مُستشرق إسرائيليّ: حزب الله سجلّ انتصارًا كبيرًا في الانتخابات ونصر الله أثبت أنّ التحريض على مُشاركته بالحرب بسوريّة لم يُجدِ والسعوديّة لن تُدير لبنان
leroydeshotel
8 مايو، 2018
أخبار
35 زيارة
الناصرة-“رأي اليوم” :
واكبت وسائل الإعلام العبريّة، المقروءة، المسموعة والمرئيّة، علاوة على مواقع الإنترنيت، واكبت وبشكلٍ مُكثّفٍ الانتخابات البرلمانيّة التي جرت في بلاد الأرز، أوّل من أمس الأحد، لما في نتائجها من تأثر على ما أسماه المُحلّلون والمُختّصون بالشؤون العربيّة والأمنيّة تبعات وتداعيات على ميزان الرعب بين حزب الله والدولة العبريّة، هذا الميزان الذي أنتجه نصر حزب الله على جيش الاحتلال في العدوان على لبنان في صيف العام 2006، والمعروف صهيونيًا باسم حرب لبنان الثانيّة.
وغنيٌ عن القول إنّ وسائل الإعلام الإسرائيليّة تعكس آراء صنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، وبالتالي فإنّ الـ”تحليلات” التي تُنشر فيها، يُمكن اعتبارها بشكلٍ أوْ بآخر، تعبيرًا عمّا يجول في خاطر الإسرائيليّ صناع القرار، وبشكلٍ خاصٍّ، على وقع تعظيم التصعيد على الجبهة الشماليّة، والتساؤل الإسرائيليّ المشروع أوْ غير المشروع فيما إذا كان الردّ الإيرانيّ الـ”مُدمّر” سيكون عبر حزب الله أوْ مُباشرة عبر إطلاق الصواريخ الإيرانيّة من الأراضي السوريّة باتجاه عمق دولة الاحتلال، والتركيز على القواعد العسكريّة، لمنع نشوب حربٍ شاملةٍ، كما قال اليوم الثلاثاء، مُحلّل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس)، المُستشرق د. تسفي بارئيل، في مقالٍ حول نتائج الانتخابات اللبنانيّة.
د. بارئيل جزم قائلاً إنّ حزب الله حقق انتصارًا كبيرًا، لم يكُن يتوقعّه أحدٌ في الانتخابات، فيما خسر تيّار المُستقبل، بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري، خسارةً مؤلمةً وقاسيّة، عندما فقد أكثر من 13 مقعدًا في مجلس النوّاب، مُقارنةً مع العدد الذي حصل عليه في انتخابات العام 2009، على حدّ تعبيره.
وتحت عنوان: هناك العديد من الأسباب التي تجعل حزب الله سعيدًا وفرحًا، تابع المُستشرق الإسرائيليّ قائلاً إنّ حزب الله وأمل والتيّار الوطنيّ الحُرّ حصلوا على 67 مقعدًا من أصل 128، وبالتالي، شدّدّ، بإمكان السيّد حسن نصر الله أنْ يُسجّل أمامه انتصارًا كبيرًا ومُهّمًا للغاية، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه بالرغم من الاحتجاجات الشعبيّة على مشاركة حزب الله في الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة، إلى جانب الجيش العربيّ السوريّ، والتي اعتبرها الكثيرون أنّها معركة لا ناقة ولا بعير لحزب الله فيها، على الرغم من ذلك، أكّد د. بارئيل، تمكّن حزب الله وحلفائه من الفوز بأكبر عددٍ من المقاعد، والأّهم من ذلك، قال المُستشرق، حصل حزب الله على القوّة الكافية لإملاء تركيبة الحكومة القادمة، بحسب تعبيره.
