وهي العلامات التي وقعت ولا زالت مستمرة، أو وقعت مرة، ويمكن أن يتكرر وقوعها، ومنها:
1- ظهور الفتن:
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن ظهور الفتن وكثرتها من أشراط الساعة
• فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا تقوم الساعة حتى يُقْبَضَ العلمُ، وتكثُر الزلازلُ، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج: القتل القتل؛ حتى يكثر فيكم المال فيفيض”.
• وأخرج الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمْسِي كافراً، ويُمْسٍي مؤمناً ويُصبِح كافراً” (صحيح الجامع:2049).
فهذا وصف لزمان تكثر فيه الفتن، وينتشر الفساد بين العباد، وتسوء الأخلاق، ويكثر الشقاق، ويعم البلاء.
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني في “الأوسط” والبزار بنحوه من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي على الناس زمانٌ يتمنَّون فيه الدَّجَّال، قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ممَّ ذاك؟ قال: ممَّا يلقون من العناء”.
وفي هذا الزمان الذي يعم فيه العناء والبلاء تكثر الشهوات، وتتكالب على الإنسان الشبهات التي تزعزع الإنسان، وتجعله لا يثبت على الإيمان، وربما يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
• ففي “سنن الترمذي” من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“يكون بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمْسِي كافراً، ويُمْسِي مؤمناً ويُصبِح كافراً، يبيع أقوامٌ دينَهم بعرضٍ من الدنيا”.
• وعند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويُمْسي كافراً، أو يُمْسِي مؤمناً ويُصبِح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا”.
قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
“معنى الحديث: الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة، كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن وهو: “أنه يُمْسِي مؤمناً ثم يُصبِح كافراً” أو عكسه – شكَّ الراوي -، وهذا لِعِظَمِ الفتن؛ ينقلبُ الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب، والله أعلم. (شرح مسلم:1 /320).
تنبيهات:
أ- منشأ الفتن من جهة المشرق:
دليل ذلك ما أخرجه الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، يعني: المشرق”
• وفي رواية البخاري: “اللهم بارك لنا في يَمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك في يَمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، قال: فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان”.
قال الخطابي رحمه الله: “نَجْد من جهة المشرق، ومَن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فهو ما انخفض، وفيه ردٌ على مَن تَوَهَّمَ أن نجداً موضع مخصوص”.
ولهذا قال سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم: “يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة، سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الفتن تجيء من هاهنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان” ففهم سالم بن عبد الله بن عمر أن المقصود العراق”.
ونقل الحافظ رحمه الله: “أن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك ممَّا يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة.
فمن العراق وما والاها ظهر الخوارج والشيعة والباطنية والمعتزلة والجهمية والمجوس والمانوية والمزدكية والهندوسية والبوذية والقاديانية والبهائية والتتار والدَّجَّال ويأجوج ومأجوج والإلحاد… وغير ذلك من الفتن المتنوعة والفرق الضَّالة.
ب- جعل الله هذه الفتن لاختبار العباد، وتكفير للسيئات، ورفع في الدرجات.
فقد أخرج أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“اُمَّتي هذه مرحومة، ليس عليها عذابُ في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن، والزلازل والقتل”.
جـ – على الإنسان أن يستمسك بدينه في زمن الفتن:
فقد أخرج الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يأتي على الناس زمانٌ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر” (الصحيحة: 2157).
قال القاري كما في “تحفة الأحوذي” (6 /539):
“والظاهر أن معنى الحديث: كما لا يمكن القبض على الجمر إلا بصبرٍ شديد، وتحمل غلبة المشقة، كذلك في ذلك الزمان لا يتصور حفظ دينه ونور إيمانه إلا بصبر عظيم” اهـ
ولهذا يعطي الله تعالى المستمسك بدينه في زمن الفتن أجراً عظيماً، فقد أخرج الطبراني في “الكبير” من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من ورائكم زمانَ صبرٍ، للمستمسك فيه أجرُ خمسين شهيداً منكم” (صحيح الجامع: 2234).
وفي “الصحيحين” عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إن من ورائكم أيام الصبر، للمستمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم، قالوا: يا نبي الله! أومنهم؟ قال: بل منكم”
2- تمنِّي الموت من كثرة الفتن آخر الزمان:
بداية لابد أن نعلم أن الإنسان ما ينبغي له أن يتمنَّى الموت أو يدعو به، فإن ذلك منْهيٌّ عنه، وعمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً، إن كان محسناً ازداد من الخير، وإن كان مسيئاً فإنه يُقلع عن الذنب ويتوب منه.
