فی رحاب مبعث النبی صلى الله عليه وآله وسلم

عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وبشيرا للناس أجمعين ، وكان الله تبارك وتعالى ، قد أخذ الميثاق على نبی بعثه قبله بالإيمان به ، والتصديق له ، والنصر له على من خالفه يقول الله عز وجل مخاطبا النبی صلى الله عليه وآله وسلم

بعث سید الکائنات وعصارة الموجودات بالرسالة فی السابع والعشرین من رجب والمصادف مع یوم عید نیروز فی سن الأربعین عاماً فی غار حراء. نزل علیه جبرائیل قائلاً: «اقرأ بِاسْمِ رَبِّک الَّذى خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ مِن عَلَق» إلى خمس آیات ثم أبلغه الوحی الإلهی بالنبوة. فی الوقت الذی کانت تحیط به الأنوار الجلالیة نزل النبی (صلى الله علیه وآله) من غار حراء ولما وصل الى منزله أضاء البیت، واستنار بنوره. سألته خدیجة (علیها السلام) یا محمد ما هذا النور الذی أحاط بک؟ أجابها النبی (صلى الله علیه وآله): هو نور النبوة قولی: لا إِلهَ إِلّا اللّه مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه، قالت ذلک خدیجة (علیها السلام) وآمنت بالنبی (صلى الله علیه وآله). ثم قال النبی (صلى الله علیه وآله) أحس فی جسمی برداً فآتینی بثوب ألتحف به. التحف النبی ثوبه ونام. جاء النداء من قبل الحق تعالى: «یا أَیُّها الْمُدَثِّرُ * قُمْ فَاَنْذِرْ* وَ رَبَکَّ فَکَّبِرْ.»

وباتفاق الفریقین ان أول من لبى دعوة النبی (صلى الله علیه وآله) وآمن به من الرجال أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب الذی کان فی العاشرة من عمره المبارک او الثانیة عشر.

لقد استمرت دعوة النبی (صلى الله علیه وآله) السریة فی دعوته للناس ثلاث سنوات. فی هذه المدة آمن قلة معدودة بالنبی (صلى الله علیه وآله) وبعد مضی ثلاث أعوام على دعوته، جاء الأمر بإنذار العشیرة الأقربین، عندها استدعى النبی (صلى الله علیه وآله) عشیرته وأحضر لهم مائدة ثم عرض علیهم أمره وأظهر لهم بنبوته وشأنه. فسکت القوم جمیعهم ولم یجبه أحد تألم أمیر المؤمنین من هذا الصمت ونهض قائماً وهو غضبان وقال: أنا أوازرک یا رسول الله على هذا الأمر فجاءه نداء الحق اجلس فأنت أخی ووزیری ووصیی ووارثی وخلیفتی من بعدی فقام القوم ساخرین مستهزئین فجاء النداء من الحق تعالى: فاصْدَعْ بِما تُؤمَرْ وَ أعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکینَ إِنّا کَفَیناکَ الْمُسْتَهْزِئینَ،

فصاح النبی (صلى الله علیه وآله) جاهراً بصوته فی السوق قائلاً: أیها الناس قُولُوا لا إِلهَ إِلّا للّهِ تُفْلِحُوا. فصاح أبو لهب عم النبی (صلى الله علیه وآله) تباً لک ألهذا جمعتنا وذهب خلف النبی (صلى الله علیه وآله) وهو یصیح بالناس لا تصدقوه انه کذاب ورمى بحجر خلف النبی (صلى الله علیه وآله) حتى جرحه. کان اکثر زعماء العرب متفقین مع أبی لهب.

لقد رأى النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) أذىً وألماً کثیراً من قومه لکنه صبر واستقام حتى أنه قال: ما أوذی نبی مِثْلَ ما أوذیت. (۱)

_____________________

۱ – حوادث الایام، صفحه ۱۵۸.

حديث دوت نت

About leroydeshotel

Check Also

في ذكرى مولده :نبذة عن حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)

شبكة الإمامين الحسنين(ع) : الأسرة الكريمة للامام الصادق (ع) إنّ اُسرة الإمام الصادق (عليه السلام) …