القاهرة – “رأي اليوم”
ساد الهدوء التام امام المنطقة المحيطة بفندق نيل ريتز كارلتون فلم نسمع الا همسا في اثناء عقد السفارة الاسرائيلية بالقاهرة احتفالا موسعا دعت اليه عددا كبيرا من الشخصيات العامة واعضاء في البرلمان.
وقد ساد المكان تكثيف الوجود الامني والحراسات الخاصة امام الفندق المطل على ميدان التحرير.
فندق نايل ريتز كارلتون يقع في منطقة استراتيجية وسط القاهرة ويبعد بضع خطوات عن المتحف المصري ويطل على نيل القاهرة وميدان التحرير.
المفارفة انه يجاور جامعة الدول العربية؛ فيا ترى اي شعور ينتاب السادة الاعضاء وهم يشاهدون الاحتفال بسبعينية اسرائيل؟!
المتابع لردود الفعل على هذا الاحتفال المشين لن يجد لها صدى على المستوى الشعبي، حيث إن الغالبية العظمى من الشعب مشغولة بلقمة العيش، فضلا عن أن وسائل الاعلام لم تول الاحتفال “المشين” اهتماما كبيرا سواء في صحافتها أو إذاعتها أو تليفزيوناتها، وكأن الاعلاميين يطبقون المثل الشهير
“إذا بليتم فاستتروا”!
الغضب كان عارما في مواقع التواصل الاجتماعي “الإعلام البديل”، حيث صب النشطاء جام غضبهم على الحكومة المصرية والنظام بسبب سماحهم بل ترحيبهم بمثل هذا الاحتفال الذي يراه البعض سبة في الجبين، ومعرة ستصيب كل من وافق عليه أو سمح به.
د. رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث قال لـ “رأي اليوم” إن عقد مثل هذا الاحتفال نوع من التبجح الاسرائيلي والتساهل الرسمي المصري غير المبرر وغير المقبول، مشيرا الى أنه احتفال يقام على الدماء المصرية والفلسطينية والعربية .
وأضاف سيد أحمد أن الاحتفال كان يقام في منزل السفير الاسرائيلي بالمعادي بحضور بعض الخونة، ولكن الجديد هذه المرة إقامته وسط القاهرة بفندق ” ريتز كارلتون”!
ووصف رئيس مركز يافا إدارة بأنها خائنة لمصريتها وعروبتها، مطالبا بمقاطعة الفندق، معتبرا إقامة مثل هذا الاحتفال بأنه اعتراف ضمني بأن دماء المصريين كانت إرهابا في كل الحروب التي خاضوها ضد الكيان الصهيوني.
وعن كيفية مواجهة العدو الصهيوني، قال سيد أحمد إنه لابد من إعادة سلاح المقاطعة الفعال والمؤثر، داعيا حركة مقاومة التطبيع بإعادة تنظيم صفوفها لمواجهة الصهاينة.
واختتم سيد أحمد حديثه داعيا الأحزاب المصرية والحركات الوطنية أن تعلن من الآن مواقفها وأن تعلن بملء فيها أن احتفال اليوم هو خيانة لدماء المصريين والعرب، مطالبا برجم المشاركين في مثل هذا الاحتفال المشين بالحجارة .
العار
أما الناشط العمالي الشهير أحمد خليل فقد كتب قائلا: “كل العار لمن يسمحون للصهاينة بالاحتفال بذكرى اغتصاب فلسطين في القاهرة”.
ووصف خليل من سيحضرون الاحتفال من المصريين والعرب بأنهم: عملاء.. خونة.
وتساءل د. يحيى القزاز قائلا : “اليوم فى قلب القاهرة.. كم عميلا خائنا سيحضر احتفالية الكيان الصهيونى باستقلاله المزعوم على جثث شهدائنا الفلسطنيين والعرب؟!
وقال القزاز: “إسرائيل تحتفل اليوم بالمدعو عيد استقلالها، وتخرج لسانها، وتبصق فى وجوهنا جميعا وهى تنظر من شرفة فندق “ريتز″ (هيلتون سابقا) المطل على ميدان التحرير (رمز ثورة 25 يناير) ساخرة مستهزئة قائلة: العام القادم سأحتفل فى قلب ميدان التحرير والراجل يورينى شطارته” .
لن يمر
أما الكاتب الصحفي جمال الجمل فقال إن احتفال الصهاينة باغتصاب فلسطين في فندق مصري لن يمر بسلام”.
وكتبت سلوى سالم معلقة على الاحتفال غير المسبوق: “في قلب مصر وعلي بعد خطوات من النصب التذكاري للبطل المصري الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد وهو يقاتل العدو الصهيوني، وفي نفس الفندق (ريتز كارلتون) الذي افتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أمضى حياته في مواجهة دولة الاحتلال؛ يقيم سفير الاحتلال الإسرائيلي احتفالا كبيرًا للمرة الأولى منذ عقد بمناسبة الذكري ال70 للنكبة، وذلك في نفس الوقت الذي يستمر تساقط الفلسطينيين بين شهيد وجريح ضمن فعاليات الاستعداد ليوم العودة يوم 15 مايو رفضًا للقرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل للقدس”.
وتابعت سالم : “ومن ثَمَّ نؤكد أن المشارك في الاحتفال بهذا اليوم ليس تطبيعًا فجّا مجردًا أو احتقارًا لمشاعر ورغبة الشعوب العربية فقط و لكنه أيضًا موافقة واضحة أكيدة علي أن تكون القدس عاصمة ما يسمى بإسرائيل .”