ويدل على هذا ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“لا يتمنَّينَّ [لا يتمنَّى] أحدُكُم الموت، إما مُحسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مُسيئاً فلعله أن يُستعتب[1]”
• وفي رواية عند مسلم بلفظ: “لا يتمنَّى أحدُكُم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدُكُم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عُمرُه إلا خيراً”.
قال الحافظ رحمه الله في “الفتح” (10 /136):
“وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إما مُحسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مُسيئاً فلعله أن يُستعتب” فيه إشارة إلى أن المعنى في النهي عن تمنِّي الموت، والدعاء به هو انقطاع العمل بالموت، فإن الحياة يتسبب منها العمل، والعمل يحصل زيادة الثواب، ولو لم يكن إلا استمرار التوحيد؛ فهو أفضل الأعمال”. اهـ
• لكن مع كثرة الفتن وشدتها ربما يتمنَّى الإنسان الموت ويشتهيه، ولو وجده يُباع لاشتراه وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: “سيأتي عليكم زمانٌ لو وَجَدَ أحدُكُم الموتَ يُبَاع لاشتراه”
وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمرَّ الرجل على القبر فيتمرَّغ عليه، ويقول:
يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدِّين إلا البلاء”.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم السَّاعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه”.
• وزاد الإمام أحمد: “وما به حب لقاء الله عز وجل ”
قال الحافظ رحمه الله في “الفتح” (13 /75): “قال ابن بطال: تَغبُّط أهل القبور وتمنِّي الموت عند ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله، وظهور المعاصي والمنكر” اهـ.
وقال ابن عبدالبر رحمه الله: “ظن بعضهم أن هذا الحديث معارضٌ للنهي عن تمنِّي الموت، وليس كذلك، وإنما في هذا أن هذا القدر سيكون لشدةٍ تنزل بالناس من فساد الحال في الدين أو ضعفه أو خوف ذهابه، لا لضررٍ ينزل في الجسم. اهـ
كذا قال: “وكأنه يريد: أن النهي عن تمنِّي الموت هو حيث يتعلق بضرر الجسم، وأما إذا كان يتعلق بالدين فلا”.
ومما يوضح هذا المعنى ويبينه قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألكَ فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنةَ قومٍ فتوفَّنِي غير مفتونٍ” (رواه أحمد ومالك).
ومثل هذا قول عمر رضي الله عنه: “اللهم، قد ضعفت قوتي، وكبرت سنِّي، وانتشرت رعيَّتي، فاقبضني إليك غير مُضيِّع ولا مُقَصِّر” فما جاوز ذلك الشهر حتى قُبِض رضي الله عنه. (رواه مالك).
وعليه كذلك يُحْمل قول مريم – عليها السلام -: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ﴾ [مريم: 23].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية (3 /103): “فيه دليل على جواز تمنِّي الموت عند الفتنة” فإنها عرفت أنها ستُبْتَلى وتُمْتَحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد ولا يصدقونها في خبرها، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية، فقالت: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ﴾أي: قبل هذا الحال، ﴿ وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ﴾ أي: لم أُخْلق ولم أكُ شيئاً. اهـ
فخلاصة الأمر: أن الإنسان لا يتمنَّى الموت لضرٍ نزل به في دنياه، أما إذا كان الضرُّ في دينه فليتمنَّى الموت، وباطن الأرض خيرٌ له من ظاهرها.
ويدل على هذا ما أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا يتمنَّيَنَّ أحدُكُم الموت لضُرٍّ نزل به – وفي رواية: من ضُرٍّ أصابه – فإذا كان لابد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي”.
قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
“فيه التصريح بكراهة تمنِّي الموت لضرٍّ نزل به، من مرض أو فاقة أو محنة من عدو… أو نحو ذلك من مشاق الدنيا، فأما إذا خاف ضرراً في دينه أو فتنة فيه فلا كراهة فيه. اهـ
وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، موتوا إن استطعتم”
قال القرطبي رحمه الله كما في “التذكرة” (3 /1141): “وهذا غاية في التحذير من الفتن والخوض فيها حين جعل الموت خيراً من مباشرتها، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يلقى الرجل، فيقول له: “مت إن استطعت، فيقول له: لِمَ، قال: تموت وأنت تدري على ما تموت، خير لك من أن تموت وأنت لا تدري على ما تموت عليه”.
