته
٩ – قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون بعدي فتن، منها: فتنة الأحلاس(٩٦) يكون فيها حرب(٩٧) وهرب ثم بعدها فتن(٩٨) أشد منها، ثم تكون فتنة كلما قيل: انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ولا مسلم إلا صكته(٩٩) حتى يخرج رجل من عترتي)(١٠٠).
الباب ١٠: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن في الفتنة الثالثة لا تكاد ترى عاقلا

١٠ – قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم، قال: حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون فتنة يعرج فيها عقول الرجال حتى لا تكاد ترى رجلا عاقلا) وذكر ذلك في الفتنة الثالثة(١٠١).
الباب ١١: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم في هرج يكون من بين يدي الساعة.
١١ – قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسين عن أبي موسى الأشعري، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هرجا بين يدي الساعة حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا؟ قال:
(تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لهم هباء(١٠٢) من الناس يحسب أحدهم أنه على شيء وليس(١٠٣) على شيء)(١٠٤).
الباب ١٢: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن الفتنة الخامسة يكون الناس فيها كالبهائم.
وقد تقدم(١٠٥) الحديث، وهذا فيه زيادة وبطريق أخرى.
١٢ – قال: حدثنا أبو ثور وعبد الرزاق عن معمر عن طارق عن منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي، قال: (في الفتنة الخامسة العمياء الصماء المطبقة يصير الناس فيها كالبهائم)(١٠٦).
الباب ١٣: فيما نشير إليه من أنه تأتي فتن يمر الانسان بالقبر فيتمعك عليه، مثل الدابة، ويقول: يا ليتني كنت مكانك.
١٣ – وذكر نعيم بن حماد في كتاب الفتن أحاديث كثيرة معناها أنه يأتي في الفتن زمان يتمنى الانسان الموت، ويأتي القبر فيتمعك(١٠٧) عليه، كالدابة، ويقول: يا ليتني كنت مكانك(١٠٨).
١٤ – وفي بعضها: نجوت نجوت يا ليتني كنت مكانك(١٠٩)، روى بعضها عن النبي (صلّى الله عليه وآله)، وروى بعضها مرسلة، ومعناها عنه صلوا ت الله عليه وآله.
الباب ١٤: فيما احتج به الحسن بن علي (عليهما السلام) في صلح معاوية عند فتنته من كتاب الفتن لنعيم بن حماد.
١٥ – قال: حدثنا ابن فضيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن سفيان بن الليل، قال: أتيت حسن بن علي بعد رجوعه من الكوفة إلى المدينة، فقلت له: يا مذل المؤمنين، فكان مما احتج علي أن قال: (سمعت عليا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم(١١٠)
ضخم البلعم(١١١) يأكل ولا يشبع وهو معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع، وخفت أن تجري بيني وبينه الدماء، والله ما يسرني (بعد إذ سمعت هذا الحديث أن لي الدنيا وما طلعت عليه الشمس والقمر)(١١٢) وإني لقيت الله تعالى بمحجمة دم امرئ مسلم)(١١٣).
وروى نعيم حديث اجتماع الأمة على معاوية من ثلاث طرق عن النبي (صلّى الله عليه وآله)(١١٤).
أقول: فإن قال قائل: فقد علم مولانا علي (عليه السلام) ما علمه الحسن (عليه السلام)، فلاي شيء حارب معاوية وسفكت بينهما الدماء؟ فالجواب من وجوه:
منها: أن مولانا عليا (عليه السلام) كان مأمورا بمحاربة الناكثين، وهم:
طلحة والزبير وعائشة، والقاسطين و(هم)(١١٥) معاوية وأصحابه، والمارقين وهم: أهل النهروان، ففعل مولانا علي (عليه السلام) ما أمر به.
ومنها: أن مولانا عليا (عليه السلام) لما أخبر أن الامر ينتهي إلى معاوية وبني أمية سئل عن محاربته له مع العلم بذلك، فقال: أبلى عذرا(١١٦) فيما بيني وبين الله (عزَّ وجلَّ)، وسيأتي(١١٧) الحديث بذلك فيما أخبرناه عن نعيم بن حماد، ومن كتاب الفتن للسليلي.
ومنها: أن مولانا عليا (عليه السلام) كان يعلم أنه متى لم يحارب معاوية اشتبه الامر فيما يقع من معاوية وبني أمية، ويحسب كثير من الناس أنه قد رضي بولايته.
ومنها: أن الحسن بن علي… من طرقهم وطرقنا كالتواتر، ونوردها هنا منها… الذي لنعيم بن حماد الثقة الذي أثنوا عليه، فقال: حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: (ابني هذا سيد، وسيصلح الله على يديه بين فئتين من المسلمين عظيمتين)(١١٨).
ومنها: أن صلح الحسن بن علي (عليهما السلام) لمعاوية كان منسوبا في الحديث إلى الله جل جلاله حيث قال النبي (صلّى الله عليه وآله): (يصلح الله) فإذا كان الله جل جلاله هو الذي يصلح على يديه فأي درك يبقى عليه؟
الباب ١٥: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد في أن مولانا الحسن بن علي (عليهما السلام) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يريدون الخلافة كما أمرهم جل جلاله وعلى الوجه الذي يختارهم لهم، ومعاوية وزياد كانوا يريدونها بالمغالبة.
١٦ – قال: حدثنا صدقة الصنعاني عن رباح بن زيد عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال: لما أصيب علي وبايع الناس الحسن، قال: قال لي زياد: أتريد أن يستقيم لكم الامر؟ قال: قلت: نعم، قال:
فاقتل فلانا وفلانا وفلانا ثلاثة من أصحابه، قال: قلت: أليس قد صلوا صلاة الغداة؟ قال: بلى، قال: قلت: فلا والله ما إلى ذلك سبيل(١١٩).
