العدوان الثلاثي على سوريا العربية،,, واستمرار العدوان

التجمع العربي والإسلامي
لدعم خيار المقاومة
(القاهرة)
ــ

ملخص الندوة نصف الشهرية للتجمع
العنوان: العدوان الثلاثي على سوريا العربية،,, واستمرار العدوان السعودي الإماراتي على اليمن في الذكرى الثالثة
المتحدث: أ. أحمد عز الدين (الكاتب والخبير الاستراتيجي)
إدارة الندوة: أ. جمال أبو عليو (عضو مجلس أمناء التجمع بالقاهرة، والصحفي)
يوم الأحد – الموافق 15/4/2018م

في بداية اللقاء دعا، د. جمال زهران (الأمين العام المساعد والمنسق العام بالقاهرة): ،
السادة الحضور، للوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الوطن في الطائرة العسكرية التي سقطت في الجزائر، وهم من جيش الجزائر الوطني الذي شارك في حرب أكتوبر 1973م، وكذلك شهداء الجيش الوطني في سيناء، وفي سوريا، وفي اليمن.
ثم أشار إلى قوة العلاقات التاريخية بين مصر ودول القلب العربي، (سوريا، اليمن، الجزائر)، ثم دول الجوار العربي بعد ذلك، وأن العدو هو الرجعية العربية وهي تلك الدول المحسوبة على العرب ولكنها تدور في حظيرة التبعية للاستعمار، وهي أشد خطرًا على العروبة والقومية مثل الاستعمار والصهيونية ثم أدان بقوة ذلك العدوان الإمبريالي الثلاثي على سوريا قلب العروبة النابض، والذي قامت به أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والمدعومين من الكيان الصهيوني ومن دول الرجعية العربية بقيادة السعودية وقطر، اللتين بادرت بالموافقة على هذا العدوان الثلاثي الإمبريالي، وتأييده، الأمر الذي يؤكد خطورة هذه الدول على العروبة والقومية. وأشار إلى أن هذا العدوان الذي يتعارض مع القانون الدولي، قد أكد مدى البلطجة التي وصلت إليها الولايات المتحدة، وحجمها الكبير بعد أن فشلت في تحقيق إجماع دولي لتأييد هذا العدوان، والفشل الكبير في استصدار قرار دولي من مجلس الأمن ليكون غطاءً لهذا العدوان على سوريا.
كما أكد د. جمال زهران، أن سوريا المقاومة تحملت عبء مواجهة الضربة وحدها وبأحدث الأسلحة ومنظومات التسليح الدفاعية، وأسقطت نحو 70% من حجم الصواريخ التي تم إطلاقها وهي (105) صاروخ سقط منها أكثر من 70 صاروخًا، وبقية الصواريخ سقطت على مباني إدارية، وأصيب ثلاثة أفراد فقط في مركز الأبحاث، بينما لم تتمكن ضربات هذا العدوان وصواريخه من إصابة المواقع العسكرية أو المطارات المستهدفة.
وأكد د. جمال زهران، أيضًا أن روسيا كانت الداعم الأكبر لسوريا المقاومة بتوفير كافة أسلحة الدفاع المتقدمة، الأمر الذي ساعد سوريا على مواجهة العدوان وحدها دون تدخل من روسيا الداعمة لسوريا منذ بداية الأزمة منذ عدة سنوات.
وأكد أن العدوان لم يكن إلا ردًا ظاهريًا على الاستخدام الوهمي لسائل كيماوي في “دوما” بالغوطة الشرقية، وان كان هذا كذبًا وادعاءً لتبرير العدوان، إلا أن الهدف الحقيقي هو دعم الإرهاب وإعطائه قبلة الحياة بعد أن واجه انتكاسة كبيرة وهزيمة فادحة في الغوطة الشرقية اللصيقة بالعاصمة دمشق، وما تبقى خرج منكسرًا مدحورًا في صفوف استسلامية أمام كاميرات العالم إلى الأطراف. ومن ثم فإن العاصمة السورية دمشق باتت آمنة تمامًا من الإرهاب وأصبحت عصية على السقوط في يد الإرهاب، وهي ستظل عصية على الخضوع أو الاستلام.
وقد أذيع أن تكلفة هذه الضربات العدوانية التي استغرقت نحو من (60-90) دقيقة، تجاوزت مليار دولار، دفعتها بالكامل السعودية وقطر، في تقديرات أولية، لتصبح الانكشارية الأمريكية ورقة ابتزازية تحقيقًا لأهداف الرجعية العربية ضد سوريا والدول المقاومة.
وأشار إلى أن الشبه قائم بين العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وهذا العدوان الثلاثي الإمبريالي على سوريا عام 2018م، حيث أن الإقليم الشمالي مستهدف مثلما استهدف الإقليم الجنوبي من قبل.
ثم ختم بالقول، أن الأمر بات محسومًا وهو انتصارات كل يوم لمحور المقاومة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وهو الأمر الذي يزعج إسرائيل ودول الرجعية العربية، ومن ثم فإن العدوان لم يؤجل أيامًا حتى انعقاد مؤتمر القمة العربي في السعودية، بل جاء مواكبًا لبداية انعقاده حتى يؤكد العدوان أنه غطاء النظم الحاكمة أعضاء الجامعة العربية، بتوافق الأجندات بينهم.
كما أشار إلى التحية الواجبة للشعب اليمني المقاوم الذي استمر في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي المدعوم أمريكيًا، وفشل هذا العدوان في إنجاز أي شيء، رغم مضي ثلاث سنوات على بدايته، وأن استسلامهم بات قريبًا على يد الشعب اليمني.
ـــــــــــــــــ