وهذا ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اثنتان يكرهما ابن آدم: الموت، والموت خيرٌ للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلةُ المال أقلُّ الحساب” (الصحيحة:813).
يقول سهل التستري:
“لا يتمنَّى الموت إلا ثلاثة: رجلٌ جاهل ما بعد الموت، ورجلٌ يفر من قدر الله عز وجل – أي يفر من الفتن، ورجل مشتاقٌ محبٌ للقاء الله عز وجل.
3- تقارب الزمان:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات قُرْب السَّاعة أن يتقارب الزمان
فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا تقوم الساعة حتى يُقْبَضَ العلمُ، وتكثُر الزلازلُ، ويتقارب الزمان…” الحديث
• وعند البخاري ومسلم بلفظ: “إن من أشراط السَّاعة أن يتقاربَ الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح…” الحديث
• وفي رواية أبي داود: “يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح”
• وعند البخاري: “لا تقوم الساعة حتى يقتتلَ فئتان عظيمتان… ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج”
وقد اختلف أهل العلم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “يتقارب الزمان” على أقوال منها:-
1- نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب قيام السَّاعة، فيصير الانتفاع باليوم كالانتفاع بالساعة الواحدة.
2- المراد بتقارب الزمان: استواء الليل والنهار.
3- قرب يوم القيامة، واستدلوا لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب”
4- المراد: تقارب أهل ذلك الزمان في الشرِّ والفساد والجهل.
5- تسارع الدول إلى الفناء والانقضاء والزوال، فلا تطول مددهم لكثرة الفتن.
6- قال الخطابي رحمه الله: “هم من استلذاذ العيش يريد – والله أعلم – أنه يقع عند خروج المهدي ووقوع الأمنة في الأرض وغلبة العدل فيها، فيستلذ العيش عند ذلك وتستقصر مدته، وما زال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت، ويستطيلون مدة المكروه وإن قصرت.
وتعقب هذا بقول الكرماني: “إن هذا لا يناسب أخواته من ظهور الفتن وكثرة الهرج وغيرها”
(نقله عنهما الحافظ رحمه الله في “الفتح”:13 /16)
7- ما ذكره الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على “فتح الباري” (2 /522):
“أن التقارب المذكور في الحديث يفسَّر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم، وقصر زمن المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذلك. والله أعلم.
والراجح: أن المراد بـ”تقارب الزمان”: هو قصر الزمان
ويؤيد هذا ما أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمانُ، فتكون السَّنةُ كالشهرِ، ويكون الشَّهر كالجُمُعة، وتكون الجُمعة كاليوم، ويكون اليومُ كالساعةِ، وتكونَ السَّاعةُ كاحتراق السَّعْفَةِ[2]“.
(صحيح الجامع: 7422)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في “فتح الباري” (20/66):
“قد وجد في زماننا هذا فإننا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا. اهـ
فالمقصود بـ”تقارب الزمان” في هذه الأحاديث: هو سرعة مرور الزمان؛ لأن الزمان كما يُطوِّله الله تعالى في أيام الدَّجَّال، فإنه كذلك يُقَصِّره حيث يشاء، ويفعل الله ما يريد.
4- خروج أدعياء النبوة:
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج في هذه الأمة دجَّالون يدَّعون النبوة، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن عددهم قريب من ثلاثين، وحددهم في بعض الأحاديث بسبعة وعشرين.
• ففي “صحيح البخاري ومسلم” عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم الساعة حتى يُبعَث[3] دجَّالون كذَّابون قريب من ثلاثين، كلٌّ يزعم أنه رسول الله”
• وفي “صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم الأنبياء، لا نبيٍّ بعدي”.
• وأخرج أبو داود والترمذي عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أُمَّتِي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذَّابون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبيٍّ بعدي”.
وعند الإمام أحمد: “بين يدي السَّاعة قريب من ثلاثين دجَّالاً، كلهم يقول: أنا نبي”
قال ابن كثير رحمه الله في “النهاية” (1 /49): “وهذا إسناد جيد تفرَّد به أحمد”. اهـ
وأخرج الإمام مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“إن بين يدي السَّاعة كذَّابين، قال جابر: “فاحذروهم”.
