لقد أيقظت تلك الجرائم الوحشية التي قام بها الكيان الصهيوني مشاعر وضمائر العديد من الإسرائيليين واليهود الذين وجّهوا الكثير من الانتقادات للحكومة الإسرائيلية ولكن إن الشيء المؤسف هنا أن مشاعر وضمائر ملوك وأمراء النفط في المنطقة لم تصحُ بعد وحول هذا السياق أعلنت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الممثلة الأمريكية اليهودية، “نتالي بورتمان” رفضت الحضور وتسلُّم جائزة قيمتها تصل إلى مليون دولار وذلك بسبب “الأحداث الأخيرة التي حصلت في قطاع غزة وحسبما أوردته صحيفة “هآرتس” فلقد أبلغ ممثلو الممثلة “بورتمان” المنظمين لأعمالها بأسباب رفضها، وقالوا :”إن الأحداث الأخيرة التي قامت بها إسرائيل أزعجتها كثيراً وهي غير مرتاحة لحضور أي حدث عام في إسرائيل وبالتالي لن يكون من اللائق حضورها للحفل”.
استطاعت إسرائيل أن تتفنن في كسر كل القواعد الإنسانية واستطاعت أن تدوس برجلها على جميع القوانين الدولية المختصة بحقوق الإنسان، فاقترفت أبشع جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، على مرأى ومسمع من المحكمة الجنائية الدولية التي ظلّت خرساء ولقد اتخذت إسرائيل من المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية واختطفت الكثير من المواطنين الأبرياء ومارست عليهم كل أنواع التعذيب واستخدمت الأسلحة المحظورة وقامت بقصف منازل المدنيين الآمنة واستهدفت المنشآت الطبية والمدارس ومحطات الكهرباء واقترفت الكثير من المجازر الوحشية بحق المواطنين الفلسطينيين العزّل.
ونظراً لكل تلك الجرائم التي قام بها الكيان الصهيوني بحق المدنيين العزّل، أعلن “صائب عريقات”، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، أن هناك ثلاثة ملفات قُدّمت للجنائية الدولية تخص تلك الجرائم التي قام بها هذا الكيان الغاصب ضد الفلسطينيين وأوضح “عريقات”، قائلاً: “إنهم بصدد إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة الملفات بشكل رسمي إلى الجنائية الدولية” وأضاف: “آن الأوان للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية أن تفتح تحقيقاً ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ووزير دفاعه “أفيغدور ليبرمان”، حول أحداث القنص والجرائم المرتكبة بحق شعبنا وأبنائنا في قطاع غزة”.
وفي السياق نفسه أدان مجلس الوزراء الفلسطيني يوم الثلاثاء الماضي، عمليات القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة المسيرات الشعبية السلمية التي تستمر للأسبوع الثاني على التوالي والتي أدّت إلى استشهاد وجرح المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة واستغرب هذا المجلس عجز الجنائية الدولية عن لجم هذا الكيان الغاصب وإرغامه على التوقف عن هذه الممارسات الإجرامية ولفت هذا المجلس إلى أن القوى الغربية لاتزال مستمرة في تقديم الحصانة لهذا الكيان الغاصب لمواصلة نهجه العدواني والعنصري ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى شارك المئات من أهالي مدينة “يافا” الفلسطينية مساء الأحد الماضي في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت وسط مدينة يافا وجاءت تحت عنوان “من يافا إلى غزة” وذلك احتجاجاً على إطلاق النار على المشاركين في فعاليات العودة السلمية التي أقيمت في غزة يوم الجمعة الماضي ما أسفر عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى.
وفي سياق متصل أدانت أيضاً الأمانة العامة للاتحاد العام للصحفيين العرب، مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي استهداف الشعب الفلسطيني وتزايد عدد الجرائم والانتهاكات التي يقوم بها هذا الكيان الغاصب بحق أبناء غزة وطالب هذا الاتحاد جميع المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه الأعمال البربرية التي ترتكبها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.