الجزائر ـ “رأي اليوم” ـ ربيعة خريس:
انطلقت اليوم الاثنين، بالجزائر أشغال الاجتماع التشاوري الرابع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي وهي كل من تونس ومصر والجزائر في اطار متابعة مبادرة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لحلحلة الأزمة الليبية وإعلان تونس للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا.
وذكرت مصادر جزائرية في تصريح لـ “رأي اليوم” ان الاجتماع سيناقش الجانب السياسي في الملف الليبي خاصة ما تعلق بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما سيركز على المسار السياسي للأزمة “، وسيكون أيضا ملف توحيد الجيش الليبي من بين الملفات المطروحة على طاولة الاجتماع التشاوري الرابع لوزراء خارجية دول الجوار الليبي.
ويتزامن هذا الاجتماع مع بروز معطيات جديدة، تؤكد وجود مساعي غربية لحلحلة الأزمة الليبية، حيث كشفت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية، ستيفاني ويليامز، إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تدرس المبادرة الفرنسية لحل الازمة الليبية، حيثُ أبلغت «ويليامز» كل من زارها مؤخرًا بهذه الدراسة.
وتنص المبادرة الفرنسية التي تحظى بدعم برلماني واسع، على وقف إطلاق النار باستثناء عمليات مكافحة الإرهاب، والدعوة إلى نزع السلاح، بالإضافة إلى ترتيب خطة زمنية لمكافحة الإرهاب، والوصول إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، على أن يكون اتفاق الصخيرات هو الإطار المرجعي لتنفيذ بنود المبادرة الذي لازال مجمد بعد مرور ثلاث سنوات كاملة من إعداده، والالتزام ببناء دولة قانون في ليبيا، ذات سيادة مدنية وديمقراطية تضمن الفصل بين السلطات، والانتقال السياسي السلمي واحترام حقوق الإنسان، والالتزام ببذل كافة الجهود الممكنة لمواصلة عمل مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، بما يضمن حواراً سياسياً شاملاً.
ويتزامن الاجتماع، مع جلسة أخرى مرتقبة اليوم أيضا بمجلس الأمن الدولي، ومن المرتقب أن يقدم رئيس البعثة الأممية غسان سلامة تقريرا شاملا على الوضع القائم في مدينة درنة، حيث تخوض قوات الجيش الوطني معارك ضارية منذ أيام لتحرير المدينة آخر معاقل الجماعات المتطرفة.
وتشكل الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا، مصدر قلق كبير بالنسبة للجزائر التي تتقاسم معها 1000 كيلومتر من الحدود، فعدم الاستقرار في ليبيا سنعكس سلبا على الحدود الجزائرية، خاصة فيما يتعلق بالتسلل المحتمل لتنظيم الدولة، ويرى متتبعون للوضع الأمني في البلاد، أنه وفي حالة انتصار قوات الجيش الوطني الذي يقود معارك ضارية منذ أيام لتحرير المدنية آخر معاقل الجماعات المتطرفة، فهذا لا يعني نهاية تواجد تنظيم الدولة وإنما سيحاول العديد من المقاتلين الفرار نجو الدول المجاورة على رأسها الجزائر وقد يشنون هجمات في الأجزاء الجنوبية للبلاد، أما العنصر الثالث المثير للقلق بالنسبة للجزائر فهو تهريب الأسلحة، فليبيا تحولت ومنذ بداية الأزمة الأمنية وسيطرة عناصر تنظيم الدولة على مناطق واسعة منها إلى مركز إقليمي للسلع غير المشروعة، حيث كشفت دراسات أمنية أن الأسلحة الخفيفة القادمة من منطقة الساحل والسودان، تدخل الجزائر وتجد طريقها إلى أيدي الخلايا الإرهابية والعصابات الإجرامية جنوب الجزائر. .