"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ممثل “الجهاد الإسلامي” في طهران يستنكر محاولة اغتيال “الحمد الله” ويرفض الاتهامات الداخلية داعيا لرصّ الصّفوف في مصالحة حقيقيّة

الوقت- ما إن وصل رئيس الوزراء الفلسطيني قطاع غزة، وتحديداً عند معبر بيت حانون، حتى سمع دوي انفجار نجا منه رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، الذي كان يرافقه. ليستكمل بعدها مشواره، وتفتح الجهات الأمنية تحقيقاً في الحادث.

السلطة الفلسطينية حمّلت المسؤولية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي استنكرت ما حصل ورفضت تعرّضها للاتهام، معتبرة أن تراشق الاتهامات يحقق أهداف المجرمين.

حول ما جرى، ووقوفاً عند أبعاده وتداعياته، كان لموقع الوقت الإخباري حوار مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران، ناصر أبو شريف.

استنكر أبو شريف محاولة الاغتيال وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي، تدين الاعتداء الذي تعرّض له موكب رئيس الوزراء الحمد الله أثناء دخوله غزة، وقال: “إنه حادث مرفوض ومدان ومستنكر بشدة بالنسبة لنا، وهو خط أحمر، فنحن لا نرضى باستهداف أي شخص من أي طرف فلسطيني، كذلك لا نتهم أي جهة فلسطينية بالوقوف وراء الاعتداء، بل نحمّل المسؤولية الكاملة للاحتلال، فتاريخه يثبت ذلك، ولقد نفذ في السابق عمليات ضدّ قيادات من حركة حماس مثل مازن فقها وتوفيق أبو نعيم، رئيس الأمن في قطاع غزة، كلهم استهدفوا بعمليات نفذها عملاء للكيان الصهيوني داخل القطاع.”

وتابع ممثل حركة الجهاد الإسلامي:”تفجير اليوم هدفه إثارة البلبلة والفتنة داخل الشارع الفلسطيني، ومنع جهود المصالحة وأي فرصة لتحقيق نوع من أنواع التضامن الفلسطيني في مواجهة المشاريع الصهيونية، لذلك نحن نرفض كل هذه الاتهامات الداخلية وندعو بالتأكيد كما دعا الآخرون لإجراء تحقيق شفاف لمعرفة الجهة التي تقف خلف هذا الحادث المدان فلسطينياً.”

وحول المؤتمر الذي عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن عن الوضع الإنساني في غزة قال أبو شريف: “لدينا مثل في العامية يقول، حاميها حراميها، الإدارة الأمريكية طرف أساسي في حصار قطاع غزة لأكثر من 12 سنة، وذلك عبر رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات في العام 2006 وما ترتب عليها. والكيان الصهيوني ربيب أمريكا وحليفها في المنطقة هو أيضاً من يقوم بكل هذه الإجراءات لخنق قطاع غزة، ومعه دول إقليمية، وعربية وإسلامية وهي جزء من هذه الممارسة، وكلهم من حلفاء أمريكا ويسيرون في فلكها، وبالتالي إن الحديث عن أي معاناة لقطاع غزة في هذا الوقت، تتحمل مسؤوليته الإدارة الأمريكية، وهي التي قلّصت منذ فترة مساعداتها للأونروا، التي تقدم مساعدات لأكثر من 70 بالمئة من سكان قطاع غزة كونهم لاجئين، لذلك فإن موقف أمريكا هو خطوة من أجل تحسين صورتها وموقف السلطة الفلسطينية كان صائباً وصحيحاً.”

وعن المصالحة الفلسطينية أضاف أبو شريف: “للأسف الشديد تجري المصالحة كأنها في إطار مهني وليس وطنياً. نحن نرى أن الشعب الفلسطيني يمكن توحيده من خلال كلمة أو موقف، وهو موحد في مواجه الاحتلال الذي خلق شرخاً بين الفلسطينين، حيث بات جزء من الشعب يصرّ على المفاوضات مع الكيان الصهيوني، وإقامة علاقات معه، وتقسيم الأرض، هؤلاء هم المسؤولون عن هذا الانقسام داخل الشارع.”

وأردف أبو شريف: “باعتقادي إن المواقف الصهيونية والأمريكية والعربية الرسمية، لم تحقق أهداف السلطة الفلسطينية والفريق الداعم للمفاوضات، لذلك أرى أن توحيد الشعب الفلسطيني لا يكون عبر التمكين في قطاع غزة، وإنما يمكن أن يحدث إذا وجّهنا الشعب نحو مواجهة المحتل، وهذا مجرّب تاريخياً. لكن تقاسم السلطة والمناصب التي لا تساوي شيئاً في ظل وجود هذا الاحتلال والحصار وكل هذه المشكلات ليس صحيحاً.”

وأكد: “نحن في حركة الجهاد الإسلامي قلنا منذ البداية أن أي عملية توحيد للشعب الفلسطيني تمر عبر إعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني ومن خلال الاتفاق على برنامج سياسي ونضالي واحد في مواجهة الاحتلال، هذا هو الطريق الصحيح لتحقيق الوحدة الفلسطينية. أما تحقيقها من خلال مجموعة إجراءات كتمكين، وأمن، واقتصاد كلها لن تؤدي في النهاية إلى حل، وقد جربت أكثر من محاولة في الماضي وكلها فشلت لأنها ليست المدخل الحقيقي لوحدة الشعب برأينا.”

ومن وجهة نظره، فإن الهجمة الدولية التي تقودها أمريكا والاحتلال الغاصب، وبعض الحكومات العربية، للأسف الشديد، للضغط على الشعب الفلسطيني من أجل القبول بتصفية القضية، بما يسمى بصفقة القرن، تستدعي وحدة الشعب الفلسطيني وانطلاقه بمشروع واحد في مواجهة المخططات، ومن أجل إنقاذ القدس، التي هي الهدف الأساسي من كل هذه الهجمة.

هناك عملية تهويد شديدة تجري لمدينة القدس، وضم جزء كبير من أراضي الضفة الغربية، وقد تكون جزءاً من صفقة القرن، ما يستدعي أن يكون الشعب الفلسطيني ليس فقط جاهزاً، بل يجب أن يكون يداً واحدة لمواجهة المحتل.”

وختم ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران كلامه موصياً بعدم الانشغال بمواضيع لا تستحق شيئاً، كالتمكن والاقتصاد والأمن في ظل غياب الأمن القومي لكل الشعب الفلسطيني.