ثم تحدث أ. جمال أبو عليو (عضو مجلس أمناء التجمع)،
حيث أشار إلى أن الحرب مرفوضة والشعوب ترفضها من أجل السلام والحياة السعيدة، ولكن العدوان يأتي نتيجة الاستخدام المفرط للقوة، والغطرسة، وانتهاك حقوق الآخرين، من قبل أمريكا وشركائها.
ولذلك فإننا ندين بكل قوة العدوان الثلاث الأمريكي الفرنسي الإنجليزي، على سوريا. فالمشكلة أننا نعيش في منطقة حباها الله بالخيرات (الموارد – الموقع….الخ)، وأصبحت مطمعًا للقوى الاستعمارية الغربية، لذلك وقعت الحروب في هذه المنطقة. ولذلك فإن العدوان الثلاثي في عام 1956م على مصر، من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، بهدف كسر أنف الشعب المصري وقيادة عبد الناصر، من ناحية، ومن ناحية أخرى استرداد قناة السويس، ولم يتحقق شيء من ذلك، وانتصرت مصر شعبًا وقيادة، لتولد مصر من جديد. وبالمقارنة بالعدوان الثلاثي الجديد على سوريا فإن الهدف أساسًا هو كسر أنف القيادة السورية وإخضاع الشعب السوري للإرادة الإمبريالية، ولكن باء ذلك بالفشل، لتزداد قوة سوريا شعبًا وجيشًا وقيادة. ولذلك فإن الفشل الجديد مؤداه إعادة ميلاد نظام دولي جديد متعدد الأقطاب يحفظ مصالح هذا الشعب والمنطقة
ـــــــــــــــــ
ثم تحدث أ. أحمد عز الدين (الخبير الاستراتيجي)، بالتأكيد على ضرورة استقراء المشهد والواقع برؤية شاملة.
وانتقد الإعلام العربي، الذي يساعد بل ويدعو إلى تفكيك الرؤى الشاملة وتجزئة الأمور وتسطيحها. فجرثومة المنطقة هي التفكك بما يسعى إليه الغرب، الذي انتقلت هذه الفكرة إلى العرب أيضًا.
فمن الخجل أن يتحدث البعض عن ضربة أو ضربات أمريكية ضد سوريا، بل هو عدوان حقيقي مجرم على سوريا، قامت به أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
فنحن الآن أمام ظاهرة استعمارية جديدة. فقد سقطت الحقبة الاستعمارية التي امتدت واستمرت (500) سنة، في (25) سنة وفي المنطقة، وابتداءً من السويس، حيث تداعى المستعمرون وظاهرة الاستعمار تباعًا.
ففي المرحلة الاستعمارية، كانت السرعة في مستوى القطارات، وفي حقبة ما بعد الاستعمار، أصبحت السرعة في مستوى الطائرات، والآن، فإننا في سباق مع الزمن وهو زمن النت، وهو الأسرع. وهذا وصفًا لا تقريظًا أو ترويجًا. بل ان الإشارة إلى ذلك واجبة لكي نستطيع أن نفكر في المواجهة حقيقة.
ولذلك فهناك: ثلاثة سيناريوهات (كما ورد في تقرير مجلس الأمن القومي الأمريكي) (2013-2030):
1- إسقاط العولمة.
2- اضطرار أمريكا للانسحاب والتفرغ للداخل الأمريكي.
3- أن يحدث كلاهما معًا (إسقاط العولمة، وتراجع أمريكا).
وما يهمنا في هذا التقرير ما يتعلق بالمنطقة التي نعيش فيها، هو: أن المنطقة يتحكم فيها ثلاث قوى إقليمية هي (تركيا – إسرائيل – إيران).
والمشكلة أننا نعيش جرثومة التفكك حتى في النظر إلى ما تمر به المنطقة. ولذلك لا يجوز النظر إلى كل مشكلة على حده، ووفقًا للأواني المستطرقة، فإن كل مشكلة تصب في الأخرى، ومن ثم فإنه لا يجب أن نبحث أي مشكلة إلا بترابطها مع المشكلة الأخرى.
