خامنئي يكشف تفاصيل الرسالة السرية التي أرسلها ترمب إلى دول عربية.. وهكذا ردت عليها السعودية

عربي بوست، ترجمة

 كشف المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي الأربعاء الماضي 9 مايو/أيار 2018، عن رسالةٍ سرية أرسلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخراً إلى دولٍ في الشرق الأوسط، ما أثار تساؤلاتٍ حول كيفية معرفة خامنئي بما يدور في مراسلاتٍ خاصة بين الرئيس الأميركي وحلفائه في المنطقة.

فبعد يومٍ من إعلان ترمب نيته الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أُبرِم مع إيران في عام 2015، كتب خامنئي تغريدةً على موقع تويتر ادَّعى فيها أن ترمب كتب رسالةً إلى بعض قادة دول الخليج العربي “قبل بضعة أيام” طالبهم فيها بأن يفعلوا المزيد في المنطقة. وزعم خامنئي أنَّ ترمب قال في الرسالة: “لقد أنفقت 7 تريليونات دولار ويجب أن تفعلوا شيئاً في المقابل”، بحسب تقرير لصحيفةThe Washington Post الأميركية.

وقال خامنئي في التغريدة: “قبل بضعة أيام، كتب ترمب رسالةً إلى بعض قادة دول الخليج وصلت إلى مصادرنا، وقال ترمب في الرسالة: “لقد أنفقت 7 تريليونات دولار ويجب أن تفعلوا شيئاً في المقابل”. الولايات المتحدة تريد امتلاك عبيد أذلَّاء”.

 

وبحسب الصحيفة الأميركية، يبدو أنَّ هذه التصريحات يُقصَد بها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الحليفتان المُقرَّبتان من إدارة ترمب وأكثر الدول الخارجية مع إسرائيل مُجاهرةً بانتقاد الاتفاق النووي الذي توصَّلت إليه إيران مع الولايات المتحدة وخمس دول أخرى في عام 2015.

وذكر خامنئي الرسالة كذلك في أثناء فعالية أُقيمت في وقتٍ سابق من يوم الأربعاء في جامعة فارنغيان الإيرانية.

وقال خامنئي في هذه الفعالية: “قبل يومين، كتب ترمب رسالةً إلى قادة العالم العربي. وقد اطَّلعنا على هذه الرسالة التي قال فيها: “أنفقت عليكم 7 تريليونات دولار، لذا يجب عليكم تنفيذ (ما أقوله)”. لقد أنفق ترمب هذه الأموال للسيطرة على سوريا والعراق لكنَّه لم يستطع ذلك، فسحقاً لأمواله. إنَّه يقول إنَّ هذه الدول ينبغي لها فعل ذلك، ويقول إنَّ إيران أيضاً “ينبغي لها” فعل الأمر نفسه”.

البيت الأبيض ينفي هذا الكلام

لم يعترف البيت الأبيض علناً بهذه الرسالة، إذ قال متحدثٌ باسم مجلس الأمن القومي إنه لا يستطيع التعليق على المراسلات الرئاسية. ومع ذلك، قال مسؤولٌ بارز في الإدارة الأميركية طالباً عدم الكشف عن هويته لأنَّه لا يملك إذناً بمناقشة هذه المسألة علناً إنَّ إدارة ترمب بعثت برسالةٍ إلى بعض حلفائها في الخليج العربي قبل نحو أسبوعين، بحسب الصحيفة الأميركية.

ولم تحث الرسالة حلفاء الولايات المتحدة على فعل المزيد في بؤر الصراع بالمنطقة فحسب، بل طالبت كذلك بإيجاد حل سريع للخلاف المستمر بين قطر والتحالف الذي تقوده السعودية. وقال المسؤول في الإدارة الأميركية إنَّ الرسالة كانت مجرد متابعة رسمية للمحادثات التي أجراها ترمب مع قادةٍ إقليميين على مرِّ الشهرين الماضيين، ومتسقةً مع تصريحاته العلنية عن هذه القضايا، كما تقول The Washington Post.

وقال المسؤول إنَّ السعودية ردت على الرسالة سراً وعارضت بنبرةٍ لطيفة الضغط عليها بشأن قطر على وجه التحديد. ولم ترد متحدثةٌ باسم السفارة السعودية في العاصمة الأميركية واشنطن على طلب التعليق على هذا الموضوع، بحسب الصحيفة الأميركية.

وقال المسؤول إنَّ كيفية اكتشاف المرشد الأعلى الإيراني الرسالة لم تتضح بعد. وقال ثيودور كاراسيك المستشار البارز لدى مركز تحليلات دول الخليج الذي يقع مقره في واشنطن إنَّ هذا الأمر “مهمٌ لأنَّ محتوى الرسالة يُخبر المرشد الأعلى بما ستواجهه إيران قريباً على أيدي الولايات المتحدة”، وأشار إلى أنَّ الرسالة ربما تكون قد سُرِّبت من جانب قوةٍ إقليمية مثل الكويت أو قطر أو عمان أو الأردن، أو حتى قوة خارجية مثل روسيا.

جديرٌ بالذكر أنَّ ترمب طالَب بعض حلفائه في دول الخليج علانيةً بفعل المزيد في المنطقة وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة اعتماداً كبيراً كما يفعلون. وذكر أيضاً مبلغ الـ7 تريليونات دولار عدة مرات، إذ قال في شهر فبراير/شباط الماضي على سبيل المثال إنَّ الولايات المتحدة أنفقت “7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط”، واصفاً ذلك بأنَّه “خطأ”.

