نيويورك تايمز: أحلام ابن سلمان بغزو إيران كرتونيا (شاهد) واللوحة التي عرضها ترامب على بن سلمان

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا للكاتب ديفيد كيرباتريك، حول فيلم كرتوني عن احتلال السعودية لإيران، تحت عنوان “حلم ولي العهد؟ السعودية تحتل إيران، لكن عبر سي جي أي”.

ويقول كيرباتريك إن حرب السعودية مع إيران أصبحت كرتونية الآن، مشيرا إلى شريط أصدرته مجموعة قريبة من الحكومة السعودية، يكشف عن ترسانة السعودية، وهي تقوم باحتلال عدوتها الإقليمية إيران.

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان ظهر في الشريط وهو جالس في غرفة قيادة في الرياض، ويقوم بتوجيه القوات السعودية الغازية، ويقوم بمشهد تلو آخر، بإصدار الأوامر لنظامه الصاروخي ليحطم العدوة ويسحقها، وتنجح قواته أخيرا بحشر قائد لواء القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي يبدو مرتجفا ومستسلما، ويحتفل سكان طهران، ويرحبون بالمحرر السعودي، ويرفعون صور الأمير ابن سلمان.

وتلفت الصحيفة إلى أن الشريط الكرتوني ظهر أول مرة في كانون الأول/ ديسمبر، وحقق 1.2 مليون مشاهدة، ويقدم صورة حية عن الموقف السعودي المتشدد تجاه المنافس الإقليمي، وهي إيران، مشيرة إلى أنه موقف بدا واضحا منذ صعود الأمير محمد بن سلمان، أو كما يعرف في الغرب بـ”أم بي أس”، الذي يعد الابن المفضل للملك والمستشار الأبرز له.

ويتساءل الكاتب عما إذا كان الفيلم نوعا من السخرية الجادة، ويجيب أن الفيديو ظهر أولا على “يوتيوب”، وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “قوات الردع السعودية”، مشيرا إلى أن المجموعة رفضت الإجابة على سؤال حول هويتها من خلال حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وينقل التقرير عن مسؤول في السفارة السعودية في واشنطن، قوله إن الحكومة لا علاقة لها به، فيما كتب البروفيسور برنارد هيكل من جامعة برنستون تعليقا، تحدث فيه عن التحديات التي تواجه ابن سلمان، وأشار في رسالة إلكترونية للصحيفة إلى أن الإيرانيين “ربما صنعوا الفيلم ليظهروا السعوديين بمظهر البلهاء”.

وتستدرك الصحيفة بأن خبراء ومراقبين قالوا إن الفيلم الكرتوني يكشف عن معرفة داخلية بتفاصيل السلاح السعودي والإيراني، لافتا إلى أن الفيلم ظهر باللغتين العربية والإنجليزية، مع ترجمات باللغات العبرية والفارسية والروسية والتركية والماندرين ولغات أخرى، ما يعني أن الفريق المنتج للفيلم حصل على مساعدة فريق من اللغويين والمترجمين.

ويفيد كيرباتريك بأن وسائل إعلام سعودية مرتبطة بالديوان الملكي، مثل صحيفة الرياض والسبق، وصفت الفيلم مباشرة بأنه يصور حقيقة القوات السعودية المسلحة، قائلا: “لم تكن الصحف السعودية لتروج له دون تصريح من ولي العهد نفسه”.

ويورد التقرير نقلا عن المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” بروس ريدل، تعليقه قائلا: “هذا يمثل كيف يرى نفسه أو يريد النظر إليه.. ويشير إلى أن جزءا من محمد بن سليمان يعيش في الخيال، ولو كان يؤمن حقيقة بهذا فنحن على طريق قد يكون مدمرا”، فيما أشار باحثون آخرون إلى أن أحد المقربين له ربما كلف فريقا بإعداد الفيلم له ليتملق له.

وتكشف الصحيفة عن أن محمد بن سلمان من المعجبين بأفلام الكرتون وألعاب الفيديو، حيث أنشأت مؤسسته الخاصة شركة إنتاج اسمها “مانجا” لإنتاج أفلام كرتونية على الطريقة اليابانية عن السعودية وثقافتها، وعين الأمير سعود القحطاني مديرا لمركز الدراسات وشؤون المعلومات، الذي يقوم بشن حملات ضد المنافسين الإقليميين، ويدافع عن السعودية ضد هجمات إلكترونية.

وينقل الكاتب عن المعارض السعودي جمال خاشقجي، الذي كان حتى سنوات قليلة صحافيا بارزا في صحيفة سعودية رسمية، قوله إن سعود القحطاني “يعيش في عالم افتراضي”، ويقود “جيشا من الذباب الإلكتروني”، وأضاف خاشقجي: “إنهم يقومون بخلق عالم افتراضي تظهر فيه السعودية قوة عظمى، و(أم بي أس) أكثر الزعماء شعبية.. وبالطبع هذا كله بموافقة منه”.

وبحسب التقرير، فإن الشريط يظهر وصفا دقيقا للترسانة العسكرية السعودية، باستثناء مثالين: فالدبابات التي قدمت على أنها “أبرامز أم 1 أس” بدت كأنها نسخة قديمة عن دبابة “باتون أم60″، ولا تملك السعودية السفن لتنقلها إلى إيران.

وتختم “نيويورك تايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول الباحث البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن دوغلاس باري: “لدى السعوديين قدرات برمائية محدودة.. لا يملكون القدرات الواسعة لشن عمليات برمائية كبيرة”.