واضاف هناك الكثير من الاحاديث بينها الائمة (عليهم السلام) ان هذا الأمر وهم خاطئ فلابد ان نرفع هذا الوهم ولابد ان يكون لدينا التصوّر الحقيقي الذي اراده اهل البيت (عليهم السلام) في بيان حقيقة الانتماء لأهل البيت وكيف نجسّد صدق الإدعاء..
وتابع الكربلائي بقوله “هل يكفي مجرد الادعاء باللسان انني من شيعة ومن محبي اهل البيت هل يكفي مجرد اعلان الحب هل يكفي مجرد المشاركة في المناسبات التي تُظهر الفرح لأفراحهم والحُزن لأحزانهم ؟! هل يكفي مجرد أداء الصلاة والصيام وبعض العبادات وهل يكفي مجرد الزيارات للائمة عليهم السلام؟ هل يكفي هذا بأن نقول نحن من المنتسبين حقّاً والمنتمين صدقاً لأهل البيت أم ان هناك أمر اعمق وابعد بكثير من مجرد هذه الأمور..
واشار “لقد ذكر الائمة (عليهم السلام) مجموعة من المواصفات والمقومات لو اجتمعت حينئذ سيرتقي الانسان الى حقيقة وجوهر التشيع لأهل البيت (عليهم السلام)، اذا اذا اتى ببعضها وترك البعض الآخر أما لعدم معرفته او لغفلته او لاعتقاده ان هذا البعض الذي يأتي به هو الأهم والبعض الآخر ليس بمهم فإنه ليس حقيقة من شيعة اهل البيت (عليهم السلام)..
وذكر ممثل المرجعية بقوله “ايها الاخوة والاخوات فليعرض كل واحد منكم سيرته وصفاته واعماله على هذا الحديث ولينظر هل اجتمعت فيه هذه الصفات حتى يمكن ان يدعي انه من شيعة اهل البيت ومن اتباع اهل البيت حقاً أم ان هذا مجرد ادعاء باللسان ومجرد حب وعاطفة بالقلب لا ترتقي الى مستوى الالتزام العملي الذي اكد عليه اهل البيت (عليهم السلام)..مبينا ان الامام الباقر (عليه السلام) وبقية الائمة (عليهم السلام) اهتموا كثيرا بتحديد مقوّمات ومواصفات مفهوم التشيّع من خلال ذكر هذه المواصفات في روايات كثيرة نقلها اصحاب الائمة (عليهم السلام):
عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ لِي: يَا جَابِرُ، أَيَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَاللَّهِ، مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ، وَالتَّخَشُّعِ، وَالْأَمَانَةِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، وَالصَّوْمِ، وَالصَّلاةِ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ، وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ، وَالْغَارِمِينَ، وَالأَيْتَامِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، وَكَفِّ الأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلا مِنْ خَيْرٍ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ.
قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهَذِهِ الصِّفَةِ.
الامام الباقر (عليه السلام) يقول التفتوا لدى الكثير منكم توهّم خاطئ وهذا التوهم الخاطئ لو بقيَ له آثار خطيرة:
1- له اثار على سيرة ومنهج عمل شيعة اهل البيت الذي يجب ان يتجسد على ارض الواقع في سيرة اتباع وشيعة اهل البيت عليهم السلام.
2- لو بقيَ هذا التوهّم فإنه سينعكس سلباً على سمعة مذهب اهل البيت (عليهم السلام).
واضاف الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان هناك مجموعة من المواصفات تجسّد حقيقة الانتماء الحقيقي لأهل البيت (عليهم السلام) عبادة واخلاق وتكافل اجتماعي والرحمة في قلوب المؤمنين والامانة وصدق الحديث وهكذا مجموعة من الامور والنظم ومجموعة من مناهج الحياة لو التزمتم بها حينئذ ستكونوا من شيعة اهل البيت (عليهم السلام)..
وبين في مجمل كلامه بقوله “انت تصلي وتصوم وتقيم المجالس ولكن تغتب الناس.. لست انت في مقام التشيّع، انت تصلي وتصوم وتظهر الفرح في افراح اهل البيت وتحزن في احزانهم ولكن لديك نميمة او لديك كذب او افتراء او شتم او سب او مجموعة من الاخلاق البذئية.. لست انت في مقام التشيّع..انت محب او موالي (نعم) ولكن لست في مقام التشيّع..
وذكر ايض قول الامام (عليه السلام): (فَوَاللَّهِ، مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ، وَالتَّخَشُّعِ، وَالْأَمَانَةِ…)
وتابع الشيخ الكربلائي لاحظوا يعني ان الشيعي الحقيقي صارت صفة التواضع والتخشّع والامانة وباقي الصفات.. صفات معروف بها وثابتة لديه وراسخة عنده فهو تراه دائماً في حال التواضع لا انه في بعض الايام متواضع وفي ايام اخرى متكبر.. وهكذا في بقية الصفات من حفظ الامانة وصدق الحديث..
واشار ان”الانبياء بأجمهم بُعثوا من اجل الامانة وصدق الحديث فيجب حفظ الامانة حتى لو كان الانسان باغياً او فاجراً او فاسق هناك امانة منه لديّ احفظ هذه الامانة.. هذه امانة المال..وهناك امانة الأسرار ففي المهنة او العمل الذي اقوم به فيه اسرار فعليَّ ان احفظ الاسرار من الاعداء ومن الاخرين الذي يضرون بهذا العمل وهذا التوجّه ان كُشفت لهم هذه الأسرار..
واشار بحديثه ان الانسان المؤمن عرضه وسمعته امانة لديّ عليَّ ان احفظها.. وهناك امانة المهنة والوظيفة المكلّف بها..مذكرا بقول الامام الصادق (عليه السلام): (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلوات كيف محافظتهم عليها، وإلى أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدوِّنا، وإلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها).
وتابع ان الشيعي الصادق والحقيقي هو الذي يعتبر اخوانه شركاء له في ماله فاذا كانوا من اصحاب الحاجة خصوصاً جيرانه وارحامه واصدقائه بادر هو الى رفع حاجتهم ولا يضطرهم الى السؤال واراقة ماء وجههم حتى يطلبوا منه شيئاً من ماله.. والشيعي الصادق في تشيّعه هو الذي يقدِّم الآخرين على نفسه..الشيعي هو الذي تطهّر لسانه وارتقى بذكر الله تعالى وطهره من هذه الآفات وهي آفات اللسان..
وختم بقوله نسأل الله تعالى ان يوفقنا للالتزام والاتعاظ بهذه الاحاديث والارتقاء بهذه الصفات انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
النهایة