بقلم نور الدين ابو لحية :
ليعذرني القراء الكرام على هذا الوصف، لكني بعد بحثي في القاموس العربي لم أجد ألطف منه، ولا أحق به منه.. فهو قذارة بكل الاعتبارات..
ذلك أنه ببرنامجه الشيطاني الخبيث في تلك القناة الشيطانية الخبيثة، يمثل دور المصارع للثيران، أو المحرش بين البهائم، أو ذلك الشيطان الرجيم الذي لا يستريح إلا إذا سمع السباب والشتائم والصراع، ويستريح أكثر إذا تحولت الشتائم إلى لكمات أو عنف أو أي شيء مؤلم وقبيح.
كان في إمكانه ـ لو كان طيبا، وصاحب نية صالحة ـ أن يجعل من برنامجه وسيلة للبحث في المشتركات، فيدعو الخصوم ليصلح بينهم، ويبحث عن المشتركات لينطلق منها لتصحيح المختلف فيه، كما هو شأن المسالمين والطيبين.. لكنه لم يفعل ذلك لأن شيطانه الرجيم لا يرتاح لذلك؛ فالشيطان لا يحب إلا الصراع.
وليت الأمر وقف عنده.. بل إن منهجه ولد في واقعنا آلافا .. بل عشرات الآلاف من النسخ المستنسخة منه.. والذين تجد الزبد يتطاير من أفواههم، وهم يحارون مخالفيهم بكل وقاحة وسوء أدب.
وعندما حلت الفتن بسورية لم يجد القائمون على الحرب الناعمة مثله وسيلة لإشاعة الخصام، والدعوة إلى الصراع؛ فكان يستعمل كل وسائل الكذب والخداع، ليضرب بلده، ويشوهها، مع أنه يعيش في بلاد لا تزال أنظمتها مستمدة من قوانين القبيلة البدائية.. لكنه لم يتحدث عنها، بل يكتفي فقط بدعوة الشعوب إلى إثارة الفتن في البلاد التي تختلف مع شيوخ القبائل الذين آووه وأطعموه وبنوا له القصور، وسلموه الأموال، ليسلمهم كرامته وإنسانيته، ويصبح مجرد حمار يركبونه متى شاءوا، ويستعملونه في حمل أي قذارة شاءوا.