كيف يتعامل حكامنا مع دول تمنع الأسماء الإسلامية فيها وعلى رأسها محمد ؟
القلم
أليتيا(aleteia.org/ar)
منع اسم محمد لهذا السبب! هذه الدول تضيّق على أصحاب الأسماء الإسلاميةأمريكا
لاحقت معركة «الإسلاموفوبيا» الأسماء التي تطلق على المسلمين، فبينما كانت بعض الدول تعيق مرور مسلمين عبر المطارات بسبب أسمائهم، أقدمت دول أخرى على تحديد قائمة من الأسماء ممنوع إطلاقها على حديثي الميلاد.
ووصل الأمر لمقاضاة أسرة مسلمة في فرنسا، أقدمت على إطلاق اسم «جهاد» على مولودها، وقبل ذلك اضطر بالغان من اللاجئين لتغيير اسميهما بسبب الضغوط التي يتعرضان لها.
فرنسا تمنع اسم «جهاد» بالقانون
تمكن مسلم فرنسي في أغسطس (آب) الماضي، من تسجيل مولود جديد له باسم «جهاد»، لكن بعد ما يقارب الشهرين على هذه التسمية تفاجأ الرجل بقيام عمدة مدينة «تولوز» التي يقطن بها بإحالته إلى النائب العام بسبب تسجيل ابنه بهذا الاسم.
هذه القضية التي شغلت وسائل الإعلام ، هي الآن أمام القضاء الفرنسي الذي يتوقع أن يصدر حكمًا بشأن إلغاء هذه التسمية، إذ تعتبر فرنسا الاسم وثيق الصلة بالمتشددين الذين شنوا هجمات متكررة في السنوات الأخيرة.
لم تكن التجربة الفرنسية الأولى، ففي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 أقدم عمدة مدينة «ريفييرا» على إحالة أسرة إلى السلطات القضائية بعد تسمية ابنها «محمد مراح»، وهو اسم مرتكب هجوم في عام 2012، والذي أسفر عن قتل سبعة أشخاص، وانتهى الأمر بتغيير اسم الطفل.
وحسب تقرير أعدته صحيفة «تلغراف» البريطانية، فإن اسم «جهاد»: «ارتبط في السنوات الأخيرة بمن أطلق عليهم لقب المتطرفين الإسلاميين العنيفين»، وتضيف الصحيفة: «نظرًا لأن فرنسا باتت في السنوات القليلة الماضية هدفًا لسلسلة من الهجمات الإرهابية المميتة من قبل من يُسمون بالجهاديين، فمن المحتمل أن يرفض قضاة المحكمة إطلاق اسم جهاد على الطفل”.
يذكر أن ألمانيا سجلت للمرة الأولى اسم «جهاد» في سجلات المواليد عام 2009، بعد سنوات طويلة من رفض تسجيل الاسم بذريعة أنه يعني الحرب المقدسة، إذ رأت محكمة برلين أن الاسم لا يضر بمصلحة حامله، ومستخدم بالفعل في اللغة العربية ليؤكد التزام المسلمين بالعمل على نشر عقيدتهم.
الصين تمنع بالعقوبات لائحة من الأسماء الإسلامية
وصل حد إجراءات السلطات الصينية ضد مقاطعة «شينغيانغ» أكبر مقاطعة إسلامية في البلاد، إلى إعلان منع الأطفال حديثي الولادة الذين سيحملون أسماء إسلامية معينة من الحصول على الرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، ومن التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات.
إذ لم تكتف الصين بمنع الصيام والشعائر الإسلامية، وإصدار قانون لمنع إطلاق اللحى، ومنع المحجبات من التحرك في الأماكن العامة، فقررت في أبريل (نيسان) الماضي، منع أهالي الإقليم من إطلاق أسماء إسلامية مثل: محمد، وجهاد، وعرفات، وإسلام، وقرآن، وصدام، وإمام، وحاج، ومدينة، ومكة في إقليم يعيش به أكثر من 24 مليون مسلم.