الباب ١٦: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد من قول النبي (صلّى الله عليه وآله): (ليرفعن له رجال من أصحابه يوم القيامة، ويقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
١٧ – قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليرفعن لي رجال وأنا على الحوض حتى إذا عرفوني وعرفتهم، اختلجوا(١٢٠) دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيجيبني مجيب إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)(١٢١).
ورواه أيضا بإسناد آخر عن حذيفة عن النبي (عليه السلام)(١٢٢).
ورواه أيضا بإسناد آخر عن الحسن عن النبي (صلّى الله عليه وآله)(١٢٣).
الباب ١٧: فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم في تحذير النبي (عليه السلام) لعائشة مما خالفته فيه.
١٨ – قال: حدثنا يزيد بن هارون عن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأزواجه: (أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب(١٢٤)؟) فلما مرت عائشة نبحت الكلاب، فسألت عنه، فقيل لها: هذا ماء الحوأب، قالت: ما أظني إلا راجعة، قيل لها: يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس(١٢٥).
١٩ – وحدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: (أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا وكذا؟ إياك يا حميراء) يعني عائشة(١٢٦).
أقول أنا: هذا لفظ الحديث
الباب ١٨: فيما نذكره من كتاب نعيم بن حماد من أمر المهدي (عليه السلام)
٢٠ – فقال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون بعدي خلفاء، وبعد الخلفاء أمراء، وبعد الأمراء ملوك، وبعد الملوك جبابرة، وبعد الجبابرة من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا، ومن بعده القحطاني، والذي بعثني بالحق ما هو دونه)(١٢٧).
الباب ١٩: فيما رواه نعيم بن حماد في أنه لا خلافة بعد حمار بني أمية حتى يخرج المهدي
٢١ – قال: حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي زرعة من صباح، قال: لا خلافة بعد حمار بني أمية(١٢٨) حتى يخرج المهدي(١٢٩).
الباب ٢٠: فيما ذكره نعيم بن حماد عن منادي السماء.
٢٢ – قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن جراح عن أرطأة، قال: أمير العصب(١٣٠) ليس من ذي ولا ذه ولكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان:
بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني، قال الوليد: وفي علم كعب أنه يماني قرشي، وهو أمير العصب، والعصب: أهل اليمن ومن تبعهم من سائر الذين أخرجوا من بيت المقدس(١٣١).
الباب ٢١: فيما ذكره نعيم بن حماد من تعريف مولانا علي (عليه السلام) لما يجري حاله مع معاوية
٢٣ – فقال: حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم (عن أبي سالم) الجيشاني، قال: سمعت عليا بالكوفة يقول: (إني أقاتل على(١٣٢) حق ليقوم ولن يقوم والامر لهم) قال: فقلت لأصحابي: ما المقام هاهنا وقد(١٣٣) أخبرنا أن الامر ليس لهم، فاستأذناه إلى مصر، فأذن لمن شاء منا، وأعطى كل رجل منا ألف درهم، وأقام معه طائفة منا(١٣٤).
الباب ٢٢: فيما ذكره نعيم بن حماد أيضا من تعريف مولانا علي (عليه السلام) لهم بولاية معاوية.
٢٤ – قال: حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي، قال: (إن معاوية سيظهر عليكم) قالوا: فلم نقاتل إذا؟ قال: (لابد للناس من أمير بر أو فاجر)(١٣٥).
الباب ٢٣: فيما ذكره نعيم بن حماد أن بني أمية يفتتحون بميم ويختمون بميم
٢٥ – قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر، قال: حدثني تبيع ابن امرأة كعب عن كعب، قال: ملك بني أمية مائة عام، لبني مروان من ذلك نيف وستون عاما لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه بأيديهم ثم يريدون سده فلا يستطيعونه كلما سدوه من ناحية انهدم من ناحية، يفتتحون بميم(١٣٦) ويختمون بميم(١٣٧)، ولا يذهب ملكهم حتى يخلع خليفة منهم فيقتل(١٣٨) ويقتل حملاه(١٣٩)، ويقبل(١٤٠) حمار الجزيرة(١٤١) الأصهب(١٤٢) مروان ثم ينقطع ملكهم وعلى يديه هدم الإكليل(١٤٣).(١٤٤)
الباب ٢٤: فيما نذكره من حال عبد الله بن سلام وكعب الأحبار: أنهما من خواص مولانا علي (عليه السلام)
اعلم أنني وجدت من أدركته من المنسوبين إلى العلم من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) يعتقدون أن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار من المخالفين لأهل بيت النبوة، وربما توقفوا عن أخبارهما لأجل هذا الاعتقاد، فرأيت أنني أذكر في هذا الكتاب بعض ما عرفته في تحقيق هذا الباب، وأن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار كانا من خواص مولانا علي عليه أفضل السلام.
ولعل بعض ما يذكرونه عنهما من الملاحم التي يحتمل أنها عن مولانا علي (عليه السلام) ولم يسندوها إليه تقية ويكون عنه صلوات الله عليه.

فمن ذلك ما رأيت في المجلدة الأولى من كتاب (أنباء النحاة) تأليف علي بن يوسف الشيباني إجماع من أشار إليه أن مولانا عليا (عليه السلام) هو المبتدئ بعلم النحو وشرح ذلك.
ثم ذكر عبد الله بن سلام، فقال: لما ولي علي الخلافة بعد عثمان أراد الانحدار إلى العراق، قال له عبد الله بن سلام: أقم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أراه يحرزك، ولا تنحدر إلى العراق، فإنك إن انحدرت لم ترجع، فهم به ناس من أصحاب علي، قال: (دعوه إنه منا أهل البيت) فانحدر إلى العراق، فكان من أمره ما كان، فلما قتل قال عبد الله بن سلام: هذه(١٤٥) رأس الأربعين، وسيكون صلح، وما قتلت أمة نبيها إلا قتل الله منهم سبعين ألفا، ولا قتلوا خليفة – أو قال: خليفتهم – إلا قتل الله به منهم خمسا وثلاثين ألفا(١٤٦).
