ونشر السيد حسين الحسيني (38 عاما)، وهو عازف بيانو مُبدع وشاعر هاو، الفيديو لنفسه متحديا الصورة التقليدية لرجل الدين.
وقال لتلفزيون رويترز: “بسن الـ ١٤ طبعا، أنا كان عندي رغبة بتعلم الموسيقى بس ما سلطت ضوء عليها بشكل واضح ما بأعرف كيف السبيل إليها. فالوالد رحمة الله عليه هو بالصدفة شاف إحدى الفرق الإسلامية بالضاحية تعلن عن إقامة دورة لتعلم آلة الكيبورد، الأورج يعني، التحقت بالدورة”.
الدمج بين الدراسة الأكاديمية والحوزاوية
لكن صورة رجل مُعمم يرتدي زي رجال الدين الشيعة، ويعزف حتى ولو موسيقى كلاسيكية رزينة على البيانو، تعتبر خطوة غير مقبولة أبدا للبعض.
كما قال الحسيني: “كان هدفي التحق بالدراسة الدينية، كمان هدفي أدرس دراسة أكاديمية، يعني أحصل على دكتوراة بالإضافة إلى دراستي الحوزاوية، الرغبة هيدي أجت كرما لعز العمامة، وكان من الأساس إنه تظهر العمامة بشكل أكثر تحضرا وإنه هي مواكبة للعصر وما فيه مانع من الدمج بين الدراسة الأكاديمية والحوزاوية”.
وأردف قائلا: “من الأساس كان مخططي من طفولتي، والدليل يا اللي صار يعني المشهدية الموسيقية اللي أنا طرحتها لها علاقة بأصل نظرتي تجاه موضوع الدراسة الدينية، هي مش دراسة منعزلة عن العالم، منعزلة عن الناس، منعزلة عن أخواتها من الاختصاصات الأخرى العلمية”.
لعنة للعمامة
وقال السيد علي الحسيني السيستاني، المرجع الأعلى لشيعة العراق، وهو أيضا مرجعية لكثير من الشيعة اللبنانيين، إنه لا البيانو ولا الموسيقى الكلاسيكية حرام في الإسلام.
غير أن تصرف الحسيني قوبل باعتراضات وانتقادات على الإنترنت، وسمع أن بعض الزعماء الدينيين اعتبروا الفيديو الذي نشره بمثابة لعنة للعمامة.
ونشر الحسيني الفيديو أوائل شهر آذار / مارس الجاري على حسابه على موقع فيسبوك، وقال إنه حقق أكثر من عشرة آلاف مشاهدة في غضون ساعة واحدة.
هيبة رجل الدين
وقال الحسيني إنه لا يتفق مع الصورة القاتمة لرجال الدين المسلمين.
وأضاف: “أنا هدفي شي، وهدف المعممين بشكل عام النقيض، كيف؟. أنا هدفي إنه لما أشيل العمامة وأتصرف كإنسان عادي بدي أزيل هذا الحاجز بيني وبين عامة الناس، بين قوسين عامة الناس لأنه المفروض أنا كمان من عامة الناس”.
وأيضا: “هم يريدون أن يبقى هذا الحاجز لتبقى هيبة رجل الدين وشأنيته وبيصرحوا بهذا الكلام. أنا رافض إنه يكون لرجل الدين هيبة من خلال الثياب، إن كان لا بد من هيبة فالمفروض يصنعها رجل الدين من خلال تقواه وخلقه الحسن وبس (فقط)”.
وإضافة إلى الموسيقى، عادة ما ينشر الحسيني قصائد حب يكتبها بنفسه، كما أنه يكتب كلمات أغنيات جماعة حزب الله التي تشيد بالحزب الموالي لإيران ومقاتليه.