ماروك تلجراف :
نموذج تنفيذ المخططات التوسعية الإيرانية- الجزائرية عن طريق المنظمات الإرهابية
للذين استمرأُوا الكذب على أنفسهم قبل أن يكذبوا على شعبهم وعلى الرأي العام الدولي ،بخصوص عدم تورطهم في قضية الصحراء ،وهي قضية داخلية تتعلق باستكمال المغرب وحدته الترابية ،واستعادة سيادته الوطنية على جزء من أراضيه كانت تحت الاستعمار الإسباني ،نُبرز جوانب من المخططات التي رسمها وأعدها نظام الملالي في إيران ،وعهد بتنفيذها إلى أزلامه في ميليشيات “حزب الله” بتعاون وتنسيق مع عصابات “البوليساريو”، في محاولة جعل منطقة شمال أفريقيا ـ كما في سوريا والعراق واليمن .. ساحة فتن وحرب بهدف خدمة الأجندة التوسعية الإيرانية في المنطقة العربية.
ومن أولى “التعليمات” الإيرانية للانفصاليين،من خلال محتضنهم الرسمي النظام الجزائري،عملية نقل المحتجزين ـ المغاربة الصحراويين في مخيمات تندوف وزرعهم فيما سُمِّي “المناطق المحررة” ،بالمناطق العازلة ،وجعل المغرب أمام واقع لا يستطيع ،في نظرهم، لا مواجهته ولا القضاء عليه؛وتقديم صورة مغايرة للوضع القائم في المنطقة أمام المجتمع الدولي بهدف تجاوز القانون الدولي ومقترحات الأمم المتحدة حول الصحراء؛ثم جلب الاعتراف ل”جمهورية الانفصاليين الوهمية” ،وجعلها بالتالي آلة بين يدي كل من النظامين الإيراني والجزائري لتسويق أجندتهما التوسعية في المنطقة ،مع تشجيع أو غض الطرف عن النشاطات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.وفي هذا الإطار ،يتم دفع “حزب الله” لإعادة تنظيم “البوليساريو” وفق المنظور الإيراني ـ الجزائري ل”الدويلة الصحراوية” التي تصبح ورقة (أو بُعبع) تُخِيف به طهران والجزائر دول المنطقة ،إن لم نقل ابتزازها وتهديدها؛مع عدم استبعاد إثارة الفتن والحروب في الساحل والصحراء وشمال أفريقيا بدعوى الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال..
إلى جانب هذا ،فإن استراتيجية نظام الملالي بطهران ترمي إلى التغلغل في العمق الأفريقي ،من خلال استغلال قضية الصحراء المغربية ،باعتبارها قضية أفريقية وعربية ،تهم الأفارقة والعرب ،بهدف إحداث انقسام بين الدول والشعوب الأفريقية والعربية ، وتشتيت الأصوات والصفوف داخل الاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية.وتعتمد استراتيجية النظام الإيراني في تكليف “حزب الله” بهذه المهمة ـ القذرة ـ لتنفيذ المخطط التوسعي التآمري للنظام الإيراني بالمنطقة.
هناك أمر أساسي في الخطة الإيرانية ،حيث أن طهران بتمكنها، إلى حد ما ،من توسيع وجودها وتأثيرها من خلال حملات التشيع داخل الجزائر،تريد أن توَسِّع مدى ومجال نشر مذهب الشيعة في باقي القارة الأفريقية ؛ولن يتسنى لها ذلك إلا بخلق مشاكل للمغرب بسبب الحضور والتأثير الروحي للمملكة في أفريقيا ؛وهو التأثير الذي حال دون امتداد النشاط الشيعي الإيراني في دول أفريقيا جنوب الصحراء.
من هنا ،فإن المخطط الإيراني ،والعمل على إيجاد موطئ قدم لطهران في المنطقة ،لا يمكن إلا أن يشارك فيه النظام الجزائري ،مع تسخير إيران لأداتها “حزب الله”،واستعمال الجزائر لصنيعتها “البوليساريو” ،لتنفيذ المشروع التوسعي الإيراني الجزائري ،كل من زاوية مصلحته في المنطقة.
وبما أن “حزب الله” مصنّف منظمة إرهابية ،فلا يمكن إلا أن يتعاون مع “جبهة البوليساريو” التي ليست أقل منه إرهابا . وهو ما يعمل عليه كل من النظامين الحاكمين في الجزائر وطهران ،بطريقة استغلال مفضوحة،ما دام أن مصلحتهما وسياستهما التوسعية ،تقتضي تسخير “الحزب” المذكور و”الجبهة” المذكورة لتنفيذ الأعمال القذرة المعدة والمبرمجة في الجزائر وإيران.وهذا نموذج لتنفيذ المخططات التوسعية لديهما بواسطة تنظيمين إرهابيين.