ومن ناحية أخرى فإن هناك ترابطًا بين المسرح العربي والإقليمي، بالمسرح الآسيوي، بل والمسرح الأفريقي، وكلها مترابطة. وكل دولة عظمى تسعى لوضع استراتيجية تحركها في ضوء قراءاتها الشاملة للواقع ممزوجة بمصالحها. مثلاُ بوتين- رئيس روسيا – يتحرك في المنطقة وفقًا لمصالحه.
فروسيا تمتلك (7000) رأس نووي بما يعادل نصف ما يمتلكه العالم كله، ولديها 3.5 مليون مقاتل تحت السلاح وأضعافهم تحت الطلب، ولديها أكبر وأقوى قوة مقاتلة ردعية، بامتلاكها (27000) دبابة متقدمة، (23000) قافلة جنود ….. الخ حسبما ورد في التقرير الروسي، والذي تضمن ضرورة استخدام السلاح النووي بضوابط.
ولذلك: فالقول بأن روسيا اتفقت مع أمريكا وآخرين في شأن العدوان بشكله الذي حدث، هو كلام فارغ ولا صلة له بالواقع. فيكفي القول أن مكالمة روسيا لفرنسا، منعت فرنسا من استخدام الطيران العسكري الفرنسي في العدوان!!
وأشار إلى الورقة البيضاء للأمن القومي الفرنسي، حيث تضمنت أن استمرار أمريكا محل نظر، ولن تبقى طويلاً في السيطرة على العالم، ووفقًا لمجلة شبيجل الألمانية، أن القوة الأمريكية في طريقها للتآكل. وأشار إلى كتاب (بول كيندي)، صعود وهبوط القوى العظمى، الذي يتضمن قواعد لذلك، وبرهن أن وصول القوى العظمى إلى مستوى الانحدار معناها: في الإنفاق العسكري مع بروز حاسة عدوانية.
ولذلك فإن ظهور الشعور العدواني في ممارسة القوة العسكرية هي أحد أهم أسباب انهيار القوة العظمى. وهو ما يحدث الآن ويطبق على أمريكا الآخذة في الانهيار، وكشف العدوان الثلاثي الجديد على سوريا، عن تأكيد ذلك. فأطماع أمريكا في المنطقة بلا حدود، ويكفي الإشارة لما قاله ترامب عن أن أمريكا صرفت في المنطقة (7) تريليون دولار، وتطالب به الآن من الدول الخليجية!!
كما أن تكاليف حرب غزو العراق عام 2003م (3 تريليون دولار)، متضمنًا الفرص الضائعة…..الخ!!، ومن قبلها غزو أفغانستان. وميز بين النصر الاستراتيجي، هو ما يبقى عليه الزمن، والنصر التكتيكي وهو ما يتعلق بالحاضر.
فأمتنا العربية ليست مغلوبة، بل هي مقاتلة، ومناضلة، ومقاومة، ومستمرة في الرفض. فهل اختيار العراق ثم سوريا، ثم مصر، اختيارًا عشوائيًا، بل أنه اختيار معنى بمراكز الحضارة والقيادة. ثم أشار إلى تناقل مراكز القوة بين العواصم العربية من بغداد إلى دمشق والعكس والقاهرة……الخ.
المدهش الآن أن هناك من يعمل لصالح مراكز القوة خارج الإقليم. فضرب سوريا من البحر الأحمر، والبحر المتوسط، هو تأكيد على وحدة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.
المؤسف، أن الصورة تشير إلى أن هناك شعوبًا لازالت تقاوم، وجيوش لازالت تقاوم، ولعل في قراءة رد فعل الشعب المصري الرافض للعدوان يؤكد مدى تجذر المقاومة في نفوس الشعب المصري رغم ما جرى له ويجري من محاولات التجريف وتزييف الوعي. وكان العامل الإضافي خلق الإرهابيين، حيث تم إدخال (375) ألف إرهابي لسوريا!! لأن هذا أقل تكلفة وأسرع تأثيرًا في إحداث الفتنة والتفكيك.
وقد سقطت استراتيجية أمريكا والغرب والمستعمرين، في سوريا، بالإطاحة بالإرهاب من الغوطة الشرقية التي أزاحت الخطر على المركز (العاصمة دمشق). ولذلك كان لابد من العدوان عوضًا عن هذا الانكسار وهزيمة الإرهابيين وانتصار سوريا انتصارًا ساحقًا.
