قبل ساعات من توجهه إلى الولايات المتحدة الأميركية، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنه إذا عاش لخمسين عاماً فالمتوقع أن يحكم البلاد، وأضاف “ولن يُوقفني شيء إلا الموت”، متعهداً بالقضاء الكامل على “ما تبقى” من فكر جماعة الإخوان المسملين.
هجوم على الإخوان و”الصحوة”
وقال بن سلمان في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي إن بي إس نيوز الأميركية، نشرت قبل ساعات من سفره إلى أميركا، إن المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائياً” بحسب ما نقل موقع بي بي سي.
المقابلة التي نشرت مساء الأحد 18 مارس/آذار 2018، أكد فيها بن سلمان أنه لا توجد دولة في العالم تقبل تعرض نظامها التعليمي لـ”غزو من أي جماعة متطرفة”.
وشن بن سلمان هجوماً على ما يعرف بتيار “الصحوة، وقال إنه هيمن على البلاد منذ نحو 30 عاماً، مشيراً أيضاً إلى أن زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن أحدث شرخاً بين الشرق الأوسط والغرب.
وقال إن السعوديين قبل العام 1979، كانوا يعيشون حياة “رائعة وطبيعية”، مثل بقية دول الخليج، ضارباً أمثلة، بأن النساء كن يقدن السيارات، وكانت هناك دور للسينما.. لكن بعد عام 1979، كان هناك إسلام متشدد وغير متسامح في المملكة”، معتبراً أنه وأبناء جيله كانوا “ضحايا” لذلك الفكر.
وأضاف ولي العهد السعودي أن السلطات ستنشر في أسرع وقت ممكن معلومات عن المعتقلين ليدرك العالم ما تقوم به حكومة السعودية لمحاربة التطرف.
حملته للتغير في المملكة
وتطرق ولي العهد السعودي للحديث عن التغيرات التي يقوم بها في المملكة، فقد أكد بن سلمان أنه لا توجد نصوص شرعية تفرض على النساء ارتداء العباءة وغطاء الرأس الأسود.
وفيما يتعلق بالمرأة وحقوقها في السعودية، أكد بن سلمان ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة قائلاً “جميعنا بشر ولا فرق بيننا”.
وأوضح بن سلمان أنه يعمل على إطلاق مبادرة ستبدأ في المستقبل القريب لتقديم تشريعات تضمن المساواة في الرواتب بين المرأة والرجل”.
يذكر أن السعودية قامت خلال السنة الماضية بحملة تغيير واسعة، فسمحت للنساء بأمور كانت محظورة عليهن لعقود، أبرزها السماح للمرأة بقيادة السيارات، الذي من المقرر أن يبدأ العمل به في يونيو/حزيران المقبل، علاوة على حضور النساء مباريات كرة القدم في الملاعب السعودية.
هاجم إيران
وعن إيران، أكد ولي العهد السعودي على أن بلاده ستطور قنبلة نووية إذا قامت إيران بذلك، واصفاً المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بأنه “هتلر جديد”، ومتهماً طهران بأنها تحمي عناصر تنظيم القاعدة.
وقلل بن سلمان من شأن إيران قائلاً: “إيران ليست منافسة لنا، فجيشها ليس ضمن أكبر 5 جيوش بالعالم الإسلامي، كما أن اقتصادنا أكبر من اقتصادها”.
وأضاف “قلت إن خامنئي هو هتلر الجديد لأنه يريد التوسع وينفذ مشروعه الخاص في الشرق الأوسط كما هتلر في زمنه”.
واتهم بن سلمان إيران بأنها “تحمي عناصر القاعدة وترفض تسليمهم للعدالة وتأوي الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة وهو نجل أسامة بن لادن”، مشيراً إلى أن أسامة بن لادن سعى لإحداث شرخ بين الشرق الأوسط والغرب، وبخاصة السعودية والولايات المتحدة.
قبل ساعات من لقائه ترامب
وتأتي هذه المقابلة قبل ساعات من لقاء بن سلمان بالرئيس الأميركي، حيث يتوقع أن يعمق الرئيس البالغ من العمر 71 عاماً العلاقة الدافئة أصلاً والودية مع ولي العهد النافذ (35 عاماً).
لكن من المتوقع أن يتطرقا كذلك إلى التطورات الرئيسية في السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي مثل رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة والاعتقالات غير المسبوقة التي طالت العشرات بينهم أمراء ووُصفت بأنها حملة تطهير عالية المستوى ضد الفساد إلى جانب انخراط الرياض عسكرياً في اليمن والأزمة مع قطر.
لكن بن سلمان مدرك لهذا الأمر، فدافع في المقابلة التي بثتها الشبكة الأميركية عن حملة التطهير هذه، وقال “ما فعلناه كان ضرورياً للغاية. كل شيء تم وفقاً للقوانين المطبقة”.
ووفقاً لولي العهد، فإنّ هذه الحملة سمحت بـ”استرداد أكثر من 100 مليار دولار”، مشدداً على أن “الهدف منها ليس المال، وإنما معاقبة الفاسدين الذين انخرطوا في صفقات فاسدة وإرسال إشارة واضحة بأن كل من يختار الفساد سيُحاسب”.
هاف بوست عربي