دمشق- عمان- خاص بـ”رأي اليوم”:

بسط الجيش السوري سيطرته بالكامل على مخيم اليرموك وحي الحجر الاسود وأعلنت إيران بالتزامن أنها ليست بصدد مغادرة سورية عسكريًّا، وبصورة تسرع من وتيرة مواجهة الأردن لأحد أكثر سيناريوهات القلق على الحدود مع سورية.

الأنباء  في هذا السياق مهمة جدًّا للحكومة الأردنية ووفقًا للناطق الرسمي محمد مومني لا تزال عيون بلاده مفتوحة على كل ما صغر أو كبر جنوبي سورية.

 في مقاربات برلمانيين أردنيين حسم المعركة في مخيم اليرموك يعني سيطرة السلطات السورية تمامًا على محيط خط عمان-دمشق البري الاستراتيجي والذي يفيد شهود عيان بأنه خاضع بالمُطلق الآن لسيطرة الجيش السوري.

 الوزير المومني كان قد رحب وعبر تعليق لرأي اليوم بسورية موحدة وبظهور ملامح سيادة الدولة السورية.

 لكن الأمر قد لا يقف عند هذه الحدود لأن التفرغ التام من جنوب دمشق وشمال سورية يعني عمليًّا بأنّ السلطات السورية بطريقها نحو معركة “إستعادة الجنوب” وهي المعركة التي تُشعِر الأردن بالقلق الأكبر، وقد تم إبلاغ روسيا بمظاهر القلق الأردنيّة.

 عمان رحبت خلف الكواليس بالتصريح الروسي الذي يطالب جميع القوى المسلحة بمُغادرة الأراضي السورية.

 وعبر مصدر مسئول أردني لـ”رأي اليوم” عن قناعته بأن الطلب الروسي تم التباحث بشأنه، ويشمل ليس فقط مقاتلي جبهة النصرة الغائبين عن المشهد بل أيضًا ما يسميه الأردن بالميليشيات الطائفيّة.

 مؤخرًا طلب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقاءهما في تركيا مساندة الدبلوماسيّة الأردنيّة للجهد الذي يبذل من أجل ضمان مغادرة الميليشيات الإيرانيّة من جنوبي سورية.

 ما يقوله الأردن خلف الستارة أن وجود مقاتلين إيرانيين بقناعات أيديولوجية محددة جنوبي سورية سيُلهب مشاعر أهالي قرى درعا العشرين وقد يخدم قوات جبهة النصرة ويشعل الصراع العسكري على أساس “طائفي” مما يهدد الحدود الأردنية الشماليّة أوّلاً وينتج عنه أزمة طويلة الأمد ثانيًا تحت ستار تحويل المنطقة لمنطقة جذب لمقاتلي داعش والمجموعات الجِهاديّة السنيّة.

الأردن على هذا الأساس يرى أن معركة استعادة درعا من قبل الجيش السوري يمكن استيعابها و”التعاون معها”.

 لكن مشاركة مقاتلين لبنانيين وعراقيين وإيرانيين في الموقع سيشكل بؤرة جديدة تجذب “الإرهاب والتطرف السني”، الأمر الذي لا تُريده عمان.

وكانت شخصيات أردنية التقاها الملك عبدالله الثاني مؤخرا في مدينة جرش شمالي البلاد قد استمعت لتقييمات مستجدة تمامًا بخصوص المشهد السوري قوامها ترحيب الأردن بعودة الجيش السوري النظامي والرغبة في التعاون في مجال “أمن الحدود” وتجنب “لجوء كبير”.

في الجلسة العميقة نفسها تحدثت مراجع أردنية عن “عملية اتصالات تنمو بوضوح ولأول مرة مع النظام السوري” وعن شراكة إستراتيجيّة مع روسيا معنية حصريا ب”تثبيت سيناريو خفض التصعيد” واتفاق ضمني ما بين دمشق وموسكو وعمان على أن “الوجود الإيراني العسكري” تحوَّل إلى “عبء” وينبغي أن يتغير المشهد.