أقول: وهذا يقتضي أن اعتقاد عبد الله بن سلام أن الخليفة عنده بعد النبي (صلوات الله عليه وآله) مولانا علي (عليه السلام)، لأنه ذكر هذا الحديث في قتل الخليفة عند قتل علي (عليه السلام) ولم يتمكن هذا الحبر (من)(١٤٧) ذكره لقتل أبي بكر بالسم ولا قتل عمر ولا عثمان.
فصل

وأما أن كعب الأحبار كان من خواص مولانا علي (عليه السلام) فإنني وجدت ذلك في مجلد عتيق اسمه مناقب الامام الهاشمي أبي الحسن علي بن أبي طالب (عليه السلام) رواية أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي صاحب ثعلب، وربما كانت النسخة في حياة أبي عمر الزاهد الراوي لها، فقال ما هذا لفظه:
ومنه عبد خير، قال: أخبرني كعب، قال: كنت عند علي صلوات الله عليه ذات يوم، فقام زائرا لعمر (رحمه الله)، قال: وكنت بعدما أسلمت، قال:
فقال لي علي (عليه السلام): (أسلم تسلم) قال: فأسلمت، قال: فرفع عمر الدرة علي، قال: فقال له علي (عليه السلام): (ما تريد منه أليس قد أسلم؟) قال: فقال له عمر:
وأنت يا سيدي علي معه؟! قال: فقال: (ما فعل حتى تعلوه بالدرة؟) قال:
نعم هذا رأي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولو كان موسى في أيام محمد صلى الله عليه وسلم، لما وسعه أن يتخلف عنه حتى يعينه على الكفار، ومن جحد التوحيد ثم أدرك بعد النبي صلى الله عليه وسلم خليفة رسول الله فما أسلم على يده، ثم أسلم على يدي أنا، قال: فقال: صدقت… على كعب، فقال: قد قطعك، فقال كعب، إنما تربصت حتى أتبين…
التوراة، قال: قرأت في التوراة… ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وذكر من معه… فقال: نعم قرأت في التوراة أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم… يكونون صفوفا في الحروب وصفوفا في الصلاة، يذكرون الجبار (عزَّ وجلَّ) في كل وقت، ورأيت في التوراة – وإلا فعميتا، يعني عينيه – سطرا مكتوبا محمد ميد، وبعده علوانا علوانا، وبعده فطم فطم، وبعده شبّر شبّر، وبعده شبيراً شبيراً، فأسلمت.
الباب ٢٥: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من أن هلاك عامة أمته على يد بني أمية.
٢٦ – قال: حدثنا عبد الله بن مروان المرواني عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد أن مروان بن الحكم لما ولد رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو له فأبى أن يفعل، ثم قال: (ابن الزرقاء هلاك عامة أمتي على يديه ويدي ذريته)(١٤٨).
الباب ٢٦: فيما ذكره نعيم بن حماد من لعن النبي (صلّى الله عليه وآله) لبني أمية.
٢٧ – قال: (حدثنا) أبو المغيرة عن ابن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، حدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نظر إليه ليدعو له، قال: (لعن الله هذا وما في صلبه ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم﴾(١٤٩))(١٥٠).
٢٨ – وقال نعيم: حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء مولى عبد الرحمن ابن عوف، قال: كان لا يولد لاحد مولود إلا أتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: (هو الوزغ ابن الوزغ، الملعون ابن الملعون)(١٥١).
الباب ٢٧: فيما ذكره نعيم بن حماد من شهادة النبي (صلّى الله عليه وآله) بعداوة بني أمية لأهل بيته.
٢٩ – قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، قال: قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا (وتشريدا)(١٥٢) وإن أشد قوم(١٥٣) عداوة بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم(١٥٤))(١٥٥).
وذكر نعيم أحاديث عظيمة في ذم بني أمية بعضها جملة وبعضها بأسمائهم(١٥٦).
الباب ٢٨: فيما نذكره من الأحاديث التي رواها نعيم بن حماد في زوال ملك بني أمية.
٣٠ – قال: حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم عن أبي سالم الجيشاني أنه سمع عليا يقول: (الامر لهم حتى يقتلوا قتيلهم ويتنافسوا بينهم، فإذا كان ذلك، بعث الله عليهم أقواما من المشرق فقتلوهم بددا(١٥٧) وأحصوهم عددا، والله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين، ولا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعا)(١٥٨).
٣١ – وقال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة، قال: سمعت عليا يقول: (لا يزال هؤلاء آخذين بثبج(١٥٩) هذا الامر ما لم يختلفوا بينهم، فإذا اختلفوا خرجت منهم فلم تعد إليهم إلى يوم القيامة) يعني بني أمية(١٦٠). هذا لفظ الحديث.
٣٢ – ورواه أيضا بإسناده عن هند بنت المهلب أن عكرمة مولى ابن عباس أخبرها – وكان يدخل عليها كثيرا ويحدثها – قال: قال ابن عباس: لا يزال هذا الامر في بني أمية ما لم يختلف بينهم رمحان، فإذا اختلف بينهم رمحان، خرجت منهم إلى يوم القيامة(١٦١).
الباب ٢٩: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن في خروج بني العباس.
٣٣ – قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الواحد عن الزهري، قال:
بلغني أن الرايات السود تخرج من خراسان، فإذا هبطت من عقبة خراسان هبطت بنعي الاسلام، فلا تردها إلا رايات الأعاجم من أهل المغرب(١٦٢).
أقول أنا: وذكر أبو نعيم الحافظ في المجلد الخامس من كتاب حلية الأولياء في ترجمة مكحول بإسناده عن سعيد بن المسيب:
٣٤ – قال: لما فتحت أداني خراسان بكى عمر بن الخطاب، فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف، فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟! وقد فتح عليك هذا الفتح، فقال: ومالي لا أبكي لوددت أن بيننا وبينهم بحرا من نار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان جاؤوا بنعي الاسلام، فمن سار تحت لوائهم لم تنله شفاعتي يوم القيامة)(١٦٣).
