شفقنا :
قبل 15 عاماً من هذا الشهر، قادت الولايات المتحدة حرباً داميه على العراق كجزء من جهودها المستمرة لضمان البؤس الدائم للأمة العراقية.
وبالرغم من وقوع المجازر، كانت هناك نتائج اخرى ومازالت تلقي بظلالها على الوضع العراقي الراهن. وحين عمّت الفوضى الأمريكية في العراق استشهد الصحفي البريطاني المخضرم باتريك كوكبيرن حين قال “بعد فترة وجيزة من استيلاء مسؤولي الاحتلال الامريكي على قصر صدام حسين وسط بغداد، اصاب انسداد في مراحيض قصور صدام حسين التي اتخذها الامريكيون كمقرات لهم، وبدأوا الامريكان بشحن مراحيض متحركة وتركيبها في حدائق القصر”.
من الواضح ان الامريكيين لم يتمكنوا من قراءة تقاليد حمامات الشرق الأوسط، وادركوا ان التغوط في اجزاء كبيرة لا يرافقه كميات كبيرة من ورق التنشيف.
في حين ان مثل هذه الصور كانت بلا شك مجازية التعبير، نظراً للغرائز التي تنتقل لسياسية الولايات المتحدة في المنطقة، فان تداعيات الحرب على العراق كانت سامة وبطرق مدمرة اكثر من المعتاد.
لنأخذ مثال على ذلك، مقال للصحفي كوكبيرن في عام 2012 المنتشور بصحيفة الاندبندنت البريطانية جاء بعنوان “تراث سام للهجوم الامريكي على الفلوجة”. ووصف الصحفي البريطاني الأحوال في الفلوجة بالأسوأ من هيروشيما، واوجز في تقريره زيادة اصابات المدنيين في امراض السرطان والتشوهات والعيوب الخلقية وازدياد معدل الوفيات إثر الهجوم الامريكي.
ومن المؤكد ان الجيش الامريكي احد اكبر الملوثين في الكوكب بأسره، فالجيش لم يغب ابداً عن الاعتراف بإشباعه البيئة بالمواد السامة التي لها تداعيات على كل من الصحتين البيئية والبشرية، بما في ذلك صحة قدامى المحاربين .
ووفقاً للعالم مورغان سافهاني، وهو عالم مختص في السموم الحائز على جائرة في ولاية ميشيغن فإن “حوالي ستة مليارات من الرصاص التي تم إطلاقها في العراق ادت الى تلوث البيئة العامة والمعادن السامة”.
الترسانة العسكرية الامريكية تمتد الى ما هو أبعد من الأسلحة التقليدية والقنابل. ففي عام 2012، كتب روبيرت فيسك عن عراقي يبلغ من العمر 14 شهراً يدعى سيف كان يحمل رأساً كبيراً الى حد زاد عن الحجم الطبيعي، وكان مصاباً بالعمى والشلل وغير قادر على البلع. مع ملاحظة ان الكثير من اللوم على زيادة العيوب الخلقية في الفلوجة لاستخدام الجيش الامريكي الفسفور الابيض هناك.
*وان نيوز