قالت صحيفة «رأي اليوم»، الخميس، إن الحكومة السودانية أبلغت المملكة العربية السعودية بصفة رسمية، رغبتها عدم مشاركة قواتها في العمليات القتالية باليمن، وأن تقتصر المشاركة على تقديم الاستشارات والدعم اللوجيستي.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر مطلعة أن الجانب السوداني يريد إعادة توصيف دوره وواجباته ضمن التحالف العربي، في ضوء ردود الفعل الشعبية العارمة الرافضة لمشاركة جنود من سلاح المشاة السوداني بمعارك اليمن.
ووفق المصادر، تهدف عملية إعادة التوصيف إلى البقاء ضمن التحالف وفي غرفة العمليات في نطاق استشاري أو المشاركة في قوات لوجيستية لا تشارك بالمهام القتالية إذا ما قبلت السعودية ذلك.
ولفتت الصحيفة، إلى أن «القرار السوداني اتخذ بعد فترة طويلة من التفكير وإثر سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى من العسكريين السودانيين في حرب اليمن وتخطط الخرطوم في هذا الصدد إلى عدم استبدال قواتها فقط في المرحلة الأولى (يونيو/حزيران)، وليس للانسحاب من التحالف».
ويوم الأربعاء، قالت وزارة الدفاع السودانية، إنها تقيم إيجابيات وسلبيات مشاركة قواتها في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وكشف وزير الدولة بوزارة الدفاع السودانية «علي محمد سالم»، أن بلاده تعكف هذه الأيام على دراسة لتقييم مشاركة القوات السودانية في التحالف.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق «محمد حميدتي»، إن قواته المشاركة في الحرب باليمن، ضمن التحالف الذي تقوده السعودية، فقدت 412 عسكريا، بينهم 14 ضابطا.
ولم يحدد الفريق «حميدتي» عدد جرحى الجيش السوداني الذين أصيبوا في معارك اليمن، لكنه من المتوقع أن يكونوا أضعاف أعداد القتلى.
والشهر الماضي، أكد وزير الخارجية السوداني السابق «إبراهيم غندور»، استمرار مشاركة بلاده في التحالف، رغم الانتقادات المتصاعدة لتلك المشاركة.
ومؤخرا، زعم الحوثيون قتل العشرات من الجنود السودانيين، المشاركين ضمن قوات التحالف العربي، الخميس الماضي، خلال معارك بمحيط مدينة ميدي، بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن.
وبث الإعلام الحربي التابع لجماعة «الحوثي» مشاهد لجثث جنود وهجمات استهدفت آليات عسكرية، وقال إن القتلى هم جنود سودانيون مشاركون في قوات التحالف العربي.
لكن لم يصدر أي تعقيب بشأن تلك المزاعم من التحالف العربي ولا الحكومتين اليمنية والسودانية.
يذكر أن القوات السودانية هي أكبر القوات العربية التي تشارك في المعارك البرية في مواجهات مباشرة ضد الحوثيين، حيث كان لها دور بارز في حسم عدد من المعارك، خاصة في المناطق الساحلية والجنوبية.