الباب ٣٠: فيما نذكره من عدد الخلفاء بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
فقال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
باب عدة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة.
٣٥ – حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى)(١٦٤).
٣٦ – وقال نعيم في كتاب الفتن أيضا: حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الامر عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)(١٦٥).
٣٧ – وقال نعيم أيضا: حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل، قال: أخذ عبد الله بن عمرو بيدي، فقال: يا عامر بن واثلة(١٦٦)! اثنا عشر خليفة من كعب بن لؤي، ثم النقف والنقاف(١٦٧)، لن يجتمع أمر الناس على إمام حتى تقوم الساعة(١٦٨).
٣٨ – وقال نعيم في كتاب الفتن أيضا: حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن مهاجر، قال: أخبرني طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول ونحن عنده نفر من قريش كلنا من بني كعب ابن لؤي، فقال: سيكون منكم يا بني كعب اثنا عشر خليفة(١٦٩).
٣٩ – وقال نعيم بن حماد في كتاب الفتن: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الملك بن أبي غنية، حدثنا المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنهم ذكروا عنده اثني عشر خليفة ثم الأمير، فقال ابن عباس: والله إن منا بعد ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم(١٧٠).
٤٠ – وقال نعيم بن حماد: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد ابن سلمة عن يعلى بن عطاء عن بحير بن أبي عبيدة عن سرج اليرموكي، قال:
أجد في التوراة أن لهذه الأمة اثني عشر ربيا(١٧١) أحدهم نبيهم، فإذا وفت العدة طغوا وبغوا، ووقع بأسهم بينهم(١٧٢).
٤١ – وقال نعيم بن حماد: حدثنا أبو المغيرة عن ابن عباس، حدثنا الثقات عن مشايخنا أن (نشوعا سأل)(١٧٣) كعب عن عدة ملوك هذه الأمة، فقال: أجد في التوراة اثني عشر ربيا(١٧٤).
الباب ٣١: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم الرايات السود
٤٢ – قال: حدثنا داود بن عبد الجبار الكوفي عن سلمة بن مجنون، قال: سمعت أبا هريرة يقول: كنت في بيت ابن عباس، فقال: اغلقوا الباب، ثم قال: هاهنا من غيرنا أحد؟ قالوا: لا، وكنت في ناحية من القوم، فقال ابن عباس: إذا رأيتم الرايات السود تجيء من قبل المشرق فأكرموا الفرس، فإن دولتنا فيهم.
قال أبو هريرة: فقلت لابن عباس: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وإنك لها هنا، قلت: نعم، قال: حدث، فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا خرجت الرايات السود فإن أولها فتنة وأوسطها ضلالة وآخرها كفر)(١٧٥).
الباب ٣٢: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم بني العباس.
٤٣ – قال: حدثنا عبد الخالق بن زيد الدمشقي عن أبيه عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مالي ولبني العباس شيعوا أمتي، وألبسوهم ثياب السواد، ألبسهم الله ثياب النار)(١٧٦).
الباب ٣٣: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم بني العباس.
٤٤ – قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما لي ولبني العباس شيعوا أمتي، وسفكوا دماءهم، وألبسوهم ثياب السواد، ألبسهم الله ثياب النار)(١٧٧).
الباب ٣٤: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا من ذم بني أمية وبني العباس عن النبي (صلّى الله عليه وآله)
٤٥ – حدثنا نعيم عن عبد الله بن مروان، حدثنا محمد بن سوار عن عبد الله(١٧٨) بن الوليد عن محمد بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل لامتي من الشيعتين: شيعة بني أمية وشيعة بني العباس، وراية ضلالة)(١٧٩).
الباب ٣٥: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا من النهي عن نصر راية بني العباس الأولى والثانية.
٤٦ – قال نعيم عن عبد القدوس(١٨٠) عن ابن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن عبد الله بن أبي الأشعث، قال: تخرج لبني العباس رايتان، إحداهما أولها نصر، وآخرها وزر، لا تنصروها لا نصرها الله، والأخرى أولها وزر، وآخرها كفر، لا تنصروها لا نصرها الله(١٨١).
الباب ٣٦: فيما ذكره نعيم بن حماد من حديث الترك والزنج.
٤٧ – حدثنا نعيم عن الوليد بن مسلم ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي بن أبي طالب، قال: (إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم صغار لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، شعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم، ثم يؤتي الله الحق من يشاء)(١٨٢).
الباب ٣٧: فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن: إذا سمعتم بناس يأتون من المشرق أو كورها، فقد أظلتكم الساعة.
٤٨ – حدثنا نعيم عن عبد الله بن وهب عن حمزة بن عبد الواحد، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عبد الله بن صفوان ابن أمية عن حفصة زوج النبي عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا سمعتم بناس يأتون من قبل المشرق أو كورها يعجب الناس من زيهم، فقد أظلتكم الساعة)(١٨٣).
الباب ٣٨: فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن في مجيء جالب الوحش يعذب الله به الأمة
٤٩ – حدثنا نعيم عن عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر، قال: حدثنا عيسى بن عطية الخولاني عن راشد بن داود، رفع الحديث.
قال: بعد هلاك بني أمية يجيء جالب الوحش(١٨٤) يجتمع إليه أهل الأرض من زواياها الأربع يعذب الله بهم هذه الأمة(١٨٥).
الباب ٣٩: فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من الفتنة الحالقة تحلق الدين
٥٠ – حدثنا نعيم عن عبد القدوس عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن حذيفة بن اليمان، قال: يخرج رجل من قبل(١٨٦) المشرق يدعو إلى آل محمد، وهو أبعد الناس منهم، ينصب علامات سوداء(١٨٧)، أولها نصر، وآخرها كفر، يتبعه خشارة(١٨٨) العرب وسفلة الموالي والعبيد الاباق ومراق(١٨٩) الآفاق، سيماهم السواد، ودينهم الشرك، وأكثرهم الجدع، قلت: وما الجدع؟ قال: القلف(١٩٠).