وقد حددهم النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات بسبعة وعشرين
ففي “مسند الإمام أحمد” و”مشكل الآثار” للطحاوي والبزار و”معجم الطبراني الكبير والأوسط” بإسناد صحيح عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “في أمتي كذَّابون، ودجَّالون سبعة وعشرين، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين، لا نبيٍّ بعدي” (السلسلة الصحيحة:1999).
♦ وجاء في بعض الروايات تحديداً لبعض هؤلاء الكذَّابين وذكر أسماءهم
• فقد أخرج ابن حبان بسند صحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“إن بين يدي السَّاعة كذَّابين، منهم صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء العَنسي، ومنهم صاحب حِمْيَر، ومنهم الدَّجَّال وهو أعظمهم فتنة”
• وفي “مسند الإمام أحمد” بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذَّاباً آخرهم الأعور الكذَّاب”
♦ وقد وقعت هذه العلامة من علامات السَّاعة، فخرج كثيرٌ من أدعياء النبوة، فمنهم مَن خرج في زمن النُّبوة، ومنهم مَن خرج في عهد الصحابة رضي الله عنهم، ولا يزالون يظهرون حتى عصرنا هذا، وآخرهم المسيح الدَّجَّال.
1) فادَّعَى النُّبُوة في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم الأسود العَنسي في اليمن، حيث ارتدَّ عن الإسلام، وادَّعَى النُّبُوة، وكانت ردته أول ردةٍ في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تحرك بمَن معه من المقاتلين، واستولى على جميع أجزاء اليمن خلال ثلاثة أشهر أو أربعة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم رسالة إلى المسلمين في اليمن، يحثهم على مقاتلته، فاستجابوا وقتلوه في منزله بمعاونة زوجته التي تزوَّجها قسراً بعد أن قتل زوجها، وقد كانت مؤمنة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبمقتله ظهر الإسلام وأهله في اليمن، وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد أتى إليه الخبر في ليلته من السماء فأخبر أصحابه، وقد دامت فترة ملك هذا الكاذب من حين ظهوره إلى أن قُتل ثلاثة أشهر، وقيل: أربعة أشهر.
2) ومنهم مسيلمة الكذَّاب باليمامة، والذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قُتِل في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وكان مسيلمة الكذَّاب يزعم أن الوحي يأتيه في الظلام، وقد أرسل إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيشاً بقيادة خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، وشرحبيل بن حسنة رضي الله عنهم، فاستقبلهم مسيلمة بجيش كان قوامه أربعين ألف مقاتل، ودارت بينهم معارك حاسمة، وكانت الدائرة فيها على مسيلمة وجيشه، وقُتِل مسيلمة بيد وحشي بن حرب رضي الله عنه، وانتصر الحق، وارتفعت راية التوحيد.
3) ومنهم سجاح بنت الحارث التغلبية، كانت من نصارى العرب، وقد ادَّعَت النُّبُوة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالتفَّ حولها أناس كثير من قومها وغيرهم، وغزت بهم القبائل المجاورة، وسارت حتى وصلت اليمامة، والتقت بمسيلمة وصدَّقته، وتزوَّجها، ولما قُتِل مسيلمة رجعت إلى بلادها، وأقامت في قومها بني تغلب، ثم أسلمت وحسن إسلامها، وانتقلت بعد ذلك إلى البصرة وماتت بها.
4) ومنهم طليحة بن خويلد الأسدي، وقد قاتله المسلمون مراراً، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، ولحق بجيش المسلمين، وأبلى في الجهاد في سبيل الله بلاءً حسناً، واستُشْهِد بنهاوند رضي الله عنه.
5) وفي عصر التابعين خرج المختار بن أبي عبيد الثقفي، وقد أخرج أبو داود حديثاً وفيه:
“حتى يخرج ثلاثون كذَّاباً دجَّالاً، كلهم يكذب على الله ورسوله، فسُئل عبيدة السَّلماني: أترى هذا منهم – يعني المختار؟ – فقال عبيدة: أما إنه من الرءوس”
وأخرج الإمام مسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها في قصة مقتل ابنها عبدالله بن الزبير، قالت وهي تخاطب الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قاد الجيش لقتال عبدالله بن الزبير:
“أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيفٍ كذَّاباً وَمُبِيراً [4]، فأمَّا الكذَّاب فقد رأيناه، وأما المُبِيرُ فلا إِخَالُك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها”.
