باتت الطائرات الورقية المشتعلة التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة باتجاه الحقول الزراعية الإسرائيلية في المستوطنات الجنوبية، حديث الساسة والعسكريين في إسرائيل، في ظل الخسائر التي تلحق بالموسم الزراعي للمستوطنين من جهة، عقب إحراقها لقرابة خمسة آلاف دونم زراعية، ومن جهة أخرى عجز الجيش والمخابرات عن إيجاد حلول جذرية لها.
كتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن “الطائرات الورقية المحترقة هي سلاح بدائي جديد، استعصت قدرات التكنولوجيا العالية للجيش الإسرائيلي على التعامل معه حتى الآن”.
ونقلت عن موشيه باروتشي، أحد حراس الصندوق القومي اليهودي، في منطقة النقب (جنوب)، قوله إن هذه الطائرات تسببت في الأسابيع القليلة الماضية في حرائق في حقول المنطقة نتجت عنها خسائر بمئات آلاف الدولارات.
وقال باروتشي إن “الأمر لا يتعلق فقط بالمال، إذ أن إعادة زراعة الغطاء النباتي في الحقول التي تم ترميدها سيستغرق عدة عقود”.
وأضاف: “نشهد هذه الظاهرة منذ عدة أسابيع، وعشرات الحوادث تتراوح بين أربع وخمس طائرات ورقية في اليوم، ولا يتطلب الأمر سوى ما بين خمس وسبع طائرات ورقية لإحراق غابة”.
وتابع: “الطائرات الورقية مرتجلة من النايلون، والقوالب البسيطة، وتكلف فقط شيكل ونصف شيكل (أقل من نصف دولار)، وكل ما عليهم فعله هو إرفاقها بزجاجة حارقة”.
وأشار إلى أن الصندوق القومي اليهودي، الذي يدير مساحات شاسعة من الأراضي، لا يمتلك الوسائل للتعامل مع هذه الظاهرة”.
وذكر موقع “واللا” العبري أن “الفلسطينيين يتسببون فعليا من خلال إحراقهم للأحراش الزراعية الإسرائيلية بحالة من الغضب الكبيرة في الأوساط السياسية والأمنية، عقب نجاحهم بالانتقال من الطائرات الورقية إلى البلالين الغازية المعروفة باسم “الهيليوم”، ما يعني تطورا ميدانيا في هذه الأشكال”.
فيما ذكر يعكوب غاباي المسئول الأمني عن النقب الغربي أن “الطائرات الورقية تتزايد خطورتها يوما بعد يوم، لأن الفلسطينيين يضيفون عليها تحسينات جديدة تجعل أضرارها أكثر فتكا، وقد رأيت آخر مرة طائرة ورقية مذيلة بكيس فيه بنزين، لم أر مثلها من قبل”.