ثم قال حذيفة لابن عمر: لست مدركه يا أبا عبد الرحمن، فقال عبد الله: ولكن أحدث به من بعدي، قال: فتنة تدعى الحالقة تحلق الدين، يهلك فيها صريح(١٩١) العرب وصالح الموالي وأصحاب الكنوز والفقهاء، وتنجلي عن أقل من القليل(١٩٢).
الباب ٤٠: فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من أن هلاك بني العباس من حيث بدأ ملكهم
٥١ – رواه بإسناده عن الحسن وابن سيرين قالا: تخرج راية (سوداء)(١٩٣) من قبل خراسان، فلا تزال ظاهرة حتى يكون هلاكهم من حيث بدأ من خراسان(١٩٤).
٥٢ – وروى بإسناده عن علي، قال: (هلاكهم من حديث بدأ)(١٩٥).
الباب ٤١: فيما ذكره نعيم من ذهاب ملك بني العباس.
٥٣ – حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن كعب، قال:
إذا ملك رجل من بني العباس يقال له: عبد الله، وهو ذو العين الآخرة منهم، بها افتتحوا وبها يختمون(١٩٦)، فهو مفتاح البلاء وسيف الفناء(١٩٧)، ثم ذكر تمام الحديث.
الباب ٤٢: فيما ذكره نعيم من الفتنة العمياء التي تدوس الأرض كدوس البقر
٥٤ – قال: حدثنا نعيم، حدثنا الوليد عن عبد الجبار بن رشيد الأزدي عن أبيه عن ربيعة القصير عن تبيع عن كعب، قال: الغربية هي العمياء، وإن أهلها الحفاة العراة، لا يدينون لله دينا، يدوسون الأرض كما يدوس البقر(١٩٨) البيدر(١٩٩)، فتعوذوا بالله أن تدركوها(٢٠٠).
الباب ٤٣: فيما ذكره نعيم من تعوذ النبي (صلّى الله عليه وآله) من فتنة المشرق ثم المغرب.
٥٥ – قال: حدثنا نعيم، حدثنا بقية عن صفوان عن أبي الوليد الأزهر ابن عبد الله الهوزني عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يتعوذ بالله من فتنة المشرق ثم من فتنة المغرب في صلاته(٢٠١).
الباب ٤٤: فيما ذكره نعيم من مدح نساء البربر
٥٦ – قال بإسناده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نساء البربر خير من رجالهم، بعث فيهم نبي فقتلوه فتولت النساء دفنه)(٢٠٢).
الباب ٤٥: فيما ذكره نعيم من التحذير من الرايات الصفر إذا بلغت مصر.
٥٧ – قال: حدثنا نعيم، حدثنا ضمرة عن الأوزاعي عن حسان أو غيره، قال: يقال: إذا بلغت الرايات الصفر مصر، فاهرب في الأرض جهدك هربا، وإذا بلغك أنهم نزلوا الشام – وهي السرة(٢٠٣) – فإن استطعت أن تلتمس سلما في السماء أو نفقا في الأرض فافعل(٢٠٤).
الباب ٤٦: فيما ذكره نعيم بن حماد من أن أشد البلايا والفتن الشرقية.
٥٨ – قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
قال ابن عياش: وأخبرني الأزهر بن راشد، عن أبي الزاهرية، قال:
ليس من أهل ذمتكم قوم أشد عليكم في تلك البلايا من أهل الشرقية أصحاب الملح والغسول، إن المرأة من نسائهم لتطعن بإصبعها في بطن المرأة من نساء المسلمين وتقول: جزيانا(٢٠٥)، شماتة بها، تقول: أعطوا الجزية(٢٠٦).
الباب ٤٧: فيما ذكره نعيم من إدالة العجم على العرب.
٥٩ – حدثنا نعيم عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبد الله بن عمر عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم العجم فليضربن رقابكم وليأكلن فيئكم وليكونن أسدا لا يفرون)(٢٠٧).
الباب ٤٨: فيما ذكره نعيم من التحذير من الرايات السود والصفر إذا التقيا في سُرّة الشام
٦٠ – حدّثنا نعيم، حدّثنا عبد الله بن مروان عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه، قال: دخلت على عبد الله بن عمر حين نزل الحجاج بالكعبة، فسمعته يقول: إذا أقبلت الرايات السود من المشرق والرايات الصفر من المغرب حتى يلتقوا في سرة الشام – يعني دمشق – فهنالك البلاء، هنا لك البلاء(٢٠٨).
الباب ٤٩: فيما رواه نعيم عن النبي (صلّى الله عليه وآله) من شدة فتنة المشرق والمغرب
٦١ – قال: حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن سعيد العطار، حدثنا الحجاج عن عبد الله بن سعيد عن طاووس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا أقبلت فتنة من المشرق وفتنة من المغرب والتقوا ببطن الشام، فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها)(٢٠٩).
الباب ٥٠: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من أن الناس لا يزالون في فتن حتى يقوم المهدي.
٦٢ – حدثنا نعيم عن محمد بن عبد الله التاهرتي عن عبد السلام بن مسلمة، عن أبي قبيل، قال: لا يزال الناس بخير في رخاء ما لم ينقض ملك بني العباس، فإذا انقضى ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي(٢١٠).
الباب ٥١: فيما ذكره نعيم بن حماد من شر دولة بني العباس وبعدها المهدي.
٦٣ – حدثنا نعيم عن أبي يوسف المقدسي، وكان أصله كوفيا، حدثنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري عن ابن الحنفية، قال: يملك بنو العباس حتى ييأس الناس من الخير، ثم يتشعب أمرهم، فإن لم تجدوا إلا جحر عقرب فادخلوا فيه، فإنه يكون في الناس شر طويل حتى يزول ملكهم ويقوم المهدي(٢١١).