قال الإمام النووي رحمه الله كما في “شرح مسلم” (8/328):
“وقولها في الكذَّاب: “فرأيناه” تعني به المختار بن أبي عبيد الثقفي، كان شديد الكَذِب، ومن قبحه ادَّعَى أن جبريل عليه السلام يأتيه، واتفق العلماء على أن المراد بالكذَّاب هنا “المختار بن أبي عبيد”، وبالمبير “الحجاج بن يوسف”، والله أعلم. اهـ.
وأظهر المختار في بداية خروجه التَّشيُّع أولاً، فالتفّ حوله جماعة كثيرة من الشِّيعة، وزعم أن جبريل عليه السلام ينزل عليه، وقد دارت بينه وبين مصعب بن الزبير معارك قُتِل فيها المختار.
6) ومنهم الحارث بن سعيد الكذَّاب، والذي أظهر التَّعبُّد في دمشق، ثم زعم أنه نبيٌ، ولما علم أن الخبر وصل إلى الخليفة عبدالملك بن مروان اختفى، فاستطاع رجلٌ من أهل البصرة أن يعرف مكانه، وتظاهر له بالتصديق، فأمر الحارث ألا يُحْجب منه هذا الرجل متى أراد الدخول عليه، فأوصل هذا الرجل الخبر إلى عبدالملك، فأرسل معه جنوداً وقبضوا عليه، وجيء به إلى عبد الملك، فأمر عبدالملك رجالاً من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويُعلِّموه أن هذا من الشيطان؛ فأبى أن يقبل منهم ويتوب، فقتله عبدالملك بن مروان.
7) وفي العصر الحديث قبل أكثر من قرن، ظهر بالهند رجل يُدْعَى “ميرزا غلام أحمد القادياني”، ادَّعَى النُّبُوة والمهدوية، ثم ادَّعَى أنه عيسى، وكان يزعم أنه يتلقى الوحي من السماء، كما زعم أن الله أخبر بأنه سيعيش ثمانين سنةً، وصار له اتباع، وصدَّق دعوته طائفة سُمُّوا بالقاديانية، نسبة إلى قريته بالهند (قاديان)، وسُمُّوا بالأحمدية أيضاً نسبة إليه؛ لأنه سمَّى نفسه أحمد.
• وقد قام العلماء وردُّوا عليه، وبيَّنوا أنه دجَّال، منهم العالِم الجليل “ثناء الله الآمرتسري”، وكان من أشد العلماء عليه، حتى أنه في عام (1326هـ – 1908م) تحدَّى القادياني الشيخ ثناء الله، بأن الكاذب المفتري من الرجلين سيموت، ودعا الله أن يقبض المُبطِل في حياة صاحبه، ويسلط عليه داء الطاعون؛ يكون فيه حتفه.
• وبعد سنة أصيب القادياني بدعوته، وقد ذكر أبو زوجته نهايته، فقال: لما اشتد مرضه أيقظني، فذهبت إليه، ورأيت ما يعانيه من الألم، فخاطبني قائلاً: أُصبت بالكوليرا، ثم لم ينطق بعد هذا بكلمة صريحة حتى مات.
8) وممَّن ظهر أيضاً “المرزا علي محمد رضا الشيرازي”، الذي أسَّس الحركة البابية سنة (1260هـ) تحت رعاية اليهودية العالمية، والاستعمار الروسي، والاستعمار الإنجليزي بهدف تفكيك وحدة المسلمين، وأعلن أنه الباب، ولما مات قام بالأمر من بعده المرزا حسين علي الملقب بالبهاء، وسمَّى الحركة بـ(البهائية)، وله كتاب اسمه (الأقدس)
9) وآخر مَن ادَّعَى النُّبُوة في هذا الزمان هو “محمود محمد طه السوداني”، الذي أضل كثيراً من الناس بكتاباته ومقالاته، وقد أُعدِم في سنة 1985م، أعدمته حكومة السودان بسبب ضلاله وكفره وردته.
تنبيهات:
أ- لا يُستبعد أن يظهر دجَّالون يدَّعون النُّبُوَّة في زماننا هذا كما حدث أو حتى يخرجون بعد زماننا، ودليل ذلك:-
ما أخرجه البخاري والإمام أحمد واللفظ له عن سمرة بن جندب رضي الله عنه:
“أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس على عهده: والله لقد رأيت منذ قمت أُصلِّي ما أنتم لاقون من دنياكم وآخرتكم، وإنه والله، لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذَّاباً، آخرهم الأعور الكذَّاب”.
