كشفت صحيفة “كالكيلست” الاقتصاديّة الإسرائيليّة، التابعة لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، كشفت النقاب عن اجتماعٍ مطولٍ، استمرّ حوالي أربع ساعات، جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، مع الملياردير الإسرائيليّ حاييم سابان، الذي قالت الصحيفة إنّه يُعتبر أكبر المتبرعين للجيش الإسرائيليّ، وأنّه جمع ثروته التي تُقدّر بـ4 مليارات دولار من عمله كمخرجٍ سينمائيٍّ في أمريكا.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إنّ اللقاء جاء بهدف بحث فرص إسهام الملياردير الإسرائيليّ، 73 عامًا، وهو من مواليد القاهرة، في تدشين مشاريع فنيّةٍ وثقافيّةٍ في السعودية، مؤكّدة أنّ بن سلمان أبلغ سابان، خلال الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة بفرلي هيلز، على هامش زيارته الحالية للولايات المتحدّة، بأنّه يتوجب فتح عهد جديد في العلاقة بين إسرائيل والسعودية.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة، التي اعتمدت في تقريرها على موقع (The Wrap)، المختّص في شؤون الترفيه والتلفزيون، إلى أنّ بن سلمان استهدف من اجتماعه بسابان، الذي يحمل الجنسية الأمريكيّة أيضًا، مناقشة فرص إسهامه في تدشين مشاريع فنية وثقافية، على اعتبار أنّ الأخير قد جمع ثروة طائلة من خلال استثماره في مجال إنتاج الأفلام والمسلسلات، إلى جانب احتكاره أسهما في الكثير من المؤسسات الإعلاميّة في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتابعت “كالكيلست”، في تقريرها، أنّ لقاء بن سلمان وسابان، الذي استمر نحو أربع ساعات، تناول الدور الذي يمكن أن يقوم به الأخير كمستثمر في مجال الإنتاج السينمائيّ والإعلانيّ، في تدشين مشاريع ثقافية وإعلامية في السعودية، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ اللقاء بين الاثنين يأتي بعيد اتفاق السعودية مع شركة AMC، لتدشين دور سينما في أرجاء المملكة.
كما ذكرت أنّ بن سلمان أطلع سابان على مخططاته الهادفة إلى التقليص من وطأة القيود التي تفرضها التفاسير المتشددة للدين على المجتمع السعوديّ، مضيفةً أنّ ولي العهد السعودي أطلع المستثمر الإسرائيليّ-الأمريكيّ على رؤيته لمستقبل السعودية، وتأكيده على أنّه يسعى إلى تنويع المصادر الاقتصادية للمملكة، إلى جانب سعيه لتحويلها إلى مركز ثقافي.
من ناحيتها، قالت صحيفة (دي ماركر)، التابعة لمجموعة (هآرتس)، أنّ الأمير السعوديّ ابن الـ32 عامًا، أشار خلال اللقاء مع الإسرائيليّ-الأمريكيّ سابان، إلى أنّه حان الوقت للانتقال إلى حقبةٍ جديدةٍ في العلاقات بين المملكة والدولة العبريّة، ولكنّه، بحسب مصدرٍ مطلعٍ، أضاف أنّ التقارب بين الدولتين سيخرج رسميًا إلى حيّز التنفيذ فقط عندما يُسّجل تقدمًا مهمًا في مستوى العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، ورفض بن سلمان، الإفصاح أكثر عن رؤيته، كما أكّد المصدر عينه.
وأفاد الموقع الأمريكيّ نفسه صباح اليوم الأحد أنّ وليّ العهد السعوديّ التقى أمس السبت بالرئيسين الأمريكيّين السابقين: جورج بوش الأب وأيضًا الابن في بيت الأوّل، وأنّ بوش نشر تغريدةً على موقع (تويتور) قال فيها إنّه وابنه وجيمس بيكر، وزير الخارجية في عهد الرئيس بوش الأب، التقوا مع ولي العهد، الأمر الذي يؤكّد عمق العلاقات الوطيدة بين الشعبين الأمريكيّ والسعوديّ، على حدّ تعبيره. وحضر الاجتماع أيضًا الأمير خالد بن سلمان. يُشار إلى أنّ بوش نشر صورةً من اللقاء مع بن سلمان.
كما التقى محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر، وذلك في منزل بوش الأب بمدينة هيوستن.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس″، فقد أقيمت على شرف ولي العهد السعودي مأدبة غداء، دون ذكر تفاصيل عما دار من حديث خلال المأدبة.
هذا، ولم يلتق محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت يوم الثلاثاء 20 مارس، واستمرت لأسبوعين.
إلى ذلك، غادر ولي العهد السعودي، اليوم الأحد، إلى فرنسا في زيارة رسمية يلتقي خلالها بالرئيس إيمانويل ماكرون وبعدد من المسؤولين الفرنسيين الآخرين، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.