الباب ٥٢: فيما ذكره نعيم بن حماد من الهرج بعد الخامس والسابع من بني العباس حتى يقوم المهدي.
٦٤ – حدثنا نعيم عن ابن أبي هريرة الشامي عن أبيه عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج حتى يموت السابع ثم كذلك حتى يقوم المهدي)(٢١٢).
قال نعيم: بلغني عن شريك أنه قال: هو ابن العفر – يعني هارون – وكان الخامس، ونحن نقول: هذا السابع، والله أعلم(٢١٣).
أقول أنا: إنه السابع بعد الثلاثين.
الباب ٥٣: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن فيما يجري بعد السابع من بني العباس حتى ينادي مناد من السماء.
٦٥ – حدثنا إدريس الخولاني عن الوليد بن يزيد عن أبيه عن شفى الأصبحي، قال: يلي خمسة من ولد العباس (ملوك)(٢١٤) جبابرة، ويل للأرض منهم عند موت السابع منهم، يثب عليها واثب شبه الأسد، يأكل بفمه ويفسد بيده والسماوات تضج(٢١٥) إلى الله مما يهراق على الأرض من الدماء، يملك غداتين أو ثلاثة، ثم يلي والي من بعض إخوة الهالك يأخذ الملك قهرا، لا يقسم مال الله بين عباده بالسوية حتى ينادي مناد من السماء: الأرض أرض الله، والعبيد عبيد الله، مال الله بين عبيده بالسوية، يملك في هذه الولاية عشر سنين)(٢١٦).
الباب ٥٤: فيما ذكره نعيم بن حماد في الترك والطاعون المفني.
٦٦ – حدثنا نعيم، حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش، قال: أخبرني عتبة بن تميم التنوخي عن الوليد بن عامر اليزني عن يزيد بن خمير عن كعب، قال: ترد الترك الجزيرة حتى يسقوا خيلهم من الفرات، فيبعث الله عليهم الطاعون، فيقتلهم، فلا يفلت منهم إلا رجل واحد(٢١٧).
الباب ٥٥: فيما ذكره نعيم بن حماد عن من ينزل (آمد) وكيف يهلكون بالريح والثلج.
قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
٦٧ – قال ابن عياش: وأخبرني عبد الله بن دينار البهراني(٢١٨) عن كعب، قال: ينزلون (آمد)(٢١٩) ويشربون من الدجلة والفرات يسعون في الجزيرة وأهل الاسلام في تلك الجزيرة لا يستطيعون لهم شيئا فيبعث الله عليهم ثلجا فيه صر(٢٢٠) وريح، وجليد(٢٢١)، فإذا هم خامدون، فيرجع المسلمون إلى أصحابهم فيقولون: إن الله قد أهلكهم وكفاكم العدو، ولم يبق منهم أحد قد هلكوا عن آخرهم(٢٢٢).
الباب ٥٦: فيما ذكره نعيم بن حماد فيما يحدث للترك بعد ربط خيولهم بالفرات.
٦٨ – حدثنا نعيم، حدثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون للترك خرجتان: خرجة يخرجون من آذربيجان، والثانية يربطون خيولهم بالفرات لا ترك بعدها)(٢٢٣).
أقول: لعل معناه لا ترك غيرهم يدخل إلى الفرات، بل هم الذين يكون الملك لهم.
الباب ٥٧: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن فيما ينتهي حال من ذكره إليه
٦٩ – حدثنا الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيره عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للترك خرجتان: إحداهما يخربون آذربيجان، والثانية يشرعون على ثني الفرات).
قال عبد الرحمن في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (فيكون فيهم ذبح الله الأعظم لا ترك بعدها)(٢٢٤) أقول: لعل المراد ترك بني العباس المسلمون الذين لا يكون ترك مثلهم بعدهم، وكان فيهم ذبح الله الأعظم على يد هذه الدولة القاهرة.
الباب ٥٨: فيما ذكره نعيم بن حماد في محاربة السفياني لمن ذكره، وحديث المهدي.
٧٠ – نعيم عن الحكم عن جراح عن أرطأة، قال: يقاتل السفياني الترك ثم يكون استئصالهم على يدي المهدي(٢٢٥).
الباب ٥٩: فيما ذكره نعيم بن حماد في علامة انتقاض ملك من سماه.
٧١ – نعيم عن محمد بن عبد الله عن (عبد الرحمن بن زياد بن أنعم)(٢٢٦) عن مكحول عن حذيفة بن اليمان، قال: إذا رأيتم أول الترك بالجزيرة فقاتلوهم حتى تهزموهم أو يكفيكم الله مؤونتهم فإنهم يفضحون الحرم، وهو علامة خروج أهل المغرب وانتقاض ملكهم يومئذ(٢٢٧).
الباب ٦٠: فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من الصيحة في شهر رمضان، غير ما رواه مقاتل وبشرح كامل.
٧٢ – قال نعيم: حدثنا صاحب لنا يكنى أبا عمر عن ابن لهيعة، حدثني عبد الوهاب عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا كانت صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة(٢٢٨) في شوال، وتميز(٢٢٩) القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم؟) يقولها ثلاثا (هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا هرجا) قال: قلنا: وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: (هدة(٢٣٠) في النصف من رمضان يوم جمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة، فتكون هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق(٢٣١) من خدورهن في ليلة جمعة، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة، فادخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا كواكم(٢٣٢) ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة، فخروا لله سجدا، وقولوا: سبحان القدوس ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل هلك)(٢٣٣).
الباب ٦١: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حدوث رجفة في شهر رمضان وطلوع نجوم كالآيات فيما مضى من الازمان.