ب- الذين خرجوا وزعموا وادَّعوا النُّبُوة عدد لا يُحصَى، والتاريخ والواقع يشهد بذلك، لكن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مُدَّعي النُّبُوة ثلاثون، وهذا ليس فيه أي تعارض، فهؤلاء الثلاثين الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين يكون لهم شهرة ودولة وأتباع، أما غيرهم ممَّن ليس له كذلك، فلا يُعد من الثلاثين.
ت- وقع في بعض الأحاديث أن عدد مَن يدَّعِي النُّبُوة “سبعة وعشرون” كما مرَّ بنا في رواية الإمام أحمد، لكن أكثر الروايات تذكر أنهم “ثلاثون”، فلعلها على طريقة جبر الكسر، بدليل أن بعض الروايات صرحت بذلك كما في رواية الصحيحين، حيث قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: “وحتى يُبعث كذَّابون دجَّالون قريباً من ثلاثين، كلهم يزعم انه رسول الله…” الحديث
[1] أي: يسترضي الله، وذلك بالإقلاع عن الذنب، وكثرة الاستغفار، والاستعتاب: هو طلب العُتبى، وهو الرضا، وذلك لا يحصل إلا بالتوبة، والرجوع عن الذنب، وقيل: “يُسْتعتَب” أي يرجع عن موجب العُتب عليه.
[2] السَّعْفَةُ: الخوصة، ورقة النخيل، والمعنى: أن السَّاعة من الزمان في ذلك الوقت تكون كنار السَّعْفَةِ تشتعل سريعاً وتنتهي.
[3] يُبعث: يعني يخرج ويظهر.
[4] المُبير: القاتل السَّفاح، كثير القتل.
الألوكة :
حدثوا الاس على قدر عقولهم | لكل مقام مقال لا تصغروا قدر الله ونبيكم بجهلكم
نعلم أن ما نقول أمر جلل قرُب أوانه ومن جهة تجهلونها أم؟ ->
قال حدثوا الناس على قدر عقولهم و لكل مقام مقال فلا تصغروا قدر الله ونبيكم بجهلكم
الدجال بين ظهرانيكم ولا يزال الناس ينتظرون شخص يركب حمار طوله …. ولونه…. وينفث النار…. ويحمل الجنة والنار… .أ أعور اليمين أم الشمال.. رجل أحمر… جعد الشعر .. أفحج … قصير أم شاب جسيم … تخلفه الريح في أثره … يسيح الأرض في أربعين يوم ويطأ أرض الله كلها ويفرض عليها سلطانه …. بيده جبال الرغيف والمأكل والمشرب يدعي ملكه على الزمان في ظاهره مصلح للأرض وباطنه مفسد مدمر لا يخشى الله وكاره للحق يفسد أرض الله ومهمته الأولى تفشي الفساد والجهل والجهوية في أرض الله ومحاربة الله بكل طاقته وبمعاونيه وأتباعه.
ومن بعد مكتوب على جبينه كافر يقرأها الأعمى والأمي والجاهل والأحمق – إذا كلف نفسه وعقله ونظر وتمعن فيه – أو أي كان من يريد الحق سيراها. ومع كل هذا الوضوح والكشف وغيره عن الدجال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الناس لن تعرفه وأنها بشكل ما ستُعمى عن حقيقة أنه الدجال الذي حزر منه كل الأنبياء – لأنه يؤدي بأتباعه إلى التهلكة وغضب الله عليهم – ليس إلا فالأنبياء مرادهم هداية الناس وادخالهم في رضوان الله وملكوته لذلك حزروا أقوامهم من اتباع الدجال ومن فتنته… ومع هذا سيأتي يوم القيامة ومن أنبياء وخلافاء الله معهم رهط فقط ورهيط ورجل ورجلان ولا أحد ومن ثم آلاف و… وعدد الناس الموجودون في زمان كل خليفة الله دائماً أو غالباً لا يقارن بعدد الذين سيدخلون في رحمة الله. وهذا حال الناس والأرض وسكانها في مختلف الأزمان وفي مواجهتهم ومقابلتهم لخلافاء الله في أرضه وهذه سنة الله في الأرض وفي الخلق والناظر للقرآن يكفيه والسنة تشفيه الإجابات لكن الناس دائماً تبعد السوء عنها وترمي المذمة والصفات السيئة على الآخرين أو الأجيال القادمة وهذه الحجة الباطلة سائرة ويتقولها أهل كل زمان مع كل ما يأتيهم إشارة أو حدث أو واقع معيش أو تجلي لعلامات وامارت واضحة أمامهم… فلا يزالون يدفعون بالسوء لغيرهم ويستمرون ويواصلون في غفلة تامة بمستوى عالي من الجحد والتكبر والإستهوان والإستهانة بأمر الله وبمراد الحق عز وجل متبعين لكل ما هو باطل ومخالف لأمر الله يستنكرون ما تهوى أنفسهم ويشيدون للباطل عمتهم الجهوية والطائفية والعنصرية والجهل … مع وجود شهادات عالمية في أمور الدنيا …عن رؤية الحق تطاولوا علىى خالقهم وعصوا أمره, معتقداتهم تناقض القرآن والسنة وفي طياتها كفر بواح, الدين كالميراث إنا وجدنا أباءنا على … آثارهم لمهتدون ..ويولد المرء لعى الفطرة أبواه يهودانه وينصرانه…ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه… أباءنا وأجدادنا وعشيرتنا ودولتنا وحتى قارتنا والمسلمين عامة…
مقارنة الأعداد لا تنفع في أمر الله.
