أكد عدد من الخبراء أن بوركينا فاسو من أكثر بلدان القارة السمراء، التي تتواجد فيها تنظيمات إرهابية، خاصة تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي طالما توعد بشن هجمات على القوات الفرنسية هناك.
وقال محمد محمود، أستاذ علم النفس السياسي بجامعة حلوان، إن التنظيمات الإرهابية، سواء كانت داعش أو القاعدة، تستهدف الدول الأفريقية ومنها بوركينا فاسو، لأن بها قواعد فرنسية.
وأضاف محمود أن التنظيمات الإرهابية بصفة عامة وتنظيم القاعدة بصفة خاصة، تعلن الحرب على جميع القوات الأوروبية وتعتبرهم مستعمرين، خاصة فرنسا لأنها استعمرت عددا كبيرا من دول القارة السمراء، وحتى هذه اللحظة، تتغلغل بشكل كبير فى هذه الدول، وهذا الأمر يزعج تنظيم القاعدة الإرهابي، لذلك يشن هجمات كثيرة على القواعد العسكرية الفرنسية هناك.
وتابع: دول أفريقيا الفقيرة تفتقر أيضا للأمن، لذلك تتمركز فيها القاعدة، كما أن التنظيم يستطيع من خلال تمركزه في بوركينا فاسو ودول القارة السمراء، أن يتحرك بسهولة، ويجند عناصر إرهابية كثيرة.
وأشار أستاذ علم النفس السياسى بجامعة حلوان، إلى أن عددًا من التنظيمات المتشددة قامت بعمل اندماج مع تنظيم القاعدة في بوركينا فاسو ودول أخرى مجاورة لها، مثل جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، لمواجهة فرنسا.
واستطرد: «فرنسا لن تستطيع بسهولة السيطرة على تحركات الجماعات الإرهابية في بوركينا فاسو والدول الأفريقية الأخرى، لأن عناصر هذه الجماعات يتواجدون في أماكن صعب الوصول إليها، ويتخفون في الأدغال والجبال، والقوات الفرنسية لا تستطيع أن تصل إلى هذه المناطق لأنها تمثل خطرًا عليهم، وفي حال ذهابهم إليها سيتعرضون لهجمات من قبل تلك الجماعات».
وأكد «محمود» أن بوركينا فاسو مثلها مثل أي دولة أفريقية فقيرة وضعيفة سياسيًا، لذلك تكون دائمًا هدفًا للجماعات المتطرفة، خاصة تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي استطاع خلال السنوات السابقة تجنيد عناصر إرهابية كثيرة له، كما أن تنظيم «داعش» الإرهابي يتعاون في الوقت الحالي مع تنظيم القاعدة في القارة السمراء.
ولفت إلى أن «تنظيم القاعدة الإرهابي يستغل عدم وعي الأشخاص الذين دخلوا في الإسلام حديثا، ويقوم بزرع الأفكار المتطرفة في عقولهم، وهؤلاء الأشخاص يستجيبون بسهولة لتلك الأفكار»، مشيرًا إلى أن التحركات الإرهابية المريبة، التي تحدث في بوركينا فاسو، لها تأثير خطير على البلدان الأفريقية المجاورة، لذلك يجب على الأجهزة الأمنية في البلدان المجاورة، أن تكون حذرة للغاية، حتى لا تشكل هذه الجماعات خطرًا عليها.عبدالشكور عامر، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية ومن جانبه أكد عبدالشكور عامر، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن التنظيمات الإرهابية المتواجدة في بوركينا فاسو جاءت من عدة دول منها مالي وتتبع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأضاف عامر أن تنظيم القاعدة الإرهابي يعتبر فرنسا دولة مستعمرة، وهدد زعيم القاعدة أيمن الظواهرى أكثر من مرة باستهدافها.
وتابع: «التنظيمات الإرهابية في بوركينافاسو أعلنت أنها بايعت أيمن الظواهري، وأجبرت أيضًا تنظيمات إرهابية متواجدة في مالي والنيجر على مبايعة التنظيم الإرهابي وأوضح، أن اندماج التنظيمات المتشددة في بوركينا فاسو مع القاعدة، جاء عقب تعزيز الجيش الفرنسي تواجده في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية وجدت في بوركينا فاسو الملاذ الآمن لها، لذلك القاعدة تتمركز هناك، وبقوة».
يذكر أن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تتواجد في شمال مالي، تبنت الهجمات الدامية في بوركينا فاسو في ٢ مارس الجاري، التي استهدفت مقر القوات المسلحة، وأيضًا السفارة الفرنسية هناك، ما أسفر عن مقتل 28 شخصًا وإصابة حوالي 100 آخرين.
وبررت الجماعة الهجمات بأنها انتقام من عملية عسكرية شنتها فرنسا في شمال شرقي مالي في ١٥ فبراير الماضي، وأسفرت عن مقتل عدد من قادتها.
يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.