٧٣ – حدثنا نعيم، حدثنا الوليد، قال: كانت رجفة أصابت أهل دمشق في أيام مضين من رمضان، فهلك ناس كثير في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين مائة ولم نر ما ذكر(٢٣٤) من الداهية، وهي الخسف الذي يذكر في قرية يقال لها:
(حرستا)(٢٣٥) ورأيت نجما له ذنب طلع في المحرم سنة خمس وأربعين ومائة مع الفجر من المشرق، وكنا نراه بين يدي الفجر بقية المحرم، ثم خفي، ثم رأيناه بعد مغيب الشمس في الشفق وبعده فيما بين الجوف والفرات شهرين أو ثلاثة، ثم خفي في سنتين أو ثلاثا، ثم رأينا نجما خفيا له شعلة قدر الذراع رأي العين قريبا من الجدي يستدير حوله بدوران الفلك في جماديين وأيام رجب، ثم خفي، ثم رأينا نجما ليس بالأزهر طلع عن يمين قبلة الشام مادا شعلته من القبلة إلى الجوف إلى (أرمينية) فذكرت ذلك لشيخ قديم عندنا من السكاسك(٢٣٦)، فقال: ليس هذا النجم المنتظر.
قال الوليد: ورأيت نجما في سنيات بقين من سني أبي جعفر، ثم انعقف(٢٣٧) حتى التقى طرفاه، فصار كطوق ساعة من الليل(٢٣٨).
الباب ٦٢: فيما ذكره نعيم بن حماد من العلامات لانقطاع ملك ولد العباس.
٧٤ – حدثنا نعيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني شيخ عن يزيد بن الوليد عن كعب الأحبار، قال: علامة انقطاع ملك ولد العباس حمرة تظهر في جوف(٢٣٩) السماء، ونجم يطلع من المشرق يضيء كما يضيء القمر ليلة البدر ثم ينعقف.
قال الوليد: بلغني عن كعب أنه قال: قحط في المشرق، وداهية في المغرب، وحمرة في الجو، وموت فاش في القبلة(٢٤٠).
الباب ٦٣: فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة تطلع من المشرق كالقرن.
٧٥ – حدثنا نعيم عن سعيد أبي عثمان عن جابر الجعفي عن أبي جعفر، قال: (إذا بلغ العباسي خراسان طلع من المشرق القرن ذو الشفا، وكان أول ما طلع أمر الله بهلاك قوم نوح حين غرقهم الله، وطلع في زمن إبراهيم حيث ألقوه في النار، وحين أهلك الله فرعون ومن معه، وحين قتل يحيى بن زكريا، فإذا رأيتم ذلك فاستعيذوا بالله من شر الفتن، ويكون طلوعه بعد انكساف الشمس والقمر ثم لا يلبثون حتى يظهر الأبقع(٢٤١) بمصر)(٢٤٢).
الباب ٦٤: فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة في صفر بنجم له ذناب.
٧٦ – حدثنا نعيم، حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عبد العزيز بن صالح عن علي بن رباح عن ابن مسعود، قال: تكون علامة في صفر، ويتبدأ نجم له ذناب(٢٤٣).
الباب ٦٥: فيما ذكره نعيم بن حماد فيما يحدث أو حدث من الآيات في شهر رمضان والمحرم.
ذكر نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
٧٧ – قال ابن لهيعة: أخبرني عبد الوهاب بن بخت عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يظهر في السماء آية لليلتين تخلوان(٢٤٤) من شهر رمضان، وفي شوال المهمهة(٢٤٥)، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجة (ينتهب الحاج)(٢٤٦) وفي المحرم وما المحرم(٢٤٧).
الباب ٦٦: فيما ذكره نعيم بن حماد في آية في شهر رمضان في السماء كعمود ساطع.
قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
٧٨ – قال عبد الوهاب بن بخت: وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (في رمضان آية في السماء كعمود ساطع، وفي شوال البلاء، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، والمحرم وما المحرم)(٢٤٨).
الباب ٦٧: فيما ذكره نعيم بن حماد من الآية في شهر رمضان.
٧٩ – حدثنا نعيم عن عبد الله بن وهب عن مسلمة بن علي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تكون آية في رمضان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، ثم يسلب الحاج في ذي لحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون الصوت(٢٤٩) في صفر، ثم تنازع القبائل في شهري ربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ثم ناقة مقتبة(٢٥٠) خير من دسكرة(٢٥١) تغل(٢٥٢) مائة ألف)(٢٥٣).
الباب ٦٨: فيما ذكره نعيم بن حماد في الصوت في شهر رمضان ومناد من السماء باسم فلان.
٨٠ – حدثنا نعيم عن الوليد عن عنبسة القرشي عن سلمة بن أبي مسلمة عن شهر بن حوشب، قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في رمضان صوت، وفي شوال مهمهة(٢٥٤)، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء، ألا إن صفوة الله من خلقه فلان، فاسمعوا له وأطيعوا)(٢٥٥).
الباب ٦٩: فيما ذكره نعيم بن حماد في العمود من نار من قبل المشرق وإعداد طعام سنة.
٨١ – حدثنا نعيم عن عيسى بن يونس والوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: ستبدو آية عمود من نار تطلع من قبل المشرق يراها أهل الأرض كلهم، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة(٢٥٦).
الباب ٧٠: فيما ذكره نعيم بن حماد في العلامة في شهر رمضان وإعداد الطعام أيضا.
فقال نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
٨٢ – قال: وقال الوليد: وأخبرنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن ابن حبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي، قال: آية الحدثان في رمضان علامة في السماء يكون بعدها اختلاف الناس، فإن أدركتها فأكثر من الطعام ما استطعت(٢٥٧).
الباب ٧١: فيما ذكره نعيم بن حماد من آية في زمان السفياني الثاني.
فقال نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه:
٨٣ – قال الوليد: وأخبرني شيخ عن الزهري، قال: في ولاية السفياني الثاني وخروجه علامة ترى في السماء(٢٥٨).