ويذكر تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن: «هذا الإجراء يهدف إلى الحد من التطرف»، وتعقيبًا على ما عرف بـ «قائمة بأسماء الأقليات العرقية المحظورة»، يقول المتحدث باسم مؤتمر اليوغور العالمي «ديلكات راكسيت»: «إن سياسات الصين معادية بشكل متزايد، لذلك يجب على أهالي أويغور أن يكونوا حذرين إذا كانوا يريدون إعطاء أطفالهم أسماء ليكونوا سعداء بها، وفي الوقت نفسه عليهم تجنب العقاب من الحكومة”.
يذكر أنه في عام 2014، حظرت السلطات الصينية في منطقة هوتان التابعة للإقليم 22 اسمًا، وأعلنت عقوبات على الأسماء المحظورة، كالحرمان من التسجيل في المدارس ورياض الأطفال، وجاء في القائمة التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي أسماء ذكور محظورة مثل اسم: ابن لادن، وصدام، وحسين، وأسد الله، وعبد العزيز، بينما تضم قائمة الإناث أسماءً مثل: أمانة، ومسلمة، وعائشة، وفاطمة، وخديجة.
بسبب الكراهية اللاجئون المسلمون يغيرون أسماءهم
قرر الزوجان البريطانيان “ناتاشا” و«علي» في يوليو (تموز) الماضي، قضاء شهر العسل في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن تقيد واحتجاز «علي» في مطار لوس أنجلوس الدولي لأكثر من 26 ساعة، ثم إعادته إلى لندن جعل هذا التاريخ حزينًا للغاية على الزوجين.
“اسمي ارتبط بالإرهاب”، هذا كل ما استطاع «علي» استيعابه خلال تلك التجربة التي تعرض لها، كما تنقل عنه صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، مؤكدًا أن السلطات الأمريكية لم تقدم أي تفسير له عن الطريقة التي عومِل بها وزوجته.
تفتح تجربة «علي» الباب على مصراعيه لعوائق أصبحت تصادف العديد من المسلمين، وخاصة اللاجئين منهم في الدول الأوروبية، وهي عوائق بدأت تدفع العديد نحو تغيير أسمائهم الإسلامية، ويحضرنا هنا تجربة الفنان السوري، جهاد عبدو (54 عامًا) الذي لم يكن يرغب في التخلي عن اسمه واستبداله باسم «جاي عبدو» حسب ما قال، مستدركًا: «لكن النظرة السلبية التي بناها الإعلام عن العرب، جعلت الكثير من الأمريكيين يخافون من اسمي ويربطونه بالإرهاب، ولأنني خفت من أن يكون ذلك عائقًا أمامي، ولم أرغب في قضاء وقتي أشرح للناس أن اسمي يعني النُبل، والدفاع عن قضية سامية، فاضطررت إلى تغييره».
“عبدو” الذي وصل بنجوميته إلى هوليوود، كان قد هاجر من سوريا معارضًا للنظام إلى «لوس أنجلوس» في عام 2011، يقول عبدو: «التقيت بالكثير من الأشخاص، كانوا يصابون بالصدمة حين يعرفون أن اسمي جهاد، وذلك بسبب ارتباط كلمة الجهاد بالمجموعات الإسلامية المتطرفة».
كما اشتهرت مؤخرًا قصة إقدام لاجئ عراقي بألمانيا على تغيير اسمه من «محمد خضر محمد» إلى «آري ديلمان»، وذلك بسبب شعوره بـ«الكراهية» تجاه اسم محمد في ألمانيا كما قال، ونقلت صحيفة «ويلت» عن اللاجئ الذي يعمل حلاقًا في ميونيخ، أن: «اسمه القديم كان عائقًا أمامه في استئجار المنزل، وأن لا أحد كان يرغب بتناول الجعة معه بسبب اسمه، وأكد أن كل العقبات أزيلت بعد تغيير اسمه إلى آري ديلمان”.