طهران ـ “راي اليوم”:
حدد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي سبعة شروط اليوم الأربعاء للإبقاء على الاتفاق النووي مع القوى العالمية من ضمنها اتخاذ البنوك الأوروبية خطوات لتأمين التجارة مع بلاده بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وجاء على موقع خامنئي الرسمي أنه اشترط أيضا أن تحمي القوى الأوروبية مبيعات النفط الإيرانية في مواجهة الضغوط الأمريكية وأن تواصل شراء النفط الخام الإيراني وأن تعد بألا تسعى لمفاوضات جديدة بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأنشطتها بالشرق الأوسط.
وقال خامنئي “يجب أن تؤمن البنوك الأوروبية التجارة مع الجمهورية الإسلامية. لا نريد أن نبدأ نزاعا مع هذه الدول الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لكننا لا نثق بها أيضا… ويجب أن تضمن أوروبا مبيعات النفط الإيرانية ضمانا تاما. وفي حالة تمكن الأمريكيين من الإضرار بمبيعاتنا النفطية… يجب أن يعوض الأوروبيون هذا ويشتروا النفط الإيراني”.
وأضاف خامنئي خلال اجتماع مع رؤساء السلطات الثلاث وكبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في البلاد، أنه يجب “استحضار التجارب في العلاقات مع الغرب واستحصال الضمانات الأوروبية لمواصلة الاتفاق النووي”، بالإضافة إلى أن “أداء المسؤولين الإيرانيين لمهامهم شرطا اساسيا لإلحاق هزيمة حاسمة بالولايات المتحدة الامريكية”.
ومن جهته صرح الحرس، في بيان له، اليوم الأربعاء، “القادة الأمريكان، تلقوا هذه الرسالة أنهم إذا هاجموا إيران سيواجهون مصيرا مشابها لمصير صدام حسين”، وذلك وفقاً لـ”رويترز”.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت إدراج 5 من مواطني إيران في قائمة العقوبات، قالت إنهم على صلة بـ”الحرس الثوري” الإيراني. وذكرت الوزارة أسماء الأشخاص الخمسة، وهم: مهدي أذربيشه ومحمد جعفري ومحمود كاظم اباد وجاويد شير أمين وسيد محمد طهراني.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن “أمريكا تسعى للعمل مع أكبر عدد ممكن من الحلفاء للتوصل لاتفاق جديد لوقف التهديدات النووية وغير النووية لإيران”، مشيراً إلى أن “خيار التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية أمر غير مطروح”.
وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الاربعاء إن بلاده ستتجاهل التهديدات “غير المنطقية وغير الحضارية” من الولايات المتحدة، وستتفاوض مع الاتحاد الاوروبي من أجل إنقاذ الاتفاق النووي الموقع عام .2015
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) عن ظريف قوله “ما قاله وزير الخارجية الأمريكي غير منطقي وغير متحضر، لدرجة أننا لا نريد أن نرد على ذلك” في إشارة إلى تعليقات أدلى بها نظيره الأمريكي مايك بومبيو.
يذكر أن بومبيو قال يوم الاثنين إن الولايات المتحدة ستمارس “ضغوطا مالية غير مسبوقة” على طهران، بعد أسبوعين من إعلان الرئيس دونالد ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاق، الذي يقيد قدرات إيران النووية مقابل رفع العقوبات.
وقال ظريف إن طهران تريد أن يتمسك الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، باعتباره واحدا من ستة أطراف وقعوا الاتفاق.
ودعا ظريف الاتحاد الأوروبي إلى دعم الاتفاق ليس فقط من أجل التزامه بالعمل مع إيران، ولكن أيضا من أجل إثبات “قدرة الاتحاد الأوروبي على التصدي” للنفوذ الأمريكي.
وعقد وزير الخارجية الالماني هايكو ماس اجتماعات في واشنطن بشأن اتفاق ايران مع بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
وأخبر بومبيو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أنه يخطط لعقد اجتماع في بداية إلى منتصف حزيران/يونيو المقبل مع “عدد من الشركاء” بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة نهج شامل تجاه إيران.
وقال “هناك تداخل شبه تام في قيمنا ومصالحنا في هذا الشأن … لا يوجد خلاف حول برنامج الصواريخ الإيراني، حول سلوكه الخبيث، حول الاغتيالات … الجميع يوافق على المشكلة. نحتاج إلى إيجاد طريق للمضي قدمًا لمعالجتها”.
وتستمر الجهود المبذولة لإنقاذ الاتفاق، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، عبر اجتماع كبار الدبلوماسيين من الدول الخمس الباقية: بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا- يوم الجمعة المقبلة.
وطالبت طهران الدول بدراسة تنفيذ الاتفاق، خاصة من أجل الحفاظ على منافعه الاقتصادية لإيران، التي يهددها الانسحاب الأمريكي.
ودعا الزعيم الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، اليوم الأربعاء، الاتحاد الأوروبي إلى إدانة الولايات المتحدة لانسحابها من الاتفاق.
وقال في بيان “نطالب بهذه الادانة فضلا عن ضمان لصادرات النفط الايرانية واستمرار المعاملات التجارية مع البنوك الاوروبية”.
وقارن خامنئي الخلاف مع الولايات المتحدة بالرسوم المتحركة الأشهر “توم وجيري”: “إن الولايات المتحدة مثل القطة [توم] الذي دائمًا ما يخسر [ضد جيري]”.
وقال إن ترامب “سيختفي من التاريخ مثل أسلافه الجمهوريين”.