مع ذلك، لفت المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ لحزب الله مصلحة في دعم الحريري، الذي ستُوكل إليه مهمة تركيب الحكومة القادمة، برغم الخلاف العميق بينهما، لأنّ الحزب على قناعةٍ ودرايةٍ تامتين، بأنّ الحريري يتمتّع بمصداقيةٍ في الغرب، تجعل من أموال الدعم للبنان سهلة الوصول لدعم بلاد الأرز، وهذا الدعم يصل إلى حوالي 10 مليارات دولار، بحسب تعبيره.
ورأى المُستشرق أيضًا أنّه من أجل المُحافظة على التوازن القابل للانكسار بين أجندة نصر الله وإيران، وبين الحاجة لمنع قطع العلاقات مع الحريري، يتحتّم على حزب الله تقديم التنازلات، ولكن لا يدور الحديث عن تنازلاتٍ أيديولوجيّةٍ، إنمّا تنازلات تُحافظ على لبنان وتمنه الحرب الأهليّة السوريّة من العبور إلى لبنان، بالإضافة لمنع تحويل بلاد الأرز لساحة معركةٍ وحربٍ مع إسرائيل.
أمّا الحاجز الثاني، برأي المُستشرق بارئيل، فيتمثّل في الرئيس ميشيل عون، ولقدرته على منح كامل القوّة لحزب الله في الحكومة، علمًا أنّ التيار الوطنيّ الحر خسر خسارةً كبيرةً في الانتخابات الأخيرة، وطموحه بأنْ يُمثّل المسيحيين في لبنان تحطّم، على وقع النجاح الباهر الذي حققه حزب “القوّات اللبنانيّة” بقيادة سمير جعجع، وبالتالي فإنّه من المُتوقّع أنْ تشهد الحكومة القادمة أزماتٍ عديدةٍ جدًا بالنسبة لحزب الله، ناهيك عن أنّه إذا اندلعت حربًا بين حزب الله وإسرائيل، على حدّ تعبير المُستشرق بارئيل.
وشدّدّ بارئيل على أنّ قوّة حزب الله البرلمانيّة نابعة من قانون الثلث وأكثر لإحباط قرارات الحكومة، وبالتالي لا يُمكن تقدير المدّة الزمنيّة التي سيعمل فيها الحريري على تشكيل الحكومة الجديدة، زاعمًا أنّ الرئيس ميشيل عون فقد مصداقيته، ولم يعُد يقدر أنْ يتشدّق بأنّه الرئيس لكلّ اللبنانيين، وذلك بعد خسارته في الانتخابات، كما أنّ شراكته مع حزب الله، برأي المُستشرق، ساهمت كثيرًا في خسارته لشعبيته على صعيد الكلّ اللبنانيّ، أيْ الإجماع، بحسب تعبيره.
علاوةً على ذلك، رأى المُستشرق أنّ نتائج الانتخابات لا تُعتبر نصرًا للسعودية أوْ لإيران، لافتًا إلى أنّها ستُواصلان التدّخل في الشأن الداخليّ اللبنانيّ، وتحقيق مصالحهما في بلاد الأرز، ولكن بالمُقابل، يتحتّم عليهما السير بحذرٍ شديدٍ لئلا تخسران تأثيرهما في بيروت.
واختتم قائلاً إنّ لإسرائيل مصلحةً إستراتجيّةً في المحافظة على استقرار لبنان، بالرغم من أنّ حزب الله سيكون شريكًا في الحكومة، وهذه المُشاركة ساهمت إلى حدٍّ كبيرٍ في المحافظة على ميزان الرعب بين إسرائيل وحزب الله، والذي يمنع اندلاع الحرب، ومن الناحية النظريّة، كلمّا ازدهرت لبنان أكثر، على حدّ قول المُستشرق د. بارئيل، فإنّ التهديد الإسرائيليّ سيكون أكثر رادعًا، لأنّ الأخيرة هدّدّت بأنّها في الحرب القادمة ستستهدف كلّ لبنان، وليس حزب اله لوحده، كما أكّد.