وأُعلن في مصر عن السماح بتصديرها رسمياً بعد انتشار أنباء ذبح الآلاف منها وبيع لحومها في داخل البلاد وتصدير جلودها خفية إلى الصين، كما تداولت وسائل إعلامية اختفاء 200 ألف حمار.
ويستهلك الصينيون منذ العصور القديمة مادة إيجياو، وهي عبارة عن جيلاتين مصنوع من غَلْي وتنقية جلد الحمير، وذلك لإنتاج المنشطات على شكل جرعاتٍ طبية. وتستخدم أيضاً وفقاً لصحيفة New York Times كمواد تساعد في تأخير الشيخوخة، وزيادة الرغبة الجنسية، ومنع العقم والإجهاض، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.
ومع نمو البلاد في التسعينيات والعقد الأول من هذا القرن، ازداد الطلب على المنتج، وقلَّت أعدادُ الحَمِير المطلوبة للزراعة والنقل. ونتيجةً لذلك، لم يكن هناك سوى 5 ملايين حمار في الصين عام 2016، بعد أن كان عدد الحمير 11 مليوناً عام 1990. ونظراً لأنَّ تكاثر الحمير ضعيف نسبياً، لم يعد لدى الصين ما يكفي من الحمير لإشباع عطشها لمادة الإيجياو.
لا يمكن التزييف
أحد الحلول هو تزييف المنتج، باستخدام جلد حيواناتٍ أخرى مثل الخنازير، لكن تُجري بعض شركات التصنيع الآن اختبارات الحمض النووي، للتأكد من أنَّ مادة الإيجياو حقيقية، والخيار الآخر هو الاستيراد من الخارج.
يضيف تقرير The Economist، أن أكبر مصادر الصين هي إفريقيا. ففي كينيا، ارتفع سعر الحمار بنسبة 325% خلال 6 أشهر العام الماضي. ومن عام 2011 إلى عام 2016، انخفضت أعداد الحمير بنسبة 60% في بوتسوانا، وبمقدار الخُمس في ليسوتو. لكن الدول في جميع أنحاء العالم تشهد نفس الأمر، ففي قيرغيزستان التي تقع على حدود الصين، وفي الهند كذلك، انخفضت أعداد الحمير بمقدار الخمس خلال عامي 2015 و2016 فقط. فضلاً عن أنَّ كولومبيا فقدت ما يقرب من عُشر الحمير، وفقدت البرازيل حوالي 5% خلال نفس الفترة.
وسجلت مصر العديدَ من حالات اختفاء الحمير، وقال مسؤول مصري في تصرحيات إعلامية سابقة، إن مديرية الطب البيطري بالقاهرة ضبطت أكثر من 120 جوالاً بها رؤوس ولحوم حمير في صحراء العبور والشروق (شرقي القاهرة) ، ليتم التحفظ عليها، ثم حرقها على الفور.
واستبعد المسؤول احتمالية بيع هذه اللحوم للمواطنين، موضحاً أنه ربما تم ذبحها للحصول على جلودها وبيعها للصين، قائلاً: “يصل سعره تصدير الجلود إلى 600 دولار، في حين أن سعر الحمار في مصر 200 جنيه فقط.
وأضاف: “وجود بقايا حمير مذبوحة مؤخراً كان بغرض الحصول على الجلود فقط، الصين مِسْتنِّيَه (تنتظر) جلود الحمير بتاعة مصر”.
وتُنقَل بعض الحمير في أميركا الجنوبية، وتسافر لأكثر من ألف كيلومتر للذبح، مما يدل على مدى اتساع حجم الطلب الصيني.
اللصوص والحمير
ويصعُب إلقاء اللوم على المزارعين الفقراء لبيع حميرهم، مقابل مبالغ جعلت قيمة استخدامها كحيوانات جرٍّ ضئيلةً للغاية، ولكن في كثيرٍ من الحالات لا يكون البائعون هم المالكين الفعليين.
إذ بدأ اللصوص في سرقة الحَمِير للاستفادة من الأسعار المرتفعة، تاركين المزارعين دون عُمَّالهم وكبار مساعديهم. واستجابةً لذلك، اتَّخذت حوالي 15 دولة تدابيرَ للحدِّ من تجارة الحمير، مثل رفض استخراج تصاريح التصدير.
في عام 2015، أصبحت باكستان أولَّ دولةٍ تحظر تصدير جلود الحمير، والآن تمنع العديدُ من البلدان الإفريقية، منها بوتسوانا، التصديرَ إلى الصين. وتُطالب مؤسسة Donkey Sanctuary الخيرية بالوقف الفوري لتجارة الحمير.
ونظراً لأنَّ مُنتج إيجياو يحظى بشعبيةٍ بين الطبقات المتوسطة في الصين، لا تستمع الحكومة الصينية لمثل هذه المطالب. وفي يناير/كانون الثاني، عزَّزت الصناعة من خلال تخفيض التعريفة الجمركية على واردات جلود الحمير من 5% إلى 2%.