لكنَّ قيمة هذا المبلغ غير دقيقة؛ إذ يُعتقد أنَّ ترمب يشير إلى دراسةٍ أجرتها جامعة براون أوردت هذا المبلغ شاملاً تكاليف مستقبلية للحروب في العراق وسوريا وأفغانستان ونفقات أخرى كتلك المُخصَّصة لرعاية المحاربين القدامى لما يقرب من 40 سنة أخرى.

ترمب للشرق الأوسط: اعتمدوا على أنفسكم

وفي الشهر الماضي أبريل/نيسان، انتقد ترمب علناً دول الشرق الأوسط التي اعتمدت على دعم الولايات المتحدة في أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن. وقال ترمب آنذاك في مؤتمرٍ صحفي بالبيت الأبيض: “ما كانت بعض دول المنطقة وبعضها في غاية الثراء لتكون موجودة الآن لولا الولايات المتحدة، وفرنسا بدرجةٍ أقل”.

وأضاف: “ما كانت لتكون موجودةً لولا الولايات المتحدة، ما كانت لتستمر أسبوعاً واحداً. فنحن نحميها، لذا يجب عليها زيادة ما تفعله في المقابل ودفع تكلفة هذه الحماية”.

وبحسب الصحيفة الأميركية، رغم أن ترمب لم يذكر دولةً بعينها، افترض الكثيرون أنَّه كان يقصد دولة الإمارات. ويُذكَر أنَّ ترمب دعا حلفاءه من دول الخليج إلى حمل العبء في النزاع السوري في ظل سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا. وطلب ترمب من السعودية في مكالمةٍ هاتفية أجراها مع الملك سلمان في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2017 مبلغاً بقيمة 4 مليارات دولار للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في سوريا.

وندَّد خامنئي بالتصريحات التي أدلى بها ترمب في الشهر الماضي واصفاً إياها بأنَّها “إذلالٌ للمسلمين”، وقال إنَّها تُظهِر مدى “ضرورة وقوف المسلمين بحزم ضد “تنمُّر” الولايات المتحدة والقوى المستبدة الأخرى”، كما تقول الصحيفة الأميركية.

وقال خامنئي في تغريدةٍ كتبها على موقع تويتر آنذاك: “إنَّ تصريحات الرئيس الأميركي التي قال فيها بلا خجل: “لولا الولايات المتحدة، لا يستطيع رؤساء بعض الدول العربية البقاء في مناصبهم لمدة أسبوع واحد”، تُعَد إذلالاً للمسلمين”.

 

وقد سببت تصريحات ترمب كذلك انزعاجاً بين بعض حلفائه في الخليج، إذ قال البعض إنَّ لهجته كانت مُحقِّرة. وكان عبد الخالق عبد الله الأكاديمي الإماراتي المعروف من بين من أغضبتهم هذه التصريحات، ما دفعه إلى الرد في تغريدةٍ قائلاً إنَّ بلاده وبلاداً أخرى ستستمر بعد رحيل ترمب.

وقال عبد الخالق في التغريدة: “عزيزي ترمب، كانت دول الخليج العربي الغنية موجودةً قبل ولادتك وقبل تأسيس الولايات المتحدة بزمنٍ طويل، كن مطمئناً أنَّها ستظل موجودةً لسنوات حتى بعد رحيلك، ورحيل الولايات المتحدة إن شاءت ذلك. لذا رجاءً التوقف عن الإهانة”.

 

السعي لبناء علاقات قوية مع ترمب

وبحسب The Washington Post سعى قادة السعودية والإمارات سعياً حثيثاً لإقامة علاقات وثيقة مع ترمب معتبرين إدارته تغييراً مُرحَّبٌ به بعدما سعى نظيره السابق باراك أوباما إلى تحسين العلاقات الأميركية مع إيران. ويُذكَر أنَّ السعودية والإمارات على خلافٍ مع إيران بشأن عددٍ من القضايا، من بينها تدخُّل إيران العميق في الصراع السوري، ودعم إيران المزعوم للمتمردين في اليمن.

وبعد إعلان ترمب قراره بالانسحاب من الاتفاق الإيراني يوم الثلاثاء الماضي 8 مايو/أيار، قال خالد بن سلمان سفير السعودية في واشنطن إنَّ المملكة “تؤيد تماماً الإجراءات التي اتخذها”، بينما قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي إن قرار ترمب “هو القرار الصحيح”.

إذ كتب خالد بن سلمان في تغريدةً له على موقع تويتر: “تؤيد المملكة العربية السعودية الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي بشأن الاتفاق النووي تماماً، فدائماً ما كانت لدينا تحفُّظاتٌ على البنود التي ستُلغى تلقائياً بعد مدةٍ محددة وبرنامج الصواريخ الباليستية ودعم إيران الإرهاب في المنطقة”.

 

 

بينما قال قرقاش في تغريدةً عبر الموقع نفسه: “كانت لهجة الخطاب والإجراءات الإقليمية العدوانية التي تنتهجها إيران خلفيةً لاتفاقٍ معيب. والتزام إيران الظاهري يتناقض مع سياساتها العدوانية، لذا فقرار الرئيس ترمب هو القرار الصحيح”.

 

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

إقالة غالانت من وزارة الدفاع تخلص نتنياهو من شوكة في خاصرته

العربية : القدس – رويترز نشر في: 06 نوفمبر ,2024: 12:47 م GSTآخر تحديث: 06 نوفمبر ,2024: …