الوقت– وصل صباح يوم أمس السبت وزير الدفاع الأفغاني الفريق أول “طارق شاه بهرامي” إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد عسكري ودفاعي رفيع المستوى في زيارة تتناول تطوير العلاقات الدفاعية والعسكرية والتعاون الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة وزير الدفاع الإيراني العميد “أمير حاتمي” وسوف يجري وزير الدفاع الأفغاني محادثات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستركز بشكل كبير على مكافحة التنظيمات الإرهابية ولاسيما تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وحول هذا السياق، قال العميد “حاتمي” وزير الدفاع الإيراني: “إن إيران تسعى جاهدة للقضاء على فلول تنظيم داعش الإرهابي وهذا الأمر يُعدّ أحد أهم سياساتنا في الوقت الحاضر ولهذا، فإن إيران تفتح ذراعيها للتعاون مع جيرانها الأشقاء للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية” ولفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي انتشر بشكل واسع في العراق وسوريا واستطاع أن يسيطر على الكثير من الأراضي في هذين البلدين خلال السنوات الماضية بمساعدة من أمريكا وبعض دول المنطقة وأضاف إن الحكومة الإيرانية لم تبقَ مكتوفة الأيدي، بل إنها قامت بتقديم الكثير من المساعدات العسكرية واللوجستية للحكومتين العراقية والسورية لدحر تلك التنظيمات الإرهابية وبالفعل تم القضاء على الكثير من أفراد تلك التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وتم استعادة الكثير من الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم.
وفي تصريح أدلى به خلال محادثاته مع نظيره الإيراني العميد “حاتمي” في طهران، أكد الفريق “طارق شاه بهرامي” وزير الدفاع الأفغاني أنّ بلاده تعتبر جارة وصديقة تربطها الكثير من العلاقات الطيبة مع إيران ولهذا فإنها لن تسمح باستخدام أراضيها لشنّ أي عدوان على الأراضي الإيرانية، معرباً عن أنّ هدف الأعداء في المنطقة يتمثل في زعزعة الاستقرار وتقسيم أفغانستان إلى عدة دويلات.
يُذكر أن أمريكا وحلفاءها في المنطقة قاموا خلال السنوات الماضية بإنشاء العديد من التنظيمات الإرهابية ولا سيما تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين واستعانت بتلك التنظيمات الإرهابية كذريعة لاحتلال أفغانستان في عام 2000 ونهب ثرواته وبعد ذلك قامت باحتلال العراق في عام 2003 وفي وقتنا الحاضر تقدم أمريكا الكثير من الدعم المالي واللوجستي لهذه التنظيمات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في سوريا، ولهذا فلقد لفت وزير الدفاع الأفغاني إلى رغبة الحكومة الأفغانية بالتعاون مع الحكومة الإيرانية لمكافحة الإرهاب ولاسيما القضاء على تنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في مختلف الأراضي الأفغانية، مضيفاً إن وجود الإرهابيين أدّى إلى خلق حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن في المنطقة، حيث قال: “إننا نحتاج إلى المساعدات واكتساب التجارب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقمع الإرهابيين في بلادنا”.
وفي سياق متصل دعا وزير الدفاع الأفغاني إلى ضرورة التعاون في كل المجالات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك من أجل خلق حالة من الاستقرار الشامل في أفغانستان، حيث أضاف: “إننا بحاجة إلى التعاون الوثيق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها بلداً مؤثراً في المنطقة لإرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان“.
وفي الإطار نفسه، أعرب وزير الدفاع الأفغاني عن أمله في إجراء محادثات إيجابية وبناءة مع وزير الدفاع الإيراني في طهران، مؤكداً ضرورة تركيز البلدين الشقيقين على التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي وضرورة التوقيع على معاهدة للتعاون الدفاعي والعسكري وإدخالها حيّز التنفيذ على وجه السرعة وتشكيل أول لجنة مشتركة بين إيران وأفغانستان، معرباً عن أمله في ذات الوقت بأن يتم خلال هذه الزيارة الاستفادة القصوى من المجالات المتاحة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والثقافي والدفاعي بين البلدين.
وأشاد وزير الدفاع الأفغاني “بهرامي” بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها وتقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاجئين والمهاجرين الأفغان خلال السنوات الماضية وحتى الآن، كما أنه هنّأ الحكومة الإيرانية لدحرها الإرهابيين في سوريا والعراق، وأعلن عن رغبة بلاده في الاستفادة من تجارب إيران في مجال الاقتصاد المقاوم ومكافحة الإرهاب، معرباً في الوقت نفسه عن أنّ أفغانستان لن تسمح لأي بلد بالتدخل وتقويض علاقاتها الطيبة مع إيران الشقيقة، حيث قال: ” إن العلاقات الثنائية بين إيران وأفغانستان من شأنها أن تتطور في المستقبل إلى أبعاد أكثر شمولاً”. وشكر نظيره الإيراني على دعوته والاستقبال الحار الذي لاقاه في طهران ومن المتوقع أن يطلّع وزير الدفاع الأفغاني خلال هذه الزيارة على إمكانيات وقدرات الصناعات الدفاعية الإيرانية.