الكثرة لا تعني صواب الأمر كما القلة لا تعني الخطا
الكثير من الناس يستعصي عليه أن يفهم أن جماعة عدد أفرادها ضخم قد تنحرف عن الحق خصوصا بوجود المعتدلين والعديد من الأفكار المسالمة وما إلى ذلك, أو اثنين مليار من المسلمين قد ينحرفوا عن الطريق المستقيم ويتبعون ما تهوى أنفسهم عظموا فقهائهم وتركوا الدين لهم وحصروه فيما يقولون ومعه حصروا امر الله وربوه بأمر العلماء والفقهاء والمفسرين والمتحدثين باسم الدين, يعرفون أن العلم لدى الله لا ينتهي وانها متجددة وأن فوق كل ذي علم عليم وقد يحمل جاهل العلم وتكون مهمته فقط إيصاله لمن هو أعلم منه – رب حامل فقه لمن هو أفقه منه – و أن الرجل لا يسمى عالماً ومتفقهاً حتى يفهم معاريض الكلام.. ., يعرفون ذلك وغيرها من مثيلاتها ولكن لا يتواضعون للحق ويستنكرون كل ما يخالف معتقداتهم وان كانت باطلة أبت أنفسهم إتباع ما لم يؤمِن عليه علماءهم وفقهاءهم وان كان من عند الله خالصاً …وعلماءهم اشتروا الدنيا ولا يخرجون عن سلطانهم يسوقون الناس وراءهم في حلقات مفرقة لا يناقشون إلا ما يسمح به الحاكم أو ما تسمح به أنفسهم لإرضاء غرورهم ليس لإرضاء الله… حجموا الدين واستصغروا قدر الله وحصروا الدين في مواضيع وأفكار وأخبار معينة أصبحت الفتاوي موسمية وتطغى عليها العنصرية والجهل ودائماً مكشوفة ومعادة خالية من الروح كما هي عبادات أهل هذا الزمان وجوهم يومئذ … خاشعة … عاملة ناصبة… تصلى نارا حامية… كغثاء السيل.. والناس على دين ملوكها… بعثت بين جاهليتين أخراهما أشد من أولاهما… ويريد الكل أن يدخل الجنة وما فعلوا ما يقودهم إليها وما اتبعوا الله وإنما اتبعوا علماءهم وحكامهم أصبح الإسلام على أيديهم مسخرة العالم وتطيروا بهاتف الحق والمجدد.
