د. وفيق إبراهيم
المتمعّنُ في السياسة الأميركية الحالية التي تضربُ على أكثر من جبهة، يعتقد أننا في مرحلة انتهاء حرب انتصرت فيها واشنطن على العالم بأسره.. ولأنها ليست على هذا النحو، فيمكننا الجزمُ بأنها تدافع عن مكاسب تملكها وتخشى عليها من الانهيار تحت وطأة صعود قوى أخرى.
إيران واحدة من خمس دول تمكّنت من تحقيق وضعيات متقدّمة عالمياً أو إقليمياً وهي ألمانيا واليابان اقتصادياً والصين جيوبولتيكياً، يجمع بين الانتشار السياسي والاقتصادي مع مراكمة خبرات عسكرية، وروسيا العائدة على صهوة قوة عسكرية غير تقليدية تنافس نظيرتها الأميركية في هذا المجال بالذات وفقط..
أما لجهة إيران فأنجزت وضعية «سياسية» لافتة من غير أنّ تطلق رصاصة أو تقذف صاروخاً بالستياً أو تهدّد بالنووي أو تخوض حرباً.. بمعنى أنّ كل ما يتهمها الأميركيون به ليس حقيقياً بقدر ما ينتمي إلى دائرة الافتراضات أو الإجهاض المسبق لقوة قيد التكوين.. هناك حرب شنها صدام حسين عليها في الثمانينيات.. احتوتها وأعادت الجيش العراقي إلى الحدود..
ولم تكملها.. لأنها كانت حرباً من «صدام» بتوجيه أميركي ـ سعودي لمنع تسلّل النفوذ السياسي الإيراني إلى شيعة العراق، ومنهم إلى الخليج.