“القدس العربي”:
قالت مجلة “إيكونوميست” إن نجم نادي ليفربول الإنكليزي، الدولي المصري محمد صلاح، منح المصريين شيئا ليحتفلوا به، ووحد أمة تعيش لحظات يأس وإحباط.
وذكرت المجلة أن الكثير قيل حول محمد صلاح وتأثيره في بريطانيا في هذا الوقت، وسط زيادة ظاهرة العداء للأجانب، حيث تحول لاعب مسلم مولود في بلد أجنبي إلى اهتمام وطني، وردد مشجعو ليفربول: “لو أحرز هدفا ثانيا فسأصبح مسلما“، مشيرة أن بعضهم قلقون من أثر شهر رمضان على أدائه في المباراة النهائية اليوم لدوري أبطال أوروبا “تشامبيونز ليغ”، أمام ريال مدريد في العاصمة الأوكرانية كييف اليوم.
غير أن المجلة أكدت أن تأثير صلاح أعمق في بلده الأصلي مصر، فوجهه في كل مكان، وليس على فوانيس رمضان المزينة بصورته فحسب، لكن على القمصان والملصقات التي توضع على السيارات، وحتى مقاهي وسط القاهرة، وزحام العاصمة معروفة، لكن عندما ينزل صلاح إلى الملعب، فإن المصريين يتجمعون حول شاشات التلفزيون في المقاهي، وتتوقف حركة السيارات في الشوارع″.
وأكدت المجلة أن “هناك القليل مما يمكن أن يفرح المصريين، فقد ذهبت وعود الثورة المصرية عام 2011، وحلت محلها ديكتاتورية يدعمها الجيش ومصاعب اقتصادية، وعاصمة مثخنة”، غير أنها “شددت أن الشكوى عن أي من هذا قد يقود إلى السجن، فبعد عاصفة غريبة ضربت القاهرة في نيسان/ أبريل، تقدم وزير بقانون يحرم على المصريين مناقشة أحوال الطقس″.
وتلفت المجلة إلى أنه “عوضا عن ذلك، فإن المصريين يتحدثون عن المهاجم من دلتا النيل الذي سحر المشجعين بحركة قدمه، وهم معجبون بتقواه وتواضعه وحفاظه على أخلاقيات العمل، وكان نجاحه بمثابة حلو مر، فمثل الكثير من المصريين كان عليه الخروج من بلاده ليحقق حلمه، ولم يلعب مع فريق بلده سوى موسمين قبل أن يرحل إلى أوروبا”.
وتشير أنه “ربما كان هذا رحمة له؛ لأن الرياضة المصرية ليست بعيدة عن السياسة، فنادي الزمالك، وهو أحد أهم النوادي، هو داعم كبير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتجنب صلاح السياسة، وتبرع بـ5 ملايين جنيه مصري (280 ألف دولار) لصندوق للتنمية أنشأه السيسي”.
وتضيف المجلة في الأخير أن كل هذه المنغصات سيتم وضعها جانبا عندما يلعب محمد صلاح مع المنتخب المصري، في مباريات كأس العالم، في أول مشاركة لمصر منذ 1990.