الصحف تنطق وستشهد عليكم |
ما ينطق عن الهوى: الخطاب الموجه
لا عجب أن يفشل العالم في التعرف عليه وأن يتبعوه من غير معرفة به أو أن تأتي الساعة بغتة و علامات الساعة الكبرى المتجلية أمام أعينهم ونسوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان من أفصح البشر على وجه الأرض يعرف مداخل الكلم ومخارجه وعلوم الكلام بوحي وعلم رباني ليس بتكلفٍ منه يعرف أساليب الخطاب وتوجيه النصح والحق والتعامل مع أحوال أهل الزمان وأفكارهم التي لا تجاوز بيئتهم ومنشأهم فكان لا يتحدث إلا بما يمكنه الارتباط به أو أخذ فكرة عنه مع عدم تقليله عن هول ما المراد منه التهويل أو إدخال الحق بالباطل … سليمان منا آل البيت… فالتحدث والإخبار بالحقائق والأمور دائما مربوط بمستوى العقول لدة المُخاطبين والمستمعين وشهود الفترة الزمنية ومعاصريها مع وجود كافة أنواع الإشارات الموضحة لأهل الأزمنة القادمة أو مستقبلية الخبر, كما هو الحال دائما في حياتنا اليومية التخاطب يختلف على اختلاف الأشخاص المخاطبين من الطفل إلى المجنون إلى الشاب إلى الشائب من الجاهل إلى العالم… ومن مخاطبة الناس في مختلف أحوالهم المعنوية والفكرية واهتماماتهم وتحت إعتبارات مختلفة…
لكن تَجَاهل الناس هذه الحقائق وأصروا على الفهم اللفظي الحرفي لكثير من الأمور, وآثروا الأوصاف والأحوال التي لا يمكن حتى تخيلها ويصرون أن هذا المقصد منها… وبهذا يسيئون إلى رسولهم الكريم الذي آتاهم بكل ما هو ممكن من الهدى والحق لدرء كافة الشرور وهم معرضون الدنيا مبلغ همهم وعلمهم منشغلين بهواتفهم وسيارتهم و نجومهم وشموسهم… ونساءهم ومالهم وعيالهم … بدأ الدين غريب وسيعود غريب وطوبى للغرباء.
خلاصة
ظهور الدجال يحتم ظهور عيسى الموكل به وقد ظهر روح الله المسيح عيسى بن مريم بميلاد ثاني في أمته ليكلم الناس كهلاً خليفة ومهدياً مجدداً لدين الله على عكس فهم الأمة الباطل … والمخالف للقرآن والسنة برفعه جسدا ووجوده في السماء بشرا ونزوله بشراً كل هذا باطل عقيدة فاسدة صاحبها وكل من يحملها يتحمل وزرها.. والأنكى والأضل علماء الضلالة الذين جحدوا حق الله عليهم وأنكروا ما هو مثبت من القرآن والسنة والإنجيل والتوراة ومن مختلف أنواع المأثورات ومن كلام أئمة أهل البيت عليهم السلام والمهديين على مر الزمان.
نطلب من الباحثين عن الحق البحث والقراءة في أمر الإمامة الربانية والخلافة كخطوة … فبسبب الجهل اليوم ضاع أو قصر فهم الإمامة الربانية مع العلم هي المحدد لدخول الجنة أم النار ويسأل كل بشر على وجه الأرض عن إمام زمانه في القبر.
للتواصل المراسلة على الإيميل greatzone0@gmail.com
أو زيارة المدونة
شتان ما بين كتاباتي وكتابات المسيح | فقط إقرأ ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
مشكلة الناس اليوم أنهم لايفكرون – رفع العلم | وإن فكروا يفكرون فيما هو قصير المدى
بألسن متعددة نُخبر بمبعث المسيح بميلاد جديد| الهوسا والأمازيغية الهندية والفارسية
Yesterday Day I Saw Tow Little Boys Playing With Silk Cars | Children View The World Better
كثُر ادعاء المهدوية ولا يمكن ان يكون بناءا على رؤى منامية | كثرة الرؤى إشارة بينة أن هذا زمان خروجه
The News Of The Return Of Jesus Christ | The Savior Is Back In Sudan – The Second Coming
Jesus The Savior Is Back In Sudan – The Second Coming
قناة العربية تتحدث عن كثرة حالات الجزب وادعاءات المهدي المنتظر
أو مجموعة الفيسبوك
موضوع آخر الريس انت الريس سلمها لعيسى | السر وراء هتافات المؤتمر الوطني السودان وعيسى
مواضيع مهمة
معنى العقل عند اهل البيت عليهم السلام
فصل: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان:|نداء الإيمان
الكتب – صحيح مسلم – كتاب العلم – باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان- الجزء رقم4
(1) مركز الاسلام الاصيل للثقافة والاعلام – اليوميات: العقل
22 آية في وجوب إعمال العقل و ذم من لا يعمل عقله !! – منتديات المنزهون من أهل الحديث
كتابات رائعة للأحمدية في وفاة عيسى عليه السلام
موقع الأكلوة وعلامات الساعة