"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ما معنى “الأعراب” في قوله تعالى “الأعراب أشد كفرا ونفاقا”؟

شفقنا -ثمة سؤال يطرح: ما معنى (الأعراب)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.

 

ا(( وممن حولكم من الاعراب منافقون و من اهل المدينة مردوا على النفاق))

 

((الاعراب اشد كفرا ونفاقا))

 

في الآيتين السابقتين يقرر القرآن حقيقة قد لا تقتصر بزمن النبي (ص) لتعبر عن حادثة وقعت وقتذاك ولربما تكون حقيقة موجودة ليومنا..

 

أ – من هم الاعراب؟ هل هم سكنة البادية من البدو العرب فقط ام يشملون البدو ـ مقابل الحضرـ في كل شعوب العالم ام غير ذلك؟

 

ب – لماذا الاعراب اشد كفرا ونفاقا هل لانهم يعيشون منعزلين عن مركز الحضارة الذي الذي يمدهم بالدين والاحكام ام للاية تفسير ومنحى اخر؟

 

ج – من المتعارف لدينا ان الاعراب هم اكثر الناس محافظة على الموروث والتقاليد والاصرار عليها مقابل الحضر؟

 

د – هل الاية الكريمة مرتبطة بزمن النبي (ص) ام ان معناها يشمل يومنا الحالي، واذا كان كذلك فمن الواضح اننا تحولنا حاليا الى مجتمع مدني ولا يمكننا ان نميز الاعرابي عن سواه؟

 

الجواب:

 

أ- الأعراب جمع (عَرَب)، وهو أسم يطلق في أصل اللغة على سكان البادية. وإطلاقه على كل من صدق عليه من سكان البوادي سواء كان عربياً أم لا.

 

ب- وصف الأعراب في كتاب الله بأنهم ((أَشَدُّ كُفراً وَنِفَاقاً)) (التوبة: من الآية97)، وذلك لأسباب لعل من أبرزها: أنَ الأعرابي لا يعتدّ إلا بتعاليم القبيلة وتقاليدها وولاءه بالدرجة الأولى إنما هو للقبيلة، ومن التقاليد القبلية ما لا يرضى به الدين، فرسوخ تلك التقاليد في نفوس البدو جعلتهم أقرب للكفر والنفاق من غيرهم، ولذلك فإن البدوي في الغالب لا يصل إلى مرتبة الإيمان الحقيقي الذي يتطلب أن يكون فيه القلب غير متطبع بتلك الصفات والقلب إذا تطبع يعسر جداً تغييره إلا ما شاء الله، ولذلك قال عز من قائل: ((وَمِنَ الأَعرَابِ مَن يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ)) (التوبة:99)، (وَمِنَ) تفيد التبعيض، وهي مقيدة للآية السابقة.

 

ج- أما كون الأعراب أكثر الناس محافظة على الموروث والتقاليد والإصرار عليها في مقابل الحضر، فذلك ليس على إطلاقه، لأن الأعراب يحافظون على تقاليدهم القبلية وموروثهم العشائري، ونادراً ما تكون محافظتهم على تقاليد الدين الحنيف، فهذا عليهم لا لهم، وهو من أسباب كفرهم ونفاقهم كما أوضحنا.

 

د- الظاهر أن الآية الكريمة غير مقيدة بخصوص عصر النبي (ص)، وإطلاقها يدل على شمول حكمها لجميع الأزمان.

 

ولكن يجب أن نلفت الانتباه إلى أمر وهو: أن صفة التعرب اللازمة عن التحول من مجتمع إسلامي إلى مجتمع غير إسلامي غير مرتبطة أصلاً بمدلول لفظ (الأعراب)، بل قد ورد مفهوم التعرب في قبال الهجرة، وهي دار الإسلام، بينما التعرب هي دار الكفر.

 

فالمفهوم هنا أعم، وهو منقول شرعي لمناسبة موجودة بين التعرب البدوي والتعرب في دار الكفر، وهو الكفر والنفاق، فلاحظ.