وأخيرًا فإن أي حرب أمريكية تكون بسبب ظاهري غير السبب الحقيقي، فقد تحججت باستعمال سوري لغاز السارين الكيماوي، ولم يكن ذلك هو السبب، لكن السبب الحقيقي هو محاولة دعم الإرهابيين وإعطائهم قبلة حياة مجاملة لمن يدفع وهنا السعودية مباشرة دفعت تكاليف هذه الحرب.
وتتالت المراحل في تطبيق الاستراتيحية الأمريكية، حيث مؤخرًا فإن الوكيل وهو الإرهاب فشل، فكان لابد أن يتدخل الأصيل بالآلة العسكرية والقيام بعدوان مباشر.
فالصراع هو صراع إرادات، فكان مطلوبًا كسر إرادة روسيا وسوريا، أو بقاء الهيمنة. وستظل هذه الصيغة في الفترة القادمة بين محاولة استمرار الهيمنة الغربية الأمريكية الإمبريالية، أو كسر إرادة روسيا وسوريا والمقاومة، حتى الوصول إلى توازن حقيقي ينكمش الغرب نهائيًا ويتقدم الروس والشرق، والنتيجة هي انتصار محور المقاومة وداعميه في الشرق.
ـــــــــــــــــ
ثم تحدث كل من أ. حمد الحجاوي، أ. محمد رفعت، أ. محمد الشافعي، أ. محمد سنوسي، أ. فاروق العشري، وآخرون، ومن بين ما قيل:
– ركز أ. حمد الحجاوي، على ضرورة توحيد صفوف الوحدويين وعودة الفكر العروبي للصدارة، لأنه المنقذ لأحوال الأمة السيئة.
– وأرجع أ. محمد الشافعي، أن السبب الحقيقي للعدوان الثلاثي على سوريا، هو غسيل سمعة الإرهابيين الذين انكسروا وانهزموا في الغوطة الشرقية، والممولين من السعودية وقطر والإمارات، فضلاً عن الابتزاز الأمريكي لهذه الدول العربية الرجعية، بضرورة استمرارهم في الدفع. ولذلك فإن الأمل في الشعوب العربية وليس في الحكومات الصامتة والخائنة، والتي لا يرجى منهم خيرًا.
ـــــــــــــــــ
ثم تحدث أ. محمد رفعت: عمن يزعمون أنفسهم بمعارضة بشار الأسد، فهو ليسوا بمعارضين بل خونة. كما أن لنا مشروع وحدوي، لكن هناك من يفرط فيه، وللأسف هذا هو السبب لما آلينا إليه ووصل إليه حالنا. فعلينا أن ندعم بشار الأسد، المقاوم الأول والذي لم يتنازل عن شعار وحدوي، ومقاوم، حيث أن سوريا ستكون ساحة للمقاومة وقيادة المشروع الوحدوي العربي، بلا جدال. كما أدان العدوان الثلاثي الإمبريالي واصفًا إياه بالبلطجة الأمريكية.
ـــــــــــــــــ
ثم ختم أ. أحمد عز الدين: (المحاضر)،
بالتأكيد على أن الحديث عن النخبة لابد أن يكون منضبطًا. فهناك نوعان للنخبة: نخبة مسيطرة متوائمة مع المتغيرات، ونخبة متنحية، ولكن هناك من يصر على التمسك بالمبادئ والتمسك بمشروع وطني دائمًا هو ملك الشعب، وهؤلاء رغم أنهم قلة، إلا أن وزنهم كبير لدى الجماهير.
ـــــــــــــــــ
وانتهت الندوة في الساعة الثامنة مساءً بعد ثلاث ساعات..
* * *
الأمين العام المساعد للتجمع
والمنسق العام بالقاهرة
القاهرة في: 15/4/2018م
أ.د. جمال زهران

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

الانتخابات الأمريكية.. هل تنبأ برنامج “عائلة سيمبسون” بنتيجتها؟

RT : ثبت أن برنامج “عائلة سيمبسون” يتمتع بقدرة خارقة على التنبؤ بدقة وبشكل صادم …