٨٤ – وروى عن كثير بن مرة في حديثين معناهما واحد، قال: إني لانتظر آية الحدثان في رمضان منذ سبعين سنة(٢٥٩).
الباب ٧٢: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من نجم الآيات.
٨٥ – حدثنا نعيم عن الوليد، قال: بلغني أنه قال: يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي له ذناب يضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر.
قال الوليد: والحمرة والنجوم التي رأيناها ليست بالآيات، إنما نجم الآيات نجم يتقلب في الآفاق في صفر أو في ربيعين أو في رجب، وعند ذلك يسير خاقان بالأتراك، تتبعه روم الظواهر بالرايات والصلب(٢٦٠).
الباب ٧٣: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا من انكساف الشمس مرتين في شهر رمضان قبل المهدي
٨٦ – حدثنا نعيم، حدثت عن شريك، قال: بلغني أنه تنكسف الشمس قبل خروج المهدي في شهر رمضان مرتين(٢٦١).
الباب ٧٤: فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة هلاك بني العباس وما يتبع ذلك.
٨٧ – حدثنا نعيم عن عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر عن تبيع عن كعب، قال: هلاك بني العباس عند نجم يظهر في الجوف، وهدة وواهية(٢٦٢)، يكون ذلك أجمع في شهر رمضان (تكون الحمرة)(٢٦٣) ما بين الخمس إلى العشرين (والهدة فيما بين النصف إلى العشرين)(٢٦٤) والواهية ما بين العشرين إلى أربع وعشرين، ونجم يرمى به يضيء كما يضيء القمر، ثم يلتوي كما تلتوي الحية حتى يكاد رأساها يلتقيان، والرجفتان في ليلة الفسحين، والنجم الذي يرمى به شهاب ينقض من السماء معه صوت شديد حتى يقع في المشرق ثم يصيب الناس منه بلاء شديد(٢٦٥).
الباب ٧٥: فيما ذكره نعيم بن حماد من دلائل انقطاع ملك بني العباس.
٨٨ – حدثنا نعيم، حدثني شيخ من الكوفيين عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: في رمضان هدة توقظ النائم، وتخرج العواتق من خدورها، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تمشي القبائل بعضها إلى بعض، وفي ذي الحجة تهراق الدماء، وفي المحرم وما المحرم؟!
يقولها ثلاثا، وهو عند انقطاع ملك هؤلاء(٢٦٦).
وذكر عدة أحاديث في الحادثة في شهر رمضان، ونحو ما قدمناه من التجددات في شوال وذي القعدة وذي الحجة(٢٦٧).
الباب ٧٦: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من الملاحم عند خراب الشام.
٨٩ – حدثنا نعيم عن ابن وهب عن عبد الله بن عمر، عن أبي النضر عن كعب، قال: لا يزال الناس في مدة حتى يقرع الرأس، فإذا أقرع الرأس – يعني: الشام – هلك الناس، قيل لكعب، وما قرع الرأس؟ قال: الشام تخرب(٢٦٨).
الباب ٧٧: فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن(٢٦٩) من استمرار فتنة الشام حتى ينادي مناد من السماء: إن أميركم فلان.
٩٠ – حدثنا نعيم عن ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن المسيب، قال: تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمت(٢٧٠) من جانب، فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء: إن أميركم فلان(٢٧١).
أقول أنا: وقد روى أحمد بن المنادي في كتاب الملاحم(٢٧٢) هذا الحديث أتم من هذا.
الباب ٧٨: فيما ذكره نعيم في المعقل من الفتن، منها: اليمن.
٩١ – حدثنا نعيم عن محمد بن حمير عن السقر بن رستم، قال:
سمعت سعيد بن مهاجر الوصابي، يقول: إذا كانت فتنة المغرب، فشدوا قبل نعالكم إلى اليمن، فإنه لا ينجيكم منها أرض غيرها(٢٧٣).
الباب ٧٩: فيما ذكره نعيم أن جبل الخليل (عليه السلام) معقل.
٩٢ – حدثنا نعيم عن محمد بن حمير عن الوضين بن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (جبل الخليل جبل مقدس، وإن الفتنة لما ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل)(٢٧٤).
الباب ٨٠: فيما ذكره نعيم من أن ساحل البحر معقل.
٩٣ – قال: حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن سعيد بن خالد عن مطر مولى أم حكيم عن كعب، قال: أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم لا يبقى بيت من بيوت المسلمين بين المشرق والمغرب إلا دخلته، قيل: فما يخلص منها أحد؟ قال، يخلص من استظل بظل أفنان(٢٧٥) فيما بينه وبين البحر فهو أسلم الناس من تلك الفتنة، فإذا كان مائة واثنان وعشرون سنة احترفت داري هذه، فاحترقت داره حينئذ(٢٧٦).
الباب ٨١: فيما ذكره نعيم: أن أنجى الناس من فتنة الصيلم أهل الساحل وأهل الحجاز.
٩٤ – قال: حدثنا عبد القدوس عن أرطأة بن المنذر عن ضمرة بن حبيب، قال: أنجى الناس من فتنة الصيلم أهل الساحل وأهل الحجاز(٢٧٧).
الباب ٨٢: فيما ذكره نعيم: أنه ينجو من الفتنة كل مؤمن نومة.
٩٥ – قال: حدثنا ابن المبارك وحدثنا عوف عن رجل من أهل الكوفة أحسبه قال: اسمه مسافر، عن علي، قال: (ينجو في ذلك الزمان كل مؤمن نومه(٢٧٨))(٢٧٩).
٩٦ – وفي حديث: وسئل عن النومة؟ فقال، الساكت في الفتنة، فلا يبدو منه شيء)(٢٨٠).

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

خطبة الامام علي في وصف مجتمع آخر الزمان ممن تقوم عليهم الساعة

*خطبة سيد البلغاء* *الامام علي بن أبي طالب عليه السلام* *وهو يصف قوم أخر الزمان* …

اترك تعليقاً